<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن " قبل الكارثة الأكبر"

 

 

 

قبل الكارثة الأكبر

 

 

حمزة الحسن

 

 

وحوش داعش يدركون ان ايامهم باتت معدودات في الموصل، وفي غيرها،
وهذا التنظيم المتوحش، آخر سلالة مسوخ،
كلما تعرض لضربة قاسية،
يحاول صرف انظار العالم نحو قضية أخرى، كالخطف والقتل وتحطيم الاثار.

لكن هل تظل السلطة تتفرج؟
هناك مخاوف جدية ومبررة وحقيقية من ان الخطوة القادمة هي ابادة جماعية للناس في الموصل،
بدافع الانتقام والحقد غير البشري على الحياة، وهناك خشية جدية من وضع الاطفال والنساء والرجال في امكنة قتالية كدروع بشرية،
وهناك خشية واقعية من اسلحة كيمياوية، وعلى السلطة في العراق الاسراع في انقاذ الناس قبل فوات الاوان،
والاعداد لانتفاضة داخلية في الموصل تتزامن مع الهجوم، والسلطة تمتلك قوات عسكرية كافية مع غطاء جوي،
وفرق من المتطوعين والعشائر، والانتظار يعني تحرير المدينة لكن العثور على مقبرة.

قوات داعش في الموصل لا تتجاوز الالفين وربما اقل أو اكثر بقليل، ومثل هذه القوة يسهل اختراقها بعمليات غير نظامية وغير متوقعة،
كالاختراق السريع من الأمكنة الرخوة، والانزال ، وتسريب خلايا مسلحة داخل المدينة على دفعات، والدخول في حرب عصابات مبكرة،
واساليب كثيرة يعرفها الجنود قبل الجنرالات الذين عاشوا حروباً ، بدل ترك الناس تحت مقصلة موت مؤجل.

تخريب الاثار علامة واضحة لمن يعقل ان القادم أكثر خطورة ووحشية من اليوم،
وسياسة الارض المحروقة لهؤلاء معروفة ومجربة، و"لا يجرب المجرب الا من كان عقله مخرب".

التفرج على ذبح الناس بذريعة انتظار الوقت المناسب، هو هروب من المسؤولية يصل الى مستوى الجريمة،
لأن الوقت المناسب والفرصة المناسبة هي عملية خلق وابتكار كما تفعل جيوش العالم، في ساعات الخطر الداهم:
أين خبرات ومعارف ودراسات جنرالات التتن والراتب عن الضربة الوقائية؟
أين معارفهم عن الهجوم الاجهاضي؟
واين علم التعرض المسلح للعدو والعمل خلف الخطوط؟
واين وحدات الانزال الصادمة في زمان ومكان غير متوقعين؟
وأين هو الضغط المسلح بالحشد لتشتيت العدو وانهاكه على مدار اليوم
بدل تركه يقتل ويخرب ويسن القوانين ويبدل العملة والمناهج،
في طمأنينة لا تتوفر الا في مسالخ الابقار؟

ما يجري في الموصل أخطر من خراب آثار الى مذبحة وشيكة،
وعلى السلطة العليا تحمل المسؤولية الكاملة، لأن الجريمة الكبرى قادمة،
وهذا الشعب اذا كان صامتاً اليوم، اذا كان مشدودا لفكرة ساذجة عن تحرير قادم،
فهو لن يصمت طويلاً اذا وقعت الكارثة الأكبر.

لا حاجة لتحرير الموصل بعد قتل الناس، لأننا أمام تطبيق حرفي للشعار القديم:
" من يستلم العراق،
يستلم أرضاً بلا شعب"
وعلى يد القتلة أنفسهم،
بالسلاح نفسه،
والحقد نفسه،
أمام الصمت نفسه.

 

حمزة الحسن

 

عن صفحة الكاتب على الفيس بوك

https://www.facebook.com/hmst.alhasn?fref=nf

 

 

 

27.02.2015

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

27.02.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org