<%@ Language=JavaScript %>  صائب خليل فريق الشرطة العراقي يلعب في إسرائيل!

 

 

 

فريق الشرطة العراقي يلعب في إسرائيل !

 

 

صائب خليل 

14 نيسان 2015

 

خبر ينسل كالثعبان بلا صوت مموهاً بكلمات "فلسطين" في العنوان ربما لتمرير الصدمة المتوقعة كالعادة حين تكون خبراً من الماضي يدفع الإنسان إلى الإستسلام باعتبار أنه لا يملك سلطة على الماضي، وأن يشعر أن كل شيء قد ضاع. الخبر مدروس بكل دقة إعلامياً لكي يكون خفيف الوقع على الإنسان ويؤدي دوره في "تطبيع" عقله بلا انتباه. وكلمة إسرائيل لا تأتي في الخبر إلا ضمن صيغة تبدو "مقاومة" لإسرائيل وكأن الفريق قام بفعلته الشائنة هذه، بعمل ضد إسرائيل، حيث يركز الخبر على تأخير دخول الفريق ومنع "سلطات الاحتلال الإسرائيلية" عبور حارس الشرطة العراقي محمد حميد حارس، وطبيب الفريق، والأسباب لا علاقة لها بالبطولة، بل تتعلق بمدة نفاذ جواز السفر..

عدا هذا فالعنوان لا يركز على الحدث الخطير الذي يحدث لأول مرة ويفترض بالإعلام العراقي التسابق إلى تسليط الضوء عليه وهو دخول فريق رياضي عراقي إلى الأراضي المحتلة واللعب عليها ليكون العنوان المراوغ بدلا من ذلك : "إسرائيل تمنع عبور حارس الشرطة العراقي قبل لقاء وادي النيص الفلسطيني".  والبعثة العراقية حسب الخبر، لا "تدخل إسرائيل" إنما "تصل الأراضي الفلسطينية".. الخ (1)

ويكتب “اليوم السابع” الخبر تحت عنوان : "إسرائيل تمنع حارس الشرطة العراقى من دخول فلسطين"(2)

أما "إيلاف" المعروفة بتوجهاتها فتترك العنوان بالشكل التالي: " إسرائيل تمنع حارس وطبيب الشرطة العراقي من الدخول" تاركة للقارئ تسمية المكان بـ “فلسطين” أو “إسرائيل”! (3) 

ولم أجد الخبر في مواقع الإعلام العراقي الأكثر انتشاراً، فهو كما يبدو كالثعبان مصمم لينسل بهدوء ويقوم بعمله بلا صوت، مستفيداً من ضجة داعش ومعارك الحشد والخلاف العراقي المتأجج حول تحرير نينوى والأنبار، فالضجيج فرصة الأفاعي للقرص!

 لا أستبعد ان تم إقناع اعضاء الفريق بأن ما يقومون به هو عمل لصالح فلسطين أو الفلسطينيين، دون وعي منهم بحقيقة الامر، كما لا أستبعد أن بعض هؤلاء لا يمانعون ان يتعاملوا مع إسرائيل نكاية بالفلسطينيين، كما أنه مما لا شك فيه أن اللاعبين الفلسطينيين الذين لعبوا أمام الفريق العراقي قد شكروه على مبادرته "لدعمهم".. فالأمر ملتبس بين الناس إن كان مثل هذه الحركة دعم لفلسطين أم اعتراف باحتلال إسرائيل والتعامل معها؟ ولكن كيف تدعم فلسطين بالمرور ببوابات الجوازات الإسرائيلية؟ وكيف تدعم فلسطين وأنت تجعل السفر إلى إسرائيل أكثر طبيعية وقبولا لدى الناس؟

 

