<%@ Language=JavaScript %>     حميد الحريزي (الهـــــــروب والمواجــــــــــــــــهة) حكمت شبر* صراع ( المثقف العضوي ) بين الثبات  على المباديء والانتهازيـــــــة السائدة

 

 

 


    

(الهـــــــروب والمواجــــــــــــــــهة)

 

حكمت شبر* صراع ( المثقف العضوي )

 

بين الثبات  على المباديء والانتهازيـــــــة السائدة

 

 

عرض وتعليق :-

حميد الحريزي

 

 ضمن سلسلة  كتب  الاستاذ الدكتور  حكمت شبر بعنوان ((محطات تستحق التوقف)) ، كتاب  محطات تستحق التوقف  عندها ((الهروب  والمواجهة ))  طا 2014  نشر وتوزيع دار العارف للمطبوعات  بيروت لبنان  288 صفحة،   حيث يسرد  الدكتور   وهو يقف في هذه  المحطة الهامة من حياته  ، حياة  انسان  ولدعام 1938 في مدينة النجف من رحم عائلة دينية محافظة  تعيش  في بحبوحة  من العيش ، ولكنها  تعيش داخل  اسوار  الشريعة  المتزمتة  والاعراف  والتقاليد  السائدة ....

في مدينة  التناقضات  حد التشظي  ، بينفكر وسلوك  غاية  في المحافظة  والسكون  القاتل ، حيث  اللطم  والعويل  ولبس السواد، وبين  فكر  حر مستنير  متجاوز  متحرك متجدد

عاش  ((حكمت)) حالة  من التفكر  في كل ما يحيط به  ليختار طريقه  في الحياة  ، هل  يسلك  طريق التجارة    ليواصل   طريق  والده  وجمع  الثروة  والرخاء ، او  يعتمر العمامة  ليحظى  بالتقديس  والمهابة  لتكون  يده  مزارا  للافواه  الساذجة ، ولعابه  بلسم  للشفاء  ومقعده بين  الوجهاء والعلماء  .... كيف لا  وهو  من  اسرةعلوية  عالية الشان  رفيعة المكان  في كل عصر وزمان ....

ولكن  يبدو ان  عقله   انحاز صوب  التساؤول   والتفكر  في اصل الكون  ومغزى التفاوت بين البشر  ومعنى ان يكون سيدا  وغيره ((عبدا))  بالولادة ، معنى ان  ينام  متخما واخيه الانسان   يتضور جوعا ... فكان توقه  للحرية  والانفتاح  ورفض التقليد والتقييد  هو الاكبر  وكان اختياره  رغم  ما  يحمله  هذا  الخيار من المخاطر ، في مدينة يحكمها  الشيوخ والسادات   ووعاظ المنابر ، انحاز الى ((المشروطة))   مبتعدا عن (( المستبدة ))  في الفكر وطريقة واسلوب الحياة  ، اعجب  بفكر  سيد كاظم الطباطبائي ، رافضا  لافكار وسلوك  كاظم اليزدي ، احب نجم البقال  وتمثل  سلوك  ومآثر ثوار  1918  وتضحياتهم  من اجل الشعب والوطن ....في مدينة  منع سورها لهيب الصيف  وحصنها من غزوات  الوهابية  ، وغزوات  اهل البدواة  والسراق ، ولكنه    لم يستطع ان  يمنع تسرب نسيم الحرية  والفكر  المستنير  الذي تغلغل في اطرافها  الاربعة ، ولم تكون  لفات العمائم  مانعا وحاجبا  للفكر  والفلسفة   والتساؤول ، فقد   خرج  منها  الكثير من المفكرين الثورين  اليسارين    عرب  واجانب  ومنهم   المفكر اللبناني  الشيوعي  الشهيد  حسين مروة  الذي قدم اليها دارسا في حوزتها  الدينية  فعاد الى لبنان   مناضلا ومفكرا  شيوعيا  كبيرا ،  وكذا   اولد رحمها   اصلب المناضلين  الشوعين  ((حسين  محمد الرضوي ، و حسن عوينه ، ومحمد موسى التتنتجي , والشبيبي    وحسين سلطان   وغيرهم   الكثير  من الرجال والنساء ....

