<%@ Language=JavaScript %> نوري جاسم المياحي ليس حبا بداعش

 

 

ليس حبا بداعش

 

 

نوري جاسم المياحي

 

 

قرات تقريرا كتبه خالص جمعة من الموصل بعنوان (الخليفة يبحث عن "شرعية" عبر صناديق النفايات) ومنشور على (موقع نقاش ) احد المواقع الألمانية بتاريخ 14 /5/2015 ...وهو تقرير طويل سأقتطف بعض الفقرات التي اعتقد تثير اهتمام المواطن العراقي عندما يقارن بين نظام إرهابي دموي مرعب ونظام ديمقراطي فاشل و مؤلم .ولغرض المقارنة بين واقعين ..اقتبس مما كتب الكاتب البعض مما كتب ... ما يلي

"الموصل التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش الذي اشتهر بالقتل والتهجير والتفجيرات صارت اليوم أنظف بكثير مما كانت عليه في ظل الحكومة العراقية، والمطبات التي كانت تملأ شوارعها اختفت ومثلها التجاوزات على الأرصفة والطرقات"…

كخلية نحل، يهرع موظفو بلدية الموصل إلى الشوارع صباح كل يوم ترافقهم سيارات جمع النفايات والمكانس الآلية، ولا يتوقفون عن العمل إلا بعد انتهاء نوبتهم فهم يعملون بجدية غير معهودة" يقول الاعلامي سعد خضر لـ"نقاش" في اتصال هاتفي.

ويعلل خضر سبب تحسن أداء الدوائر الخدمية التي عجزت طوال العقد الماضي عن إقناع الموصليين بخدماتها، بأن الموظفين يعملون بإشراف "داعش" والويل لمن يتلكأ في العمل أو لا ينصاع للأوامر

ويبدو إن "داعش" يركز على قضية التخصص عندما يوكل المهام لعناصره، فقد وضع على رأس ديوان الخدمات مهندساً مدنيا يدعى أبو عبيدة وهو شاب ثلاثيني من محافظة ديالى العراقية بحسب ما كشف لـ"نقاش" أحد مهندسي البلدية.

ولم يعد خافياً على أحد قسوة التنظيم الذي لا يتردد في معاقبة من يخالف أوامره مهما كانت بسيطة، ولا يستبعد أن تصل العقوبة إلى الجلد أو بتر اليد أو قطع الرأس".

وبعد أسبوع فقط فتح ديوان الخدمات أبواب القصور الرئاسية التي بنيّت في عهد صدام حسين أمام سكان الموصل للسياحة والترفيه مجاناً، وبالفعل هناك إقبال كبير عليها حسبما يقول الإعلامي سعد خضر

ويضيف الموظف الفني"أنجزنا أعمال الصيانة الكهربائية بموافقة قوات البيشمركة التي سمحت لنا دخول محطة توليد الكهرباء في سد الموصل فعاد النور إلى المدينة".

وبالرغم من إن الحكومة العراقية ما زالت تدفع رواتب الموظفين في الدوائر الخدمية لكن "داعش" يسعى لقطف ثمار جهد هؤلاء الموظفين، فالعائدات المالية للدوائر الخدمية تصب في كيس التنظيم بالنهاية، وتشمل المبالغ الشهرية التي يدفعها المواطنون لقاء التنظيف (عشرة آلاف دينار لكل وحدة سكنية) وإيجار الأسواق المسقّفة والمقاهي والمعامل والمحال وساحات وقوف السيارات وتتراوح بين عشرات إلى مئات الملايين من الدنانير.

الأهم في القصة كلها كسب الشرعية بمعنى رضا الناس وقبولهم حكم الدولة الإسلامية وهذا لا يتم عبر صناديق الاقتراع لأن "داعش" لا يعترف بالديمقراطية والعملية السياسية برمتها ويصفها بأنها مخالفة "لحكم الله إنما من خلال تقديم الخدمات وإدارة شؤون المدينة.

