<%@ Language=JavaScript %> صائب خليل ألا ننصب تمثالا لقاسمي سليماني؟

 

 

 

ألا ننصب تمثالا لقاسمي سليماني؟

 

 

صائب خليل 

24 حزيران 2015

 

كنت أسكن في بروكسل في شقة صغيرة تشرف على "شارع تشرشل" الذي تتوسطه ساحة دائرية باسم نفس الرجل، حيث ينتصب تمثاله بمعطفه الشتوي الثقيل، ينظر إلى رواد الترامات التي تتجمع وتتوزع من تلك الساحة..

 

http://en.tracesofwar.com/upload/1601120106212625.JPG

http://en.tracesofwar.com/upload/1601120106212625.JPG

 

 

طالما أطلت النظر إلى هذا التمثال متسائلا ببعض الإحتجاج: لماذا ينصب الناس التماثيل للسفلة من البشر؟ فهذا الرجل معروف بسجل جرائم لا يقال عنها إلا أنها جرائم ضد الإنسانية. رغم ذلك فأن لهذا الرجل شارع وساحة في عاصمة بلجيكا، وفي الكثير من المدن الأوروبية، وكنت أجد ذلك من الناحية الإنسانية أمراً غير مستساغ.

كذلك سبق لي أن لاحظت أن العديد من مدن هولندا الكبرى، إن لم تكن كلها، تحتوي على "شارع روزفلت. ورغم أن روزفلت يبقى أفضل من تشرشل، لكنه بالتأكيد ليس من عظماء الإنساينة.

 

بقيت طوال سنوات حياتي المعدودة في بروكسل أشعر بالعداء لهذا التمثال وأتمنى لو أن الناس هناك وجدت شخصاً أفضل لتنصب له تمثالاً. لكن للبلجيكيين سبب واضح ومهم يبرر نصب ذلك التمثال، وهو انه أسهم بقراراته، بتحرير بلادهم من النازية. وبنفس الطريقة فأن المبرر الوحيد لتسمية الشوارع الهولندية العديدة باسم روزفلت هو أن الشعب الهولندي يشعر أن لروزفلت دور وفضل بتحرير بلادهم من النازية أيضاً.

 

إنني كغريب، لا أشعر بهذا الفضل، وأحكم بمقياس الإنسانية وحده، وأدرك أن تشرشل او روزفلت ربما كانا مستعدين لقصف بروكسل وروتردام بالقنابل الكيمياوية وحتى الذرية إن وجدا فيها مصلحتهما، لكني رغم ذلك أعود واضطر إلى تفهم ما دفع البلجيكيين لتجاوز كل هذا ونصب تمثال للرجل الذي رأوا أنه كان له دور في القرار الذي ساعد في تحرير بلادهم من الغزاة الألمان وما عانوه منهم، وهو ما جعلهم يتساهلون في الأمور الأخرى بلا شك.

أفكر عندها: ألا أكون أنا المخطئ؟ ألا يكون الفرق هو حماسي الشرقي مقابل البراغماتية الأوروبية المتساهلة؟ أليس الإحترام الشديد  لمصالحهم وحياتهم وحريتهم هو ما يميزهم عني فيتجاوزون الكثير من الحقائق لمن دافع عنها؟ اليست الطريقة الأوروبية أكثر عقلانية من طريقة تفكيرنا المتميزة ببعض الحدة والتعصب، في هذه الحالة مثل العديد من غيرها؟ رغم ذلك لم اكن استطيع سوى أن أجد في كل مرة أمر من ساحة تشرشل، سوى تمثالا قبيحاً لشخص قبيح.

