<%@ Language=JavaScript %>  صالح حسين حكايات فلاحية: مرحبتين... ومرحبتين وأهلا!

 

 

حكايات فلاحية: مرحبتين... ومرحبتين وأهلا!

 

 

 صالح حسين

 

 

تنويه: أكثر من قناة فضائية، صحيفة، موقع ألكتروني أخباري، وكالة أنباء...مثل: القدس العربي، الموسوعة الحرة، ( YouTube)، المجموعة 73 مؤرخين، موقع شكوماكو، منتديات بغدادي، دنيا الوطن، وكالة المدى برس ...الخ، تناولت الموضوع أدناه بـ(طريقة - قصة ) ما، ولكن سواءً اتفقت أم اختلفت التحليلات تبقى ( خيانة الوطن ) جريمة... نذكر بعض ماجاء في هذه المقالات، وإضافاتنا القليلة والمختصرة :-

" في برنامجه ( الوجه الحقيقي ) واسع الشهرة، استعاد الصحافي الأسرائيلي ( أمنون ليفي)  بالقناة العاشرة ملابسات مأساة الطيار العراقي ( منير روفا - منير جميل حبيب ) الذي خان وطنه بهروبه  بطائرة  ( ميغ- 21 ) حيث كانت من أفخر الطائرات السوفييتية المقاتلة وقتها، من مطار مجاور لبغداد إلى مطار (حتسور) الإسرائيلي مقابل (50) ألف دولارا وراتب شهري له وأسرته...وحسب مانقلته القناة العاشرة استنادا إلى الأرشيف الإسرائيلي ومقابلات مع مسؤولين عسكريين سابقين، بدأ التفكير بالعملية في لقاء جمع قائد سلاح الجو في حينها ( عازر وايزمان) مع رئيس الموساد (مائير عميت ) في نيسان/ ابريل 1965.

في الرابع عشر من شهر آب عام 1966 طار ( روفا ) بطائرة الميغ (21 ) التي كانت وقتها مصدر رعب ، لكنه سرعان ما اضطر للهبوط بسبب عطل تقني، وبعد يومين طار بها وخلال ساعة كان قد وصل من بغداد إلى إسرائيل، مسافة ألف كيلومتر، وكانت تنتظره طائرتا ميراج إسرائيليتان قادهما الطياران ( ران بوكر) و( شموئيل شيفر) اللذان لم تتم مشاطرتهما بالسر، واقتصرت مهمتهما على مرافقة الطائرة العراقية إلى مطار حتسور العسكري.

ومن أجل تمهيد لقاءات تسبق التنفيذ، توفير تبريرات لسفره خارج العراق حيث استغلال مرض شقيقة زوجته وحاجتها للعلاج في أوروبا فقدم طلب إجازة من الجيش لمرافقتها لأنه يتقن الترجمة من الإنكليزية. وحصل اللقاء الأول مع الطيار العراقي في أحدى مقاهي أثينا، وكان رئيس الموساد بنفسه يجلس على طاولة مجاورة ليعاين بنفسه الهدف الاستخباراتي، وخلال اللقاء معه كشفوا له أن الحديث يدور عن الموساد وعن تهريب الطائرة لإسرائيل وعرض عليه مبلغ من المال يقال إنه (50 ) ألف دولارا. وكان مندوبو الموساد مخولين لمضاعفته لكنه رضي بما عرض عليه، واتفق مبدئيا على الصفقة، وعلى ضرورة إبقائها طي الكتمان الشديد. وفي لقاء لاحق تم إقناع ( روفا ) بزيارة إسرائيل كي يتعرف على المكان وبالتنسيق مع قائد شعبة الاستخبارات الجوية ( شايكابراكات ) وقبل هربه مع الطائرة، هربت أسرته من بغداد إلى أوروبا في التاسع من آب/ أغسطس 1966 ويستذكر أحد قادة الموساد في البرنامج التلفزيوني أن زوجة الطيّار أعلنت عن بيع محتويات وأثاث بيتها، وبتصرف غير مدروس أن تكشف المؤامرة.