عشرة أشهر مضت على خضوع الموصل لسيطرة "داعش" ولم تنجح أساليب الخوف والإرهاب التي تبناها التنظيم في دفع الموصليين إلى أحضانه باستثناء نسبة قليلة، فهل ينجح إسلوب "صناديق النفايات" في تحقيق هذه الغاية

وهنا اتوقف قليلا للمقارنة بين نظامين يتقاسمان حكم العراق الأول داعشي دموي إرهابي يحكم الناس بالسيف والحديد والنار ومع هذا يعمل جاهدا لكسب ود وولاء المواطنين في الموصل عن طريق توفير الخدمات وربما أمور أخرى لم يتطرق اليها كاتب التقرير ..وسماها كسب الشرعية عن طريق صناديق (النفايات )

لنقارن هذا الذي يحدث بالموصل بما يحدث ببغداد وبقية المدن التي تحكمها حكومة المحاصصة الطائفية والتي حصلت على الشرعية عبر صناديق الاقتراع( الانتخابات ) ...فماذا قدمت للعراقيين ؟؟ وعود واكاذيب ونهب المال العام ..وغياب كل الخدمات بالرغم من الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها ..وبمساندة الدعم الدولي الذي لم يسبق ان عرفه العراق ..

وقد يسأل البعض ما السبب في الفارق بين الصندوقين والنظامين الحاكمين في الموصل وبغداد ..ساوجز أهمها وكما اعتقد شخصيا ..

أولا – الأحزاب الدينية المشاركة بحكومة المحاصصة  الطائفية والقومية جاءت باسم الدين والطائفة والقومية ولم تراعي الصيغة الوطنية او احترام ما جاء به الدين الإسلامي من العدل والانصاف والمساواة بين الرعية وانما همهم الوحيد اشغال المناصب الحكومية واملاء جيوبهم من أموال السحت الحرام

ثانيا – داعش (كما اعتقد) تحكم كمجموعة واحدة و بقيادة واحدة ..بينما في بغداد تحكم مجاميع متناقضة متنافسة وبقيادات انانية مصلحية لاهم لها سوى البقاء بالحكم ومهما كلف الشعب والوطن من ثمن

ثالثا – المحسوبية والمنسوبية اعتمدت في اشغال مناصب الدولة وعلى حساب الخبرة والكفاءه والمهنية وانما اعتمدت الولاءات الحزبية والطائفية مما حول الدولة والوزارات الى امارات شخصية ( حارة كلمن ايده اله ) فانتشر الفساد والرشوة

رابعا – المناصب في بغداد وكما يشاع بين الناس تباع وتشترى وقيمة المنصب حسب قيمة المردود الذي يدره هذا المنصب ..وتقسم بين الحزب وشاغل المنصب ...اما في داعش فيقطع راس من يخرج عن طوع الخليفة ..

خامسا – غياب العقوبة والمحاسبة افسد الذمم والضمائر ...لقد سلمت الموصل لداعش بلا قتال ولم يحاسب احد على هذه الخيانة العظمى ...والمصيبة الانكى والادهى (التي حدثت اليوم والتي ستنعكس بالضرر كما أتوقع على من يتبناها) هي ان يخرج رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الدعوة اليوم ليهدد (سنقطع يد كل من يطالب بمحاكمة نوري المالكي بسبب تسليم الموصل لداعش) ...بربكم (هاي دولة وبيهه قانون وقضاء عادل ؟؟)

وللأسف تكررت التمثيلية وسلمت الرمادي بدون قتال ؟؟ وأيضا لم يحاسب المقصر ..وبنفس الطريقة سوفت القضية كسابقاتها( شكلت لجان تحقيقية ) ونجى الجناة من الحساب والعقاب وكلها بسبب المحاصصة الطائفية ..والتوافقية ( غطي علي واغطي عليك ) ( وتشيلني واشيلك ).. ويبقى المواطن المسكين يدفع الثمن بدمائه...

