<%@ Language=JavaScript %> صائب خليل مراحل التخدير الثلاثة والهجوم القريب على الشعب العراقي

 

 

 

مراحل التخدير الثلاثة والهجوم القريب على الشعب العراقي

 

 

صائب خليل

19 حزيران 2015

 

 

 

لطالما ادهشتنا داعش، ليس بوحشيتها بالدرجة الأولى وإنما بقدراتها الخارقة. ولكن عندما تسيطر داعش على مساحات من اراضي العراق فأن الأمر واضح للعيان، وهو لذلك يبقى رغم كارثته، أمر قابل للمواجهة والإنتصار عليه، أما حين تستولي داعش على السلطة التنفيذية والقضائية وتعين شبكتها قادة الجيش والقضاة بل ورؤساء الحكومة فأن الأمر يكون أقل وضوحاً ويحتاج بعض الوقت لكي يدرك الشعب ما يجري في بلاده. وفقط عندذاك يزول العجب وتزول عجائب القدرة وتصبح الصورة واضحة وتصبح سلسلة الأحداث مفهومة، وتزول علامات الإستفهام الكبيرة المعلقة على مختلف مراحل القصة. السؤال هو إن كان ذلك سيحدث قبل فوات الأوان.

 

الأعاجيب في قصة داعش

 

قصة داعش تبدو عجيبة أكثر من قصص الساحرات، ومليئةً بعلامات الإستفهام: كيف تصمد عصابة مسلحة بأسلحة خفيفة أمام أكبر قوة في العالم وفي التاريخ؟ كيف لا ترى مواكبها وهي تسير في النهار في الصحراء وتضربها بدلا من ضربها في وسط المدينة لتصيب صورايخها السكان "بالخطأ"؟ من أين لهذه العصابة المعلومات الإستخبارية التي تتيح لها احتلال مدينة كبرى والسيطرة عليها؟ كيف كان هؤلاء يعيشون في الصحراء؟ كيف يستخرجون ويبيعون النفط الذي يستولون عليه في السوق العالمية التي تسيطر عليها وعلى خطوطها أميركا بينما تعجز عن ذلك دول كبيرة مثل إيران؟ من يكتب لها ويلحن ويسجل اناشيدها المؤثرة؟ من يصور لها افلام رعبها الرائعة الإخراج؟ لماذا لم تتمكن الدول من تفكيكها رغم القاء القبض على الكثيرين من اعضائها والحصول على المعلومات التي تكفي لتحطيم أية منظمة؟ لماذا تحرص داعش على إعطاء فكرة وحشية عن نفسها وعن الإسلام؟ أين أكل المسلمون الأوائل الكبود أو القلوب؟ لماذا لا نرى أثراً للتطرف أو حتى العداء البسيط في التعامل مع أميركا وإسرائيل؟ كل هذه الأسئلة تترك موضوع داعش "المتطرفة الإسلامية" لغزاً عجيباً لا يبدو له حل.

 

مفتاح الأعاجيب : الموقف الأمريكي

 

أن مفتاح فهم جميع "عجائب" داعش يكمن في رؤيتنا للدور الأمريكي في الصراع معها. فإن افترضنا ان أميركا تسعى لمحاربة داعش وجدنا أنفسنا في عالم محير عصي على الفهم، أما إن افترضنا أن أميركا تقف في جنب داعش وأن الأخيرة ليست سوى قوة قتال أمريكية إسرائيلية خاصة تنسق مع القوات الأمريكية، وجدنا أنفسنا أمام صورة واضحة لا يصعب فهمها.

 

عندذاك، ليس لداعش أن تخشى شيئاً على ارتالها وتحصل على المعلومات الإستخبارية وتؤمن التشويش اللاسلكي على الجيش العراقي ونفهم كيف تستخرج داعش النفط وكيف تبيعه وتقبض ثمنه وتشتري به أسلحة وسيارات وأرزاق لها. ويمكنها أن تعتمد على العملاء الذين نصبهم الأمريكان لينسحبوا أمامهما تاركين أسلحة الجيش العراقي بيدها، ثم ليذهب الخونة آمنين إلى بغداد متوقعين التقاعد وليس حبل المشنقة، كما أن وجود المستشارين الأمريكان يؤمن لهم معرفة كل ما تفكر به الحكومة والجيش العراقي فوراً، وإحالة المخلصين إلى التقاعد أو اغتيالهم. كذلك تصبح واضحة "الأخطاء" الكثيرة لطائرات التحالف بإلقاء المعونات إلى داعش، وحفلات "النيران صديقة" المتكررة، بينما لا نجد داعش تشكو من "نيران عدوة"!

