<%@ Language=JavaScript %> صائب خليل صفحة فيسبوك ضد تدمير الإقتصاد العراقي بحرية السوق الأمريكية

 

 

 

صفحة فيسبوك ضد تدمير الإقتصاد العراقي بحرية السوق الأمريكية

 

https://scontent-a-lhr.xx.fbcdn.net/hphotos-xpa1/v/t1.0-9/936673_599170456850599_4446104634410180414_n.jpg?oh=f996f7faefdf26dc48403fb049b2d0f6&oe=552AB8AE

 

 صائب خليل

21 كانون الثاني 2015

 

بعد ضربتها الأولى للشعب العراقي المتمثلة بتشكيلتها الحكومية المملاة من أميركا وكردستان، والهادفة إلى سرقة نفط العراق لصالح عملاء الخندق الأمريكي الإسرائيلي من الإقليم إلى الأردن، وإدامة حالة الشلل الإقتصادي والمعيشي المدمرة في العراق، سارعت حكومة العبادي المكلفة أمريكياً، بإجراءات إقتصادية عاجلة غرضها تمرير قوانين حرية السوق والخصخصة والإستثمار وبيع العراق وممتلكاته الصناعية والإقتصادية في مزاد المحتالين الدوليين الكبار.

جاء العبادي بمؤامرة سياسية عاجلة قادتها كردستان بإشراف أمريكي صريح ووقح، فجاء يحمل معه خطة اسياده الذين أوصلوه إلى السلطة عنوة، فوقع على عجل، كاللص الذي يسرع النهب خشية بزوغ الفجر، إتفاقه سيء الصيت مع كردستان، وسارع إلى إعلان خضوعه للبنك الدولي ووقع معه الإتفاقات وكال المديح له(1) ، وهو المؤسسة الإجرامية التي تحمل على كفها آثار دماء ودموع شعوب العديد من الدول التي نهبت ثرواتها وتسببت في مجاعتها وتخلفها وفقرها الأزلي، وبذات أساليب المافيا التي كشفها أحد الذين كانوا يعملون بها، "جون يبركنز"، في كتابه "القاتل الإقتصادي"، الذي يجدر بكل إنسان أن يطلع عليه ليرى هول المؤامرة الأمريكية على مستقبل بلاده. (2)

 وتتلخص خطط البنك الدولي لسلب ما تبقى من ثروات لشعوب دول العالم الفقير باستعمال سلسلة من القروض والرشاوي والتهديدات وتوقيع العقود الظالمة مع الحكومات الفاسدة، تماماً كما شرح بيركنز الأمر، او على الأقل توريطها وتثبيتها في انظمة حرية السوق وإلى الدرجة التي لا تلتزم بها الدول المؤسسة له وبضمنها أميركا نفسها. وهاهو العبادي اليوم يتحدث بصراحة مؤكداً: "على الدور المأمول من البنك في تحقيق مانصبو اليه في برنامجنا الحكومي للتحول نحو القطاع الخاص وتشجيع حركة الاستثمار"، مشيرا الى دور البنك الدولي خلال الاعوام العشرة الاخيرة في دعم المشاريع المشتركة مع الحكومة العراقية والقطاع الخاص. وقد ردّ المدير التنفيذي للبنك الدولي بجاهزية البنك الدولي لدعم مسيرة التنمية في العراق، والدور المتوقع بدعم العراق في انجاز المشاريع وتشجيع القطاع الخاص".

