<%@ Language=JavaScript %> صالح حسين    حكايات فلاحية: القرن الـ( 21 ) وديمقراطية ( الماخور )!

 

 

 

حكايات فلاحية:

 

 القرن الـ( 21 ) وديمقراطية ( الماخور )!

 

 

 صالح حسين

 

 

 

الشكر الجزيل للأستاذ الفاضل ( أياد العطار ) الذي كتب موضوعاً قيماً على موقع ( كابوس ) بتاريخ - 12 / 11 / 2014 بعنوان: هل تعلم بأن الأمم المتحدة نشأت في بيت دعارة!. فقد ذكرنا منه فقرات وجمل وكلمات كانت مهمة وغنية بالمعلومة...والقصد هو: ربط حكايتنا الفلاحية هذه، بواقعنا العربي الحالي المرير!

  إذن بدون أستغراب، فقد نشأت الأمم المتحدة في بيت الريبة، أي بيت ( الدعارة والفساد ) ويقال: أن مهنة ( الدعارة ) لها مستلزمات مثل كل المهن وهي من أقدمها في التاريخ، فلا يكاد يخلو عصر أو بلد من بائعات الهوى، معظمهن يعملن بالسر بسبب نظرة المجتمع الدونية لمهنتهن، لكن هناك أيضا من نلن شهرة واسعة، لا بل أن إحداهن أصبحت إمبراطورة، هي: الإمبراطورة ( ثيودورا ) وكانت عاهرة، أي راقصة تعرّي، في شوارع القسطنطينية ( اسطنبول ) قبل أن تعتلي عرش الإمبراطورية في القرن السادس للميلاد. والعهدة على موقع ( كوكل -  googel  ) .

نحن لانروج للعاهرات، ولكن نقارن بينهن وبين عهر السياسة والمرتدين سياسياً، وبما أن المجتمعات الأسلامية والعربية لا تبيح افتتاح ( المواخير) إلا إنها أستبدلتها بأفتتاح عناوين أحزاب، منظمات، تجمعات سياسية حديثة أو ممدد لها، حتى وصل الأمر إلى عدد من الميليشيات من طائفة واحدة! أو قومية واحدة، من مهامها، الخطف، القتل والتحايل على سرقة المال العام، والأكثر من هذا الأستغراب هو عندما نسمع ان حزباً سياسياً لديه ميليشيات...فأصبح الوطن ( ثانويا ) والوطنية ( وجهة نظر ) بالنسبة لبرامج وأعمال هذه العناوين وجهاتها!

 يخطأ من يظن بأن الدعارة عمل عشوائي محلي، لا يخضع لنظام، قد نصدق ذلك على بعض عاهرات الشوارع، أما عاهرات ( المواخير ) المحميّة، والمرخص لها، فيخضعن لعمل محلي ودولي دقيق وصارم ولايخلو من المافيات والمخابرات، عاهرة الشارع قد يؤكل حقها وتتعرض للضرب والاهانة وحتى القتل، أما عاهرة ( الماخور) فتحظى بالرعاية المحلية والدولية، وربما في ظروف معينة يتدخل مجلس الأمن والبند السابع، فيصبح هذا ( الماخور) سياسياً (  منطقة خضراء) محميّة ومنزوعة السلاح، ومشمولة بالحظر الجوي، كما هو حاصل في بعض الدول العربية، خصوصاً ما يسمى بالقواعد العسكرية، وما أدراك مالقواعد، خذ العراق نموذجاً ومثلا: ألم تكن المنطقة الخضراء بسعتها الجغرافية ( ماخوراً ) محميّا على المواطن العراقي! بأستثناء المسؤولين المرخص لهم! أي الذين يحملون ( بطاقة ) الباجات!

