<%@ Language=JavaScript %> سعد السعيدي  عام على سقوط الموصل جيشنا ما زال مخترقاً فلِمَ لم يجر للآن تطهيره ؟

 

 

عام على سقوط الموصل

 

جيشنا ما زال مخترقاً فلِمَ لم يجر للآن تطهيره ؟

 

 

سعد السعيدي 

 

ترينا احداث الانبار مع سقوط الرمادي وبعد مرور سنة على سقوط الموصل بان جيشنا ما زال مخترقاً وانه لم تجر عملية تطهيره من العناصر التي تسببت بفقدان مدن وسقوط محافظات كاملة بيد الارهاب. وهو ما كنا قد اشرنا اليه في مقالات لنا قبل عام بالضبط بعد سقوط الموصل (1)(2). من حقنا ان نتسائل عما قامت به الحكومة منذ سنة في هذا الموضوع ؟ إذ ظهرت لنا امور كثيرة كانت خافية لم يجر إلا كشف نتفاً منها في الاعلام. ونلاحظ انه لم يجر اعتماد اي شيء جاد لتصحيح الاوضاع في الجيش على العكس. فالفساد الموجود اصلاً في رأس الهرم السياسي في البلاد والذي لم يعالج ما زال يؤدي الى امتداد الفساد نحو الجيش وباقي المؤسسات الامنية.

ففي قضية الموصل مثلاً كشف من خلال التحقيقات التي يجريها مجلس النواب , بتواطؤ رأس الحكومة المحلية مع الارهابيين. إذ كان محافظ الموصل على اتصال مستمر مع الدواعش حيث قام بادخالهم بنفسه الى المدينة. نتسائل كيف تسنى لهذا الخائن إدخال مجاميع ارهابية مسلحة الى المدينة حتى بافتراض تواجد متعاونين معه من القوات الامنية في هذا الفعل ؟ ولماذا لم يجر إلقاء القبض عليه وايداعه السجن بعدما اقيل لكن بدلاً من ذلك نراه يسمح له بالتجول بالبلاد ؟ فهل يجري التمهيد لتهريبه خارج العراق ؟ كذلك هل لأخو هذا المحافظ النائب الحالي في مجلس الرئاسة من دور في احداث الموصل , وما اسباب عدم إجراء التحقيق معه للآن ؟ اليسا هذان الاخوان هما احد جذور الفساد في العراق ؟

ننتظر إجابة من مجلس النواب حول هذه النقاط.

من متابعتنا لسير معارك تحرير اراضينا من الارهابيين لاحظنا حدوث بعض الامور الغريبة. إذ يجري التراجع والانسحاب من المناطق بعد تحريرها ! انتبهنا الى هذا من خلال اخبار اعادة تحرير نفس هذه المناطق عدة مرات من قبل الجيش والحشد ! حصل هذا في الاسحاقي وبيجي وتكريت ومناطق في الانبار مثل الكرمة وهيت وحول الرمادي قبل سقوطها. نسأل عمن يكون هذا الذي يعطي الاوامر بالانسحاب ؟ لماذا يعجز عن الاحتفاظ بهذه المناطق وتأمين الدفاع عنها بعد تحريرها بحيث تترك لتسقط مرة اخرى في ايدي الارهابيين ؟ اليس هذا استنزافاً للقوات وللموارد ؟ هل سيحدث هذا للانبار ايضاً بعد تحريرها ؟  لقد صرنا كباقي العراقيين الذين يتابعون اخبار العمليات الحربية نتسائل وبحق عن اسباب هذه "الهدايا" التي تمنح للارهابيين. وقد يكون عملاً متعمداً يهدف لاستنزاف القوات الامنية وتأخير تحرير نينوى.

ننتظر توضيحات من لدن الحكومة حول هذه المهازل.

لاحظنا ايضاً من خلال الاخبار استخدام محدود يكاد يكون منعدم للطيران العسكري العراقي في ضرب الارهابيين. إذ تركت لداعش حرية الحركة ونقل المقاتلين بين القواطع وبدت قواتنا الجوية كما لو انها تريد تقليد طيران التحالف في غض النظر عن ضربهم. فلا نفهم سبب تركهم يتجمعون في كل مرة للهجوم على مواقع تجمع قواتنا بمعية الاسلحة الثقيلة التي تركها لهم الجيش المنسحب من الموصل. ولا يبادر حتى الى قطع خطوط تمويلهم. كذلك لوحظ غياب نفس الطيران عند محاصرة افراد من القوات العسكرية او مدن ومناطق مأهولة بالسكان كما حصل في حديثة وهيت ومناطق اخرى. لماذا ؟ بدلاً من ذلك تقوم الحكومة ووزارة دفاعها بالاعتماد على حيل افلام القصف الاجنبية للتغطية على إخفاقاتها ! تجنب استخدام الطيران العسكري العراقي في المعارك والاعتماد على طيران اجنبي ذو اجندات غير خافية هو اختراق للقرار السياسي في البلد تتحمل مسؤوليته الحكومة ورأسها.

