%@ Language=JavaScript %>
القوات الأمريكية تقصف بيت آل حديد في الموصل وتعلن أنها قصفت داعش!
صائب خليل
4 أيار 2015
قامت القوات الأمريكية ليلة 22 نيسان بقصف بيت الأستاذ غسان باسم حديد في حي البريد في الموصل، وقد استشهد في هذه الجريمة زوجة الأستاذ غسان وإبنه وزوجة إبنه وحفيده! وأعلنت في اليوم التالي أنها قامت بقصف منزل من المنازل التي يجتمع فيها داعش!
http://1.bp.blogspot.com/-buj1ENz8v7E/VUeYjPzRGWI/AAAAAAAABRQ/E
L8ZvjYQBv4/s1600/Hadid%2BHouse%2BBombing1.jpg
وقد نقل موقع رودوا الإخباري الكردي هذا الخبر بالشكل التالي: (1)
قصفت طائرات التحالف الدولي، ليلة أمس، مقرا لتنظيم داعش، في منطقة حي البريد خلف مستشفى الزهراوي شمال مدينة الموصل، ما أدى إلى مقتل عائلة كاملة جراء تحطم منزلهم المجاور لمقر التنظيم.
وقال مصدر لشبكة رووداو الإعلامية أن "التنظيم كان يعقد اجتماعا لما يسمى أمير ديوان الصحة في أحد المنازل بمنطقة البريد، مع بعض الأطباء ومدراء المستشفيات العاملة في مدينة الموصل".
وأضاف المصدر أن "القصف أسفر عن مقتل جميع من في المنزل بالإضافة إلى سقوط عدد من المواطنين في المنزل المجاور الذي تضرر جراء القصف".
وأشار المصدر إلى أن عائلة بأكملها قتلت جراء القصف بعد ان تحطم منزلهم بالكامل، كاشفا عن أسماء أفراد العائلة التي دفنت اليوم في المدينة.
1. سميه أبراهيم محمد علي حديد – مواليد 1962
2. مثنى غسان سالم حديد – مواليد 1992
3. فضيله وسام سالم حديد – مواليد 1990
4. عبد الله غسان سالم حديد - مواليد 2010
إنتهى الخبر.
http://4.bp.blogspot.com/-TpYJnE9TT_U/VUeYjC9jngI/AAAAAAAABRU/KQ
ErRaatZtU/s1600/Hadid%2BHouse%2BBombing2.JPG
هذا إذن نموذج لأخبار قصف طيران التحالف لداعش، وتكبيد قياداتها الكثير من القتلى! والحقيقة أن الدهشة من هذا الأمر مفتعلة وليست سوى نتيجة الوهم الإعلامي الذي يقلب الحقائق فيجعلنا ندهش حين نرى بعضها واقفاً على رجليه. لا غرابة في هذا الخبر، بل لو أن أميركا قصفت داعش بالفعل لتناقضت مع الكثير من مواقفها التي نعرفها، وكان ذلك أكثر إثارة للحيرة.
لا يجب أن يثير هذا الخبر الحيرة ، لكنه يثير ذكريات مؤلمة وعلامات استفهام كبيرة مازالت مفتوحة كالجرح..
قصف عائلة و "قتلها بالكامل" ذكرني بمجزرة بشعة مشابهة في أسبابها ومنفذيها واخلاقيتهم، وهي جريمة إحراق عائلة صديقي لطيف علو في سيارتهم قبل أحد عشر عاماً، حيث قامت نقطة سيطرة أمريكية بقصفها بشدة حتى اشتعلت النار فيها وإحرق من فيها من أطفال وأمهم وأحد اقاربهم أحياء في وسط مدينة بعقوبة.. في وقتها قال الأمريكان أنهم خشوا أن تكون السيارة انتحارية لأنها اقتربت بسرعة.. ولا ندري لماذا لم يكتف الأمريكان بإطلاق النار على عجلاتها وإيقافها وكانت مازالت بعيدة عنهم، بل أنهم استمروا بإطلاق النار حتى والسيارة واقفة تشتعل فيها النار، وحين حاول احد الموجودين فتح الباب لإنقاذ من يمكن إنقاذه من الضحايا في السيارة المشتعلة، أطلقوا عليه النار أيضاً وأردوه قتيلاً...وقد كتبت في وقتها مقالة عن تلك الجريمة المروعة بعنوان: "الجيش الصغير والحلم القديم بالسلام". (2)
ويذكرنا هذا القصف الأمريكي في الموصل بالأخبار الكثيرة التي ملأت الإعلام عن حالات مشابهة في افغانستان وباكستان، وفي العراق أيضاً.
وفي جميع تلك الحالات بدون استثناء، كان هناك ادعاء أمريكي بأن الهدف كان القاعدة أو داعش، وأنها كانت خطأً غير مقصود، وأن له مبرراته في الحرب على الإرهاب..وإن لم يفضح الإعلام حقيقة الضحايا، فلا يوجد سبب للإعتراف بـ "الخطأ"، بل سيؤكد عنكبوت الإعلام الأمريكي الرهيب في كل العالم أن الضحايا هم من الإرهابيين، ويعطيك أرقاماً وبعض التفاصيل عما كانوا يفعلون وربما بعض الأسماء!
