<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن " عقرب محاصر بالنار"

 

 

 

" عقرب محاصر بالنار"

 

 

حمزة الحسن

 

دخل نظام آل سعود في طوره الأخير،
طور الكلب المسعور الذي ينبح على كل شيء وعلى لا شيء،
ويسمى كلب السحاب.

البحث عن الأمن المطلق، أدخل المملكة في آخر المراحل،
بعد فشل سياسات العداء للمختلفين ودعم الارهاب،
والبحث عن الأمن المطلق هو نوع من رهاب فقدان السلطة،
وكل النظم التي عانت من رهاب الامن المطلق،
انهارت ودخلت في الفوضى.

في المملكة هناك ثلاث مؤسسات على وشك الاضمحلال ببطء:
1 المؤسسة الوهابية 2 المؤسسة القبلية 3 المؤسسة النفطية،
أمام تحديات الأجيال السعودية الجديدة.

لم يكن ممكنا للمؤسسة الوهابية الاستمرار بلا الدعم القبلي،
ولا المؤسسة القبلية الاستمرار بلا الدعم الوهابي،
ولم يكن ممكنا للاثنين الاستمرار بلا الدعم المالي للنظام،
لكن ماذا يحدث عندما تصطدم هذه المؤسسات بتحديات جديدة غير مسبوقة؟

الدكتورة مي يماني ــــ ابنة وزير النفط السعودي الشهير أحمد زكي يماني والخبير بدهاليز المملكة ــــ تقول في كتابها القيم" هويات متغيرة: تحدي الجيل السعودي الجديد" وهي استاذة الانثربولوجيا في جامعة اكسفورد،
ان الجيل السعودي الثالث سيصطدم حتما بالمؤسسات التقليدية،
الوهابية ، القبيلة، السلطة، الشيوخ والخ،
وان ما كان يقنع الاجداد والآباء لم يعد يقنع الاجيال الجديدة في عصر مختلف،
وان الهوة تتسع بين التقليد وبين حلم الحداثة.

الجيل الثالث الذي راهنت عليه الدكتورة يماني نجحت الوهابية المتحالفة مع السلطة في تغيير تحدياته وقلب اولوياته من مواجهة السلطة وتحقيق حلم الحداثة،
الى التنظيم الارهابي،
ودفعه الى خارج الحدود لكي يتحطم في حروب الجيران ويصفي الحساب في الوقت نفسه مع الآخر المختلف.

لكن ليس كل هذا الجيل مشى خلف المخطط المهلك،
هناك نخب، رغم الصمت، تقاوم مشروع الدولة القبلية والتطرف المذهبي،
ويجري التعامل معها بكل وسائل القسوة بما في ذلك السجن،
السجن السعودي الذي صار سجن" الحاير" نموذجاً للمجتمع المنشود كما صرح مسؤول في السجن لصحافي أمريكي قبل أسابيع،
أي المجتمع ــــ السجن.

رهاب فقدان الشرعيات التقليدية، الوهابية والقبيلة والعائلة الحاكمة، مع بدايات نهاية عصر النفط والبدائل،
أدخل المملكة في هيستيريا التحول الجذري من تصدير الارهاب الى الجيران والعالم عبر منظمات وجمعيات ومؤسسات،
الى الممارسة العملية لارهاب الدولة، أي اعلان الحرب في تحالف للمأجورين الذين يعانون من المأزق نفسه،
وحسب البروفسور كريستوفر ديفيدسون في كتابه " ما بعد الشيوخ" ان هذه الممالك والمشايخ حريصة كل الحرص على المسارعة في تقديم كل أنواع الدعم للآخرى لأن سقوط واحدة يعني سقوط الجميع كأحجار الدومينو،
والدعم المالي الخليجي والسعودي الذي تلقته دبي في ازمتها المالية قبل سنوات هو أحد وجوه هذا الرعب.

قرار اعلان الحرب على اليمن هو أخطر وأوضح علامات التحول الهيستيري وفشل كل سياسات تصدير الازمات الى الخارج،
والطرق على الأبواب الداخلية للجيران وغيرهم،
وقرار دخول الحرب هذا خطوة إستباقية تدفع الخائف لتجاوز انتظار مصير مهلك، عن طريق قرار مهلك.

سواء استمر " تحالف المأجورين" هذا أم لا، وليس من المتوقع أن يستمر رغم ان الأهداف السعودية مفرطة في الغلو والوهم في ان يكون قوة تدخل لإنجاز ما عجزت عنه منظمات الإرهاب السعودي، ويتحول الى أداة ترهيب للدول الأخرى،
لكن كل ذلك لن ينقذ هذه الممالك والمشايخ من مصير لا فرار منه،
بحكم الطبيعة البنيوية لهذه النظم اولا، ولأنها سلكت الطريق الخطأ في الاحتفاظ بالسلطة من خلال جنون الخوف من فقدانها، ثانياً،
وثالثاً، العجز المعرفي في ادراك ان الزمن تغير،
وان القوى الأخرى هدف العدوان بالارهاب أو الحرب قادرة على الحاق الأذى،
بل وأن تكون خطراً كيانيا على هذه النظم،
ولديها القوة والفرصة على إشعال حرائق مضادة،
خاصة وان قش هذه النظم الهرمة قابل للاشتعال من زوايا كثيرة.

لم يقم أي نظام من تحالف المأجورين بعقد جلسة لبرلمانه الشكلي من أجل المظاهر في الأقل لمناقشة قرار الحرب،
في أقصى حالة احتقار للشعوب،
لكن أي شعوب تستيقظ في الصباح لتسمع من الأخبار ان جيوشها دخلت في حرب؟

حرب المملكة على اليمن،
ولعبة شراء نظم معروضة للبيع والإيجار،
لا يختلف كثيراً عن شراء منظمات الإرهاب،
لكنه سيكون مثل من وضع رأسه في فم تمساح،
بدافع إستعجال التحدي،
واستباق الخطر،
بدل الانتظار ورؤية أشياء كثيرة في هذه النظم تتفسخ،
وتتصدع،
عجزت المؤسسات التقليدية في الفرار منه،
فلجأت الى الخيار الأخير،
خيار عقرب محاصر بالنار يلدغ نفسه،
لتفادي الخطر.

 

حمزة الحسن

27.03.2015

 

https://www.facebook.com/hmst.alhasn/posts/10152855303367266

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

27.03.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org