 في بعض الدول الأوربية ( العاهرة - المومس ) تعمل على مبدأ ( ماكلة رمان ودابغة جلدها ) تدفع ضرائب حسب عملها اليومي، وتحسب لها نجاحاتها و" تقاعد " سواءً كان مرض أم عمر، وفق سجلات رسمية بعدد زبائنها، نظرتهم أي ( الأوربيين ) إلى الجسد تحولت بمرور الزمان إلى سلعة في السوق المربحة، تدر ملايين الدولارات سنويا للدولة المعنية، إضافة إلى ( الصفقات - الخبطات ) السياسية، التي تحاك في الكواليس الرومانسية، ورغم إنها أي ( العاهرة ) تختلف في البلاد العربية، عن مثيلتها في بعض الدول الأوربية، حيث إنها أي ( العاهرة العربية ) تقدم جزءاً غير يسير من أجرها ( للقواد ) أو (القوادة ) الذين يتكفلون بالمأوى والحماية وجلب الزبائن، وعندما يوجه أحدهم سؤالاً لها عن مصاعب الحياة تقول: مستورة... والحمد لله، تماماً عكس أصحاب الردة من السياسيين، عندما نسئلهم عن الوطن والوطنية...يقولون: يمعوّد خربانة...والحمد لله!  

السيدة الأمريكية ( سالي ستانفورد ) التي كانت تدير واحدا من أرقى وأفخر ( المواخير ) في أمريكا، وكان يعمل عندها أجمل وأرق وأذكى الفتيات وأكثرهن أناقة على مستوى العالم، فلا عجب بعد ذلك عندما نسمع أو نرى أن المشاهير من كل حدب وصوب تقاطروا على (ماخورها - دارها / بيتها) أو بالأحرى قصرها، الذي يقع في أحد الشوارع الراقية لمدينة ( سان فرانسيسكو) ويقال إنها خرّجت أوأنجبت أشهر القوادين من السياسيين رغم إنها لم تلد، في كل ليلة كانت هناك سهرة صاخبة وباذخة، رقص وخمر وغناء، ولاندري ربما حتى الدندنة بالنشيد الأممي... حتى أن بعض الزوار أو الوجوه الحاكمة في دول العالم، كانوا يجلبون زوجاتهم غير الشرعيات معهم، وكانت تلك السهرات تنتهي دوما إلى حجرات النوم المخملية والأضاءة الرومانسية في أرجاء المبنى، كانت لديها حراسات مشدده غير مرئية و ( خدم وحشم ) وأيضا ( مستشارين ) ذوي أختصاصات عالية، تماما عكس سياسيينا ومستشاريهم وحراساتهم، حيث إنهم من أقرباء الدرجة ألأولى.

  كان بعض المشاهير مثل: الملوك، الأمراء، الرؤساء وأصحاب الجاه المزّيف وغيرهم، كانوا يتحرجون من القدوم للماخور بأنفسهم، لذا كانت السيدة ( ستانفورد ) تقدم خدمتها، وترسل فتياتها إلى الغرف والأجنحة التي يحجزونها سرا في الفنادق الراقية والفلل الواسعة بعيدا عن أعين المتطفلين والفضوليين والأعلام، فقط أمام الله وملائكته، والحالة تشبه الشركات الأمنية المستوردة، التي دخلت العراق عام ( 2003 ) ولازالت تعمل حسب الجو السياسي علناً أو سراً.

 أحيانا كانت ( ستانفورد ) تقدم فتياتها مجانا ( للتذوّق ) وهو أمر يفعله معظم القوادين حول العالم، وكذلك يفعله بعض السياسيين عندما تباح سيادة أوطانهم، وتصبح ( كالمواخير ) لإغواء الطامعين الدوليين والموظفين الحكوميين وبعض رجالات الشرطة والأمن... ودول الجوار، وذلك لكي يغضّوا الطرف عما يجري داخل ( الماخور)، فالدعارة الجسدية ممنوعة قانونا في معظم البلدان، وخصوصاً العربية والأسلامية، لكنها حالة ملموسة في جميع هذه الدول.. وفي عالمنا المعاصرالدعارة السياسية أكثر قباحة لكنها أكثر إباحية، فخدمات السيدة ( ستانفورد ) لم تقتصر على أمريكا، بل تعدت ذلك إلى الشؤون الدولية، مجلس الأمن، ولانستغرب إذ ما وصلت إلى منظمة العمل الأسلامي، الجامعة العربية، وربما للأحزاب، المنظمات، القنوات الفضائية والمواقع الخبرية...لاندري قد يكون الوقت تغيير وجعل من ( بنات الهوى ) قدوة لبعض المثقفين والفنانين والسياسيين العرب، وهنا لانريد ان نسجل نقصاً عليهن أي على ( بنات الهوى ) معاذ الله، إنها حرية شخصية، النقص والتناقص في ثقافة ومواقف هؤلاء السياسيين انفسهم... يبدو لي إننا أمام انهيار ممنهج!