وتكشف القناة العاشرة أن زوجة الطيار لم تكن تعرف بخطة زوجها وعندما صارحها أحد قادة الموساد في أوروبا بالموضوع كادت تصاب بانهيار عصبي، وعندما التقت زوجها فور هبوطه في إسرائيل لامته بشدة وسط صراخ مرتفع...سبقت عملية الإقلاع الأخيرة من بغداد تحضيرات تفصيلية مع الطيار واتفق معه على مسار الطيران وتخفيض ارتفاعه فوق الأراضي الأردنية هربا من جهازي الرادار السوري والأردني وعلى التنازل عن الصواريخ المقاتلة، أي التخلص من الصواريخ التي تحملها الطائرة، وهي فوق صحراء الأردن، لتخفيف حمولتها كي يكفيها وقودها لبلوغ الهدف مباشرة...أنتهت العملية بنجاح ومنحت إسرائيل لـ(روفا وزوجته وولديهما) جوازات سفر وهوية مزورة ووفرت لهم مرتبا شهريا وبيتا شمالي تل أبيب... وقال مسؤولو الموساد إن ( روفا ) ظل مكتئبا حتى مات بالسكتة القلبية داخل منزله في الشهر ذاته الذي تمت به عمليته (شهر آب/ أغسطس 1998).

قام وعلى الفور سلاح الجو الإسرائيلي على دراسة الطائرة وامتيازاتها وقدم لهم ( روفا ) مرشدا مكتوبا، حول خصائصها احتاط عليه قبل أن يقلع من بغداد، كما ساعد ( روفا ) في صيانة الطائرة وقام طيار التجارب بسلاح الجو الإسرائيلي (داني شبيرا) بقيادتها في رحلات تدريبية شملت مناورات للقتال بينها وبين طائرات معادية. واكتشف سلاح الجو الإسرائيلي أن الـ(ميغ 21 ) تتمتع بقدرات فائقة على المناورة وبسرعة هائلة لكن رؤية الطيار محدودة وهو بخلاف مقاتلات من نوع آخر لا يستطيع أن يرى كثيرا من الجوانب  والخلف. وتؤكد القناة العاشرة  وعلى لسان مسؤولين عسكريين إسرائيليين كثر تحدثوا بالبرنامج أن الميغ( 21 ) العراقية زودتهم بمعلومات حساسة وهامة جدا حول امتيازاتها وحول نقاط ضعفها، بعد ذلك سلمت إسرائيل الميغ 21 للولايات المتحدة لمعاينة أهم طائرة قتالية لدى جيش عدوها الأول،الجيش السوفييتي.

يشار هنا أن فيلما أمريكيا إسمه (سرقة السماء - Steal the sky) قد تناول قصة الطيار العراقي ( منير روفا)  الذي قال عنه (مائير عميت ) رئيس الموساد الأسبق إنه ضحية وبطل تراجيدي،  مشددا على أنه ظل يشعر بالخزي وتأنيب الضمير حتى انكسر قلبه ومات...وعن ذلك قدم الصحافي (أمنون ليفي ) موجزا البرنامج بقوله : كان منير روفا طيارا متألقا ومحترما بين أهله وفي وطنه وحتى في إسرائيل حظي باحترام، لكنه عندما كان ( يحدق- ينظر ) بالمرآة كان يرى ( خائنا ) وهذه مأساة كبيرة، فهذا ما شاهده أيضا ( ولداه وزوجته ) التي ماتت قبل عدة سنوات وتعرضت هي الأخرى لمقاطعة كل عائلتها وأقربائها ولذا فهي لم تسامحه يوما " إنتهى.

مشيجيخة: في صبيحة السادس عشر من آب عام 1966 كانت كلمة السر( مرحبتين... ومرحبتين وأهلا ) من أغنية الفنانة اللبنانية الراحلة (صباح ) تتردد في إذاعة ( تل أبيب) لعملية الموساد الأسرائيلي والرقم ( 007 ) وإذا كان الموساد الأسرائيلي يفتخر ويحتفل بـ( العملية ) أعلاه، حيث هبطت طائرة حربية، من طراز (ميغ - 21 ) من أفخر الصناعات ( السوفيتية ) أكثر تطوراً كان يملكها سلاح الجوي العربي في حينه!

نشرت مؤسسة ( المدى ) بتاريخ 11 / 1 / 2015 خبر عاجل مفاده: أن العملية رقم ( 008 ) قد تمت بنجاح، ربما تفتخر وتحتفل " مؤسسة المدى " بطريقتها!