 

وماذا عن طلعات التحالف لقصف لداعش؟ الحقيقة هي أنه لا يوجد دليل واحد على وجود ذلك القصف ولا نرى تأثيره!

وهكذا تصبح نظرية أن داعش فرقة كوماندوز أمريكية\ إسرائيلية تجند مسلمين، هي النظرية الوحيدة القادرة على تفسير الحالة. أنني أملك قائمة طويلة جداً من الأدلة على أن أميركا تتعامل مع داعش كجزء من الجيش الأمريكي وهي على أية حال نقاط معروفة.

رغم ذلك تتصرف الحكومة على العكس من ذلك، فما الذي يحدث في العراق وكيف يصمد التشويش أمام الحقائق المكتشفة؟

 

منع الحقيقة بثلاث مراحل

 

كل خطة تحتاج إلى وقت لتنفيذها، وعندما يكون التغيير الذي تتطلبه كبيراً ويتوجب إخفاء حقيقته فسيحتاج إلى فترة أطول، يتوجب فيها منع الحقيقة من الوصول إلى الناس بواسطة السيطرة على الإعلام. ويمكننا أن نقسم عملية منع الحقيقة إلى ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى هي مرحلة الصورة الواضحة المقلوبة، وفيها يعطي الإعلام صورة معكوسة للحقيقة: فيجعل الأعداء أصدقاءاً وبالعكس. وهي هنا الصورة التي تؤكد أن أميركا عدو للقاعدة ولداعش وأنها بصدد محاربتها بل وتقود الحرب العالمية عليها. هذه المرحلة لا تصمد طويلا لسرعة الحصول على شواهد مناقضة لها، وقد تم تخطيها بالنسبة لعلاقة أميركا بداعش في العراق وفي العالم العربي وربما كل العالم الثالث عموماً، ولم نعد نجد الكثير ممن يصدقها، وحتى الصحفيين المأجورين توقفوا عن المخاطرة بطرحها بهذا الشكل، أو ربما تم إبلاغهم بالتوقف عن ذلك لأنه لم يعد فعالاً، وبأن ينتقلوا إلى المرحلة الثانية.

 

تستبدل في المرحلة الثانية الصورة الواضحة المقلوبة، بـ "الصورة المشوشة". ويتم التخلي هنا عن صورة تلولايات المتحدة كصديق لتحل محلها صورة أقل بريقاً، لكنها أكثر قدرة على إقناع الناس، وتكتفي بالقول بأن أميركا ليست "عدو". فتبرر الجرائم بـ "الفشل" الأمريكي، و"الأخطاء الأمريكية" و"عدم وجود استراتيجية أمريكية" لمحاربة داعش، و"عدم جدية" أميركا الخ. وكل هذه العبارات تبدو ناقدة لأميركا ومهاجمة لها، لكنها في الحقيقة تخدم منع الحقيقة الكبيرة التي تفسر كل شيء وهي أن "داعش جزء من القوات الأمريكية الخاصة". فإن سمعت مثل هذه العبارات حتى من شخص يبدو عليه الغضب من أميركا وحتى لو دعا إلى تركها (وهذا نادراً ما يحدث) فاعلم أن الهدف من هذا الخطاب هو إخفاء الحقيقة الأساسية والإستعاضة عنها بحقائق "مشوشة" أهون منها. و حتى حين تجد من يقول أن "أميركا استفادت من الإرهاب" أو "تستفيد من داعش" فأن ذلك يوحي بأن أميركا "تستفيد" فقط من شيء أتاها “بالصدفة” وإنها لم تقم بنفسها بصنعه وتدريبه وحمايته، وهو أمر مختلف تماماً. كذلك ستجد من يقول بأن أميركا هي التي "تسببت" في خلق القاعدة أو داعش، ويعيدها ثانية إلى أسباب غير مباشرة مثل دعم الأنظمة السيئة أو حربها العشوائية على الإرهاب أو السياسة الإقتصادية الرأسمالية أو فرض الديمقراطية على الشعوب.. الخ.

