<%@ Language=JavaScript %> صائب خليل حديثة الصامدة.. هل سنجعلها رمز انتصار العراق أم هزيمته؟

 

 

 

حديثة الصامدة..

 

هل سنجعلها رمز انتصار العراق أم هزيمته؟

 

 

 

صائب خليل

12 شباط 2015

 

على الفيسبوك، نشر النداء التالي:

“ المدينة الصامدة التي تحتضر...الشباب و الصغار وحتى الكبار (الشيوخ) يقاتلون داعش من شهور ومنعوا داعش يدخلوها. وأهلهم ميتين من الجوع . لا أكل ولا غاز ولا نفط ولا حليب أطفال ولا دواء. المنطقة محاصرة من كل الجهات وصواريخ داعش تدگ عليهم ... الأسعار مرتفعة جداً . بعض العوائل بدت تاكل ... حديثة تحتاج وكفتكم ودعائكم والعراق كله اهلنا خلي نوصل للمسؤولين وننقذ اطفالنا وعوائلنا إلي عايشين فقط تحت رحمة رب العالمين. ”

 

مأساة وبطولة حديثة، تكشف لنا الكثير من الحقائق، وتحدد مجاميع متعددة من السفلة: أول هؤلاء هم قوات التحالف الذين جاءوا من كل العالم "ليحاربوا" داعش، ويا للغرابة فهم لا يستطيعون لا الإنتصار عليها ولا ردعها ولا حتى فك الحصار عن مدينة تحاصرها، ولا حتى أن طائراتهم "تخطئ" فتلقي بالتموين والسلاح لأهلها بدلاً من أن تلقيها لداعش!

المجموعة الثانية من السفلة هي الحكومة الرعناء التي تلهو بالتوسل إلى الإرهابيين الدوليين الذين خلقوا ودعموا داعش، أن يساعدونها بالسلاح دون جدوى، وتعقد الصفقات معهم على "الحرس الوطني" وتسليم كردستان أموال العراق، ودفع المحافظات إلى الإنفصال، وتترك داعش في هذه الأثناء تنفذ مهمتها بدعم جوي من قوات التحالف...

المجموعة الثالثة من السفلة، هم غالبية من النواب "السنة"، التي جعلت من نفسها هراوة أمريكية سلطت على السنة وعلى العراق، لتدفع بهم وبالعراق إلى الهلاك.. ما الذي كان هؤلاء يتحدثون به في الأيام الماضية؟ هل كان "حماة السنة" هؤلاء يدورون في العراق عرضاً وطولاً لجمع الدعم لحديثة وأهلها قبل أن تسقط في يد داعش؟ هل كانت حديثة موضوع مفاوضاتهم مع الحكومة وشروطهم المتتالية عليها؟ أبداً! لم يأت ذكرها، وطواها النسيان هي ومعركتها حتى بالنسبة لي إلى أن قرأت النداء أعلاه! كل ما كانوا مشغولين به هو بالتوسل بأمريكا أن تصنع لهم جيشهم وتسلحه وتحقنه بالسفلة منهم، ليفصلوا به محافظاتهم عن العراق، بحجة محاربة داعش! وحين لا نرى أحداً من هؤلاء وأسيادهم يغث نفسه للدفاع عن حديثة أمام داعش، فهل من أحمق يصدق بأنهم يعدّون "الحرس الوطني" من أجل محاربة داعش؟

 

سفلة السنة وخدم الأمريكان والإسرائيليين، يتحدثون عن موضوع آخر أيضاً، وهو إعفاء البعثيين الكبار من قانون المساءلة لفسح المجال أمام الضباط منهم ليعودوا إلى الجيش والأمن لقيادتهما. إنهم يضعون هذا شرطا أساسياً لقبولهم بحكومة الذليل العبادي. يريدون ليس فقط تعديل القانون بل إلغاء تام للهيئة، وإلا فهم يرفضون التصويت على القانون والميزانية! فالبعثي الصدامي الكبير يجب أن لا يعفى من جرائمه السابقة فقط، وإنما يجب أن يتاح له أن يرتكب المزيد منها تحت راية الإحتلال كما ارتكب تحت راية صدام. والسافل لا يهمه تحت أية راية يرتكب جرائمه!