 

http://www.syriatruths.com/wp-content/uploads/2015/03/alalam_635618587030877947_25f_4x3.jpg

http://www.syriatruths.com/wp-content/uploads/2015/03/alalam_635618587030877947_25f_4x3.jpg

 

لنعد الآن إلى سؤال عنوان مقالتي: ألا ننصب تمثالا لقاسمي سليماني؟ الحقيقة ان "الصدمة" التي في العنوان هي فخ متعمد لك عزيزي القارئ. وافترض أنك  قد وقعت في الفخ حين تصل هذه السطور. فأنت تجد نفسك مصدوم من أمر طبيعي جداً يمارس مثله الهولنديين والبلجيك، ولا تجد في ذلك غرابة. فإن لم يكن في تصرف البلجيك ما يصدم العقل، فأن صدمتك لا بد أن تكون رد فعل غير طبيعي..!

 

المقال في الحقيقة ينتهي هنا، ويمكنك أن تتوقف عن القراءة وتذهب للتفكير بالأمر، فالهدف منه ليس حقاً دعوة لبناء أي تمثال (رغم أن ذلك سيكون رمزاً رائعاً) إنما الهدف هو أن نراجع تقييمنا للأمور وكيف اننا صرنا لا نبالي بما تراه الشعوب الأخرى السليمة كوارثاً، و "نصدم" بما هو طبيعي لدى تلك الشعوب، ثم لا نجد سوى تمتمة عبارات نتناقلها بلا دليل، لتبرير هذه الخلل الخطير!

 

لكن اطمئن، فليس فينا خلل جيني تسبب في هذا الفرق بيننا وبين الشعوب، بل هناك سبب منطقي واضح جداً: الإعلام. فنحن كنا ومانزال تحت ضغط قصف إعلامي شديد مضاد لإيران، لا شك انه قد اصاب منطقنا بتحيز واعوجاج كبير، فهذا هو هدفه الذي يصرف عليه الأموال في النهاية. لقد اردت من عنوان المقالة صدمة اعلامية يكشف رد الفعل عليها مدى الخلل، فكلما كانت الصدمة اقوى لديك ، كلما كان الخلل أكبر في المنطق الذي صرت تفكر به، وكانت إصابتك الإعلامية اشد، إن سمحت لي للحظة أن ألعب دور المراقب المقيم. وهنا اعتبرنا منطق وطريقة تفكير الأوروبيين بهذا الأمر بالذات سليمة، واستخدمناها كمقياس لنا في هذا الأمر باعتبارهم شعب لم يتعرض لمثل هذا القصف الإعلامي بالضد من تشرشل أو بريطانيا. لذلك حتى لو استغربت مجرد استغراب لطرح هذا السؤال، فهو مؤشر فرق مهم بينك وبينهم، يستحق المراجعة والبحث عن الأسباب، واكتشاف مكامن الخلل.

 

قل أن نحكم بأن الخلل فينا، دعنا نحاول أن نرى إن لم يكن تشرشل يستحق التكريم أكثر من سليماني وبالتالي يكون تصرفنا سليماً.

تشرشل بالتأكيد ليس أفضل من قاسمي سليماني من الناحية الإنسانية. فلا نعرف لسليماني تاريخ وحشي كما لتشرشل مثل دوره في "شوي" مدينة درسدن حينما لم يكن فيها أي مبرر عسكري، وضغطه المستمر على أميركا من أجل مواقف أكثر عدوانية حتى بالنسبة لرفاقهم القدماء – السوفيت كانت تهدد بكارثة نووية عالمية، وكذلك تفاخره باستخدام الأسلحة الكيمياوية على القبائل الكردية (التي كان يسميها عربية)، وغيرها كثير..

 

كذلك فأن تشرشل لم يأت إلى هولندا يحمل بندقيته ويخاطر بحياته في ظرف عسكري مجهول ومشبوه، كما فعل قاسمي سليماني. وإن لم يكن قاسمي قد قتل بالفعل في تلك المغامرة، فليس ذلك لأنه كان مؤمن وبعيد عن الخطر، فلقد سبق ان قتل مستشارون إيرانيون في مثل موقفه كما حدث للقيادي في الحرس الثوري "جاسم نوري" الذي استشهد في معارك الرمادي ومهدي نوروزي وكذلك القائدين سيد رضا حسيني مقدم وحميد تقوي في سامراء.(1)