في حادثة ساحة النسور، كان الضحايا في البداية إرهابيين، ثم حين فاحت رائحة الجريمة، تحولوا إلى ضحايا اشتباك بين قوات بلاك ووتر وإرهابيين وأنهم وجدوا أنفسهم في ممر النيران من الجانبين. وفي مجزرة عائلة لطيف علو نشرت الجزيرة ووسائل إعلام أخرى نفس الحجة ، بل ذهبت إلى أنهم قتلوا من قبل مجهولين! ولم يكن هناك أي "مجهولين" ولم يكن هناك أي تبادل إطلاق نار، بل نقطة سيطرة أمريكية من النقاط العاجلة التي تنشأ بسرعة ولا يعلم سكان المدينة بوجودها!
نعود إلى مجزرة الموصل الجديدة.. ولنلاحظ أن الخبر الذي صاغته ونشرته مؤسسة الإعلام الكردية، منقول من "مصدر" غير معروف..وهذا المصدر يعرف أسماء الضحايا، ويعرف حسب قوله أن ما قصف هو مقر لداعش، بل أنه يعرف ايضاً ما كان يجري في ذلك "المقر" من اجتماع وكذلك موضوع الإجتماع! فيقول: التنظيم كان يعقد اجتماعا لما يسمى أمير ديوان الصحة. فمن هو ذلك "المصدر" ولماذا لا يفصح عن إسمه ليعطي الخبر مصداقية ما؟
عدد ضحايا عائلة السيد حديد موجود في الخبر وكذلك أسماءهم وصور منزلهم المهدم، لكن لماذا لم يخبرنا هذا المصدر المطلع، أسماء أو حتى أعداء ضحايا داعش؟ وأين صور جثثهم ومقرهم؟ ولماذا لا نرى أحداً من داعش مثلا يأتي لإنتشال ضحاياه؟ ..
ولنفترض حسن النية إلى حد البلاهة، ولنتجاوز هذه الأسئلة ولنتجاوز أيضاً كل تاريخ الأكاذيب المشابهة في الماضي، لكن يبقى هناك سؤال محير يصعب تجاوزه وقد طرح مرات عديدة في الماضي وبقي بلا جواب، وهو يطرح نفسه بقوة إضافية في هذه المجزرة، وهو: لماذا لا يقصف الأمريكان داعش عندما يتنقلون في مواكب سياراتهم في الصحراء المكشوفة بين المدن، وحيث لا يوجد ضحايا مدنيين يمكن قتلهم بـ "الخطأ"؟ لماذا لم يقصفوهم عندما ذهبوا إلى مدينة الحضر ليدمروها في وضح النهار حيث لا يوجد سواهم والصحراء؟ لماذا يستطيعون بسهولة بدلا من ذلك أن يرسلوا المعونات إلى داعش بدقة "بالخطأ"؟ ولماذا يقصفون الجيش العراقي والحشد الشعبي بكل دقة "بالخطأ" فلا تقع صواريخهم على خندق مجاور؟
نعم أن أخبار قصفهم لداعش تملأ عنكبوت الإعلام الذي تركوه في العراق، لكن أحداً لم ير أي اثر لتلك الأخبار التي تقدم أرقاماً لقتلى داعش بقصف من طائرة مقاتلة على منزل في الظلام، ولا نعلم كيف حسبوا عدد أؤلئك القتلى، وكثيراً ما تكون مصادر تلك الأخبار مجهولة تمتنع لسبب عجيب لا نفهمه عن ذكر إسمائها، مثل خبر رودوار هذا!
خذو مثلا، هذا الخبر الآخر الذي نشرته إحدى قنواتنا المشبوهة (السومرية)، بعنوان " مقتل 15 عنصراً من "داعش" بقصف جوي غرب الموصل" (3)
ويقول : "أفاد مصدر في قوات البيشمركة، السبت، بأن 15 عنصراً من تنظيم "داعش" قتلوا، فيما تم تدمير معمل لصناعة العبوات الناسفة بقصف لطيران التحالف الدولي غرب الموصل....وقال "المصدر" في حديث لـ السومرية نيوز، إن "طيران التحالف الدولي قصف، اليوم، معاقل تنظيم داعش في قرية الوائلية في منطقة كسكى التابعة لناحية زمار غرب مدينة الموصل"... وأضاف “المصدر” الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "القصف أسفر عن... ألخ – أنتهى الإستقطاع من الخبر.