 

دعونا نتذكر أن العبادي دخل إلى القصر، وكان مشروع الحرس الوطني الذي يحمله كمهمة عاجلة أولى، ينص على إعفاء الضباط البعثيين المشمولين بقانون المساءلة والعدالة من اية تبعات لأحكامه، بل واعطائهم الأفضلية في التعيين في الحرس الوطني وبرتبة أعلى من الرتبة التي كانوا يمارسون عهرهم فيها على الشعب مع صدام! هذا ما جاء العبادي يحمله، ولن ننسى ذلك إن أردنا أن نفهم ما يجري!

 

يحاول هؤلاء، والعبادي وجوقته معهم والإعلام السام، وكل أرعن في العراق تحدث عن "الخطوة الصحيحة" وهو يعلم أن كل خطوة خطتها هذه الحكومة ذات الأجندة الإسرائيلية، هي خطوة موجهة مسبقاً وعمداً نحو الهلاك للبلاد، يحاول هؤلاء ان يقنعونا أن إعادة الضباط البعثيين إلى قيادات الجيش، مسألة لا مفر منها وأنها ضرورية إن اردنا دحر داعش. ولذلك فهم يطالبون بإعفاء هؤلاء من قانون المساءلة والعدالة.

 

فهل حقاً أن المسائلة والعدالة هي التي تمنع هؤلاء "الأسود" من كبار الضباط البعثيين الذين “يتحرقون شوقاً للذود عن الوطن”، عن أداء واجبهم وقتال داعش، وإن إلغائها سيحمي المحافظات من احتلال داعش؟ حسناً لننظر إلى بعض الحقائق لنرى إن كانت تدعم هذا الإدعاء..

 

في مقابلة صحفية جرت مؤخراً(1) قال نائب رئيس الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة بختيار القاضي: "أحلنا ما يقارب 250 الف بعثي إلى التقاعد واعداد كبيرة من الذي اعمارهم اصغر (وتمنع) من احالتهم الى التقاعد عادوا الى وظائفهم، فضلا عن رفع الحجز عن قطع الاراضي التابعة لهم".

وحول إن كان التعديل يشمل ملف "فدائيي صدام"؟، قال القاضي: “نعم في القانون الجديد أعدنا النظر بملفاتهم وذلك لان وزارة التخطيط سابقا كانت توزع الموظفين مركزيا وتجبرهم على الدخول لفدائيي صدام ، فضلاً عن وجود اطباء ومهندسين وعاملين خدمة وغيرهم قد نسبوا من دون رغبتهم بذلك فتعديل القانون عمل على فرز هؤلاء الموظفين عن من تورطوا فعلا بعمليات إجرامية ضد المواطنين .”

 

إذن أين المظلومين من البعثيين الذي يشترط نواب السنة "إنصافهم" وإلا فلن يسمح للعراق أن يستمر؟ إننا أمام خدعة كبيرة عندما يتحدث البعض عن البعثيين المظلومين بهذا الشكل، حتى إن كان هناك بالفعل بعض المظلومين منهم ممن أراد الخير لهذا البلد وأخطأ الإختيار.

