ما علاقة مشهري الفتلاوي بنانسي عجرم؟
صائب خليل
22 حزيران 2015
كشفت د. حنان الفتلاوي محاولة لتزوير وثائق (على أنها من ويكيليكس) للتشهير بها (1). ومن خلال ما أوضحته الفتلاوي من خطأ في تاريخ الكتاب المزور نكتشف شيئاً عن هوية المزورين وهو أنهم أغبياء ومهملين بالفعل، أو أنهم سلموا المهمة إلى جهة غير "مهنية" في تزويرها. قالت الفتلاوي: "ومن المخجل انهم اثناء التزوير اخطأوا بالسنة الهجرية حيث كتبوا رقم صادر عام ١٤٣٧ ونحن الان في سنة ١٤٣٦ !" ثم أضافت: "والمخجل اكثر ان البرقية معنونة للملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي توفى في كانون الثاني (يناير) ٢٠١٥وتاريخ البرقية بعد وفاته بسنة كاملة .. والتاريخ اسفل الوثيقة يختلف عن التاريخ اعلى الوثيقة!"
هذا ما ذكرته السيدة الفتلاوي وهو صحيح وواضح، لكننا تساءلنا: ما الذي دفع هؤلاء إلى تزوير وثيقة بتاريخ خطأ؟ ما الذي دفعهم إلى هذا الخطأ البسيط والمكشوف، وهل أن الذي يضع تاريخاً مزوراً، لن يفكر به؟
تبين أن الوثيقة الأصلية التي استخدمت للتزوير، تعود إلى مخاطبات رسمية سعودية بخصوص فيزا لنانسي عجرم! وأن هذه الوثيقة (التي نعرضها هنا)
ذات تاريخ 1433 هـ ، أي أنها تعود لفترة ما قبل إعلان حركة إرادة. وبما أن حركة "إرادة" قد تم ذكرها في الكتاب، لذا كان لا بد من تغيير التاريخ إلى تاريخ السنة التي بدأت فيها الحركة، أي السنة الحالية، لكن الظاهر أن الجماعة لم يكونوا يعرفون التاريخ الهجري بشكل أكيد وكانوا ما ضابطين شغلهم فصارت الوثيقة هريسة تواريخ و"فضحوا تزويرهم" كما قالت الفتلاوي، وإلى درجة دفعتنا لكتابة هذه المقالة بروح السخرية..
أخطاء أخرى تجعل من السخرية مبررة مثل الأخطاء الإملائية في كتاب يفترض أنه موجه من وزارة الخارجية إلى ملك البلاد، فتكتب "تلفضها" و "يحضى"، فهل لا تملك الخارجية من يراجع لها إملاء كتبها الموجهة للملك؟..
كذلك يكشف التزوير، المنطق المقلوب للكتاب الرسمي حين يقول "مع الإشارة إلى أنها مرفوضة من قبل إيران لتلفضها بكلمات يعتقد الشيعة أنها مسيئة لمراجع النجف" .. ثم يكمل بالقول بان "النائبة" هي "..صوت شيعي يحضى بقبول شعبي واسع"..فلماذا تزعل إيران على كلمات مسيئة لمراجع النجف؟ اليست إيران تريد السيطرة على العراق وتريد تهميش مراجع النجف؟ ولماذا لا تكون مرفوضة إذن من الشيعة العراقيين الذين يرى الكتاب أنهم "يعتقدون أن كلماتها مسيئة لمرجعيتهم"؟ وكيف إن كانت كذلك، أن تكون أيضاً "صوت شيعي "يحضى" بقبول شعبي واسع"؟
هذه الإعوجاجات مفهومة فقط عندما تكتبها جهة تحاول إخفاء قصدها وتحتار كيف توفق بين ما تريد نشره وبين ما يفترض أنه يمثل موقفاً قابلا للتصديق، لكن كيف فضحوا أنفسهم؟ ومن الذي قام بالتزوير؟
الفتلاوي تكشف ما تتصوره عن هوية هؤلاء من خلال عنوان المنشور على الفيسبوك الخاص بها حيث كتبت "الانبطاحيون يفضحون انفسهم ... وتزويرهم يفضحهم...". واستعملت كلمة "الإنبطاحيون" عمداً وبشكل متكرر، بغمز لا لبس فيه إلى من تعتقد النائب الفتلاوي أنه يقف وراء عملية التزوير.
شيء آخر نعرفه عن هؤلاء قد يساعدنا على كشف الجناة، وهو أنهم على ما يبدو معجبين بـ "نانسي عجرم"ّ! وإلا فما المبرر للبحث باسمها بين أكثر من نصف مليون وثيقة دبلوماسية، ليحصلوا على هذه الوثيقة ثم يقتطعون منها التواقيع ويزوروا التاريخ؟
في منشور آخر تدعو الفتلاوي “الحكومة” (انطلاقاً من افتراض خاطئ، أن لدينا حكومة.. لا بأس) والبرلمان إلى التحقيق في وثائق ويكيليكس وعدم إهمال الحقائق التي كشفتها محملة اياهما مسؤولية اجراء تحقيق "شفاف" واعلان نتائجه للجمهور. وتحدثت عن "محاولة بعض المتورطين الذين وردت اسماؤهم بتزوير بعض الوثائق ونشرها من اجل التشكيك بمصداقية الوثائق او من اجل صرف الانظار عن بعض الشخصيات"، الذين يفترض أن يحاكموا بتهم قد تصل إلى الخيانة العظمى. (2)
أي أنه حين لا يمكن مسح الوثائق لتبرئة بعض المتهمين، ليس أمام هؤلاء إلا أن يلطخوا الجميع بالوحل لكي تضيع الحقيقة! علق صديقي حزم الراوي على ذلك قائلا بأنه يشبه ما قامت به “كهرمانة” لتضيع اللصوص الذين وضعوا علامة على باب بيت سندباد، بأن تضع نفس العلامة على أبواب البيوت الأخرى، ويبدو أن فكرة التزوير قد اقتبست من أفلام الكارتون هذه!(3)
فهل يعرف أحدكم سياسياً عراقياً من خصوم د. حنان ورد إسمه في ويكيليكس وشوية ميركز وما حافظ السنة الهجرية ومن معجبي نانسي عجرم ويتابع أفلام كارتون سندباد....؟
(1) د. حنان الفتلاوي: الانبطاحيون يفضحون انفسهم ... وتزويرهم يفضحهم...
(2) الفتلاوي تدعو الحكومة ورئاسة البرلمان الى التحقيق بوثائق "ويكيلكس"
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1507763656165437&id=100007954500250
(3) فلم كارتون سندباد الحلقة28 (افتح يا سمسم)
https://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=Rjh8IIjXQ1Q#t=605
https://wikileaks.org/saudi-cables
تاريخ النشر
22.06.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
