<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن " عملاء الصفوة"

 

 

عملاء الصفوة

 

 

حمزة الحسن

 

قد يبدو غريبا ان دولاً تحت الانتداب والحماية والوصاية ومسلوبة القرار،
ومرهونة الثروة والجغرافيا والمياه،
تشن حرباً على بلد كاليمن بإسم الحرية،
وتتستر خلف حروب وحشية طائفية بدعم عصابات ارهابية،
بذريعة الدكتاتورية او الطائفية أو الانفراد بالحكم.

لا يمكن تفسير هذا السلوك خارج مفاهيم ما بعد الكولونيالية،
حيث يتماهى سلوك بعض الافراد والجماعات والدول مع السيد المستعمر،
من باب الاعجاب او الحقد او المطابقة،
كما يتماهى العبد بالسيد للاسباب ذاتها.

كيف يُحرر العبد المقيد باحلاف ومصارف وحماية،
الخاضع كلياً لقوى كبرى تفرض عليه ما تريد وما لا يريد،
ويستجيب لها اكثر من شعبه،
ويخاف من ان تتخلى عنه خوف طفل من ان تتركه امه في محطة قطار او خلاء موحش او غابة،
وهذا القلق النفسي الذي يصيب الافراد ، أي قلق الهجران، هو ما اصاب مشايخ الخليج،
بل انتقل من القلق الى فوبيا العراء والمستقبل،
كيف يحرر شعباً، كاليمن اليوم مثلاً، وهو أكثر حرية وسيادة واعتزازاً من العبد المتقمص نفسه،
بل وأكثر انسانية منه رغم كل صراعات الداخل التي هي صراعات من اجل الحرية والاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية،
وليست كصراعات البذخ والترف والاستهتار والسلطة والخوف من الشعب الساكت تحت الرماد؟

لا يمكن فهم هذه الاشكالية بلا عودة الى خطابات ما بعد الكولونيالية والطريقة التي تتداخل فيها رموز ولغة وشفرات الاستعمار مع الدول والممالك والمشايخ المتبناة،
بالمعني الحرفي للتبني.

اذا كان خطاب السيد المستعمر يظهر في مزاعم وشعارات التحرر والحرية والتمدن،
في حين انه في الجوهر وفي الممارسة عدواني وتسلطي ووحشي وصل مع بعض الشعوب والاقليات واللغات والثقافات الى مستوى المحو،
بل الابادة،
والابادة تتجدد في خطابات ما بعد الكولونيالية تحت غطاء ملفق من حقوق الانسان واسلحة الدمار الشامل والارهاب وقاموس ضخم من المفاهيم والشعارات الكاذبة،
فإن هذا الخطاب الكولونيالي يظهر بأوضح صورة وابشع صورة،
بل وأكثر جبناً في الخطاب الخليجي الحاكم ، خطاب العبد،
حتى وصل التماهي بين خطاب السيد والعبد ان يستعير قاموسه وسلاحه وشعاراته،
أو ما يعرف بالاستحواذ ويعني تبني ثقافة ومنطق وعقلية وطرق النقد والتحليل والسرد والتخيل والنقييم والتطور كما هي في القاموس الكولونيالي حتى يصعب في حالات التمييز بين الخطابين لأن المصدر واحد.

أوضح مثال عراقي على ذلك هو خطاب التحرير والديمقراطية والحرية والتقدم الذي تبنته شريحة واسعة من أهل القلم وهو في الواقع منتج أمريكي ترويجي لمشروع سيطرة وخراب لم يتوقف حتى اليوم،
ومن السخرية ان هذ الخطاب المحلي قد أزاح خطاب المحتل، أو هكذا صمم الأمر، لأنه تبنى المشروع كاملاً ولأن نخبة البلد أقدر على اقناع الناس من غيرهم،
وهؤلاء في كل سنوات الاحتلال وحتى اليوم يتحولون من موقف الى موقف حسب مسار المشروع:
بعضهم انتقل من الدفاع عن المشروع الى الدفاع عن السلطة بعد انكشاف مشروع الخراب،
حتى ان بعض هؤلاء صاروا يُقدمون انفسهم كدعاة للتعايش والسلام والاخوة،
بعد ان شاركوا في زعزعة وخلخلة الأسس العميقة التي تقوم عليها هذه القيم،
في حفل تنكري هو في الحقيقة دليل على عطب الذاكرة.