 

ولكن هل هناك "بعثيين حقيقيين" اليوم، ليدافع هؤلاء عن حقهم في العمل السياسي والعسكري والأمني وغيره؟ البعث ، كما يعلم ويقر الجميع، بعثيين وغير بعثيين، قد تسبب بكوارث هائلة للشعب العراقي. وسواء كان ذلك عن قصد، أو حتى غير قصد، فالمفروض بأي شريف كان مخدوعاً أو متورطاً، ورأى ما ارتكب الحزب من جرائم وما ارتكب باسمه وما يمثله إسمه من اداة إرهاب للشعب العراقي، أي شريف كان بعثياً في الماضي، سوف يبتعد عن أي شيء له علاقة بالبعث ولن يقول أنه بعثي بل سيحاول جهد الإمكان أن يبعد التهمة عن نفسه! والضباط من رجال أمن وجيش، يفترض أن يبوسوا أيديهم امتناناً للشعب وشكرا لله، أن لم يتم الإنتقام منهم بل تم اعفاءهم من جرائمهم أو نتائج افعالهم وولائهم الذي أدخل العراق في حروب بشعة أو تم بواسطتهم تعذيب وقتل أبنائه، وأن يبحثوا عن عمل بعيد عن ذلك الذي يربطهم بتلك الجرائم! أليس كذلك؟

 

إذن من هم هؤلاء البعثيين الذين لا يعرفون الحياة إلا على قيادات الجيش وفي زنزانات التعذيب؟ وهل هناك حقاَ "حزب بعث"؟ وأعني به حزب حقيقي خارج إطار ضباط الأمن والعسكر؟ هل سمع أحد من الناس، ومنذ سنين طويلة بعثياً ينادي بشعارات الحزب المعروفة في الوحدة والحرية والإشتراكية مثلاً؟ ابداً.. فلقد تحول الحزب منذ السقوط إلى خلايا إرهاب بعد إعادة تنظيمها تحت إشراف أميركا وإسرائيل، وصار الصوت البعثي الوحيد الذي يسمع هو الصوت المطالب بالعودة إلى مراكز الأمن والجيش!

في مقالة له بعنوان "من يرفع الحظر عن حزب البعث؟" يكتب د. عبدالرحمن جميل منبها إلى أن الحزب لا يبدو مهتماً بالمشاركة في الحياة السياسية العراقية ولا يعترف بها ولا بالدستور "وتأكيده الأخير على عبارة (سنعود بقوة السلاح) كما يبثه تلفزيون (الفارس العربي) المملوك للحزب."

 

 

لماذا إذن يريد أوباما ويدعمه النواب السنة و “المجتمع الدولي”، أن يعيد هؤلاء إلى مراتبهم، وهم الذين ارتكبوا حرب العراق بحجة ضرورة تحرير الشعب العراقي منهم؟  الحقيقة هي أن حزب البعث قد انتهى عملياً منذ تسلم صدام السلطة في العراق وإقامته المذبحة الكبيرة لكبار قيادي البعث، وتحويله إلى منظمة إجرامية لحراسة حكمه، وجاء الإحتلال بعد ذلك ليستلم تلك المنظمة ويصفيها ليبقي من يحتاجه منها، تماماً كما فعل باعضاء حزب وضباط أمن الجستابو في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية واعادتهم للعمل لمحاربة الشيوعية، وكذلك فعل في إيطاليا واليونان وغيرها.

 

وما هو الهدف الأمريكي المباشر من كل ذلك؟ نجد الجواب واضحاً في جواب لبختيار القاضي في نفس المقابلة أعلاه. كان السؤال: هل عبود قنبر وعلي غيدان ومهدي الغراوي قد شملوا بقانون الاجتثاث؟

“القاضي: نعم جميع الأسماء المذكور مشمولة  بقانون الاجتثاث .

IMN: إذن كيف تسلموا مناصب قيادية  ؟

القاضي: حصلوا على استثناء من رئاسة الوزراء السابقة! ”

 

إذن فهذا ما ينتظرونه من الغاء المساءلة والعدالة: عملاء على قيادات الجيش تأتمر بأمرهم وتنسحب من أمام داعش بلا قتال! لقد تم إعفاء هؤلاء من قبل المالكي شخصياً! وقام "ولي الدم" بإحالتهم على التقاعد فقط، رغم أنه من المؤكد أن ليس في مصلحة حتى رجل مرحلة الإنبطاح أن تسقط الموصل في ولايته، فمن الذي دفع به إلى فضح نفسه بإعفاء هؤلاء من قانون المسائلة أولاً، ثم قام بتهريبهم من بين اصابع العدالة بعد ارتكاب خيانتهم العظمى؟ لا اتصور أن هناك اي شك في ذلك، فهناك قوة واحدة فقط في العالم قادرة على تسليط مثل هذا الضغط على المالكي، وهي أميركا!