 وفي الكلمات الأخيرة من تصريح العبادي ومدير البنك الدولي، نجد كل حقيقة ما يخططون له: دعم القطاع الخاص! هذا كل ما يهمهم، صناعة طبقة ثرية تؤمن تثبيت الفساد وتحويل ثروات البلاد إلى الخارج، والباقي كله هراء وكلام فارغ لتسويق المؤامرة. فأين ما تحدث عنه العبادي عن "المشاريع المشتركة" التي قال العبادي أن البنك دعمها مع الحكومة، حين يأتي وزير صناعته اليوم ليقر بفشلها ويستخدم ذلك الفشل ذاته لتبرير بيعها للقطاع الخاص والمستثمرين؟ 

العبادي أعلن قبل أيام، وضمن نفس المخطط، المشاركة في مؤتمر دافوس الاقتصادي، والذي يعتبر التجمع الأكبر الذي تحاك فيه المؤامرات الكبرى على ثروات الشعوب جميعاً، وبضمنها شعوب الدول المتقدمة نفسها، ليتم تحويلها الى الطبقة المخيفة الثراء التي تسيطر على العالم اليوم وتدفع بالبشرية إلى الهاوية.

وطبيعي أن شعوب العالم الثالث هي الضحية الأولى والأكثر معاناة في تلك المؤامرات الإقتصادية العالمية، وها نحن نعيش إحدى تلك المؤامرات التي هبطت خلال بضعة أسابيع بسعر النفط الى ربع قيمته، مكلفة الدول المصدرة للنفط ومنها العراق، مئات المليارات من الدولارات، ومسببة دماراً كبيراً لأقتصاد العديد من الدول ومن أشدها تضرراً هو العراق، الذي لا يتردد وزير نفطه الذي جيئ به من أجل هذه المهمة وغيرها، أن يصرح بكل صلافة بـ "تأييد" تلك السياسة!

 

إن العبادي وعبد المهدي وغيرهما في الحكومة، ليسوا سوى ذيول التنفيذ، أما القرارات فتأتي حاسمة من الغرف الخلفية التي تعقد فيها الإجتماعات الهامشية السرية في مؤتمرات مثل دافوس، ولم يكد العبادي يعود من نيويورك حتى ذهب اليوم إلى دافوس مع "نظيره" البرزاني، وليزور بعدها مباشرة لندن، ولا نرى ذلك إلا لاستلام خططهم المدمرة للعراق. (3)

 

ولطالما تظاهر الشرفاء من ناشطي العالم المصرّين على إنقاذ البشرية من هذا الوحش الجديد الذي يسير حثيثاً للقضاء عليها، وتحملوا الضرب الشديد بهراوات الشرطة وغازاتهم المسيلة للدموع.. إننا مع هؤلاء ونتشرف بهم، وليس بعصابات دافوس التي يجتمع معها اليوم، العبادي والبرزاني وبقية المتآمرين على ثروات بلدانهم في العالم، والطيور على اشكالها تقع!

إن حكومة العبادي – عادل عبد المهدي "كارثة" وطنية حقاً مني بها العراق، وهي من الكوارث الأمريكية التي تصيب البلدان فتتركها "عصفاً مأكولاً"، مثل تلك التي جاءت ببينوشيت إلى شيلي والقاعدة إلى أفغانستان والبعث إلى العراق وسوموزا إلى نيكاراغوا وغيرها كثير. وكل المؤشرات تقول أن المؤامرة التي أعدت لتحطيم اقتصاد العراق واستخدامه كهراوة لتحطيم اقتصادات خصوم أميركا، لتتحطم الهراوة – أي العراق – معها أيضاً ، تتبلور اليوم في أقصى أشكالها النهب الكردستاني للعراق من جهة، والمشاركة في تحطيم اسعار النفط من الجهة الأخرى. لكن تلك الخطة التدميرية لا تقتصر على هذه المؤامرات الحالية، بل كانت هي الهدف الأمريكي الواضح منذ البداية، ومنذ كتابة الدستور العراقي حين فرضت أميركا نص "حرية السوق" في نصه، وفرضت شكل الإقتصاد عليه ومنعته بذلك من اي خيار آخر حتى إن رأى أن اقتصاد السوق لا يناسبه، ورغم ان جميع الإقتصاديين الذين يملكون بعض الصدق، حتى الرأسماليين منهم، يقرون بأن أي اقتصاد لا يمكن أن ينهض، ولم يحدث في الماضي أن نهض أي اقتصاد، باتباع قواعد حرية السوق التي فرضوها على العراق. حيث يتحدى البروفسور جومسكي أي شخص أن يذكر له بلداً واحداً نهض باقتصاده على اسس حرية السوق!