في فت آخر تبنت شريحة منهم الخطاب الطائفي الاحادي وحملوا النظام كل اخطاء وخطايا المرحلة في نوع من تبرير ظهور الارهاب المسلح،
وبعد ان افتضح دور الارهاب وصار مكشوفاً،
انتقلت شريحة منهم الى دور اقرب الى فضيلة المرائي والدعوة للتسامح والوحدة والتضامن ونبذ العنف والح،
أي ان هؤلاء يستبدلون الخطاب حسب نتائج الصراع،
دون الاقتراب من نقد مشروع الاحتلال المسبب لكثير من هذه الكوارث.

سنرى ان متبني هذا الخطاب يظهرون، ثانية، في الاعلام السعودي الخليجي:
ليس من المستغرب أن تحيل عاصفة الحزم الخليجي الى عاصفة الصحراء،
وليس من المستغرب ان يتم اسقاط الدكتاتور العراقي الأهوج بذريعة اسلحة الدمار الشامل وحقوق الانسان والدكتاتورية،
وهو الشعار نفسه في الجوهر في حرب عبيد الخليج على اليمن في انها محاولة لاستعادة الشرعية،
وهي مفقودة في سلطة العبد،
والدفاع عن الأمن القومي وهو أمن مستباح بالقواعد العسكرية والمخابرات الدولية والمافيات،
أو الدفاع عن كرامة المواطن اليمني مع ان بعض مدن الخليج صارت كازينو قمار ودعارة كدبي مثلا،
مع ان كرامة اليمني سواء في السلطة أم خارجها لا تحتاج الى محرر هو نفسه فاقد الكرامة ومسلوب الارادة والحرية والقرار.

وكما ان "عاصفة الصحراء " مهدت" للصدمة والترويع" لتحرير العراق،
فإن هدف عاصفة الحزم تحرير اليمن،
ومثل مشروع" اعادة اعمار العراق" في الخطاب الأمريكي الذي تحول الى مشروع نهب وهيمنة،
كذلك خطاب الحرب السعودي الخليجي هو " عاصفة الأمل" ، اي اعادة اعمار اليمن في الظاهر،
وهو مشروع سيطرة سياسية في الجوهر.

في الخطاب الكولونيالي فكرة الغزو والاحتلال تقوم على" انقاذ" شعب من طاغية او من تخلف،
ومن ثقوب هذه الثقافة المترسبة، تقوم فكرة الحرب على اليمن على" انقاذ" الشعب من سيطرة أقلية تشكل خطراً على الأمن القومي السعودي والخليجي،
كما لو ان هذه المشايخ تحكم من اغلبية:
هل نحتاج الى القول ان هؤلاء يفهمون الخطر على انه موجه للنظام لكنهم يدمجون، كذباً، الوطن بالسلطة؟

في الحرب على العراق واحتلاله هناك" تحالف" دولي،
وفي الحرب على اليمن هناك" تحالف" أيضاً،
ولو استعدنا تصريحات الناطق الرسمي الامريكي ايام الحرب،
لو جدناها مطابقة تماما للناطق العسكري السعودي المدعو العسيري،
كما لو أنه استعاد حرفياً تلك الاقوال والتبريرات أو هي راقدة في لاشعور وكلاء السيد أو الوصي أو صاحب الحماية.

في الخطاب الكولونيالي هناك تعريف للعدو وهذا التعريف يجري بالمقارنة مع ثقافته هو وهويته هو، أي أن الآخر ليس موجوداً إلا اذا تطابق مع السيد وليس في اختلافه معه،
وهو الحال نفسه عندما قام الاعلام الخليجي بتعريف العدو اليمني في انه طائفي ومرتبط بالخارج،
كما لو ان هذه المشايخ مرتبطة بالداخل الخليجي.

