<%@ Language=JavaScript %> نوري جاسم المياحي  يوم الحزن العالمي

 

 

يوم الحزن العالمي

 

 

نوري جاسم المياحي

 

لأول مرة اسمع انه يوجد يوم مخصص لتكريم الإباء وهو يوم 21 / 6 من كل سنة والفضل يعود الى ما نشره موقع البحث كوكل بصدد هذا اليوم ...وقصة هذا اليوم كما ورد في ويكبيديا

وأول من جاءته فكرة تخصيص يوم لتكريم الأب هي سونورا لويس سمارت دود، من سبوكِين بولاية ميتشيجان بالولايات المتحدة في عام 1909م، بعد أن استمعت إلى موعظة دينية في يوم الأم. أرادت سونورا أن تكرم أباها وليم جاكسُون سمَارت. وكانت زوجة سمارت قد ماتت عام 1898م، وقام بمفرده بتربية أطفاله الستة. ولذلك قدمت دَود عريضة تُوصي بتخصيص يوم للاحتفال بالأب، وأيدت هذه العريضة بعض الفئات. وتتويجا لجهود سونورا دود احتفلت مدينة سبوكِين بأول يوم للاب عام 1910م، وانتشرت هذه العادة فيما بعد في دول أخرى ولم نعرف بها في العراق الا اليوم بفضل الانترنت ..

ولا يخفى على أحد ان العالم اجمع يحتفل بعيد الام لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع. فالمفكرون الغربيون والأوربيون وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم ينسون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم وقد اختار العراقيون يوم 21/ اذار لهذه المناسبة ..

وكان أول احتفال لعيد الأم عام 1908 عندما قامت أنا جارفيس ذكرى لوالدتها في أمريكا. وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترف به في الولايات المتحدة. واستخدم هذه التسمية رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون في القانون كعيد رسمي في الولايات المتحدة. من قبل الكونغرس الأمريكي في أُسس القانون وأيضاً من قبل الكثير من الرؤساء مركزين على عيد الأم

من السرد التاريخي أعلاه لعيد الام والاب ...نجدهما بدعة وابتكار امريكي ولو انها بدع محترمة ومحبوبة على قلب كل ام واب وعلى قلبي  انا شخصيا ..لان هذه المناسبتين توثق العلاقة الاسرية بعد ما أصابها من تفكك في القرن الأخير بسبب ابتعادنا عن قيمنا واخلاقنا الإسلامية والعربية التي تؤكد على بر الوالدين لأنها تصون حكمة الله في حماية الاسرة وحسب ما ورد في النصوص القرأنية التي حاول أعداء الإسلام تشويهها ... فالأم هي رحم الامة واستمرار وجودها والأب عماد عزتها وديمومتها .. وليس عيبا ان كانت بدعة أمريكية و استوردناها من أمريكا (الكافرة)

وكما تعلمون اننا  الان في شهر العبادات الربانية شهر رمضان الكريم ...وفيه تلتئم وتجتمع العوائل الإسلامية على موائد الأفطار وفي مقدمتهم الأب والام وعادة يكونون فرحين بحلول موعد الإفطار ... ولكن من فقد ابنا او اخا او زوجا فهل سيكون سعيدا ؟؟؟

من تجربتي الشخصية ... فالألم والحزن يعصران قلبي ... عندما اجد المائدة خالية وأتذكر اولادي حيدر وسيف كيف كانا يملآن الأجواء الرمضانية على مائدة الإفطار قدسية وحبورا وبايديهم التمر ويتمتمون بعبارة ( اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت ولصيام يوم غد نويت ).. واليوم انظر لافتقد مكانهما خالي حتى ولو يملؤه أولادهم الايتام .. فاحس ان قلبي يتفطر والالم يعصرني ...ولكني اكتمه بصمت موجع كي لا أشعر االاخرين بحزني ..