هذه هي حقيقة استماتة الأمريكان في الدفاع عن "السنة"!، ولهذا يقف عملائهم من نواب السنة وكردستان معهم بكل قوة في هذا في الضغط على الحكومة، ولهذا يستعمل الإعلام الذي صنعته أميركا للتشويش على هذه الحقائق! إنهم لا يريدون الدفاع عن السنة، ولا حتى عن البعثيين الصغار الذين تكفلت هيئة المساءلة والعدالة بإعفائهم وإحقاقهم حقهم وأكثر، بل يريدون بالذات أنقاذ وتنصيب "من تلطخت ايديهم بدماء الشعب العراقي" على القيادات، فهناك مهمات أمريكية تنتظرهم ولا يقدر عليها إلا المجرمين العتيدين والعملاء المتمرسين في بيع ضميرهم من أمثال قنبر وغيدان والغراوي وبقية خونة الموصل. إنهم يريدون مثل هؤلاء في كل مركز مهم في الجيش في كل مدينة يخطط لتسليمها إلى داعش بلا قتال. .. لقد فعل المالكي ذلك مطيعاً ومنحنياً للأوامر، وهم ينتظرون من بديله الذي جاءوا به أن يكون أكثر “مرونة” من المنبطح الأول، أن يخلع كل شيء!

 

أنظروا إلى الكربولي سعيداً بالموازنة المنهوبة لكردستان، والسبب الرئيسي لسعادته أن فيها تخصيصات للحرس الوطني! وهو الهدف المركزي لأميركا وطريقتها الأكثر فعالية لتمزيق العراق. (2)

وبنفس الطريقة يتحدث بقية الأفاعي مثل النجيفييان اللذان يقضيان وقتهما في صنع الدسائس للعراق وهما يتقافزان بين واشنطن وتركيا أكثر مما يقضيان في العراق. ولا يختلف عن هؤلاء عصابة عمار الحكيم الذي يرى أن "المصادقة على قانون الحرس الوطني وإلغاء إجتثاث البعث يعني اننا نسير في الاتجاه الصحيح"!(3)

"الإتجاه الصحيح" بالنسبة لعمار وعصابته، ومنذ بدء الإحتلال، هو اتجاه الأجندة الإسرائيلية الهادفة لفصل أجزاء العراق عن بعضها البعض، لتحكمها هذه العصابات وتستمر في مص ثرواتها بهدوء.

 

ولإزالة كل أثر وبقية لاية شكوك، وربما لحسن حظ الشعب العراقي، هاهي حقائق مذهلة تكشف، لتنهي كل جدل في الأمر! فقد أكدت لجنة التحقيق البرلمانية حصولها على أدلة قاطعة بأن طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قامت بإنزال اسلحة وامتعة لعصابات "داعش" في عدد من المناطق! (4)

وطبعاً فأن الذليل العبادي لن يطلب من أعداء البلاد مغادرة بلاده حتى بعد أنكشاف حقيقتهم (إن فعل ذلك وكنا مخطئين وواجههم بالحقيقة وأخرجهم، فسنقدم له ألف اعتذار!)، ولا ندري كم سيسكت الشعب وإلى متى ستصمد حكومة الأرعن بعد هذه الفضيحة، لكن أي حديث عن محاربة أميركا لداعش يفترض أن يكون قد انتهى وبان كذبه وكذب كل من دافع عنه بالدليل القاطع، رغم أن كل العراقيين كانوا يعرفونه تماماً منذ سنين!