لذلك نقول:على الحكومة العراقية، والعراقيين عموماً والوطنيين منهم على وجه الخصوص، على الأقل معرفة كلمة ( السر ) وتوثيقها للتاريخ !؟، وكما تعلمون، نحن نقترب من مرور( 49 ) عاماً على هروب الطيار العراقي العميل ( منير روفا - منير جميل حبيب )  بطائرة ميغ ( 21 ) إلى إسرائيل، التي لاتزال لحد اليوم موجودة في المتحف الأسرائيلي، مرفقة صورتها أعلاه + صورة منير ( روفا ) والمفارقة كان موته ( ندما ) على خيانته، والسؤال هو: هل يتعظ الخونه القدماء والجدد ويعودون الى رشدهم!؟  والحياة تقول: العميل ان عاش يعيش ذليلا مكسورا، وان مات يموت وحيدا منبوذا،  وفي هذا السياق نؤكد على أهمية الوعي الوطني، بعيداً عن بيع الذات رخيصة...وهنا تذكرت الشاعر الكبير، الذي يرقد في مدينتي النعمانية ( أبي الطيب المتنبي ) حين قال:

كُلُّ حِلْمٍ أتَى بغَيرِ اقْتِدارٍ... حُجّةٌ لاجىءٌ إلَيها اللّئَامُ!

مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ... مالجُرْحٍ بمَيّتٍ إيـلامُ!.

الكثير منا يحلم ( بمتنبي ) يثير القوة والأرادة في نفوس الشباب العراقي وخصوصاً من اليساريين الوطنيين، ويلقن العملاء من السياسيين دروسا في إرادة الشعوب وبناء أوطانها ومستقبلها.

مربط الفرس: المثل العربي  يقول: ( الكفن ماله جيوب) أي يذهب الأنسان إلى الآخرة، ويغادر الدنيا ولاشيء معه من حطام الدنيا، يعني ( لاسفير ولاسفارة) لايبقى معه إلا عمله ووطنيته.

المدى برس / بغداد: " استقبل رئيس مؤسسة المدى ( فخري كريم )  في منزله ببغداد يوم الاحد المصادف 11 / 1 / 2015، السفير الاميركي في العراق ستيوارت جونز، وعددا من دبلوماسيي السفارة. وجرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن الاوضاع الحالية في البلاد والمنطقة، حيث جرى التأكيد على اهمية التغيير السياسي الذي حصل في العراق، وما رافقه من برنامج حكومي للاصلاحات، ودور ذلك في صناعة مناخ مناسب داخليا ودوليا، يشجع على تظافر الجهود والتنسيق المطلوب لتطويق الارهاب الذي يضرب المنطقة والعالم. كما ناقش الجانبان الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للعراقيين، تسليحا وتدريبا وعلى المستوى الاستخباري، والذي كان له دور اساسي في مساعدة العراق على وقف تقدم الارهابيين وقطع خطوط امدادهم، باسناد من الطلعات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي. واكد الجانبان على اهمية تعزيز التقارب السياسي بين الاطراف العراقية بوصفه الخطوة المهمة في تخفيف الاحتقان الذي حصل في عهد الحكومة السابقة، وما لذلك من اثر في تطبيع العلاقات الاقليمية ايضا، وتكريس العراق كشريك مسؤول في امن المنطقة والعالم".

للتذكير وللتاريخ أيضاً نقول: ماعلاقة ( فخري كريم ) بالسفير والسفارة الأمريكية، وبأي صفة يستقبل ويودع، هل هو رئيس جمهورية،  رئيس وزراء،  رئيس برلمان، أو رئيس حرامية!؟...وعلى ما يبدو ( ضرط وزانها وضاع الحساب) لاحكومة ولاسيادة ولادستور! مثل حالة ( كريم ) ينطبق عليها المثل الشامي : نعنعتلّي زعترتلّك ولو مشمشمتلّي كنت لحّمتلّك، من معجم الأمثال العامية الشامية ص (1030 )! إنه العيب السياسي المباح بكل أشكاله!

ملاحظـة: الصور المرفقة عدد ( 2 ) هما العملية رقم ( 007 ) والعملية رقم ( 008 ) أي الموساد الأسرائيلي والـ( CIA ) يودعان عميلا، كان سبب موته ( ندماً ) على خيانته، ويستقبلان آخر يفتخر بمهمته!

 

 

صالح حسين

السويد - 29.01.2015

 

 

 

 

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

29.01.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org