 

هذا يعني بوضوح، إضافة إلى كل المؤشرات الأخرى، أن النية الأمريكية للعراق هي منعه تماماً من بناء أي اقتصاد، والحرص على تحويل كل ما يمكن من ثروته إلى نفقات غير اقتصادية مثل صفقات أسلحة أكثرها لا تسلم! وكذلك استهداف صناعته من خلال فرض مناخ تجاري وسياسي وأمني خانق لها، وفرض سلطة بنك جي بي موركان على البنك التجاري العراقي الذي يمنعه من شراء أي شيء من اية دولة تقاطعها الولايات المتحدة، وتسليط شروط البنك الدولي بشكل مفتعل تماماً على العراق حيث لم يكن البلد بحاجة إلى اية قروض! والبنك الدولي ليس سوى سلاح التدمير الشامل الإقتصادي الذي تضرب به عصابات المال العالمية ضحاياها من الدول التي سلطها الزمن عليها. وأمامنا أمثلة كثيرة تحطمت بفعل البنك الدولي واقتصاد السوق. إن اقتصاد السوق في شكله الحالي ليس اقتصاداً، بل عمليات نهب منظمة ومقننة لأي بلاد يدخلها، خاصة تلك غير المستقرة والراسخة بالفساد، و "حرية السوق" لا تعني سوى "حرية اللصوص" ، "حرية لصوص السوق" في نهب البلاد بلا قوانين وأنظمة تردعهم.

وإن كان لروسيا حظ وجود بوتين فيها لينقذها من القدر الأمريكي الإسرائيلي الذي وضع على رأسها يلتسين وعصابته، فاصابتها بدمار شديد وباعت ثرواتها بالمزاد فأثرت المليارديرات وتركت عشرات الملايين في البرد والفقر، فأن بلادنا فمازالت تحت سيطرة المنبطحين الذين أرادت الولايات المتحدة لهم أن يسيطروا على البلاد، مختتمة أياهم بيلتسين العراق "العبادي" الذي مازال يخطو الخطوة تلو الخطوة عاجلا لتحطيم العراق فلا يعود قادراً على النهوض ثانية حتى إن تمت إزالته.

وها نحن نشهد في عهد العبادي القصير، كماً من التدمير الإقتصادي لم يسبق له مثيل في العراق إلا على يد مجنون الحروب صدام حسين، والذي أشعلها الواحدة تلو الأخرى بحث وتشجيع من أميركا ذاتها. فالعبادي مثل صدام، أداة من أدوات التدمير الأمريكية، وإن اختلف المظهر. فخلال اشهر قصيرة من حكمه، هاهو العبادي، إضافة إلى عقوده المشبوهة التي بذرت أموال الشعب، يستكمل مع الوزارة المنتقاة أمريكياً، تدمير المصانع العراقية وبيعها للقطاع الخاص وتسريح عمالها وموظفيها، وهي الخطوات المميزة لاقتصاد السوق والخصخصة التي أصابت كل بلد فرضت فيه الجزمة العسكرية الامريكية نفسها.