وأهم من كل ذلك، إنني هنا لا اتحدث بالدرجة الأولى عن المصلحة الفلسطينية في الأمر، بل المصلحة العراقية. فإسرائيل ليست كغيرها من الدول، إسرائيل خطر رهيب، إن دخلت أي بلد أستولت على السلطة فيه، ولا يوجد صديق واحد لإسرائيل في العالم بل أتباع أو يضعون علاقاتها في محاجر مراقبة بشدة. وهذا الخطر يرتفع بشكل كبير جداً عندما يكون الأمر مع دولة عربية، خاصة تلك التي لا تخفي إسرائيل طموحاتها فيها، أو كان فيها ثروات مغرية أو كانت أوضاعها السياسية متهالكة ويعمها الفساد، والعراق يشمل كل تلك الصفاة "الحسنى" لذا فهو الضحية المثالية لإسرائيل، وأية علاقة معها لن تكون إلا مصدر خطر وأذى شديد وتثبيت لكل ما هو فاسد ووضيع، ويمكننا أن نرى مصر أمامنا، رغم أن مصر لم تدخل العلاقة كدولة محتلة ولم تكن خالية من نظام سياسي وأمني وعسكري غير مخترق بشكل كبير كما هو العراق، وهي هائلة الحجم والتراث الثقافي، فتحولت خلال بضعة عقود إلى زومبي دولة، يتنفس ولا يعي ما هو حوله وحين يستبدل حكامه يستبدل إسرائيلياً بإسرائيلي ألعن منه!

 

ما الذي يدرينا أيضاً ما يحدث لأعضاء الفريق ونحن نقدمهم على طبق من ذهب لعصابات الموساد لتقوم بتجنيدهم وتحقن العراق بالمزيد من أمثال "مثال الآلوسي"؟ كان الحزب الشيوعي العراقي (في الماضي) يفصل كل عضو يتم استدعاءه إلى الأمن خشية أن يكون قد تم ابتزازه وتجنيده. أليس من حقنا أن نعتبر أن كل من يدخل إسرائيل مشبوه لا يجب الثقة به بعد ذلك؟ فلو جندوا نفساً ضعيفة من كل مئة لوجدنا في العراق بعد حين، جيشاً من العملاء شديدي الفعالية والتنظيم يكفون لتحطيم أي بلد، كما حدث في مصر تماماً. مقابل ماذا؟ دعم الفلسطينيين بلعب كرة القدم معهم أو تصوير فلم عنهم أو تقديم مسرحية على صالاتهم؟ أي منطق مريض هذا؟

لاشك عندي أن البعض من القراء سيترك كل الأخطار في مقالتي هذه لينزعج من استعمال كلمات "عفا عليها الزمن" مثل "العملاء"! الإتيكيت عند البعض في هذا العالم المختل المقاييس أهم من اية أخطار على البلاد. أنا لا اكتب لهؤلاء...

ولا أكتب أيضاً لدعاة اليأس، الذين يرواغون المنطق لتبرير الإستسلام من أصحاب مقولة "أن إسرائيل حقيقة واقعة على الأرض ويجب التعامل معها"، وكأننا يجب أن "نتعامل" مع كل "حقيقة على الأرض" بالترحاب، عندما لا نستطيع إزاحتها، حتى حينما تكون قاتلة لنا. فيفترض وفق هذا المنطق أن نرحب بالسرطان والإيدز في بيوتنا لأننا لم نكتشف حتى اليوم دواءاً لمقاومتهما.

 

علينا أن نتذكر الحقائق البسيطة وهي أن إسرائيل دولة عنصرية شديدة الخطورة وتهدف علنا ً إلى تدمير أية دولة عربية والجميع يعرف مقولات قادتها المخضرمين بضرورة تدمير العراق، ومقولات ساستها الذين مازالوا على قيد الحياة بأنهم "حققوا في العراق أكثر مما كانوا يطمحون" بإنشاء الدولة الكردية المستقلة التي يجب ان تكون أكبر ما يمكن (آفي دختر). الدولة التي مازالت ترفع شعار من النيل إلى الفرات ولم يتنازل عن الشعار أي قائد إسرائيلي كما يعلمنا أحد الكتاب الإسرائيليين الشرفاء! إننا لا نريد هذه العلاقة المشبوهة الخطرة، ونحن نمر بأشد حالات العراق صعوبة حيث استلم خندق إسرائيل – اميركا – كردستان السلطة وعينوا عميلهم المباشر حيدر العبادي بعد حركة مشبوهة بقيادة كردستان، رئيساً على حكومة العراق، والذي بعد أن رأينا مشاريعه المعلنة من تسليم الثروة لكردستان وتفكيك الجيش إلى حرس وطني يقوده كبار ضباط صدام وجولاته المشبوهة في الأردن ومع صندوق النقد الدولي وواشنطن التي يتآمر معها ويدافع قصفها للحشد بأكثر مما يفعل السفير نفسه،(4)