في خطابات الهيمنة الاستعمارية، في الحرب، هناك عدو يجب أن يُسحق،
وفي خطابات التابعين هناك عدو يجب أن يُسحق،
ولا فرق بين مؤسساته المدينة او العسكرية، بين من في الميدان ومن في المنازل، لأن تعميم الكراهية يشمل العدو وكل شيء يُذكر به بعد الشيطنة،
لكن التاريخ يقول لنا، بأعلى صوت، وكل يوم، إنه لم يتم سحق أي عدو نهائياً لأنه ليس جسداً لكي يُسحق فحسب بل هو تشكيلة من القيم والمعتقدات والافكار، خطأً أم صواباً:
الصليبيون الجدد والنازيون والفاشيون والسلفيون الاسلاميون وفرسان الهيكل وأعداء بابل كانوا ولا يزالون حاضرين على هذه الأرض.

لا يقبل خطاب الهيمنة بغير استسلام العدو كلياً،
وهو الهدف المعلن والمكرر كل يوم في الخطاب السعودي،
أي ليس النصر العسكري فحسب بل الاذلال أيضاً:
نحن أمام وضعية شكسبيرية خليجية لكنها شاحبة وهزيلة تقول ان العبد والمهان والذليل ينتقم من خصاه بتخليق عدو ضعيف من أجل التعويض عن عار السيد او جلاده الأصلي سواء كان واعياً لهذه الافكار والمشاعر الالتفافية أم لا،
وعلى المستوى الفردي هذا يُفسر لنا قسوة الضحايا عندما ينتقلون الى السلطة في نوع من التماهي ـــ تنفيس؟ تعويض؟ ـــ مع جلادهم الأول سواء كان فرداً أم سلطةً.

تقاتل القوى الاستعمارية بمحاربين من قوميات وأعراق وأقليات تحت الهيمنة:
حارب الفرنسيون بجنود مغاربة في فيتنام وفي الحرب العالمية الثانية، وحارب الانكليز بمحاربين هنود فقراء أيضاً في حروب كثيرة، وحاربت الولايات المتحدة الأمريكية بمحاربين كوريين وفيتناميين وإفغان وعراقيين وفي غزو العراق جلبت معها عشرات الالوف من الجنود الفقراء ممن يطلق عليهم ذوي البطاقة الخضراء من اصول امريكية جنوبية مع الوعد بالحصول على الجنسية الامريكية بعد الحرب.

ماذا فعل التابع السعودي الخليجي في تقصي آثار السيد وهو سلوك كلاب الصيد؟
جند نظم حكم عربية تعيش مأزقاً وتبحث عن ممول،
حاول شراء الجنود من الباكستان ومن غيرها،
عثر في النهاية على مجاميع من الجنود في الامارات وفي الخليج من اصول يمنية بل من فقراء اليمن الباحثين عن حياة جديدة،
واختفت آثار هؤلاء وانقطعت أخبارهم.

بهذه الصور والرموز والمفاهيم يظهر خطاب السيد في خطاب العبد،
رغم كل الأغطية وعمليات الحجب والتمويه،
لأن السيطرة الاستعمارية الطويلة لا تتوقف على الارض والموارد،
لكن الأخطر هو تداخل خطابها مع ثقافة نخبة أو صفوة النظم المأجورة،
والاحتلال العسكري او المغلف بالحماية او الانتداب او الاحلاف يفرض الاحتلال اللغوي حيث يتفاعل مع الثقافة المحلية بقوة التكرار والخداع والتلقين،
حتى يتوهم العبد انه صار سيداً فعلاً،
لكن هذا الوهم تبدده أوامر او مصالح أو توبيخ أو شروط السيد.

الخطاب الخليجي الحربي والسياسي هو نسخة طبق الاصل من علاقات الجواري بالامراء والسلاطين، وعلاقات القصور بين السيد والعبد.
وقد يصل التماهي حد الذوبان في نوع من الهيام المرضي،
لكن خلف هذا الغرام يكمن ذعر عميق الجذور.

تاريخ مقاومة هذا الخطاب يكشف لنا اخباراً طيبة تقول ان أفضل الطرق لمقاومته هي تفكيك الحيل والالغاز وعمليات الاندماج والتخفي التي يظهر فيها ـــ أو يختفي ــــ في خطابات عبيد السيد وهو ما تفعله دراسات ما بعد الكولونيالية، اي دراسة نتائج وتتبع آثار ثقافة الهيمنة في المؤسسات الثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والنفسية والادبية في الدول الخاضعة للسيطرة العلنية او المموهة بشراكة مصالح في نوع من التحايل.

