<%@ Language=JavaScript %> نوري جاسم المياحي آلام الاوطان اشد ايلاما من آلام الابدان

 

 

 

 

آلام الاوطان اشد ايلاما من آلام الابدان

 

 

نوري جاسم المياحي

 

الالم هو ما يشعر به المرء من احساس موجع والألم عادة هو إحساس أو شعور سلبي بعدم السعادة ، والمعاناة. والألم قد يكون مادي أو معنوي بحسب العوامل التي تسببه فقد يكون نتيجة إحساس أو شعور, المادي قد يكون مثل الصداع أو المغص والمعنوي مثل الحزن والقلق والتوتر

من هنا نجد ان الالم المادي بسبب المرض ...ومنذ فترة اصبت شخصيا باحد انواع الانفلونزا والتي راجعت فيها خيرة و( اغلى الاختصاصين ) وتناولت كل الادوية ( الغالية التي وصفت ) ومع هذا لا زلت مريضا حتى يومنا هذا وبالرغم من مرور ثلاثة اشهر على اصابتي ...ولا اكتمكم سرا ... انني تمنيت الموت ...لان حياتي اصبحت ذميمة في بلد تحكمه مافيات لايهمها ان عاش المواطن او مات ...اي بكلمات محدودة انني اتألم واعاني بسبب الالتهاب الرئوي الحاد ...اي الالم المادي ...

ولكن بالرغم من الالم (المادي )اصبت بالم (معنوي) اشد ايلاما ووجعا  خلال اليومين الماضيين مما دفعن ان اتجاهل الالم المادي واكتب هذه السطور ...وهو عندما اتابع الاخبار التي تنشر والمزايدات التي تمارس براس المواطن المغلوب على امره .. وهي عديدة ولا تحصى فكل منها يحتاج الى مقالة ..

عندما كنت اقرأ تاريخ الوزارات العراقية للمرحوم الدكتور عبد الرزلق الحسني وهو من الكتب المراجع لكل عراقي يريد الاطلاع على ما ال اليه العراق من ذل وهوان ...لاحظت ان كل برامج الوزارات العراقية بمختلف رؤساءها خلال العهد الملكي ...وكبند من البنود الاساسية في المنهاج الوزاري العمل بالتوازن في العلاقات الخارجية بين حكومة العراق وحكومات دول الجوار ودول العالم بما يضمن مصالح العراق والتعامل بالمثل ( الندية ) ...

فهل طبقت حكومة المحاصصة الوطنية او وزراء خارجيتها المتعاقبون هذا النهج ؟؟؟ ليس عيبا ان نعترف ان كل الحكومات المتوالية فشلت فشلا ذريعا في تحقيق ذلك وانما طبقت سياسة الانبطاح والتبعية واساءت اكثر مما نفعت ...وعلى حساب المصلحة العامة وكرامة المواطن ...فهل اللوم يوجه الى الولايات المتحدة او بريطانيا او غيرها من دول الاحتلال او الشحن الطائفي ...انا شخصيا لا الوم هذه الدول ...وانما اللوم يوجه ( لبعض وليس لكلهم ) العراقيين الذين يحملون جنسية هذه الدول ...والذي اقسموا بالولاء لهذه الدول ...والذين استولوا على مناصب قيادية بفضل المحتل ..ووضعوا مصلحة المحتل فوق مصلحة الوطن ...

وهنا لن الوم وزير الخارجية عندما يتحرك وفقا لهوى وتوجيهات بريطانيا العظمى او الولايات المتحدة ..لانه ملتزم بقسم عندما منح الجنسية ...

وهناك عامل مهم قد لاينتبه له البعض ...هو الناحية النفسية للمهاجر ومعاناة المهاجر النفسية التي يعانيها حتى يلبى طلبه بالموافقة على التجنس ومنحه الجنسية ...اي ان هذا الشخص ليس انسان سوي وطبيعي باحاسيسه تجاه وطنه الام وانما في قرارة نفسه يحتقره ...لانه وكما معروف انه هرب منه لسبب او لاخر وهو حاقد على وطنه وعلى من كان السبب في هجرته ...ومن هنا نجد ان الكثيرين منهم انضموا الى قوى المعارضة في الخارج وحتى البعض منهم اشتغلوا كجواسيس اذلاء ... لاسقاط نظام الحكم في وطنهم وتعريض شعبهم الى اقسى واخبث تجربة كما يعيشها شعبنا اليوم ..خراب ودمار وتهجير وقتل ...