رغم تداخل المراحل، يمكننا أن نلاحظ علامات الإنتقال بينها بوضوح في مقالات الكتاب المعروفين بالتصاقهم بالأجندة الأمريكية مثل الدكتور عبد الخالق حسين و د.فيصل القاسم و عبد الغني علي يحيى و د. عزيز الحاج، وكذلك نجدها في تصريحات الساسة معروفي الأجندة أيضاً مثل مثال الآلوسي وسفير العراق في اميركا لقمان الفيلي والسياسي الأمريكي المشبوه المهمة في العراق علي الخضيري وغيرهم كثيرون. فينتقل عبد الخالق حسين، من تسطير آيات الشكر والإمتنان والتمجيد لبوش وبلير وتبرئة الموساد والإحتجاج حتى على "جرح شعور أميركا" بتسمية المعاهدة بمعاهدة "سحب القوات" (مرحلة الصورة المقلوبة: أمريكا صديقنا)، إلى الكلام عن ان "أميركا ليست منظمة خيرية" و أن "الدول مصالح"، الخ. (مرحلة الصورة المشوشة: أمريكا ليست عدونا). وطبيعي أن ليس كل من يكتب بهذا الخطاب شخص مدسوس، فالبعض اقتنع فعلاً به، لكن يمكن من مراجعة تاريخ كتابات الشخص معرفة حقيقته.

تتميز خطابات المرحلة الثانية بالخطابات الملتوية التي تحاول إقناع قارئ معاد لأمريكا، بتنفيذ مخططاتها. فيحدثنا عبد الخالق حسين في إحدى مقالاته بأنه صحيح أن أميركا قد آذت العراق وأتت بالبعث أربعة مرات، لكننا يجب أن نبقيها لكي نجبرها أن تفي بالتزامها الأخلاقي بإصلاح ما خربته! عبد الغني علي يحيى يهاجم أميركا لأنها تريد استعمار العراق من خلال وحدته، وأنها ترفع شعار "وحد تسد"! وبالتالي فأن على العراقيين حسب يحيى أن يتجزؤا لكي يفوتو الفرصة عليها! وكتب عبد الخالق مؤخراً يقول : “ولو افترضنا أن أمريكا عدوة للعراق، فهل بإمكان العراق أن يقضي عليها و يلحق بها الهزيمة، أو حتى يحدث فيها خدش بسيط؟ الجواب واضح. لذلك فالخيار الوحيد أمام العراق هو أن يصادق أمريكا.” (1)

 

 

ونلاحظ أن هذه المقولات تبدأ دائماً بمقدمة معادية لاميركا لكسب المصداقية لدى جمهور كشف حقيقة أميركا، ثم يراوغ الكاتب المقدمة ليستنتج ما تريده الأجندة الأمريكية بالضبط!

 

وأخيراً يتكشف الزيف تدريجيا وتصبح الحقيقة واضحة: أميركا مرتبطة بأجندة إسرائيلية وهي عدو يجب التخلص منه إن أراد الشعب الحياة. وعندها نكتشف أن مجموعة منعدمة الضمير قامت بتأخير وعينا بتلك الحقيقة قدر الإمكان. ونكتشف ثانياً أن "الجواب الواضح" الذي يقدمه عبد الخالق بأن "الخيار الوحيد أمام العراق هو أن "يصادق" أميركا..." تلاعب بالألفاظ وأن "صداقة" أمريكا ليست معروضة لنقبلها أو نرفضها، وأن الكلمة الصحيحة هي “الإستسلام”.فكلام عبد الخالق يشبه من تستغيث به امرأة فيحاول أن يقنعها أن لا سبيل لها للخلاص وينصحها أن تستلم لمغتصبها و "تحبه" و "تتمتع به" ما دام لا مفر من الإغتصاب!.

بهذا تنتهي المرحلة الثانية من منع الحقيقة وندخل المرحلة الثالثة..