والحقيقة أن فضل سليماني ورفاقه على العراق يتعدى حتى تحرير تكريت، إلى حماية العراق وعاصمته حسب بعض التقديرات(2)

ويعترف بفضلها حتى وزير الدفاع السني في الحكومة الموالية لأميركا(3)

 

إذن لماذا نفاجأ وتصدمنا الدعوة لإقامة تمثال لقاسمي سليماني في تكريت التي حررها أو لسيد رضا حسيني مقدم وحميد تقوي في سامراء مثلاً؟ كيف نفسر أننا لا نعتبر تحرير هؤلاء لمدننا ثمين إلى درجة تستحق أن نكرمه بتمثال أو إسم شارع كما فعل الأوروبيين؟ ألا يعني هذا أننا في داخلنا لا نشعر أن مدننا ثمينة وأن حريتها مقدسة كما يفعل الأوروبيون؟ لماذا نختلف بهذا الشكل عنهم  ومن أين جاء هذا الفرق بيننا وبينهم؟ وإن كان شعورهم طبيعياً فأين الخلل في شعورنا وما هو سببه؟

 

دعونا ننظر إلى سبب آخر قد يعفينا من تهمة الخلل: هل تحرير سليماني لتكريت جزء من محاولة إيران للسيطرة على العراق؟ ليس هناك أي مؤشر لذلك. هل ارادت إيران تغيير ديموغرافية العراق وإسكان شيعة بدلا من السنة في تكريت كما أشاع البعض؟ إنه كلام فارغ ولا معنى له، فلماذا يريد الشيعة أو الإيرانيين تغيير مكان سكنهم، خاصة وأن مدنهم هي الأكثر ثروة؟ على أية حال، ها قد أعيد سكان تكريت قبل اسبوع إلى مدينتهم وما يحيط بها، ولم نسمع بإسكان اي شيعي مكان سني فيها!

 

ربما كان سليماني طائفياً لذلك نرفضه؟ هراء... فلم يسبق لسليماني أن صرح شيئاً ضد العراق او ضد السنة أو عبر عن كره طائفي لهم، ومن يرى غير ذلك فمطالب بالدليل. أنا لم اسمع شيئاً من هذا وسأكون ممنوناً لمن يدلني على فيديو بهذا المعنى.

 

أنظروا ما قاله أحد شيوخ السنة: «السنة لن يتخلصوا من داعش ليحل محلها قاسم سليماني في بغداد».(4) لم يثر هذا التصريح الإستهجان الذي يفترض أن يثيره وبالشدة التي يجب أن يثيرها بين السنة. فمن أين جاء هذا الرفض الغريب الذي لا نستطيع سوى تمتمة هذر لا نستطيع إثبات أي شيء منه، مقابل هذه الحقائق الهائلة والمثبتة التي لا ينكرها أحد؟  

 من أين جاء هذا الرعب والنفور من قاسم سليماني الذي لا نجد تفسيراً عقلياً له، والذي يجعلنا نتصرف كمصابين بخلل ذهني ؟

 

دعوني أحدثكم عن قصة صغيرة عن هذا الخلل. هل تذكرون حادثة إحراق بناية الوقف السني في الأعظمية؟ لقد ارسل لي الخبر أحد اقاربي، وحين تحدثنا عن المتهمين به، سارع فوراً لإرسال صورة لقاسم سليماني في سيارة ومعها خبر يفيد بأنه من المعتقد أن إيران كانت وراء الحادث وأن قاسم سليماني شوهد في المنطقة في تلك الفترة! اخبرته أن من غير المعقول أن ترسل إيران قائداً عسكرياً معروفاً لعملية تخربيبة صبيانية مثل هذه ، إلا إذا كانت تريد ان تفضح نفسها..فصمت. وتساءلت أي خلل اصاب صاحبي ليمنعه من ان يطرح هذا السؤال بنفسه على نفسه بدلا من ان يهرع لتوزيع كذبة واضحة ويسهم في انتشار الخلل الذي اصيب به؟

 

إنه نفس السبب الذي يجلعنا "نفز" من جملة العنوان التي يراها جميع البشرالأسوياء طبيعية، فجعلنا مجانين دون غيرنا: إنه الإعلام! هو السلاح الكيمياوي الذي تركه الإحتلال لينتشر في الجو بواسطة أجهزة نفث السموم الأمريكية الإسرائيلية المسماة "فضائيات"، وكذلك مواقع الإنترنت والصحف!