مالذي دفعني اليوم لطرح السياسة الخارجية لحكومة العراق ..السبب بسيط هو زيارة الرئيس الروسي بوتن الى مصر ...فبالرغم من العلاقة التاريخية التي تربط مصر بالولايات المتحدة الامريكية والتي استمرت لمدة اربعين سنة ...تاكد الرئيس المصري ( المخلص لوطنه وشعبه ) ان سياسة الانبطاح للامريكان لن تخدم مصلحة شعب مصر في ظروفه التعسة الحالية ...فبادر الى فتح بوابة جديدة تنموية اقتصادية طموحة مع الصديق الروسي ...

انا واثق ان الامريكان لن يرتاحوا لهذا السلوك وهذا الخروج عن الطاعة الامريكية ولكن السيسي ومنذ ان اعلن نيته على حفر قناة سويس جديدة فهو يثبت للعالم انه مصري اصيل ويفكر بخدمة وطنه ولكن ثقوا انه سيحارب كما حورب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ...واكبر دليل هو حقد المتاسلمين من الاخوان المسلمين على مصر وشعب مصر ...والا لماذا يستهدفون الجيش المصري ؟؟ الجيش العربي الوحيد الذي بقي متماسكا ...

وهنا اتساءل ...لماذا العراق يبقى صغيرا وقادته وساسته يتعاملون مع الصغار ؟؟؟ لماذا لاينفتح العراقيون على روسيا وضمن سياسة التوازن المصلحية ...ولكن هيهات ان يتمرد العبد على سياسة مولاه ...

الاشاعات في الشارع العراقي تؤكد ان المخابرات الاسرائيلية والامريكية هي من خلقت واوجدت تنظيم الدولة الاسلامية (داعش ) ...والا ما معنى ان تساعد المعارضة السورية على اسقاط الاسد والرجل صامد بوجه الارهاب ؟؟؟

لماذا لا تامر حليفتها تركيا وبقية الحلفاء في اوربا والخليج والمغرب العربي  لغلق حدودهم بوجه الامداد بالرجال والسلاح والمال عبر حدودها مع العراق وسوريا ؟؟

لماذا يساند طيران التحالف قوات البيشمركة فقط ولايساند القوات الحكومية التي تقاتل في محافظات عربية ؟؟

واخرها الاشاعات التي تؤكد ان طيران التحالف ينقل الامدادات والمقاتليين لداعش ؟؟؟ ولماذا عدد الغارات لاتتجاوز عدد اصابع اليد ويقوم بها الطيران الاردني والاماراتي ...(عليمن يضحكون) ؟؟؟

ان ساسة الولايات المتحدة الذين يراهنون على ضعف العراق وتمزيقه اربا واخرها يسن الكونغرس قانون سهل نينوى للمسيحين  ...لابد ان يصطدموا يوما ما عندما ينتفض العراقيون ولاسيما القوميون العرب بعد ان يعرفوا عدوهم الحقيقي و على سياستها الطائفية الملعونة ...وبعد ان يتاكدوا انها غير جادة في حربها ضد الارهاب ...التي دوخت رؤوسنا بها ...فهي تمثيليات لاتنطلي على العلراقيين الوطنين ..

وهنا اقول لكل من يفهم بالسياسة الخارجية والدولية ...مصلحة العراق تتطلب التوازن في العلاقات الخارجية ولاسيما مع الدول العظمى كروسيا والصين والهند ...فانفتحوا على الروس فهم اصدقاء يعتمد عليهم في الملمات ووزانوا بين الامريكان والبريطانين من جهة والروس من جهة اخرى فبادرورا فورا لدعوة الرئيس بوتن لزيارة العراق وتعلموا من السيسي ...اما ان يقوم الرئيس معصوم بزيارة الدوحة اليوم مثلا ...الا تتفقون معي انها ( مسألة فيها نظر )...

 

اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...  

 

10.02.2015

 

 

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

10.02.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org