 

المرحلة الثالثة: رؤية الحقيقة والعجز عنها

 

ما يقترحه عبد الخالق من الإستسلام و "حب" المغتصبة لمغتصبها، هو إعلان المرحلة الثالثة والنهائية والتي تتميز بزوال كل الأوهام ويتبين لنا أن الهدف هو "إغتصابنا" وليس صداقتنا، ولكن، هذه المرحلة لا يجب أن تأت إلا ويكون الشعب قد قيد تماماً بفعل تساهله في مرحلتي الأوهام، ولم يعد للمرأة إلا "خيار واحد" هو الإستسلام. في هذه المرحلة لا يتم التشويش على الحقيقة بل يكون هدفها منع الشعب من أن يستعمل الحقيقة التي اكتشفها لاتخاذ قراراته. ومن الأسلحة المستعملة لذلك هي "النسيان".. فكلما اكتشف الشعب حقيقة خطيرة يتم امتصاص الإهتمام بها، ثم طمسها بالنسيان فتذهب دون أن تنتج قراراً أو رد فعل. مثلا قبل بضعة اشهر اكتشفنا حقيقتين كان يجب أن تقلبا الدنيا، وهي أن الأمريكان كانوا يقصفون القوات العراقية وليس داعش! وأن الأمريكان يلقون بالمعونات إلى داعش! ويفترض بنا أن نعلن الحرب على أميركا باعتبارها في خندق واحد مع داعش، أو نطردها فوراً على الأقل. لكننا لم نفعل، وبعد بعض الهدوء والإنحناء للعاصفة، عاد المأبون الذي وضعوه على رأس السلطة يتحدث عن "الصداقة" الأمريكية وعن محاربة أمريكا لداعش (ببعض اللوم المتغنج أحياناً) وهكذا تم خنق حقيقة هائلة دفع الشعب من أجلها دماءاً كثيرة، وتم تجاوزها وعدم العمل بها رغم أنه لا تكاد تجد عراقياً واحداً لا يعتقد بها الآن!

 

إن الهدف الأمريكي من هذه المرحلة هو ايصال الشعب إلى مرحلة استحالة رد الفعل وعندها سيقول الأمريكان لنا ك: "نعم نحن أعداؤكم وقد كنتم حمقى، وكما قال عبد الخالق "والخيار الوحيد امامكم" أن تستسلموا لنا بلا قيد أو شرط!

حين وقعت الحكومة الإتفاقية كان حديث الأمريكان و عبد الخالق عن أحلام وردية والمانيات ويابانات، وليس بأن "خيارنا الوحيد" سيكون الإستسلام للإغتصاب.

 

أميركا وخندقها الإسرائيلي وذيولهما من كتاب وساسة مابونين كأياد علاوي ومثال الآلوسي وكل ساسة كردستان والمجلس الأعلى ومعظم اعضاء الكتل السنية إضافة إلى متفرقين، كانوا في سباق مع الزمن. الضحية كانت تتلمس مكانها ببطء، وكانوا يسارعون إلى تقييدها من كل مكان خشية ان تتمكن من تحرير نفسها إن وعت حقيقتهم قبل إحكام القيد.

لقد كان الأمريكان يعون منذ البداية ما شكل العلاقة التسلطية التي يريدونها مع الشعب العراقي. ولو نظرنا إلى حقيقة وشكل السفارة الأمريكية وكيف بنيت بشكل قاعدة عسكرية واستخباراتية، وكذلك حقائق أخرى مثل امتناع الأمريكان عن تسليم الأسلحة للعراق في المراحل المختلفة، وعدم تدريب جيشه وخرقه بالعملاء ووضعهم على رأسه لرأيناها كلها مؤشرات على أن الخطة كانت هكذا منذ بداية الإحتلال.

كذلك فأن إعادة تجحفل القوات الأمريكية اليوم في العراق بأعداد لا نعرفها أبداً (لقد اخترقت اميركا فيتنام بعشرات اضعاف الأعداد المعلنة وأسمتهم خبراء عسكريين أيضاً) تدل على أن أميركا ترى أن لحظة المجابهة المباشرة قريبة جداً وأنها قد أعدت كل ما استطاعت من عوامل القوة لجماعتها وعوامل الضعف للعراق وحطمته بكل ما تستطيع وفككت كل مؤسساته كدولة وكاقتصاد وارهقت إرادة شعبه بالإرهاب وبالضياع الإعلامي وبنقص الخدمات الأساسية كالكهرباء والتعليم وملات قياداته بالعملاء.

 

هل من أمل إذن في المعركة المقبلة؟ نقطة واحدة فقط تعطي بعض الأمل.. نقطة واحدة أساسية خرجت عن اللعبة واضطرت الأمريكان إلى تسريع لحظة المجابهة كما يبدو، وعدم تركها لفرق داعش وتلك النقطة هي: ولادة الحشد الشعبي!