هل نحتاج مرة أخرى الى أدوارد سعيد وفرانز فانون وبيل أشكروفت وهومي بابا ـــ مفكر هندي في جامعة هارفرد وخاصة كتابه المرجعي: موقع الثقافة ـــ لتحليل شفرات ورموز وأحاجي وألاعيب الخطاب الكولونيالي وما بعده وكيف يموه نفسه في سلوك المسيطر عليه والخانع والمستعبد؟

مشكلة خطاب العبد الاسير والسجين والمرهون والمحتل بالحماية او الوصاية او الانتداب،
المصاب برهاب الهجران من السيد
ورهاب تركه للشعب العدو القادم،
مشكلة هذا الخطاب وممارسته في انه لا يملك قوة السيد ولا غطرسته ولا ثقافته ولا حداثته ولا ما بعدها،
كما لا يملك المصلحة الاقتصادية أو السياسية في تقمص دور المحارب ، وهو مكبل بقيود من فولاذ،
بل هو يحارب ، وهذه وظيفة ودور وهدف، من أجل مصلحة السيد،
الذي يستعمله مثل كلب صيد دون أن يحصل في النهاية الا على تربيتة او لمسة على الكتف،
أو تبادل مدائح عابرة كما حصل في البيت الابيض في لقاء السيد وعبيده.

ليس من الغريب ان يركز السيد الامريكي في اللقاء الاخير مع امراء المشايخ على المدح الشخصي لملوك هؤلاء ومشايخهم،
وبصورة خاصة للملك السعودي،
لأن السيد يعرف ان هؤلاء أو" طبقة الوكلاء" أو " عملاء الصفوة" لا تنفع معهم احاديث التنمية والديمقراطية والانفتاح على الداخل،
لا على الحفاظ على ثروتهم، ثروته هو، ولا عن المستقبل،
لأن هذا ليس في مصلحته القائمة على الشراهة والاستغلال إلا اذا صاروا عاجزين عن" ضبط الأوضاع" وعندها يقوم بتلقيح النظام من الداخل وليس تغييره،
بل كل ما يشغل بال "وكلاء السيد"، أو "عملاء الصفوة" ،
أن يشبع فيهم مشاعر الحماية رغم كل الاسلحة والاموال والاتباع والحلفاء التي لا تطمئن الخائف واللص والمطارد والمطلوب من شعبه،
ويخفف من قلق الهجران من السيد وخشية وقوعه في عشق حليف آخر وتركهم مهجورين وعراة أمام شعوبهم المتربصة بهم،
وأن يجود عليهم بكلمات مديح، لأن المظاهر في عقل العبد المتقمص أهم من المال والتنمية والعدالة،
ومن الحرية التي لم تعد تنفع بعد ادمان طويل على القيد،
لذلك وزع عليهم المدائح وليس غيرها مقابل تجديد عقد السيطرة.

خلف "عملاء الصفوة" ـــ من مفاهيم ما بعد الكولونياليةـــ طابور طويل من الاعلاميين للتسويغ والترويج لمشروع العبد وهو مشروع السيد في الاصل،
لكن بقاموس السيد نفسه ومفاهيم ما بعد الكولونيالية نفسها عن التحرر والتمدن والديمقراطية والدستور والقانون والحرية وحتى الترويج للبطيخ وفوائد الزرنيخ اذا رغب السيد ورغب العبد،
لكن نتائح هذه المفاهيم والخطاب هي تفكيك الهويات، الثقافات، النهب، الصراعات المحلية، التشرذم، السيطرة على الموارد، وتزوير التاريخ ومحو الذاكرة كشرط لتبني لغة السيد وقاموسه، وشرط لكي ينسى الشعب نفسه ويتماهى مع السيد المتمدن، لغةً وثقافةً وسلوكاً،
لذلك تحاشى كبار عملاء الصفوة من سكب سطول الماء الآسن على رؤوسهم ومن التوبيخ وتجنبوا اللقاء مع سيد البيت الابيض من تاريخ عريق بين السيد وكلاب الصيد،
خاصة بعد أن وخزهم في مكان الجرح السري الذي يفضلون التعايش معه كعار داخلي ورهاب يدفعهم الى الخارج لإشعال الحرائق،
بدل التصريح به عندما قال لهم السيد:
ــــ " الخطر ـــ أي العدو ــــ في الداخل وليس في الخارج"

قال الرئيس الامريكي في لقاء كامب ديفيد عن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان" انه أثار اعجابه"،
وبالطبع رمية الفتات هذه تهز ذيل العبد،
وتخلخل مخزونه الداخلي من مشاعر الدونية وقلق الهجران،
رغم ان الاعجاب قد يكون بكلب او زرزور أو راقصة تعرية.