  في عام ( 1945 ) شهدت مدينة ( سان فرانسيسكو) الأمريكية، حدثا عظيما، إذ أجتمع ممثلون عن خمسين ( أمة - دولة ) وشرعوا في مفاوضات واجتماعات متواصلة قادت إلى نشوء الأمم المتحدة كما نعرفها اليوم، لكن ما لا نعرفه نحن ولا يعرفه الكثيرون أيضاً، هو أن جزءاً كبيراً من تلك المفاوضات " الصعبة " جرت وقائعها داخل ( ماخور ) طيبة الذكر المرحومة ( سالي ستانفورد )

وفي زمننا أي القرن ( الحادي والعشرين ) وخصوصاً ما يسمى بـ( الربيع العربي ) جهاديات بريطانيات يدرن ( مواخير - بيوت ) للدعارة في مدينة الرقة / سورية، قد يقول أحدهم: أردن أن يلعبن في ملعب ( سالي ستانفورد ) لاندري ربما يقع هذا ضمن ما يسمى اليوم بسياسة التدريب العسكري التي نسمع بها بين فترة وأخرى من الأدارة الأمريكية كوعود للمسؤولين العراقيين! وذكرت صحيفة ( الديلي ميل ) أن عددًا متزايدًا من الشابات البريطانيات تركن عائلاتهن في بريطانيا، وغادرن للنضال ( الجنسي / جهاد النكاح ) والانضمام إلى داعش وأخواتها في سورية والعراق، وأن العديد من هؤلاء الشابات أقمن "صداقات حميمة " مع مسلحي داعش في الرقة / سورية - طبعاً لانستبعد أن تكون مثل هذه الصداقات مفتوحة لتشمل مسؤولين عربا وغير العرب، من دول أقليمية مجاورة - وأكد باحثون في المركز الدولي لدراسة التطرف، أنهم رصدوا " زيادة كبيرة " في عدد النساء البريطانيات والفرنسيات والألمانيات والتونسيات والمغربيات...المسافرات إلى سورية والعراق.

المؤرخ ( هيرب كاين ) كتب قائلا : " الأمم المتحدة نشأت في بيت دعارة السيدة ( سالي ستانفورد ) وقال أيضاً: أن الكثير من المفاوضين كانوا من زبائنها... وبحسب هذا المؤرخ فأن هؤلاء الزبائن المهمين عقدوا العديد من اجتماعاتهم في ( مطبخ ) ماخور( سالي ) وهذه الاجتماعات هي التي تمخضت بالنهاية عن ولادة منظمة الأمم المتحدة " .