نطالب باعتماد الطيران الحربي العراقي حصرياً في جميع العمليات العسكرية للجيش العراقي والحشد.

في مقابلة في ايار الماضي على قناة دجلة الفضائية كشف اللواء المتقاعد عبد الكريم خلف بان القائد العسكري الذي اخلى موقع عملياته في الرمادي هو نفسه ذاك الذي اخلى موقع عملياته السابق في كركوك ! لقد اوضح ضيف المقابلة بان الواجب العسكري لاي قائد يحتم عليه المحافظة موقعه وعدم إخلاؤه لاي سبب كان. سؤالنا هو كيف حصلت إعادة ايكال مسؤولية عسكرية جديدة لهارب متخاذل بدلاً من إحالته للمحكمة العسكرية وقتها ؟ لم يوضح لنا اللواء خلف اكثر. ونسأل كم من حالة مشابهة لهذا الوضع حدثت في الجيش ؟ فهل جرت اعادة وضع كل المتسببين بالانهيار في الموصل في مواقع حساسة جديدة اسوة بهذا المثال ؟ اهكذا تدار عمليات التحرير يا حكومة الفساد ؟

لما كنا قد كتبنا في السابق عن المدعو رشيد فليح قائد عمليات الانبار (3) , لم يكن هدفنا استبداله بشخص مكافيء في العمالة والخيانة. بل كان هدفنا جذب الانتباه الى حالة اختراق واضحة ادت الى ضياع اكثر من نصف المحافظة والى تسلل وتمدد الدواعش خارجها في جميع الاتجاهات. وقد اشرنا فيها الى موقع فليح السابق في خدمة النظام المقبور في اجهزته الامنية (4) , وضرورة اتخاذ قرار لمعالجة الامر. ماذا حصلنا في هذه الحالة ؟ حصلنا ويا للسخرية على ترقية لفليح في الجيش بلا تحقيق ولا مسائلة ! وها نحن نكتشف من خلال البرنامج اعلاه عن تكرار مماثل لحالة فليح حيث جرى وضع شخص آخر لا يقل عنه سوءاً وعمالةً متسبباً بفقدان لمواقع عسكرية جديدة وانهيار للموقف العسكري ! فمن ذا الذي تدخل وفرض إعادة وضع هذا الهارب في منطقة حساسة مثل قاطع عمليات الانبار ؟

لم ننته من اسئلتنا الموجهة للحكومة بعد. نريد ان نعرف عما جرى لحد الآن في موضوع الجنود الوهميين (او الفضائيين) الذين نخروا عديد الجيش والقوات الامنية وتسببوا بتراجع معنوياتها وقابلياتها القتالية والذي تتحمل مسؤوليته الحكومة السابقة كالحالية ؟ فقد اعلن العبادي في وقت سابق بانه سيقوم بمعالجة هذا الموضوع , وقام على اثر ذلك بالاعلان عن شطب مجموعة كبيرة منهم ! لكن السؤال الاهم هو ماذا عن اولئك المنظمين للعملية من الضباط والذين ساهموا بتخريب عديد القوات العسكرية وهم يتراوحون ما بين المستلمين للرشى من ضباط الرتب الاعلى من المشتركين في هذه الجريمة (اي مافيات) , الى اولئك من الذين سكتوا عنها ووفروا الحماية لمثل هذه الجرائم ومنهم لا بد ان يكونوا من قادة الالوية والفرق وغرف العمليات ؟ هل يعقل ان تتهرب مجاميع كبيرة من الجنود من واجباتها دون ان تنتبه لها القيادات العليا للوحدات العسكرية التي تنتمي اليها ودون ان تستعلم عن مآلها ؟ هل جرى القبض على هؤلاء المتورطين من الرؤوس الكبيرة وتقديمهم للمحاكمة ؟ ماذا يفعل المفتش العام في وزارة الدفاع واين هي هيئة النزاهة من هذه الجرائم المرتكبة ؟ لماذا لم نر لحد الآن قيام تحقيق مع اولئك الفضائيين لمعرفة اسماء المتورطين ؟ من متابعة الاخبار يبدو لنا بان مثل هذا التحقيق لم يحدث ولعله لن يحدث ايضاً. نسأل ما فائدة شطب اسماء الجنود الوهميين والابقاء على الذين تسببوا بتواجدهم ؟ ام انه جرت ترقيتهم يا ترى اسوة بما جرى لرشيد فليح والضابط الآخر المتخاذل اياه ؟ هل تجري يا ترى عملية لفلفة الموضوع ودفعه الى خانة النسيان ؟ يبدو لنا ان هذا هو عين ما حدث.....