 استهوته  ((تنويمة الجياع)) للجواهري،  و ((اين حقي))  لمحمد صالح بحر العلوم ... فالتحق  بموكب  اليسار العراقي    منذ  فتوته   حيث  الامال العريضة  بالحرية  والامن  والرفاه  له  ولكل  ابناء وطنه  وللبشريةجمعاء ، شانه في  هذا التوجه شان  اعدادا كبيرة  من ابناء  مدينته  ومن شباب  العراق  وخصوصا  الطلبة  في ذلك الوقت  في ظل سلطة حكومية  واجتماعية  رجعية تابعة   متخلفة ....

فبدأت  حين ذلك سلسلة  المواجهات  والتحديات ،  ومحطات التصدي    وسكك  وطرق  الهروب  والاختفاء ،  ودخول  زنازين  السلطات  الاستبدادية  وملاحقتها   ومضايقتها   رغم علو الاسم  ورفعة  درجة العلم  والنسب ....

اما   لماذا  اختار  هذا  الشاب طريق  الثورة والتحدي  فهذه   امور  لايمكن الجزم   باسبابها  وعواملها  بشكل دقيق  وبالتاكيد لم يكم  الفقر  احد اسبابها لانه    ينتمي الى عائلة ميسورة الحال ،   حيث   للنشأة وخصوصية  الفرد   الاجتماعية والنفسية  مجتمعة  هي وراء  ذلك  وقد  القى  الضوء  عليها   علماء النفس والاجتماع  وذكر من بين الانماط  السلوكية     النمط     ((الهدمي السلبي))الذي نرى   انه الاقرب   الى نمط استاذنا  الفاضل ((حكمت شبر ))  كما   يذكر الدكتور  محمد الدروبي   في كتابه ((وعي السلوك )) ص199.

النمط ألهدمي السلبي

 

(( هذه المجموعة تمتلك مدخلا تحكيمياً للظواهر أو مدخلا ينطلق من البناء العقلاني ألتشكيكي بما أحيطت به الظاهرة من ظروف، وتقديرات أفاق الأفراد من هذا النمط يبذلون الجهد الكبير المتواصل في محاولة جادة لاستنباط واستقراء المضامين استنادا إلى ما ألموا به من المعارف وحقائق علمية حول معظم جوانب الظاهرة))

 وكما يقول  الدروبي:-

((يتحلى هذا النموذج علاقة هدمية سلبية مع النظام الكونفورمي يصوغ لنفسه طريقة تفكير تستقطب معظم عناصر الظاهرة في قالب نقدي تحليلي بغية بلوغ الحقيقة العلمية وتعميمها ))

وبذلك يبدو واضحا وجليا ان هذا النموذج هو النموذج الفاعل في المجتمع على مختلف درجات تطوره وحراكه لما يملكه من القدرة على تلمس سلبيات ولا معقولية الواقع المعاش لأغلب أبناء عصره محللا الظواهر من فوارق طبقية وتراثية وقيم اجتماعية فيضيق بها ذعرا حيث ينكشف أمامه المستور وتتعرى أمامه الحقائق وهو يتحرى تاريخ وجودها وصيرورتها مما يسقط كل الادعاءات وتتمزق أردية الدجل والتزييف حول قدسية وثبات قيم الظلم والتعسف وبذلك فهو يسعى جاهدا من اجل تسفيه وتحطيم هذه المنظومة الكونفورمية ساعيا الى إبدالها أو جزاءا منها بقيم جديدة ترفع وقع المظالم والمحارم المفروضة .

وما يميز هذه النماذج إنها تدرك مدى عناد وشراسة وعمق رسوخ الكونفورميا الاجتماعية في أذهان الناس وان أول عمل يجب القيام به هو هد وهدم وتفكيك الأساس الذي شيد عليه ومعرفة الطبقة والفئة الاجتماعية التي تقف حارسا شرسا لدوام هذه الكونفورميا دفاعا عن امتيازاتها ومصالحها مصورة أي مساس بهذه القيم والعادات والتقاليد والقوانين إنما يمثل ألهدمي السلبي بمكونات نفسية وباستعداد لتقديم التضحيات المادية والمعنوية في سبيل  إرضاء ميوله المعرفية والتي شقها الأخر يعني تعميم تلك المعارف والحقائق ونشرها والتي بذل الجهد الكبير من اجل التوصل إليها.