 أما ( سالي ستانفورد) نفسها، فقد كتبت في مذكراتها التالي :.. متى ما قام الرقيب ( داير- polis ) بغارة على ( الماخور ) أثناء مكوثهم معي، أي ( المسؤولين ) كنت أدعي الحصانة الدبلوماسية، كنت أنا الذي ( أقبض عليه، امسك به كرهينة، أوأسير حرب، أو شيء من هذا القبيل ) وتقصد بـ( الرقيب ) هو( الشرطي ) مثل ( أبو إسماعيل ) وغيره، وقالت: الدبلوماسيون والمفاوضون الأجانب ( تقصد العرب ) رفهوا عن أنفسهم بالكثير مما كنا نقدمه، بما في ذلك رياضة الفراش، لا بل أن البعض منهم، والكلام لـ( سالي ) أمضى وقتا أطول في غمس فتيله بريش فراشنا، مما أمضاه في التفكير بمسألة الأمم المتحدة، حتى أن البعض منهم عمدوا على إطالة التفاوض ولم يبارحوا منزلي أبدا طوال فترة المفاوضات، وأضافت ( سالي ) قائلة: بما أن هؤلاء " الصبية " كانوا في غاية الأهمية بالنسبة لوزارة الخارجية الأمريكية، لذا فقد عملنا بجهد وبأوقات إضافية من أجل إبقاء العلاقات الدولية على أحسن ما يرام" .

 وصحيح القول: أن مايدور اليوم في الشرق الأوسط هي: لعبة دولية على شاكلة مفاوضات ماخور ( سالي ) بدءً من القضية الفلسطينية، مروراً بالجامعة العربية، وانتهاء بما يسمى بدولة داعش! أبطالها سياسيون عرب فاشلون !

 يقول صديقي: يا لسخرية القدر... أعظم مؤسسة دولية انطلقت من ( ماخور) وكانوا يتفاوضون على امن العالم وهم يمارسون الرذيلة، أجزم والكلام لايزال لـ( صديقي ) الذي رفض ذكر إسمه، أنها كانت مفاوضات صعبة وحامية الوطيس، وأضاف قائلا: برأيي هذا خير دليل على صحة العبارة القائلة أن " السياسة المرتدة والدعارة " عملة واحدة... مع التأكيد على أن العاهرة قد تكون أشرف من بعض السياسيين المنبطحين والمتخاذلين، فهي لا تحتكم سوى على جسدها، أما فسوق السياسي المشار له، فيمتد أثره إلى أجساد وعقول وجيوب ودماء الآخرين .

طبعا هذا الكلام لا ينطبق على كل السياسيين، هناك ساسة شرفاء حتما مخلصون لأوطانهم وشعوبهم، لكنهم قلة وللأسف مختبئين... ولعل ( سالي ستانفورد ) أرادت أن تذكرنا وتكتشف بنفسها عن حقيقة الوجه الفاسد للسياسة والسياسيين، حيث قالت: مرة اقتحمت فجأة مؤتمرا سياسيا حاشدا عام (1967) كان من بين حضوره بعض كبار رجالات السياسة والدولة، مثل ( ادوارد كنيدي ) الشقيق الأصغر للرئيس الأمريكي الأسبق (جون كنيدي ) ... ويقول الخبر:عندما ألقت السيدة ( سالي ستانفورد ) التحية على الجميع ثم أعتلت المنصة وأمسكت الميكرفون ، تطلعت بريبة في الوجوه التي تفاجئت لرؤيتها، ثم انطلقت بلا هوادة تتلو أسماء زبائنها من بين الحضور، تشير إليهم بأصبعها، الواحدا بعد الآخر- كما كان يفعل سئ الصيت ( بريمر) بأعضاء الجمعية الوطنية بعد عام 2003 - كأنما تحمل رشاشا، وما هي إلا دقائق حتى أنقلب الحفل رأسا على عقب وتعالت الصرخات من كل مكان، كانت فضيحة مدوية، أتضح أن معظم الحضور كانوا من زبائن ( سالي ستانفورد ) دائمي الحضور، حتى أولئك الذين ما فتئوا يصدعون رؤوس الناس بحديثهم المتواصل عن النزاهة والشرف والوطنية! أي كما هو جار اليوم من بعض السياسيين العرب بكل أنتماءاتهم!

