<%@ Language=JavaScript %> نوري جاسم المياحي جيش الطوائف ليس جيشا يعتمد عليه

 

 

جيش الطوائف ليس جيشا يعتمد عليه

 

 

نوري جاسم المياحي

 

 

منذ السقوط في 2003 ومنذ ان قام الخبيث الأمريكي بول بريمر بحل الجيش العراقي الذي عمره ثمانون سنة وشكل جيش (لا أدرى كيف اوصفه) ويعد ان ألغي الخدمة الإلزامية التي يخضع لها كل العراقيين وشرعن دستوريا جيش الطوائف (المحاصصة) وسن قانون الاجتثاث الذي استغله المغرضون لتطبيقه بحق المجرم والبريء مما زرع الكراهية والحقد عند الكثيرين من ضباط الجيش المجتثين وهذه الأسباب هي التي حرمتنا من جيش عراقي محترف اسوة بجيوش العالم ...

ولاسيما بعد الانتكاسات التي اساءت لسمعة الجيش والكثير من أبناء العراق يتساءلون عن سبب هذه الانتكاسات المتلاحقة التي المت به منذ ان ظهرت داعش على الأرض العراقية بل يستنكرونها علما ان تاريخ هذا الجيش كان دوما مشرفا ويرفع راس كل وطني عراقي قبل ان يلغيه الخبيث واعوانه ..

النكسات المتوالية واهمها نكسة 10 حزيران 2014 وما اعقبها من نكسات يندى لها جبين كل عراقي شريف ...والادهى من هذا نجد التبريرات والاتهامات والطمطمات المتبادلة بين المشاركين والمشرفين على العملية السياسية لا تجرأ وتعترف او تشخص السبب الحقيقي لهذه الانتكاسات لانهم وبشكل او اخر هم أسبابها ولا يمتلكون الجرأة والشجاعة للاعتراف بذنبهم الذي أوصل جيش العراق الى ما وصل اليه من ضعف وانحطاط .. حتى أصبحت القناعة لكثيرين من المراقبين ان ما يجري مقصود ومخطط له ومتفق عليه فيما بينهم وحتى قبل السقوط والاحتلال في 2003 أي انهم متفقون فيما بينهم على اضعاف العراق وبالتالي فرض التقسيم الطائفي كأمر واقع والذي خططت له الإدارة الامريكية واعلنه بايدن ... أي ادخال الطوائف العراقية بدوامة حروب عبثية استنزافية لا يعرف نتائجها الا الله ..

الجريمة التي ارتكبها اذناب المحتل هي الموافقة دستوريا على جعل الجيش والقوات المسلحة مؤسسة سياسية وخاضعة مباشرة لمخططاتهم واطماعهم السياسية ... وهنا مكمن القتل والفخ الذي نصب للعراق وشعبه .. لان ولاء القوات المسلحة عادة هي فقط للشعب والأمة وليس لقادة الأحزاب والكتل الطائفية وهذا ما معمول به حتى في الجيش الإسرائيلي والبريطاني او الفرنسي وحتى الأمريكي والروسي ... وكل جيوش العالم المحترمة

لو عدنا للتاريخ القريب للعراق وجيشه ..لوجدنا الحكم العراقي كان مستقرا في العهد الملكي ...حيث أسس البريطانيون في بداية الحكم الوطني .. جيش العراق ووفقا للعقيدة البريطانية وبعيدا كل البعد عن السياسة ولهذا يذكر من عاصر الحكم الملكي ... عندما كان ينتفض الشعب على سياسة الحكومة ..نجد الحكومة في بداية الاضطرابات والمظاهرات تلجا الى الاستعانة بالشرطة للسيطرة على الوضع وعندما تعجز الشرطة كانت تلجا الى انزال الجيش الى الشارع ... واذكر شخصيا مواقف رائعة لتلاحم الجيش والشعب ...كان المتظاهرون يحتمون بالجيش من بطش الشرطة ...

واذكر تماما ان الحكومة المستهدفة كانت (تخاف خوفه الحية كما يقول العراقيون) ان ينضم الجيش الى صف المواطنين فلهذا نرى الحكومة تبادر فورا للاستقالة وعندها ينتصر الشعب ويهدأ الوضع وتنسحب قطعات الجيش الى ثكناته بهدوء ..