((انه شخص يميل الى العطاء ويحقق ذاته من خلال العطاء .انه يحقق كينونته من خلال عمله الطوعي والذاتي. مسؤولية البحث المتواصل عن أفضل الظروف وعن أحسن العلاقات التي تساهم في تحقيق سعادة الجميع وبهذا يحقق وجوده على حد تعبير فروم في معرض وشخصية المناضل الكبير رمز الكفاح والتضحية والفداء من اجل غد الإنسانية المشرق حسب مايراه ويعتقد به.حديثه عن الشخص الكينوني)).

انه لأمر يجب ان نقف عنده طويلا عندما نستعرض مثل هذه الرموز النضالية الخالدة ودافعها الى حد التضحية بالنفس من اجل خير وسعادة الإنسانية  لاسيما إن اغلبهم ينتمون إلى الطبقات الراقية والمتوسطة في المجتمع مما يظهر ان وقع القيم وتقاليد وسوط الظلم والاستغلال الذي يسلط على ظهر الطبقات الكادحة في المجتمع يفجر بركانا من الغضب داخل أدمغة مثل هؤلاء المناضلين هذه الأدمغة ذات البناء السيكولوجي الخاص الحساس بإفراط لكل مايمس كرامة وسعادة ورفاه الإنسان واللذين استطاعوا لما يملكونه من قدرة على التحليل والتركيب  والاستنتاج  والغوص في عمق وتاريخ الظواهر والإحداث إلى فهم الصيرورة التاريخية لها مما يدفعهم إلى الكفاح المستميت  للدفاع عن إنسانيتهم المهدورة والمجروحة في ظل أنظمة ظالمة ومتعسفة وهي تديم  حالة البؤس والشقاء والمرض والجهل ضد الأغلبية الساحقة من أبناء جلدتهم  من المضطهدين من العمال والفلاحين وعموم الكادحين :وإلا مالذي يدفع طبيب لان يحمل السلاح ليدافع عن شعب مظلوم هو ليس شعبه وفي وطن هوليس وطنه...هو يلاحق الظلم والاستغلال ليقضي عليه وليس العكس كما في حالة العامل والفلاح والكادح حيث الظلم والتعسف والاستغلال يلاحقه للقضاء عليه فلا غرابة في أن يدافع عن حياته ومستقبله بل الغرابة أن يستكين ويرضخ للظلم المسلط عليه.ماالذي يدفع طبيب ووزير مكلل بكل أكاليل الفخار والاحترام بعد انتصار الثورة الكوبية ليجوب العالم كمصباح يبدد بؤر الظلم والظلام في كل زاوية من زوايا العالم إيمانا منه بأنه لاستطيع أن يمتلك ذاته ويكن لها الاحترام مادام هناك مظلوم واحد في عموم الكرة الأرضية وهكذا كان جيفارا حيث يقول :-

                

((لاتهمني  أين ومتى سأموت بقدر مايهمني ان يملأ النور العالم ضجيجا كي لاينام العالم على أجساد الفقراء وقوله .. لن يكون هناك مانعيش من اجله ان لم تكن على استعداد ان تموت من اجله )).

.واجه  ((حكيم)) مقاومة  العائلة  لتوجهاته  وخياراته  التي تمثل   بالنسبة لهم  عارا وخزيا  كبيرا  لايمكن السكوت عليه ....

 كغيره  من  طلبة  الكليات   في العهد الملكي   وخصوصا كلية  الحقوق كانوا شعلة  من  الثورية  والنشاط الوطني ضد  السلطة  الرجعية الغاشمة ورموزها ، حيث كانوا في مقدمة التظاهرات  المناهضة للاستعمار والمعاهدات الاسترقاقية  كمعاهدة حلف بغداد  وغيرها ...الانتصار لحقوق  الكادحين   وحقوق  وحريات الاقليات  القومية  الكردية  خصوصا ... التضامن مع الشعوب العربية  المقاومة  لقوى الصهيونية والامبريالية العالمية   وخصوصا  التضامن مع الشعب المصري ضد العدوان  الثلاثي   في 1956.

وقد تعرض نتيجة هذا النشاط الثوري  للملاحقة والمضايقة والاعتقال  حيث اصبح  من حملة  الشينات  الاربعة  التي كل واحدة منها  تجر على حاملها  الويلات  ان لم  تضع في رقبته حبل  المشنقة (( شيوعي ، شروكي ، شيعي  ورابعها   شبر )).