دعونا نلقي نظرة صغيرة على بعض السموم التي تم بثها مؤخراً عن سليماني وكل ما يتعلق بإيران، لنرى كيف وصلنا إلى هذه الحالة المرضية فيما يتعلق بها.

 

هذا خبر يؤكد أنهم وجدوا جوازات سفر مع قتلى "داعش" كانت تحمل تأشيرات دخول لإيران من دون تأشيرة مغادرة"!!(5) أي يريد أن يقنعنا أن إيران (التي لولاها لما بقيت الحكومة السورية صامدة) هي التي تدعم داعش سراً!

وهذا الذيل الأمريكي المعروف فيصل القاسم يصرخ: هل دخلت إيران بلداً عربياً إلا وكان مصيره الخراب والضياع؟(6)

 وهذه" صرخة خليجية: أما آن لكم أن تستيقظوا!؟" تنبه العرب لضرورة نبذ خلافاتهم، ليس لمواجهة عدوان إسرائيلي، بل إيراني! "لأن إيران لا تبحث عن سبل التعايش مع العرب، وإنما تعمل للمواجهة. أنها تحيط بكم من كل جهة وخلاياها الثورية المتربصة تنخر جبهاتكم الداخلية تثقيفا وتنظيما وتمويلا وحصانة مستقبلية".(7)

هذا رغم أن العرب يعيشون حالة عدوان إسرائيلي مستمر، وأن إيران لم تعتد على أي من جاراتها لمئات السنين الماضية كما يقر المؤرخون من أعداءها واصدقاءها.

ورغم ذلك يصيب الخليج الرعب من هذا الخطر الهائل إلى درجة تتيح لعملاء إسرائيل بينهم أن يصرحوا : نحن مع إسرائيل! دون ان يخشوا شيئاً! (8)

ولولا أن الله انعم بـ الدكتور عبدالله النفيسي الذي كشف مخطط إيران للسيطرة على مصر، لكانت مصر اليوم في خبر كان! (9)

وطبعاً فأن هذه "الصرخة الخليجية" لم تكن ضرورية عندما كانت إيران شاهنشاهية التي كانت تغازل إسرائيل، تفرض سيطرتها على الجزر الخليجية بالشراء أو بالقوة، بل كان ملك السعودية الحالي يرقص للشاه.(10) ولا كان هناك خطر على مصر منها بل يكفي ان يرسل الشاه إبنه الطفل لتقوم قائمة قادة مصر احتفالا به وتملقاً له(11)

 

ولكي نفهم درجة إصابتنا بهذا الإعلام الكيمياوي، لنلاحظ أيضاً أننا لا نحفظ حتى أسماء الشهداء "جاسم نوري" ومهدي نوروزي وسيد رضا حسيني مقدم وحميد تقوي، ولنلاحظ أننا لم نحفظ إسم قاسمي سليماني لكثرة المديح الذي ناله من دوره في تحرير بلادنا من عصابات الكوماندوز الأمريكية داعش، بل من كثرة ما أثير حوله من إعلام مضاد ومحاولات تشهير. ولنلاحظ أيضاً  امتداح وزير الدفاع لإيران لدفاعها عن العراق يعتبر “جرأة”، وأن من ينشر اخباره استشهاد هؤلاء الشهداء في العراق، غالباً ليس القنوات الإيرانية والقنوات العراقية المؤيدة لها، بل تلك المعادية لإيران والتي تهدف إلى "فضح" التدخل الإيراني في العراق! فاستشهاد هؤلاء يعتبر "فضيحة" لإيران في إعلامنا المختل، ودليل "تدخلها" في الشأن العراقي، وكل هذا يؤشر مدى استفحال الداء فينا. فما يسمى "الإعلام" العربي، سلاح تدمير شامل للعقل، موجه بشكل خاص من قبل من يملكه، ويهدف أن يلبس عدو العرب ثوب الصديق وصديقهم ثوب العدو، لتأمين ضياعهم وسهولة قيادهم إلى مصير سيرفضوه بشدة ويقاوموه لو أنهم تمتعوا ببصر سليم. فهل من الغرابة بعد هذا، لمن يتعرض لسيول مستمرة من هذه السموم الكيمياوية يومياً، أن يقفز كمن لدغته افعى حين يقترح أحد ان ينصب تمثال لمن ساعده على تحرير بلاده؟ (للمزيد حول دور هذا السلاح، يمكنك أن تطلع على المزيد في مقالتي هاتين. (12) (13).)