ويذكر التاريخ لنا انه خلال الحكم الملكي حدثت بعض الحركات الانقلابية والتي تدخل فيها العسكر بالسياسة وخالف القواعد العامة والتي اثرت على دور الجيش وأساءت لسمعته بسبب السياسة الملعونة ومهما تكن المبررات والدوافع  وقد تكون منطقية وصحيحة لكنها تركت نتائج سلبية وبشكل عام على الجيش وعلى الشعب العراقي ومنها عندما قام بكر صدقي بانقلابه عام 1936 ... وعندما قام العقداء الأربعة بالتدخل بالسياسة وفرض حكومة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 بما عرف تاريخيا حركة مايس ...ومثل ما يقول المثل الشعبي  ( العيار الناري قد لا يصيب ولكنه يدوش )

وبدأ التغيير التراجيدي بعد نكبة فلسطين وهزيمة 7 جيوش عربية شاركت بالحرب .. واشيع في حينها فشل هذه الجيوش بسبب خيانات القيادات العربية الحاكمة آنذاك... فقد شعر بعض الضباط الوطنين بالإحباط والغضب فشكلوا خلايا ضباط احرار للانتقام من الأنظمة الحاكمة آنذاك ومنها مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن ... أي ان الضباط الاحرار تحولوا الى سياسيين وجروا اوطانهم وشعوبهم الى المجهول بسبب شرعنه عمل العسكر بالسياسة ... ومن هنا (بدأ طيحان حظ العرب)

ففي العراق فجر الانقلاب ضد النظام الملكي بحجة فلسطين وبدا الصراع بين اقطاب الانقلاب العسكري 1958 بين المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم (الذي التف حوله وسانده شيوعي العراق والعالم) والمرحوم العقيد عبد السلام عارف (والذي سانده المرحوم عبد الناصر والمرحومين القوميين وفي مقدمتهم حزب البعث العربي الاشتراكي)  ..

كان ولاء العسكري في العهد الملكي للوطن والشعب وعندما تعاطوا السياسة وكان (سرا وليس علانية) ومع هذا بدأت الفوضى والانقلابات العسكرية حتى ولو سموها نجاحها بالثورات ..اما في الأنظمة التي أعقبت الملكية فالعسكريون بدأوا يتعاطون بالسياسة علنا وينتمون علنا الى الأحزاب فكان الضابط لا يتورع باعترافه انه يساند الحزب الشيوعي او حزب البعث او الديمقراطي الكردستاني او الاخوان المسلمين ...

والغريب المؤلم ومن الصفحات السوداء في تاريخ الجيش العراقي ... ان كل فئة تستلم السلطة تلعن ما قبلها .. وكانت تصفي من سبقها تصفية جسدية ودموية ... والمحزن بالأمر كلهم كانوا يدعون العمل من اجل الديمقراطية ...اي كانت ديمقراطيتهم مصبوغة باللون الأحمر الدموي ...والتي جعلت العراقيين يكفرون بكل ما يسمى نظام ديمقراطي

اذكر ان الميزة التي ميزت العهود الجمهورية هي حكم سيطرة الحزب الواحد وإلغاء دور بقية الأحزاب كما حدث بعد 14 تموز فالحزب الشيوعي اول من طبق ديكتاتورية البرولتاريا والحبال موجودة وأول من شكل مليشيات (المقاومة الشعبية) المسلحة و( شمع الخيط ) لحليفه السابق بالجبهة الوطنية وبعدها جاءت دكتاتورية القومين العرب والبعث التي كانت كرد فعل لمن سبقهم وهم اول من شكل (الحرس القومي) الذي انتقم من الشيوعين شر انتقام ( انتقام الذين كفروا بالتعبير العراقي الدارج ) وهكذا تفننت الدكتاتورية العسكرية في قمعها للحريات عبر عقود من الزمن ... وربما ما يحدث اليوم من قساوة وحقد وكراهية هو عبارة هم تجسيد لموروثات الانتقام الحزبي السابق ...