 

ها نحن نواجه الموت الذي أدخل إلى داخل بيتنا، فلتكن لنا الشجاعة اللازمة لاقتناص أية فرصة أخيرة للنجاة، بطلب العون من الأصدقاء وطرد كل هذه التحالفات المزيفة القذرة من البلاد! لنتوجه صراحة إلى خندق سوريا وإيران وكذلك الصين وروسيا، وكل بلاد يمكن أن تكون حرة من تسلط الأمريكان والإسرائيليين على إرادته، لا أن نحتمي بمن نراه يحمل السكين ليحز رقبتنا ولا أن ندخل إلى البلاد من تلقي طائراته المؤونة والذخيرة لداعش! مصيرنا شيعة وسنة مهدد من قبل هذه الدول القذرة التي تضع سلاحها على أرضنا، لا لحمايتنا وإنما لحماية داعش منا! إنهم يفعلون ذلك لأنهم يعلمون أن مصالحنا ليست مشتركة معهم بل مع اعدائهم وخصومهم، وهم يتصرفون على هذا الأساس. مصيرنا مترابط مع مصير خصومهم وأمننا أمنهم ومنطقتنا هي منطقتهم، فمن البلاهة المجاملة على المواقف المصيرية. إن الخندق العدو يعي نفسه جيداً ويعرف افراده بعضهم البعض بوضوح تام ويعلم من هو صديقه ومن هي فريسته وهم يتعاونون علينا نحن الفريسة، فهل سيبقى الخط الطائفي الوهمي الذي رسموه لهذا الغرض، يمنع الفريسة من تمييز عدوها من الصديق حتى تحين نهايتها؟

 

أمامكم حديثة “السنية”، صامدة ومحاصرة وفي صراع حتى الموت مع قوات "سنية" ايضاً، فهل يصح أن نجمع المدافعين الأبطال عن حديثة مع غزاتها الهمج بكلمة واحدة هي: "السنة"؟ وهل يصح أن نطلق كلمة واحدة نجمع فيها أبطال الحشد الشعبي من الشيعة الذين ضحوا بحياتهم من أجل أخوتهم السنة وأراضي اخوتهم السنة، مع الحثالات المندسة بينهم ممن ارتكبوا المجازر بحق السنة مثل مجزرة بروانة ومجازر ديالى وبغداد؟ هل نخلط هؤلاء بهؤلاء باعتبارهم "شيعة" ونتخذ موقفنا من “الشيعة” على أساسهم؟ لو أراد السنة اتخاذ موقف من الشيعة فعلى أساس أية شيعة سيتخذون موقفهم؟ ابطال الحشد أم المجرمين المندسين فيه؟ وإن أراد الشيعة اتخاذ موقف من السنة فأية سنة سيختارون لتحديد موقفهم؟ سنة داعش أم سنة حديثة وعنه والبونمر وأمثالهم؟ إذن لا سبيل لتحديد موقف من الشيعة ككل ولا من السنة ككل، ومن التجني بل من الجنون محاولة ذلك.

 

يجب أن يدرك كل سني ويقر مع نفسه أن من السنة أعداد من الحثالات مثلما بينهم الكثير من الأبطال والطيبين وأن يميز بين هؤلاء وهؤلاء بوضوح. وأن يدرك كل شيعي ويقر مع نفسه أن هناك من الشيعة أعداداً من الحثالات مثلما بينهم الكثير من الأبطال والطيبين وأن يميز بينهم بوضوح. علينا أن نتذكر دائماً أنه مثلما لم يفشل صدام في تجنيد سنة وشيعة ومسيحيين وكرد لجرائمه، فأن الإحتلال الأمريكي أكثر قدرة على تجنيد حثالات من كل الطوائف والأديان والقوميات لخدمة أجندته الإجرامية.