 

في الخمسينات من القرن الماضي كان هناك في الولايات المتحدة سلسلة تجارب لغسل الدماغ تمولها الجهات الأمنية المضادة للشيوعية. وكان من تجاربها تشغيل شريط مستمر بكلام معين يسمعه الضحية التي تتم التجربة عليها، ليل نهار لحقن الفكرة في رأسه وقتل مقاومة المنطق لها، وكان الهدف النهائي هو إثارة العداء للشيوعيين بشكل لا يمر من خلال المنطق. إنهم يفعلون بنا الشيء نفسه اليوم معنا وتجاه إيران، ولكن بدون أشرطة، بل من خلال سطر صغير في نهاية خبر، يبدو بريئاً ولا يثير الشكوك، لكنه يهمس في أذننا بقلق لا أساس له. ومع الزمن وتراكم السنين ومئات الألوف من تلك الهمسات، تكون في رأسنا هذا القلق وتجاوز رفض المنطق له.

 

يجب أن ننتبه أيضاً أن التفسيرات لهذه التصرفات، من أمثال "كره السنة لإيران" و "الحقد الطائفي على الشيعة" و كذلك التفسيرات التاريخية التي تعيد المشاعر إلى أكثر من الف سنة مضت، ليست سوى اوهام أيضاً، وهي تخدم في تغطية العدو الحقيقي سواءاً قصداً أو بدون قصد. فالسنة لم يكرهوا إيران الشاه، ولم نجد دوراً للحقد الطائفي عندما انتخب السنة شيعياً هو أيادعلاوي أكثر مما انتخبوا أي سني، كما أني لا أعرف سنة يقضون وقتهم بدراسة التاريخ دع، عنك أن يدرسوه لأولادهم ليبث فيهم الأحقاد. كل هذه اوهام وانحراف عن المسبب الحقيقي: اسلحة الدمار الإعلامي الشامل التي تبث غازاتها الكيمياوية يومياً على العراق وغيره، لتخرج لتصيب ضحاياها بتشوش في البصر وخلل في التركيز وضعف في الذاكرة. وسبق لهذه الأجهزة أن دفعت بالبشرية في بلدان كثيرة لكره الشيوعيين بشكل مجنون حتى صدقوا في بعض البلدان أن الشيوعيين يأكلون أطفالهم! وهي التي شيطنت كوبا، وتشيطن اليوم بوتين فهل هؤلاء طائفيين سنة وشيعة أيضاً؟

 

لقد علقت على مسودة هذه المقالة عند نشرها الأول في صفحتي، قارئة من أكثر القارئات اطلاعاً ونباهة وحيادية وذكاءاً تقول: "استاذ صائب مقالتك هذه حيرتني , هل اختار لايك أو اكتب تعليقا برفض الفكرة. من الناحية النظرية فكرة ممكن مناقشتها ولكن في الواقع اشعر بالغيرة على وطني أن يكون فيه تمثال لقائد ايراني"! هذه الحيرة هي التعبير الأكثر أمانة وقوة لقوة الجذب بين ما يقوله المنطق وبين المشاعر التي تم تأسيسها بالإيحاء الإعلامي لتسكن القلب. إن الحيرة تدل على أن المشاعر المناقضة للمنطق موجودة وأن لها قوة يمكننا أن نحس تأثيرها حين تعادل وتحيد المنطق وتترك الشخص محتاراً بينهما.

لكن الأمر أبعد من ذلك لدى الكثير من القراء (السنة خاصة، ولكن ليس وحدهم) كانت تلك القوة الإيحائية أشد من المنطق ولا تكتفي بتحييده. ومن الناحية الأخرى لا يجب أن نهمل الجانب المضيء. فإحدى القارئات ذات لقب العاني، لم تكن مترددة في الوقوف مع المنطق، كما أن كاتب هذه السطور ينتمي إلى الطائفة السنية، وراثياً على الأقل!  

 

كما قلت لكم، ليست هذه دعوة حقاً لبناء التماثيل، بل لكشف الأصنام التي تم بناءها خلسة في أذهاننا دون أن ننتبه.. وأن نبحث لنا عن ترياق لمقاومة هذا السم. دعونا نضع المقارنة بين موقفنا وما يفعله الناس الطبيعيون في بلجيكا مقياساً لسلطة الإعلام علينا. وعندما نرى تمثال قاسمي سليماني في ساحة كبيرة في تكريت، يمر به السنة قبل الشيعة بتقدير واعتزاز،عندئذ يمكننا أن نقول إننا شفينا من هذا الداء، واستعدنا حقنا في أن نبصر و نحدد صديقنا من عدونا ونتخذ موقفنا منهما بوضوح ودون إذن من أحد، وأننا صرنا طبيعيين وأصحاء كبقية الشعوب، ويمكننا أن نخوض معاركنا ونأمل بالنصر فيها!

 

(1) مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني جاسم نوري بمعارك الرمادي

http://www.iraqpressagency.com/?p=139998&lang=ar

(2) هادي العامري: لولا ايران وسليماني لكانت حكومة العبادي خارج العراق

http://www.shafaaq.com/sh2/index.php/news/iraq-news/89102-2015-01-06-12-30-50.html

(3) العبيدي: الحشد الشعبي قوة رسمية وايران تساعدنا ضد "داعش"

http://www.alalam.ir/news/1683800

(4) محمد بلوط: مؤتمر باريس يستثمر تقدم «داعش»: ضغط على العراق.. وإبعاده عن الجبهة السورية :: http://assafir.com/Article/423239

(5) جوازات سفر مع قتلى "داعش" تحمل تأشيرات إيرانية

http://www.jordanzad.com/index.php?page=article&id=197501#sthash.u0oxZ8Cw.gbpl&st_refDomain=www.facebook.com&st_refQuery=/

(6) هل دخلت إيران بلداً عربياً إلا وكان مصيره الخراب والضياع؟

http://mufaker.org/?p=35277

(7) صرخة خليجية: أما آن لكم أن تستيقظوا!؟

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2015/3/989673.html

(8) الوليد بن طلال يعلنها صراحة : نحن مع إسرائيل

http://www.akhbarona.com/world/115925.html

(9) خطير جداً - الدكتور عبدالله النفيسي يكشف مخطط إيران للسيطرة على مصر

https://www.youtube.com/watch?v=DwjnMzw2JTs

(10) صادق الطرفي - الملك سلمان يرقص في أستقبال ال سعود لشاه إيران ،...

https://www.facebook.com/100003566837937/videos/597827910346098/?pnref=story

(11) زيارة ولد الشاة ايران لمصر وكيف تم استقباله ومافي لا صفويين ولا مجوس ولا رافضه ولا شيعه

https://www.facebook.com/ali.mohmd.3/videos/775543059197190

(12) كيف يراك الآخرون – 6- الإعلام وشيطنة إيران 1- التدخل الإيراني

https://mbasic.facebook.com/story.php?story_fbid=104021873067443&id=320945874629155

(13) كيف يراك الآخرون؟ 7 – شيطنة إيران 2- إرهاب ومخدرات وإسرائيل وكراهية

http://www.doroob.com/?p=15467

 

 

 

تاريخ النشر

24.06.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

24.06.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org