رغم أن بايدن، هذا الثعلب الذي يقول باعتزاز أنه صهيوني، وكان المسؤول عن تدجين المالكي، يؤكد بالحرف الواحد أنه يتصل بالعبادي تلفونياً أكثر من زوجته! (5)

 

هذا الرجل الذي برهن في علاقته مع كردستان إنعدام أي أثر لبقية رجولة أو كرامة فيه، لن يكون مستبعداً أبداً أن تكون له بنود سرية في أجندته، هي إدخال إسرائيل رسمياً إلى العراق!

 

دعونا نواجه الحقيقة المرة. فهذا الرجل الذي يتظاهر بالتواضع، قد يكون أخطر ما مر بالعراق من أخطار في تاريخه، حتى صدام نفسه!..إنهم لم يأتوا به صدفة في فترة اصطدام داعش بالحشد فجاء يحمل مشروع إنهاءه، ثم يأتي اليوم ليرفع الأعلام وكأنه من صنع انتصاراته!...ولو لم يكن لعب فريق الشرطة العراقي في إسرائيل مخططاً خبيثاً له ابعاد أخرى طويلة الأمد، لما جرى انتخاب كلمات اخباره بهذه الدقة العلمية، ولما تم تجاهله كلياً من قبل الإعلام العراقي المعروف بأنه مضاد للشعب.. لقد بدأت كردستان مشروعها لإدخال إسرائيل بمصافحات قادتها المنصبين على رأس الدولة العراقية مع حثالات مجرمي إسرائيل لجس النبض، ثم ارسلوا سفن النفط إليها، والآن وقد استولوا على السلطة مباشرة وعينوا أعضاء حكومتها، ها نحن نرى وتحت حكومة معصوم وحيدر العبادي والمجلس المحشو بالعملاء من أعلى سلطة فيه حتى ادناها، نرى الفرق العراقية ترسل للعب في إسرائيل...!! .. ولا احد يتكلم..!

 

في تقديري، نحن نعيش فترة أخطر مؤامرة لأخطر حكومة على البلاد مرت على العراق! إنتبهوا قبل فوات الأوان وابتلاع إسرائيل للبلاد، وهناك مؤشرات أخرى تؤكد السعي الحثيث نحو ذلك الهدف سنأتي عليها في مقالات قادمة!

 

 

(1) إسرائيل تمنع عبور حارس الشرطة العراقي قبل لقاء وادي النيص الفلسطيني

http://www.tahrirnews.com/news/details.php?ID=398520

(2) إسرائيل تمنع حارس الشرطة العراقى من دخول فلسطين

http://www.youm7.com/story/2015/4/13/2139309

(3) إسرائيل تمنع حارس وطبيب الشرطة العراقي من الدخول

http://elaph.com/Web/Sports/2015/4/999306.html

(4) العبادي يتوجه إلى واشنطن على رأس وفد أمني رفيع لبحث موضوع التسليح

http://www.skypressiq.net/main/ct-menu-item-17/ct-menu-item-21/4915-17623454323463467653789879870.html

(5) بايدن : انا اتحدث مع العبادي أكثر مما اتحدث مع زوجتي

https://www.facebook.com/video.php?v=801798479889241

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

14.04.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

14.04.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org