<%@ Language=JavaScript %>

 

 

 

 

" نتائج التهريج"

 

 

حمزة الحسن

 

 

بعد سلسلة التصريحات غير المسؤولة
عن الخطط العسكرية،
وعن الهجوم" المباغت" المرتقب لتحرير الموصل،

وارتفاع مستوى الصراع السياسي المعرقل، والضغوط الامريكية،
قامت داعش بما يعرف في القاموس العسكري بـــ" الضربة الاستباقية" أو الهجوم الاجهاضي،
وكنا قد حذرنا من ذلك مرات،
واخرها في الثامن من نيسان في مقال" الهجوم المباغت"،
دون جدوى.

الهجوم الاول على تلال حمرين، والثاني على سنجار، والثالث والواسع النطاق على الانبار ومن اربعة محاور تطورت الى عشرة،
مع حملة مفخخات.

ليس من الضروري ان يكون الغرض من هذه الهجمات التي شملت مناطق واسعة، هو احتلال الأرض فحسب،
بل تحطيم القوات في حرب استنزاف،
وهو عمل لا يمكن التقليل من خطورته على المدى البعيد،
وان فشل داعش في السيطرة على الأرض لا يعني انها فشلت في الحاق الأذى بالمحاربين والمعدات في وضع عراقي شديد الحساسية والانقسام وتقلبات الأهواء والمواقف.

الهدف واضح:
ضرب الجيش والقوات الملحقة قبل اكتمال عناصر الحشد والهجوم،
أي ضرب الخصم في مرحلة الاعداد وقبل اكتمال الخطط،
وقلب المعادلات،
اي انها قامت بالهجوم المباغت الصامت وليس الدولة التي هرجت به.

لم ينتظر ضباط داعش وهم من قيادات الجيش السابق ومن اصحاب الخبرة في العلوم العسكرية اكتمال الحشد العسكري الحكومي،
ولم يحشدوا بصورة علنية،
ومارسوا اسلوب خداع معروف في الحرب،
ونقلوا قواتهم سراً في اللحظات الأخيرة لكي تكون الصدمة أعنف،
بصمت، بلا شرح، وتركوا الجيش يحشد قواته في نقاط محددة،
ثم فتحوا أكثر من جبهة لبعثرة الجهد وتوزيع القوات المقابلة وارباك الخطط،
في حين انشغلت المؤسسة الرسمية في التهريج واعلان الخطط أمام عدو خبير ومتمرس وماكر،
وفي الخلافات السياسية عن دور الحشد الشعبي في معركة الانبار،
بل قام سياسيون انتهازيون بفتح جبهة سياسية للنقاش عن تحرير الموصل،
قبل الأوان،
دون مراعاة ان كل هذه الفوضى ستنعكس على المؤسسة العسكرية،
والنتائج ستكون كارثية .

يمكن القول ان محاور الهجوم الداعشي المضاد قد تعرقل الخطط القادمة،
اذا لم يتم التوقف عن نقل الصراع السياسي الى أرض المعركة،
والكف عن التهريج غير المسؤول عن الخطط العسكرية لأن الأمر يتعلق بأرواح المحاربين،
والتمسك الى أقصى حد باستقلالية القرار العراقي خارج مصالح الولايات المتحدة،
لأن عكس ذلك سطيل زمن المعركة حتى الشتاء،
ثم الانتظار الى العام القادم،
وهو هدف مركزي لهذا التنظيم المتوحش،
مع ما يحمل الزمن من متغيرات كثيرة.

نجحت سياسة التهريج وصراعات الساسة والدعاية المضادة والضغوط المشبوهة،
في منح داعش فرصة نادرة في ان تمسك زمام المبادرة،
ونجحت ، نسبياً، الحملة الغوغائية ضد الحشد الشعبي في اعاقة المشاركة في معركة الانبار،
فهل كل هذه الوقائع نتاج الحماقات السياسية فحسب؟

اذا كانت الصدف تتراكم، فعلينا اعادة تعريف الصدفة،
أم ان لعبة " قلب الادوار" من أجل حرب طويلة
قد بدأت تلوح في الأفق؟

 

 

حمزة الحسن

https://www.facebook.com/hmst.alhasn?fref=nf

 

11.04.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

11.04.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org