  ربما يريد البعض التعرف أكثر على بطلة القصة ( القوادة ) المحبوبة ( سالي ستانفورد )، ولدت عام 1903 في بلدة ( باكر) بمقاطعة (سان برناردينو) أسمها الحقيقي ( مابل جانيس باسبي) كانت أمها معلمة، مات والدها وهي صغيرة فاضطرت لترك دراستها والعمل لمساعدة عائلتها المتكونة من ثلاثة أخوة وشقيقة واحدة في سن السابعة، عملت كمرافقة للاعبي الجولف، تجمع الكرات وتحمل المضارب، وفي سن السادسة عشر تعرفت على رجل أوهمها بأنه يحبها وأستغلها من اجل أن تساعده في تصريف مجموعة من الشيكات المسروقة، فألقي القبض عليها وسجنت سنتان، في السجن تعلمت مهنة التهريب، أعني تهريب الكحول، إذ كان مهنة مزدهرة في تلك الفترة التي شهدت تحريم الكحول في الولايات المتحدة، وعن طريق التهريب جمعت سالي مبلغا متواضعاً من المال استثمرته في شراء فندق صغير في سان فرانسيسكو عام ( 1924) ومن هناك انطلقت مهنتها كقوادة "محترفة " وهي لم تزل شابة في الرابعة والعشرين، ولم يطل الوقت حتى ازدهرت تجارتها الجديدة ، فـ(سالي ستانفورد ) كانت متميزة عن غيرها من القوادين والقوادات، ليس فقط لأنها ذكية، مرحة، لطيفة وصادقة، بل أيضا لاختيارها الدقيق لفتياتها، أمانتها، اهتمامها الكبير بالنظافة والأناقة، ووسائل الراحة لزبائنها، ودفع الضرائب...على عكس مواخير السياسيين الجدد، التي افتتحوها في البلدان العربية.

  مشيجيخة: كتب (عبد الاله مجيد ) على موقع ( إيلاف ) في - 11 / سبتمر / 2014 ، حيث يقول : " للترفيه عن مسلحي "داعش"، تدير جهاديات بريطانيات، تحت اسم " لواء الخنساء"، مواخير ( بيوت للدعارة ) في محافظة الرقة / السورية، تعيش فيها آلاف النساء، اللواتي أعلنهن التنظيم سبايا، وفرض عليهن حياة من العبودية، بعدما خطف المئات من المناطق التي سيطر عليها التنظيم، يُقدر عددهن بـ( 3000 ) امرأة مسلمة وغير مسلمة، وقعن في أسر داعش خلال السنوات القلية الماضية. وقالت مصادر إن قوة بوليسية نسائية باسم " لواء الخنساء" تتولى إدارة ( المواخير- البيوت ) في مدينة الرقة السورية، وربما في مناطق أخرى مثل الموصل / العراق، لإشباع رغبات مسلحي داعش ومآرب أخرى... ونقلت صحيفة الديلي ميرور البريطانية عن أحد المصادر قوله إن الجهاديات البريطانيات والفرنسيات وغيرهن يستخدمن تأويلاً همجيًا للدين الإسلامي من أجل تبرير أفعالهن".

  تعليق: مثل هذه المعلومات التي نقلها موقع ( إيلاف ) وكذلك صحيفة ( الديلي ) نستنتج منها السؤال التالي: هؤلاء النسوة بعد مغادرة سورية والموصل وغيرهما من الأماكن ( الماخورية ) إلى أي أتجاه كان، مثلا: الدول الأوربية ( المانيا، النروج، السويد، الدنمارك، وبريطانيا )، هل ينتهي عملهن ( الجنسي- الأرهابي ) وهل تحتضنهن هذه الدول بحجة إنهن مواطنات، أو لاجئات سياسيات ! والكلام هنا لايشمل الضحايا، بل ( معلّمات - مدربات ) المواخير.