 

 يجب على الشيعة والسنة الإنتباه إلى من يسعى لإقناعهم بالتمييز بين الصديق والعدو على أسس الطائفة. فعندما نرى أبو كلل يبرر للشيعة منح حكومته لكردستان ثلث ثروة العراق ظلماً، بأنهم الضمانة لحكم "الشيعة"، نعرف أن أمامنا عدو يجهد لخداعنا بتأكيد الخطوط الطائفية في التمييز بين الصديق والعدو، ويريد ان نخلط الشيعي اللص مع الشيعي البطل المضحي، فاللصوص من القطط السمان في عصابته، هي التي تستفيد من مثل هذا الخلط. وكذلك عندما نرى سنياً يتحدث عن "حكم السنة" و "اكثرية السنة" و "الصفويين" ندرك أننا أمام ذات العدو، يسعى إلى خلط المجرمين من السنة بالأبطال الوطنيين في كتلة واحدة مثلما يخلط الشيعة بكتلة واحدة.

 

إن هدف هؤلاء وهؤلاء من العملاء واللصوص واحد، وهو أن يختبئوا وراء الخطوط الطائفية لأن خطوط الوطنية تفضحهم. يريدون أن يقنعوا أبناء طائفتهم أنهم معهم، والحقيقة أنهم هم الاعداء لطائفتهم ولكل الطوائف بلا استثناء، فهم أدوات وهراوات من يريد تمزيق البلاد، بلاد كل الطوائف بلا استثناء. ها قد رأينا العدو صريحاً واضحاً اليوم، فمن يقف معه وقريب منه هو العدو، ومن يحاربه فهو الصديق، ولا توجد معادلة أخرى وكفى!

 

لقد دفعنا ثمنا غالياً جداً، وكل مدينة تسقط في يد خندق وسلطة داعش الإسرائيلية قد لا تعود، وإن عادت فبعد تدميرها تماماً والكثير من الدم والدموع والمال. ونحن اليوم عند منعطف التاريخ بشأن حديثة التي صمدت لوحدها حتى اليوم ببطولة، وتحمل سكانها الجوع والخوف والقصف بشجاعة يفخر بها، وهم يقدمون بذلك للعراق فرصة انتصار عظيمة إن لم تغتنم فقد تتحول إلى كارثة جديدة وخطوة أخرى نحو النهاية.

 

إن داعش وحماة داعش من السنة والشيعة يعملون بجهد من أجل إسقاط حديثة، ففي النهاية هذا ما يخدمهم، فلنعمل سنة وشيعة بقوة من أجل أن تنتصر حديثة، ليرفع انتصارها راية وحدة وطنية في وجه أميركا وإسرائيل وكل ذيولهما، ولتنقلب طاولة الطائفية على رؤوسهم ورؤوس من ساندهم من الشيعة والسنة، كما أرادوها أن تنقلب على رؤوسنا ورؤوس أبنائنا، ولتكن "حديثة" التي كشفت لنا كل السفلة، نقطة تحول وعلامة طريق فارقة لانتصار العراق في هذا الصراع الشرس الذي لا يرحم متردداً.

 

(1) المساءلة والعدالة: حل الهيئة يعني عودة كبار البعثيين إلى السلطة

http://www.khabaar.net/index.php/permalink/40242.html

(2) الكربولي : الموازنة مقنعة في اغلب بنودها ونجحنا في رصد تخصيصات الحرس الوطني والنازحين واعادة الإعمار –

http://www.akhbaar.org/home/2015/1/184418.html

(3) الحكيم : المصادقة على قانون الحرس الوطني وإلغاء إجتثاث البعث يعني اننا نسير في الاتجاه الصحيح http://www.iraqanba.com/?p=33399

(4) تشكيل لجنة للتحقيق بإنزال طائرات التحالف اسلحة لداعش
http://www.neworientnews.com/index.php/arabian-affairs/6631-2015-02-11-10-34-47

 

 

 

 

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

13.02.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org