 

الحشد كان خطيراً لأنه كشف الكثير جداً قبل موعد كشفه.. كشف أن داعش ليست سوى عصابة مسلحة وفرقة كوماندوز أمريكية إسرائيلية وساعد في الكشف بضعة سياسيين ونواب شجعان أصروا على ان الأمريكان يساعدون داعش ويضربون العراق. وآخرون كشفوا حقيقة حكومة العبادي وكيف جيء بها نغلا في ليلة ضلماء مع مؤامرة "حرس وطني" يقوده البعثيون الذين حولوا ولاءهم من صدام إلى خندق أميركا وداعش وكردستان، مثلما عرفنا خونة الموصل. وكذلك اتفاقية نقط ظالمة من اهدافها استثارة المحافظات لتكوين الأقاليم كخطوة اولى للإنفصال الذي يأمل أعداء العراق به.

الإنتصار السياسي المهم الآخر على داعش وقياداتها الأمريكية كانت إقالة البرلمان عميلهم "اثيل النجيفي" الذي وصلت به الوقاحة أن يطلب من أعضاء مجلس المحافظة أن يفاوضوا داعش معترفاً بأنه قد بدأ تلك المفاوضات وأنه قطع أشواطاً في هذا التفاوض!(2)

 

ما الذي يفترض بنا أن نفعله حين نكتشف حقيقة تقلب صورة العالم عندنا؟ الطبيعي إننا نراجع بقية الحقائق على اساس اكتشافنا الجديد. فإذا كنا قد تعاملنا مع أميركا كصديق ثم تبين أنها عدو، فعلينا أن نراجع كل ما فعلته أميركا وكل علاقاتها، تماماً مثلما تسارع مخابرات الدول عند اكتشافها لجاسوس ما، إلى التأكد من جميع علاقات ذلك الجاسوس. إن كانت أميركا عدوتنا فكل نشاطاتها قد وجهت لتدميرنا، وبذلك فكل مؤسساتها مشبوهة وكل شخص مهم دربته أميركا مشبوه وكل من كانت له علاقة طيبة أكثر من المعدل مع أميركا مشبوه وكل استشاراتها العسكرية والإقتصادية والسياسية لا بد أن تكون موجهة لخدمة هدفها ولا بد من مراجعتها. نحن ندرك اليوم إنها وداعش فريق واحد فلماذا لا يحدث أي شيء وفق إدراكناهذا؟ ولماذا يبقى مستشاروها عندنا وتزيد قواتها الخطرة علينا ويتكلم ساستنا عن صداقتها و دعمها ومساعدتها؟ إنها علامات فقدان إرادة خطيرة للغاية ليس على مستوى الحكومة والبرلمان فقط وإنما أيضاً على مستوى الشعب ومثقفيه الصامتين وأحزابه التائهة.

 

هذا يجب أن يتغير بسرعة إن اردنا البقاء. فتسارع الأحداث ينبئ بأن لحظة المواجهة الحاسمة قادمة في الاشهر التالية. وهناك مؤشرات محددة مثل طلب تركيا من رئيس مجلس النواب أن يؤجل التصويت على أثيل النجيفي اربعة أشهر فقط! وفي المقابلة التي شرح فيها اللويزي تلك النقطة قال: لا ندري لماذا يريدون تأجيل التصويت اربعة أشهر وما الذي سيحدث بعد أربعة أشهر؟!

 

من الواضح أن أمراً حاسماً بالنسبة للعراق يخطط له وسيحدث خلال بضعة أشهر إن جرت الرياح كما يشتهون. والسؤال هنا إن كان الشعب وحشده سيكون قد صحا بشكل كاف ورأى الصورة لتمييز أعدائه من اصدقائه بوضوح كاف لمبادرة أعدائه الضربة قبل أن يضربو ضربتهم هم، أم أن المخدرات الطائفية وكثافة التضليل الإعلامي وغيرها سوف تقدمه فريسة سهلة لأعدائه .

 

 

(1) أزمة الشرق الأوسط وعلاجها!…. د. عبد الخالق حسين »

http://www.iraqmidea.com/?p=11657

(2) قصة إقالة أثيل النجيفي - عبد الرحمن اللويزي

https://www.facebook.com/ALNAEEB/videos/844284918989311/?pnref=story

 

"العبد؛ هو الذي ينتظر أن يحرّره أحد"
-
عزرا باوند

 

 

تاريخ النشر

19.06.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

19.06.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org