فقدت اولادي الاحبة بلا ذنب ارتكبوه وانما امتدت اليهم يد الشر والاجرام لتخطفهما من بيننا بغفلة من الزمن وخلال الفتنة الطائفية الملعونة ليسجل الإرهاب الدولي أرقاما في الفوضى الخلاقة التي افتعلها ومرتكبا ابشع أنواع القتل والإجرام ولينشر الرعب بين المواطنين المسالمين والابرياء وحتى يومنا هذا ... وانا متأكد انه مخطط قذر نفذته أجهزة المخابرات الأجنبية للانتقام من شعب العراق بسبب مواقفه القومية والوطنية وحدث هذا منذ تسع سنوات مضت وانا في كل لحظة اعايش الالم والعذاب لفراقهما لانهم كانوا نموذجا للخلق القويم والمحبة وبر الوالدين ..ولكن القضاء والقدر المشؤوم فعل فعلته ..

هذه المشاعر التي تنتابني في يوم الاب او تنتاب امهم في يوم الام ليس محصورة في عائلتنا فقط ؟؟؟ ابدا لا... انها حال ومشاعر عشرات الالاف من العوائل العراقية وربما ملايين العوائل على مستوى الوطن العربي والإسلامي ...من ضحايا الحروب والحروب الاهلية والفتن الطائفية والعرقية التي يؤججها الرأسماليون والمستعمرون وتجار الحروب والعنصريون والارهابيون .. وكمثل وليس حصرا ...مجازر الارمن والاكراد والاشوريين والأزديين وعرب فلسطين وفي افريقيا واكبر شاهد على الإبادة والمجازر ما يجري اليوم في العراق والعانستان وسوريا واليمن وليبيا...ولو فتشنا عمن وراء كل هذه الحروب القذرة والابادة الجماعية لوجدنا بريطانيا والولايات المتحدة وسرطانهم إسرائيل ...

من هنا أتساءل الا يستحق هؤلاء الملايين من البشر المنكوبين بأحبابهم يوما واحدا من السنة للاعتذار وللمواساة والوقوف الى جانبهم ومن خلال ادانة واستنكار الجرائم والمجرمين الذين ارتكبوا هذه الجرائم بحق احبابهم وشعوبهم ؟؟

ولنسمي هذا اليوم باليوم العالمي للأحزان .. وهذا اقل ما تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا وحليفتهم  فرنسا ..تجاه ضحاياهم عبر الزمن ؟؟؟

نعم يجب ان يخصص يوم للاعتراف بالجريمة والاعتذار من الضحية والعمل على إيقاف نزيف ...واحالة القتلة والمجرمين الى القضاء العادل لينالوا جزاء ما ارتكته اياديهم الملوثة بدماء الأبرياء

واليوم ...هل من المعقول ؟؟؟ان تشن طائرات ما يسمى بطائرات التحالف العربي وترمي قنابلها وصواريخها الامريكية على افقر شعب بالعالم وهو الشعب اليمني ودون هوادة ليلا ونهار ولمدة أربعة اشهر مستمرة ليقتل النساء والأطفال ويهدم الدور على رؤس ساكنيها وهم صيام وفي شهر رمضان وهو من الأشهر التي حرم الله فيها القتال ...ولكن ماتت ضمائرهم وضمائر عملاءهم من القادة العرب الذين يدعون انهم حماة الإسلام ونصبوا انفسهم اوصياء على الشعب اليمني ..

وبالأمس تصدر لحنة التحقيق الدولية تقريرها في جرائم الحرب التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني بالحرب الأخيرة في غزة وفيه تحمل المجرم والضحية مسؤولية ارتكاب جرائم حرب ...أهذا مفهوم العدالة السائد اليوم ؟؟

من هنا ادعوا كل صاحب ضمير حي عربيا وغير عربي مسلم وغير مسلم لمطالبة الأمم المتحدة لتعيين يوم يسمى (يوم الحزن العالمي) واقترح اختيار يوم ارتكاب اية مجزرة في العالم كمجزرة (سبايكر) في العراق لان هذه المجزرة الجماعية تعتبر اخر مجزرة ضد الإنسانية ارتكبت خلال السنة الماضية او تاريخ مجزرة الأرمن او تاريخ مجزرة حلجة او اية مجزرة أخرى ارتكبت في افريقيا او أمريكا اللاتينية او اسيا

اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلو او ارتحلوا

 

 

تاريخ النشر

24.06.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

24.06.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org