وإن كان وقع اقتصاد السوق على بعض البلدان اقل وطأة في زمن الحرب الباردة، فإنما كان ذلك لضرورة كسب شعوب تلك البلدان لصالح اميركا ضد الإتحاد السوفيتي السابق والسعي لإعطاء صورة أفضل للإقتصاد الرأسمالي. والآن وقد انتهت تلك المرحلة منذ ربع قرن فقد اطلقت الوحوش الرأسمالية الأمريكية لنفسها العنان لتعيث في الأرض فساداً بكل حرية. وما “الأزمات” الإقتصادية المتتالية إلا عمليات نهب دورية منظمة يتم فيها سحب قيم العملات من الناس من جهة، وتقوم البنوك بالإستيلاء على ثروات شعوبها ذاتهم من الجهة الأخرى، من خلال عمليات الدعم الهائلة التي تقدمها حكومات تلك البلدان، ومن اموال الناس التي جمعتها منهم بالضرائب، لتحولها إلى تلك البنوك بدلا من استخدامها في بناء البلاد. فإن كانوا يعاملون شعوبهم بهذه اللصوصية بحجة "حرية السوق" فكيف تتوقعون ان يعاملون بقية الشعوب؟

لقد مضت مرحلة الحرب الباردة وأدخلت الراسمالية العالم مرحلة "داعش" التي نعيشها لتحول هذه البلدان إلى مراكز تفريخ لإرهابييها وتحول أموالهم إلى أسلحة لها وتستخدمها هراوات لضرب بقية البلدان التي لم تخضع لها (بعد)!

إن اقتصاد السوق أو “حرية السوق” تعني حرية الشركات في استغلال ثروات البلاد بما يناسبها، وتقف بالضد من "حرية الإنسان" في التصرف بثروات بلاده، لذلك علينا أن نوقف المؤامرة على اقتصاد العراق وإنقاذ ما تبقى منه، والتصدي للسفلة الذين يسعون اليوم لبيع المصانع وخصخصة الكهرباء والأراضي وحتى النفط، ودفع الشعب العراقي إلى هاوية الفقر الثابت كما حدث لشعوب أخرى في حالات مماثلة مثل شعب هايتي الذي ابتلى هو الآخر بالبساطيل الأمريكية زمناً كافياً لتحطيم بلاده ومستقبل اجياله تماماً.

لذلك كله، وإسهاماً في الوقوف بوجه تلك الهجمة التي تقودها حكومة العبادي العميلة على اقتصادنا، فقد أنشأنا هذه الصفحة لتكون جامعة للدراسات والمقالات التي تضيء للناس الطريق وتكشف المؤامرة الإقتصادية على العراق، مثلما انشأنا الصفحة الخاصة بإسقاط الإتفاقية النفطية الظالمة مع الإقليم (إسقاط معاهدة ابتزاز العراق).(4)

إننا نأمل منكم أن تسهموا برصد المقالات والأخبار المتعلقة بموضوع هذه الصفحة لتكون مرجعاً لإثراء مقالات الكتاب ومن يريد أن يفهم ما يجري على الساحة العراقية من تدمير. ونرجو منكم الإسهام في الإعلان عنها ونشر موادها، فأنتم وسيلتها الوحيدة للوصول إلى الناس مثلما أنتم مصدرها الوحيد للمعلومات والتحليلات، ولنقف معاً بوجه هذه الكارثة الأمريكية على البلاد حتى إسقاطها وإنقاذ العراق من المصير الأسود الذي يريدونه له ولشعبه، وندعوكم أخيراً لزيارة الصفحة، وتسجيل "إعجاب" بها، ومتابعة ما يجد فيها ونشره.

 

للوصول إلى الصفحة الرجاء النقر على الرابط التالي:

لا للتحطيم الإقتصادي للعراق

https://www.facebook.com/FreePeopleNotFreeMarket

 

(1) العبادي يعلن خضوعه لشروط صندوق النقد الدولي المعادي للشعوب

http://niraqtimes.blogspot.nl/2014/11/blog-post_272.html

(2) القاتل الاقتصادي على اليوتيوب (مترجم)

(https://www.youtube.com/watch?v=s9Z0Ta7Z6iE )

(3) العبادي والبارزاني الى دافوس وحرب العراق على الإرهاب تتصدر أجندة الزعماء
http://almasalah.com/ar/News/45393/1

(4) إسقاط معاهدة ابتزاز العراق
https://www.facebook.com/StopKRAbuseIraq

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

22.01.2015  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org