اكمل دراسته  في لينينغراد  السوفيتية  والذي  عانى كثيرا  من اجل  الاعتراف بها  ومعادلتها ..نظرا للموقف المعادي للسلطات المتعاقبة  ضد خريجي  الدول الاشتراكية .

علاقته مع الحزب الشيوعي :-

نظرا  لتبنيه  الافكار الماركسية عن قناعة وفهم  ، فقد كان صادقا  مع ذاته  ومبادئه  بعيدا عن الزيف  والتزلف  والانحراف   او المنافع  الشخصية   بل   وضع كل  قدراته  وامكانياته  من اجل تحقيق اهدافه ، لذلك  فسيؤلمه  كثيرا اي شطط  او ابتعاد  عن  الفكر  والسلوك  الثوري  المطلوب ، لذلك  فان ((حكيم)) يقف طويلا عند هذه المحطة من حياته  ما فيها  من  عنفوان  وامل  وطموح   وذكريات كفاح ، ولكن قد تخللها   غير قليل من المرارة  والمعاناة  سواء على مستوى سياسة الحزب العامة او سلوكيات  بعض القادةوالرفاق .

ترك حكيم  العمل الحزبي المنظم   عام ((1961))، ولكنه لم يتخلى عن  فكره كمنهج حياة  وسلوك  ولم  ينتمِ الى اي حركة سياسية او حزب سواء بالترغيب او الترهيب  وخصوصا  عدم انتمائه  لحزب البعث الحاكم  رغم  ضغوطاته  وتهديداته  التي انبطح لها  لها العديد من ادعياء  البطولة  والثورية واغراءات  يسيل  لها  لعاب  الكثيرين ...

لحكيم  كما للعديد   من كوادر  الحزب  ومناصريه  ،موقفا  زكته الايام   بعدم  تاييده لتحالف  الحزب مع  البعث  في 1973، والاشد مرارة  دخول الحزب الى مجلس الحكم  البرايمري الانتقالي   بعد انهيار النظام  الديكتاتوري  في 2003 وقطع راس شعار الحزب  في   المؤتمر  الوطني الخامس ((لاديكتاتورية ولا احتلال))، فرضخ  تحت حكم الديكنانورية  والاحتلال بلباس طائفي   كريه!!!.

وهذا  كان من الاسباب الرئيسية  لابتعاد  الجماهير  عن  الحزب  بقيادته  الانبطاحية ، وفشله في  دخول قبة البرلمان  حتى ولو زحفا  على الركب  فلم  يعد  طليعة الكادحين  ولم تعد طبقة المحرومين والمهمشين  ترى فيه خلاصها  وكما   قال   انطونيو غرامشي :-

                                        

((في لحظة من حياتها التاريخية تنفصل الطبقات الاجتماعية عن احزابها التقليدية ، وبعبارة اخرى لم تعد تلك الاحزاب ، بشكلها التنظيمي الخاص، وبرجالها الذين يكونونها ويمثلونها ويقودونها، معترفا بها من طبقتها( او احد اقسام الطبقة، التي تعبر عنها، عندما تقع  مثل هذه الاومات ، يصبح الوضع حرجا، لان النجال ينفسح امام الحلول الضيقة، ونشاطات القوى المجهولة التي يمثلها ((رجال القدر)) الكارزميون)).

كم  يبدو  لنا  هذا  الوصف والتشخيص مطابقا   لواقع  الحزب الشيوعي  العراقي  وقيادته  الحالية ، وكيف  تشرذمت جماهيريته   وتوزعت  على  حركات   وافراد   وقادة   من  القوى  الدينية  والطائفية .... لانريد ان  نسهب فالحديث  عن الحزب ومسيرته  وسياسته   وقادته   وتضحياته  فالحديث   مؤلم  وطويل .