السؤال هو: لماذا يرفض المصدر هنا كشف إسمه؟ نعم يحدث في الغرب أن يقدم مصدراً معلومة ما لصحيفة وتحتفظ الصحيفة بسرية المصدر بطلب منه، حين يكون كشف الإسم يهدد صاحبه بخطر ، مثل المحاسبة الحكومية أو القضائية بشكل رئيسي لكشفه أسراراً يفترض أن لا تكشف حسب القانون أو بما يضر بالسلطة، فلماذا طلب هذا "المصدر" للسومرية نيوز عدم كشف إسمه في خبر مثل هذا؟ ألا يفترض أن يكون هذا المصدر مصدراً رسمياً في البيشمركة، لا يقوم كشف سر حكومي ولا يخشى وصول داعش أو القضاء الكردستاني ولا اية جهة أخرى إليه؟ التفسير الوحيد لذلك هو أن هذا "المصدر" لا وجود له، وأن القصة كلها مكتوبة بتكليف من جهة تريد نشر صورة كاذبة، دون أن يتحمل أحد مسؤوليتها كـ "مصدر" للكذبة!
إننا نعلم بالصدف التي كشفت الحقائق بين الحين والآخر، اننا نعيش في غيمة إعلامية من الكذب الإعلامي الموجه بشكل خاص لتبرير الجرائم الأمريكية وإخفاء الأهداف الأمريكية لأطول فترة ممكنة. نحن نعلم اليوم جيداً بأن ضحايا ساحة النسور كانوا مدنيين غير مسلحين، وأنه لم يكن هناك أي اشتباك، ونعلم من خلال المحاكمات أن هؤلاء الوحوش كانوا يطلقون النار للتسلية، مثلما كان يطلقها أحدهم وهو يصرخ: أنها ألذ من صيد الديكة البرية!! ويعلم لطيف ومن شهد مجزرة عائلته أيضاً أنه لم يكن هناك أي اشتباك وأن عائلته قضت برصاص القوات الأمريكية وحدها، وليس "مجهولين".
نحن نعلم أن هؤلاء "ألمجهولين" غير موجودين وأنهم من صنع الخيال الإعلامي المدسوس، تماماً مثل المصادر المجهولة. والغريب أن كل ما هو "مجهول" يخدم الصورة الأمريكية من القضية. فمصدر أخبار الإعلام الذي يدعي أن القصف موجه لداعش مجهول، وأعداد داعش المقتولة مجهولة وأسماءهم مجهولة، بينما عدد ضحايا ساحة النسور معروف وأسماءهم معروفة وعدد أفراد عائلة لطيف والشهم الذي حاول إنقاذهم معروف أيضاً وكذلك اسماءهم، وهاهي أعداد ضحايا القصف الأمريكي لعائلة السيد حديد معروفة ولهم أسماء محددة، ولم تطلب يوماً "عدم ذكر إسمها" رغم ان احتمال الإنتقام منها وارد.
ضحايا العراق وخسائره من جراء "مساعدة" هؤلاء "الأصدقاء"، واضحة صريحة محددة ومصورة ولها أكثر من مصدر معروف الإسم والهوية.. أما ضحايا أعداء العراق الذين "ساعدنا" هذا "الصديق" على قتلهم، فلا أثر لها، ويلفها الغموض والمصادر المجهولة وعشرات علامات الإستفهام! وتبقى الحكومات العميلة ملتزمة بدورها في الصمت، ويبقى الإعلام ينفث التضليل في رؤوسنا لنتصور مفترسنا صديقاً!
كل يوم، يتضح لنا الهدف الأمريكي في العراق، ويتضح لنا أيضاً بأن الإعلام أكبر وأخطر الإختراقات التي قام بها هذا الإحتلال فيه. وإن تذكرنا أن الهدف من الأخلاق وقوانين العقوبات في أي بلد هو حماية المجتمع مما يهدده من أخطار، وتصل تلك العقوبات إلى الإعدام عندما تتسبب الجريمة في موت حتى فرد واحد. وإن علمنا أن هذا الكذب من الساسة والصحفيين، هو ما أدام بقاء القتل والقتلة في العراق وأغشى الأبصار عن حقيقتهم حتى وصلوا إلى بعد خطوات من قتل العراق نفسه، أليس مأبوناً إذن، كل من يتحدث عن "المساعدة الأمريكية" و"الدعم الأمريكي"؟ وحين لا يكتفون بخلق الإرهاب ومساعدته في تدميرنا، ومنع جيشنا حتى من تسلم الأسلحة التي اشتريناها منهم، أليس من يتحدث عن "الصداقة الأمريكية" مساهما فعالاً في ضياع بوصلة العراقي ومجرماً مشاركاً في المسؤولية عن أنهار الدم وجرائم قتل وإبادة مثل هذه؟ إن لم يكن هذا، فمن الذي يستحق الحكم بالإعدام؟
(1) مقتل عائلة مدنية جراء قصف أحد معاقل داعش في الموصل
http://rudaw.net/arabic/middleeast/iraq/2304201521
(2) صائب خليل - الجيش الصغير والحلم القديم بالسلام
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=20255
(3) مقتل 15 عنصراً من "داعش" بقصف جوي غرب الموصل
http://www.alsumaria.tv/news/129068
05.05.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
05.05.2015 |
---|
|
لا للتقسيم لا للأقاليم |
لا للأحتلال لا لأقتصاد السوق لا لتقسيم العراق |
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين
|
|
---|---|---|---|---|
|
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |