<%@ Language=JavaScript %>

 

 

 

غارة القنيطرة

 

رد مزلزل أم تحول نوعي؟

 

 

المبادرة الوطنية الأردنية

23/1/2015

 

تأتي الغارة الصهيونية على عناصر المقاومة اللبنانية ومعهم قائد عسكري إيراني داخل الأرض السورية في القنيطرة ، في سياق صراع محتدم بين معسكرين وبين مشروعين، معسكر الهيمنة ومعسكر التحرر، وبين مشروع إستعماري إستطاني تابع للمركز الرأسمالي يشكل رأس حربة في مشروع هيمنة المركز على منطقتنا، مقابل مشروع تحرر من الهيمنة، فهو صراع تناحري حقيقي بين قوى التحرر وقوى الهيمنة.

الوظيفة الرئيسة الموكلة للكيان الصهيوني من قبل المركز الرأسمالي، في هذه المنطقة، منع دول ومجتمعات هذه المنطقة من التحرر والتطور والرقي، منعها من تحرير ثرواتها ومقدراتها  لتحويلها إلى خيرات لصالح شعوبها، وخاصة الشرائح الكادحة والمنتجة، فعلى مدى القرن الماضي انتهج المركز الرأسمالي سياسة ضرب  حركات التحرر الوطني أو إحتوائها، واعتمد سياسة عرقلت كافة مشاريع التنمية: إحتلال فلسطين ، تحويل نهر الأردن، لمنع إحداث تنمية في منطقة حوض نهر الأردن، حيث تم قصف مشروع سد المقارن عام 1964 بغارات جوية أستعمل فيها قنابل النابالم المحرمة دويلاً، على إثر هذا العدوان عقد أول مؤتمر قمة عربية، إجراءات معادية للنظام الناصري المصري وعرقلة مشاريع التنمية، السد العالمي ، حرب أل 67 ضد دول الطوق: مصر سوريا الأردن، قصف مدارس ومواقع مدنية، قصف طائرات لبنانية في مطار بيروت، إسقاط طائرات مدنية، إغتيالات بحق مناضلين وعلماء وكبار العسكرين، ضرب المفاعل النووي العراقي عام 1982، غزو لبنان 1982، ثلاثة حروب على غزة، وقمع ممنهج لإنتفاضتين فلسطينيتين ولكافة أشكال النضال الفلسطيني، الحرب الطويلة على العراق 1991 – 2003 ثم غزو العراق، الحرب الممتدة على لبنان منذ عام 1969 إلى حرب 2006، ثم الحرب المستمرة على سوريا منذ عام 2011 ، حصار إيران المستمر منذ الثورة الإسلامية ، محاولة منع إيران من حقها من إستخدام علوم الطاقة النووية.

فالغارة الصهيونية في القنطيرة ليس عمل خارج السياق، بل يأتي في سياق الوظيفة التاريخية للكيان،

وعليه فهل المطلوب رد مزلزل أم تحول نوعي في المواجهة ؟

يبدو أن هذه الغارة تشكل فرصة تاريخية لإحداث نقلة نوعية في المواجهة مع الكيان الصهيوني ومن خلفة المركز الرأسمالي العالمي، لماذا؟

·        على الصعيد العالمي: نتيجة للأزمة البنيوية ألتي يعيشها المركز الرأسمالي والتي تدل كافة المؤشرات على الصعوبة البالغة، أن لم نقل إستحالة الخروج منها، فأن الطغمة المالية المضاربة المتحكمة في القرار ، تتجه لإنتاج فاشية عالمية: علمانية في الغرب ودينية في الشرق، وتنتج حالة من الهستيريا الجمعية، تسمح بإشعال حروب "حروب موضعية " بديلاً عن حرب عالمية ثالثة، نتيجة لإستحالة خوضها كونها تعني نهاية العالم، لذلك نلمس التصعيد الإستفزازي ضد الإتحاد الروسي وضد إيران وكوريا الديموقراطية وفنزويلا والصينن وما الإجراءات العسكرية ، التطويق والحروب الإقتصادية ، بما فيها حرب أسعار النفط، إلا دليل على الهستيريا التي أصابت الطغمة المالية المضاربة، ومع ذلك فكل هذه الإجراءات لن تشكل خشبة خلاص للخروج من الأزمة الرأسمالية القائمة، بالمقابل فأن معسكر البريكس والدول الوطنية ليس صامداً فقط، بل يحرز إنتصارات حقيقية ، حتى وأن كانت غير واضحة، وتصميمه على التصدي واضح للعيان، وهو ما يشكل قاعدة يمكن الإرتكاز عليها في الصراع ضد الكيان الصهيوني ، الحلقة الأضعف في المعسكر المعادي.

·        على صعيد المنطقة: تجذّر وتمدّد محور المقاومة في لبنان وإنتصارات الشعب اليمني على مخططات مجلس التعاون ومن خلفه المركز الرأسمالي، وبوادر تشكل مقاومة للمشروع الأمريكي في العراق، وصمود سوريا والإنتصارات العظيمة التي يحققها الجيش والشعب السوري، وصمود إيران أمام كافة أشكال ضغوط المركز الرأسمالي، والهزائم الجزئية التي تلحق بالكيان الصهيوني خلال الثلاث عقود الأخيرة، كلها مؤشرات على إمكانية تحقيق الإنتصار.

 

فهل نبحث عن الإنتقام أم الإنتصار ؟

كل عاقل سيقول نبحث عن الإنتصار، ولكن الإنتصار له شروطه فما هي هذه الشروط؟

·        توحيد المقاومة في كافة مواقعها على أرضية مشروع إستراتيجي موحد.

·        العمل على الإنتقال من مفهوم المقاومة إلى مشروع التحرر الوطني، الذي يعني إعتماد متلازمة التحرر الوطني والتحرر الإجتماعي، وبناء الحامل الإجتماعي من كافة الشرائح الوطنية صاحبة المصلحة في إنجاز مهمات التحرر الوطني.

·        تمكين الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة من أخذ دورها في صناعة القرار الوطني والدفاع عنه، من خلال تشكيلاتها المنظمة: الصناعية والزراعية والعمالية والفلاحية النقابات العمالية والمهنية، والإتحادات الشبابية والنسائية والمنظمات المجتمعية،

·        توثيق علاقة إستراتيجية مع دول البريكس ومع كافة الدول الوطنية المناهضة للإمبريالية ومع كافة الحركات العالمية المناهضة للعولمة المضاربة.

 

"كلكم للوطن والوطن لكم"

24.01.2015

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

24.01.2015  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org