علاقته   باصحاب  العمائم :-

نظرا لتوجهاته الفكرية  وعدم  التزامه   ان لم نقل عدم تاديته  لاغلب الفروض  ناهيك عن الشعائر الدينية  جعل علاقاته تتسم بالبرود او  عدم الارتياح   واحيانا العداء من قبل  بعض  اهل العمائم  في مختلف المستويات الدينية  والعلمية  على الرغم  من وجود علاقات قرابة ومصتهرة وعلاقات عائلية  تربطه وعائلته  باغلبهم، ومنهم   خطيب  جمعة النجف السيد القبنجي  عند توليه عمادة الجامعة الاسلامية  في النجف  والسيد المرحوم  محمد بحر العلوم ((ابو ابراهيم)) اثناء توليه   تاسيس وعمادة  ((معهد العلمين)) للدراسات  في النجف ....الخ

                      

لم يحتمل الكثيرون   من مختلف  التوجهات  الفكرية والقومية ،   صراحته وجرأته   واعتزازه الكبير  بنفسه  وعلمه  وفكره ، وانحيازه للفقراء والبسطاء  من الناس  وخصوصا من ابناء وطنه  وشعبه  ومدينته .

علاقته    بالاحزاب  العاملة على الساحة العراقية :-

علاقة  الاستاذ  حكمت   بالشخصيات  السياسية  وبالاحزاب   قربا وبعدا  مبنيا  على مدى  قرب او بعد هذه  الشخصيات  والاحزاب  منالهم الوطني    العراقي   ومن  هموم  وطموحات  اغلبية الجماهير  العراقية الكادحة  خصوصا  ، ومن طبيعة فكرها   واقترابه من فكر الحجاثة والتنوير  والعدالة الاجتماعية ، وبعدها  من الفكر الطائفي  والسوك الاستبدادي الرجعي  والتعصب القومي او العقائدي  والديني ....

فان موضوعيته  وسعة صدره   هي الحكم   على الاخر  حتى وان   كان لايتفق معه في النهج  طالما لم يكن عدوانيا ، بدليل    مدحه  للعديد  من   العناصر البعثية نظرا  لعلميتها وحرصها   ورفضها  لسياسة  الديكتاتور وانتصارها للحق وللعلم  والوطن   ك((الدكتور مسارع الراوي)) و((الدكتور رياض القيسي)) و((الدكتور سعد الراوي))ص217 -219 رغم رفضه  فكر وثقافة البعث   عموما  وما لاقاه من الاذى والاقصاء والابعاد  من قبل   نظام البعث ،

 عاش تجارب مريرة  مع  العديد  من العناصر القيادية  للاحزاب  العراقية   دينية سنية او شيعية  واحزابا  قومية  كردية   مما  يدل على  عدم تخلص  الكثير من   اعضاء  وقيادات  هذه الاحزاب   يسارية او يمينية   علمانية  اودينية شمولية  او لبرالية  من ثقافة  التسلط والمحسوبية والمنسوبية  والتعصب  القومي والطائفي  والديني والعقائدي  والقبلي  .....؟؟؟!!!!!

له  موقف  صلب واضح  ومعلن   ضد الاحتلال  الامريكي   للعراق  ومن القوى المشاركة  للمحتل  والمتعاونة  مع المحتلين ـ رغم  معاداته   المعروفة لنظام  الديكتاتورية   ولكنه كغيره  من احرار العراق  كا  يامل ويطمح ان تكون الاطاحة بالديكتاتورية على  ايدي العراقيين  وقواهم الشعبية   التواقة للحرية  والعدالة  والخلاص من الفاشية   القومانية  كما هو  حلمهم وعزمهم للخلاص من الفاشية الاسلاموية ....

له اراء غاية في الجرأة والموضوعية  في الكثير من  الشؤون الثقافية  والقانونية  والدستورية والعلمية  والدفاع عن حقوق    ومساواة المرأة    وكشف  ومحاربةالفساد  والانحراف ... جرت عليه الكثير  من  المصاعب والمتاعب  في مختلف  العهود  سواء الملكية او  الجمهورية  ، الديكتاتورية او  الديمقراطية ...ومن ضمنها  ما  حصل   له مع   برزان التكريتي   عندما كان  تلميذه ورفض اعطائه درجة النجاح  رغم   التهديد والوعيد  ص226....  كما يحفل الكتاب  بالعديد  من الشواهد والمواقف  الاخرى  الدالة على الجرأة  والشجاعة  والثبات   على الموقف  وعدم  الانحناء  للعاصفة كما  نصحه  بذلك   زميله  ((د. وميض عمر نظمي)) ص230. وحرمانه من درجة الاستاذية  عام 1980 لعدم  انتمائه للحزب ((القائد))  كما طلب منه  ذلك  العميد ((نزار العنبكي)) ولم تعاد له  الا  بعد 28 عاما   في 2003   بعد سقوط النظام    ص233.