سادسا -أهلنا علمونا ان ( من امن العقاب اساء الادب ) وان (العصا طالعة من الجنة) ورب العباد امرنا ( ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب ) والعراق اصبح افشل واوسخ وافسد و اخطر بلد في العالم .. بسبب نظام ملغوم وقادة انانيين .. وغياب العقوبة والقصاص ... فكم من دماء اهدرت ولازالت تهدر والقتلة يسرحون ويمرحون سالمين غانمين ..

سابعا – انا كمواطن عراقي اتألم عندما اسمع ان النظام العشائري الاقطاعي الذي اكل عليه الدهر وشرب بعثت الحياة فيه من جديد بعد ان دفنته ثورة 14 تموز التحررية ..واسمع اليوم ان عشائر في بغداد أو في البصرة تتقاتل فيما بينها ولأسباب تافهة ويستخدمون كافة  الأسلحة المتوسطة والثقيلة ...ولا احد يعترف بهيبة الدولة والحقيقة ان دولتنا للأسف أصبحت بلاهيبة ... لان كل الأحزاب المشاركة بالحكم متمسكة (وبعد 12 سنة) بتعليمات  السفير بريمرالذي دمر العراق ارضا وشعبا  ,,

فهل من المعقول ان يعود العراق الى القرن التاسع عشر وتتحكم به العشائر من جديد( هاي لا صايرة ولا دايرة ) أهذا نظام لدولة ديمقراطية حديثة او دولة عشائر متناحرة وميلشيات مسلحة ؟؟ ومن يضمن ان البعض من هذه العشائر وبغفلة من الزمن ومن قادتنا الاشاوس ويرفع رايات داعش في بغداد ..وربما في المنطقة الخضراء نفسها ؟؟

ثامنا – شاهدت تقريرا مصورا على احدى الفضائيات ان مسؤول في حكومة الديوانية المحلية يشكو من مليشيات مجهولة وغير مرخصة تفتح مقرات بأسماء مختلفة وافراد يحملون رتب عسكرية ولا يحترمون مقررات الحكومة المحلية او الحكومة المركزية مما اثار قلق المواطنين كما قال...

تاسعا – الأحزاب الحاكمة (ولا استثني منهم أحدا) تعمل جاهدة على استمرار الحال على ما هو عليه من فوضى .. لان مصالحهم الشخصية والانانية تقتضي ذلك ... والمتضرر الوحيد هو كل الشعب العراقي... والمستفيدين الوحيدين هم من خلق هذه الفوضى الخلاقة والحرامية واعداء العراق والطائفيين وفي مقدمتهم داعش ...فهل سيستيقظ النائمون من سباتهم وقبل ان تقع الواقعة ؟؟؟... لا اعتقد ذلك ..

عاشرا – لا نجاة للعراق والعراقيين من هذه المصيبة ...الا بقيام دولة العدل والمساواة  وحق العراقي بالحياة الكريمة وفرض القانون بحزم وقوة وكنس كل ما أتى به الاحتلاليين البريطاني و الأمريكي ولاسيما ( الأجانب من أصول عراقية ) الى درجة أتجرأ معها لاقترح على الأستاذ كاميرون وبريطانيا العظمى ان تسحب رعاياها من حكم العراق وتتعطف علينا بضم العراق الى دول التاج البريطاني وتحكمنا مباشرة وبدون وسيط كما هو الان لأنني اعتقد ( براي المتواضع ) الحكم البريطاني المباشر وبالمكشوف  وعلى عينك يا تاجر كما يقول العراقيين افضل من حكم الرعايا الفاشلين بالنيابة وأقترح أيضا  فصل الدين عن السياسة كي نتخلص من الطائفية والإرهاب بكافة مسمياته لان شعب العراق خليط متنوع

اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا

 

 

تاريخ النشر

01.07.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

01.07.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org