وقال عن الملك السعودي انه يكن" له احتراما كبيرا والعلاقة بينهما رائعة"،
واحترام السيد للعبد، في خطابات ما بعد الكولونيالية بل وما قبلها، ليس ناتجاً عن التقدير المتساوي وعلاقات البشر السوية،
بل هو احترام مبني على الخدمات والولاءات ولعب الادوار،
وفي غير ذلك يختفي الاحترام لكي تبدأ الاعمال القذرة في التخلص من العبد المخصي قبل أن يتذكر في منام عابر انسانيته، فجأة، كما حدث مع الذين سبقوه وانتهوا بخناجر في الحمامات أو برصاص من مجانين وهميين.

قبل السفر الى السيد كان مشايخ الخليج قد حزموا أمرهم على الطلب من السيد الامريكي ان يقدم لهم " تبريرا " عن " التهاون " في حسم الأمر في سوريا أو ايران أو العراق أيضا،
ونسي هؤلاء ان السيد لا يقدم تبريرات لأفعاله أمام عبيده،
سواء تلك التي تتطلب منهم المال والدعم وشراء السلاح وبيع الاوطان،
او في قرارات تخصه هو ومصالحه هو،
لأن مصالحه هي الأهم،
أما هم فأدوات،
وان لعبة السيد ليست في انهاء الحرب بل في ادارتها وجني المكاسب منهم،
ومن الأعداء المباشرين أو المحتملين بالمناورات والمساومات والحيل ودعم اطراف الصراع نحو الانتحار،
ووجودهم هنا في لقاء السيد والعبد ليس لطرح الاسئلة بل لتلقي الأوامر في رحلة صيد أو مغامرة سطو أو وجود خطر وشيك يحتاج الى صفقات أسلحة،
لأن طرح السؤال يخالف علاقات السيد والعبد، المسيطر والمسيطر عليه، ويقلب قوانين السلطة وخطاب الهيمنة،
وهو أمر لم يحدث في كل تاريخ الاستعمار،
إلا محاولة واحدة عندما قيل لنابليون ان زعيماً مصرياً يريد أن يطرح عليك بعض الاسئلة،
فأجاب مندهشا" هذا لم يحدث من قبل ولا من بعد".

السؤال يُطرح في مناخ من العلاقات الانسانية العادلة،
وليس بين منتصرين ومهزومين،
ليس بين أسياد وعملاء الصفوة الذين يذهبون فرادا وجماعات من العراق هذه الايام وقبلها لزيارة بيت السيد الابيض،
بعد تمهيد طويل وصاخب عن هذه الزيارة للخداع،
لأن عملاء الصفوة لا يحاورون السيد في الواقع،
ولا يطرحون اسئلة كما يعلنون،
لأن السيد أوهمهم، كما في كل تاريخ السيطرة الاستعمارية، انهم شركاء في السياسة،
لحفظ ماء الوجه أمام شعبهم،
لكن في الواقع انهم كلاب صيد لا تحصل في النهاية الا على موقع أو تحية ترمى على عجل،
أو مصافحة عابرة لتسويق البضائع،
وليس غير السيد من يعرف حقيقة هؤلاء والملفات السرية،
وليس غيره من يرفض أن تُطرح عليه اسئلة من قبل وكلاء صغار محليين للايجار:
"هذا لم يحدث من قبل ولن يحدث من بعد".

العميل والتابع والمهزوم لا يطرح أسئلة لأن هذا يلغي تراتبية علاقات القوة:
ألم يقل الجنرال شوارسكوف في خيمة صفوان عام 1991 لوزير الدفاع العراقي سلطان هاشم عندما حاول طرح أسئلة:
" انت هنا للتوقيع على شروط ،
وليس لطرح أسئلة"؟

 

 

حمزة الحسن

https://www.facebook.com/hmst.alhasn/posts/10152972424767266

 

22.05.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

22.05.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org