وسؤال آخر للعبادي ليس اقل اهمية... اين هي قوات الاحتياط , اي القوات التي تستدعى للحلول محل تلك التي تخسر في المعارك عند الحالات الامنية القصوى ؟ من الواضح اننا لو كان لنا مثل هذه القوات لما كنا قد احتجنا الى تدخل رجال الدين وإصدار فتاوٍ مع جل احترامنا لهم ولدورهم الوطني. ولما تعثرت عمليات تحرير الانبار التي اريد بها تجريب استخدام الجيش دون الحشد فيها نزولاً لارادات دولية , انتهت العملية الى هزيمة ومهازل لم يكن الجيش بحاجة لها حصلت نتيجة سياسة غض النظر عن الخروقات التي ما زالت تنخر فيه. لذلك نسأل هل يجري حالياً إعداد قوات احتياط لمجابهة اية طواريء قد تحدث في المستقبل ؟ هل سنحصل على الاجابة ام ايضاً سيجري تسويف الموضوع الى ما لا نهاية اسوة بكل الاسئلة الاخرى ؟

مرة اخرى نتسائل عن دور لجنة الامن والدفاع النيابية في متابعة هذه الخروقات المتكررة والجرائم وعمليات تغييب ملفات الفساد الكبيرة اعلاه. للامانة نقول بان هذه اللجنة قد بدأت تتحرك (ولو بشكل خجول) منذ مقالتنا السابقة عن رشيد فليح ! إلا ان هذا التحرك كما يرى هو غير كاف بالنظر للمشاكل الكبرى التي ادت الى غرق قوى الامن ومعها امن البلد في لجج الفساد والجريمة. نقول هذا لاننا نرى انه من غير المعقول ان نقوم نحن بواجب ايقاظ هذه اللجنة من سباتها في كل مرة نستنتج حدوث خروقات كبرى مهولة غير مقبولة في عمل الجيش وقوى الامن. فقد اثرنا عدة مرات موضوع سبات هذه اللجنة في مقالات سابقة لنا... حتى حصلنا على المستوى الحالي من "النشاط" الذي نكرر انه غير كاف. فما الذي عملته اللجنة لحد الآن في موضوع الفضائيين... وفي موضوع القيادات العسكرية المتخاذلة اعلاه... وسوء الاداء العسكري... و "إعادة تحرير" المناطق التي يتم تحريرها... وغياب الطيران... ولا ندري ماذا ايضاً من الخروقات الاخرى التي لا نعلم بها ؟

بسبب الفساد في الجيش والاختراقات التي جرى التهرب من معالجتها وخنوع القيادتان السياسيتان الحالية والسابقة للتدخل الاجنبي وإهمالهما لتطهير الجيش تأخرت عمليات تحرير اراضي البلاد وتحول الموضوع الى استنزاف يبدو لنا متعمداً للقدرات العسكرية وموارد البلد. فمن المحافظات الخمس الساقطة بيد داعش لم تحرر لحد الآن إلا اثنتان تقريباً. ويتعثر تحرير ثالثة التي خسرنا فيها مدناً ومواقعاً اخرى زيادة بدل التحرير !!! وجرى في العملية كلها إضاعة وقت ثمين دفع عملية تحرير الموصل الى اجل ابعد والى استنزاف اكبر للبلاد. فمن الواضح ان ليس فقط الجيش هو وحده المخترق هنا. إذ ان حكومة تغض النظر عن الفساد ولا تحاربه لا ندري كيف والحال هذا ستقوم بتطهير الجيش من كل العناصر والجواسيس التي زرعهم الاحتلال فيه قبل طرده من البلد , واجتثاث اولئك القادة الكبار صنائع البعث الساقط , ناهيك عن تحرير المناطق المغتصبة.

نكرر المطالبة بتطهير الجيش العراقي من الفساد والخروقات التي تنخر فيه. والاهم الشروع بمحاربة الفساد في رأس القيادة السياسية وتقديم رأس الحكومة السابقة للمحاكمة كونه هو المسؤول الاول والاخير عن سقوط الموصل واستشراء الفساد والخروقات في الجيش.

 

الروابط :

1\ جيشنا مخترق ويتوجب تطهيره

http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SalSaedi/11a0.htm

 

2\ هذا ما جرى قبل سقوط الموصل

http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SalSaedi/19a.htm

 

3\ من المسؤول عن سقوط الانبار بيد عصابات داعش ؟

http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SalSaedi/27x0.htm

 

4\ لقاء خاص مع رشيد فليح

https://www.youtube.com/watch?v=mDod4kqqDoI

 

 

تاريخ النشر

21.06.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

21.06.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org