<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن " الكتابة على صوت الطبل"

 

 

 

" الكتابة على صوت الطبل"

 

 

حمزة الحسن

 

ترتفع درجة حرارة الكتابة،
على صوت القنابل،
وتختفي عندما تصمت المدافع،

كما لو اننا فرقة انشاد على خطوط الحرب.

الحرب ضد الارهاب التكفيري هي حرب ثقافية وفكرية وعقائدية وطائفية،
والسلاح يحقق نصراً في ساحات المعارك،
لكنه لا يحقق النصر في العقول.

ضرب الارهاب التكفيري في فضح وتعرية وكشف جذور هذا الارهاب،
وهذه الجذور غائرة عميقاً،
وهي ليست عبوة ناسفة لكي ترفع،
ولا بلدة لكي تحرر،
ولا سيارة مفخخة لكي تفجر،
بل هي شبكة من المفاهيم الاجرامية المغطاة بفتاوى وخطابات وطقوس ورموز ومؤسسات،
والنصر في معركة لا يعني النصر على العقل المنتج لهذه العاهات.

تكون الكتابة سهلة على ايقاع الانفجارات،
لأن الأمر لا يحتاج الى بحث وتفكير وتأمل،
بل الى الانفعال والتعليق والمتابعة كما لو اننا تحولنا الى معلقين على مباراة كرة القدم وسباق السيارات او الخيول،
لكن الكتابة عن الجذور المؤسسة للارهاب، وهي الأخطر، تحتاج أبعد من المطاردة اليومية،
وأبعد من دوي القنابل.

لكي نحمي المقاتلين في ساحة حرب،
لكي نرسخ النصر العسكري،
علينا فضح الارهاب المؤسسي، الجذور والخطابات، الأسباب والبدايات،
من دون ذلك ستظل ظهور المحاربين مكشوفة من الخلف،
وقد نخسر المدن ثانية،
ونستعيدها أخرى،
لكن رأس الأفعى ليس في الميدان،
بل في العقول والنفوس والمؤسسات.

لماذا نهرب من المواجهة الفكرية الى التعليق الاخباري على المعارك؟
كلما صمتت المدافع، صمتنا،
مع ان مدافع الارهاب لم تتوقف منذ قرون يوم شرّع شيوخ وفقهاء الارهاب للفتنة والتكفير والقتل وذبح الاخر المختلف؟

ساحات المعارك نتاج منطقي للفكر التكفيري،
والنصر على الارهاب لا يتحقق في الرصاص والمدافع فحسب،
لأن الجزء الجوهري من هذه الحرب غاطس في النفوس والعقول والكتب والتراث،
وفي التوظيف الدولي لصراعات المذاهب من اجل مصالح معروفة،
ونحن أمام تحالف مشترك وعميق بين الفكر التكفيري وبين المصالح الدولية،
وكشف هذه الشراكة ليست مهمة المحاربين،
بل مهمة نخب الثقافة والفكر.

لماذا هذا الصمت هذه الايام؟
هل لأننا، من التسطيح، بحيث لا نرى العدو الا عندما يتجسد في صورة بشر؟
هل هو نتاج العقل المشرقي الشعاراتي الذي يرى المرئي،
ويجهل المختفي؟

وما هو دور الثقافة والفكر غير كشف الغاطس والمستور والمخبوء؟
أم ان الكتابة صارت ، في الحرب والسياسة،
على حس الطبل؟

 

حمزة الحسن

26.04.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

26.04.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org