  مربط الفرس: في بلادنا العربية والأسلامية ليست دعارة الجسد وحدها، بل دعارة السياسة والنفاق... لم تكن ( سالي ) امرأة جميلة، فحسب بل كانت ذات شخصية ساحرة، لذا لم تعدم عشاقا هاموا بحبها، بينما السياسيون العرب يعدمون عشاق الوطن، سالي تزوجت خمس مرات، بينما سياسيينا تزوجوا عشرات المرات (غير البراني ) أي ( المتعة، المسيار، آخر ساعة، جهاد النكاح )، سالي لم تنجب ولداً حراماً، إلا إنها تبنت طفلين ( ولد وبنت ) قالا لاحقا حين كبرا أن أمهما، القوادة ( سالي ستانفورد) كانت أمّا رائعة، في غاية الحنان والحرص على مستقبل أطفالها، أدخلتهما أفضل وأرقى المدارس، وعملت كل ما في وسعها ليبقيا بعيدا عن كل ما يتصل بمجال عملها، في المقابل نرى مسؤولينا لديهم مئات الأولاد أو الأحفاد أو أبناء جلدتهم...في الشوارع تنقصهم الصحة، المدارس، الأمن، الرعاية بكل أشكالها...سالي تقاعدت في الخمسينات من عمرها، لديها راتب تقاعدي واحد، عكس مسؤولينا من السياسيين والمتدينين لديهم أكثر من راتب تقاعد في الدولة وخارجها أي ( دول اللجوء الأوربية – منها دولة السويد ) سالي افتتحت مطعما في مدينة ( ساوساليتو بكاليفورنيا ) وركزت اهتمامها على مسائل المساواة والحقوق المدنية، أحبها سكان المدينة كثيرا، حتى أنهم انتخبوها عمدتهم عام (1972) سالي ستانفورد ماتت عام ( 1983) عن ثمان وسبعون عاما، رحمها الله، وأسكنها... أما سياسيينا فلم يفتحوا مدرسة ولا مستشفاً ولم يعبدوا طريقاً... همهم أن يمددوا مسؤولياتهم لأنفسهم ويورثوها إلى أحفادهم...فهم أحياء يرزقون في كل الأزمنة، مخمورون ومغمورون بـ( المواخير ) ومتخمون بالمال الحرام... يهرّبون المال العام خارج أوطانهم، وللأسف أكثرهم بدّلوا شعارهم من ( وطن حر وشعب سعيد ) إلى شعار المرحلة والذي هو ( المنشار ) لأن أسنانه مليانة بـ(القيح ) السحت الحرام، داخل خارج... وإذا كان الفن رسالة.. فلماذا لم تكن السياسة هي الأخرى فناً وأبداعاً للتعميروالبناء!؟ ألم تكن ( السياسة فن الممكن ) هل نكتفي أصغاءً وطرباً بما جاد الفنان المبدع ( سعدون جابر ) حيث قال :

 اللي مضيع ذهب بسوگ الذهب يلگاه ... واللي مفارگ محب يمكن سنة وينساه

 بس اللي مضيع وطـن، ويـن الوطـن يلگاه...الله يا هالوطن شـمسـوي بيــــه الله

  ختاما: وبما إننا نعيش اليوم، زمن العهر السياسي، فالمظاهر الكثيرة، عادة ما تكون خادعة، هناك أناس ( سياسيون ) أو ( متدينون سياسياً ) نظنهم ملائكة، نحسبهم وطنيين في غاية العفة والطهارة، لكنهم حولوا أوطانهم إلى ( ماخور- مواخير )  مع خاص  ( الأعتذار ) لهذه الأوطان وشعوبها.

  في حقيقتهم ليسوا سوى سماسرة معمدين بالسياسة المزيفة والكاذبة... وهنا أطرح السؤال التالي: لو خيروك في المقارنة بين بعض الساسة العرب بشقيهما ( العلماني / اليساري المتديين ) و (المتديين السياسي ) من الفاسدين والساقطين خلقاً وأخلاقا... الذين نعرفهم، أي أعرفهم أنا وتعرفهم أنت، وبين " قوادة " أصبحت فيما بعد عمدة مثل السيدة ( سالي ستانفورد ) ... فأيهما أهون الشرّين  .

 

صالح حسين

 السويد /  15 / 1 / 2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

15.01.2015  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org