الى أن سطع ضوء النجم الأمريكي المؤذي وأيضا باسم الديمقراطية الملعونة واعمى عيون العراقيين بوعود ديمقراطية لم نلمس منها غير القتل والتخريب والتشريد والفقر والجهل واتعسها الخوف من مستقبل مجهول ومن خلال تسليط شراذم من البشر لا تستحق الحياة لتتحكم بأرواح وارزاق العراقيين الفقراء والمساكين ...

وبما ان موضوعنا اليوم عن الجيش العراقي فلنترك كل المصائب الأخرى الى مناسبة أخرى ونركز على الجيش .. فما السبب في نكبة جيشنا بوجهة نظري المتواضعة ...الاسباب هي عديدة منها فنية ومنها أخلاقية كالفساد والرشوة ...وغيرها عديدة سواء في التنظيم والتسليح والتدريب وكلها مقدور عليها لو توفرت النية الصادقة وحب الوطن .. وللأسف لا تتوفر هذه النوايا الصادقة

قرات خبرا لادعاءات احد القادة المسؤولين عن نكبة الموصل ...قال ما معناه ...ان البرزاني اصدر أوامره للبيشمركة بالانسحاب ... وان اثيل النجيفي اصدر اوامره للشرطة البالغ عددهم 30000 شرطي بالانسحاب ..مما دفع البقية للانهيار والهروب  ...قد يكون هذا التبرير صح او خطأ ولكن ما يستنتج منه وهو على الأكثر صحيح مئة  بالمئة وهي حقيقة مرة تثبت ان ولاءات القادة العسكريين هي لقيادات الكتل التي ينتمون لها والتي عينتهم في مناصبهم وليس للجيش والشعب والعراق .. أي ان الاصطفاف الطائفي في الجيش انعكس كارثيا على إنجازاته في الدفاع عن الوطن ..فليس معقولا ان ينهزم عشرات الالاف من المسلحيين امام بضعة مئات من مسلحي داعش ..

وهناك حادثة ثانية تلفت النظر ... وهي إحالة رئيس اركان الجيش على التقاعد والرجل كما يشاع انه عين بمنصبه من قبل السيد مسعود البرزاني ( رئيس الإقليم )... والاشاعة تقول ان طلب الإحالة على التقاعد قدمه لرئيس الإقليم وليس للقائد العام للقوات المسلحة ولو ان الرجل  نفى ذلك كما نشر وقال ان الطلب قدم الى القائد العام ...ومهما تكن الحقيقة ولكنها تثبت ان الولاء الفعلي هو لرئيس الإقليم أي ان الولاء للإقليم الكردي وليس للعراق ... والخبر الاخر الذي يؤكد على نفس المنحى ... ان السيد رئيس الإقليم وكما نشر مؤخرا انه رشح مدير طيران الجيش لأشغال منصب رئيس اركان الجيش ..

اليس من حقنا ان نسأل الى اين ستوصلنا هذه السياسة الطائفية وستؤدي هذه المحاصصات ؟؟؟... وهل منصب رئاسة الأركان منصب سياسي او قومي او عائلي حزبي ؟؟؟ او هو اعلى منصب عسكري مهني ويخضع لمواصفات خاصة ..

الاستنتاج الذي يجب ان نعترف به ان الجيش اذا اخضع للمحاصصة الطائفية والتوافقات الحزبية ... فلا يمكن ان يسمى بجيش الدفاع الوطني العراقي وانما يمكن تسميته بجيش الدفاع عن الطوائف والكيانات العراقية .. توطئة للتقسيم المنشود (كما مخطط له وربما متفق عليه والشعب لايدري)

فمن منا لم يسمع بحروب النفط والمياه التي ستقصم ظهر العراقيين لو تعلمون واخرها التحدي السافر لحكومة الإقليم لحكومة المركز الضعيفة الى درجة  الاذلال وتجاوز كل الخطوط الحمراء بين أبناء الشعب العراق الواحد .. لمصلحة من السير على هذا الطريق الخطر والذي سيؤذي كل مكونات الشعب بلا استثناء ولا فرق بين عربي وكردي او سني وشيعي فالجميع ستغرق ؟؟؟ انا لا ادري الى اين سيصل العراقيون ؟؟ والغريب ان الاخوة الكرد يتجاهلون مواقف تركيا المبدئية ؟؟ والحليم يفهمها ..

 

اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا ...

 

 

تاريخ النشر

05.07.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

05.07.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org