له شهادة مدهشة  في مدح  سلوك  البهائيين  عبر  علاقته  الحميمة  مع صديقه البهائي  ((ابا طاهرة)) وزرجته حيث يقول :-

((انهم يملكون  ما لانملك من العواطف والمجاملات  الحميمة التي تشعرك بانك ,واحدا منهم ، فلا يشعر الانسان معهم  بالغربة ابداوهم  يحملون حبا لجميع البشر دون تمييز)). ص167-168.

وهذه   هي ابرز صفات  اليساريين  الماركسين  وخصوصا  الشيوعيين  ((الحقيقين)) في تعاملهم  مع  الانسان  كانسان اعتمادا  على سلوكه  وتعامله  مع  ابناء جنسه ، بغض النظر  عن  الدين  والقومية  والجنس ...

 له  رأي  غاية  في  الوعي والنضج  بالنسبة   لمحكمة    صدام حسين  حيث  تم التركيز  على  جريمة فرعية من جرائم  الديكتاتور  لبست لبوس الطائفية  الا وهي قضية الدجيل  ومحاولة اغتيال  الديكتاتور  اثناء  الحرب العراقية الايرانية .. وقد تحمس لهذه المحاكمة الاحزاب الاسلامية الشيعية باعتباره  ثأرا  لشهدائهم  من المذهب  الشيعي  ولاشك انهم  يستحقون الثأر  ولكن هناك اولويات   سياسية  وتثقيفية  كان يتوجب   اخذها  بنظر  الاعتبار وقد كان لنا هذا الراي  في مقالة  بعنوان ((ان  يكن لنا مع البعث كلام )) ربما  يتفق معنا  الاستاذ الدكتور  في الراي  او لا  ،  لقد رحب بها  الامريكان   ليكون   صنيعتهم بعيدا  عن  كشف  اسرارهم  وما قدمه لهم من خدمات  لايعلم باسرارها الا هو   فلذلك عجلوا  في  دفنها  معه   خشية   أن  يفضحهم .

في حين   اسدل الستار على الجرائم الكبرى  التي يعددها  الاستاذ في كتابه  ،كحرب  ((القا دسية))  واحتلال  ((الكويت)) ومنها  جرائم  الاعدام  والتمثيل  برفاقه دون  محاكمة   وكان الاجدر كما  نرى   ان تكون  هذه  القضية متصدرة  لكل القضايا    لاسقاط  ما في يد  الكثير من البعثيين  ممن يعتبرون  صدام شهيدا  ، وكان  الاوجب  ان  يكونوا  هم من يطالب   بمحاكمته واعدامه   بعيدا  عن  قوى الاحتلال الامريكي  الذي  حاول  تبرير فعل  وقول من يريد ان يلبسه  قلادة الشهادة  بدلا من حبل المشنقة جراء ما ارتكبه من جرائم بحق الشعب والوطن وبحق   حتى رفاقه   البعثيين  من مدنين وعسكريين  ناهيك  عن  شهداء المقابر الجماعية  وما قبلها  وما بعدها .

                                 

(( انني اعتقد جازما ان الامريكان كانوا وراء تللك المحاكمة  الهزيلة ، والتي اسرعوا في احراءاتها لكي يدينوا صدام  ويصار الى اعدامه خشية ان يفضح الرجل جرائمهم، وتعاونهم معه في حرب ايران وما قدموه له من مساعدات عسكرية ومالية، حتى معامل الغاز ومعامل اسلحة الدمار الشامل لكي لاتفتضح مشاركتهم معه في ارتكاب تلك الجرائم المحرمة دولياً))ص171

هناك  الكثير  من المحطات    والمواقف   التي   تتسوجب مزيدا  من   التعقيب  والاضاءة  والكشف  في مسيرة استاذنا  الكبير الحكيم  .... ولكن   طبيعة المقال  وضيق المجال   يوفر لنا  العذر  بالايجاز  والاختزال .....

     

        

تناول  العديد  من  شخصيات  الطبقة السياسية الحاكمة  ما بعد الاحتلال   كاشفا  تاريخها  وارتباطاتها  وما لها وما عليها   دون  تردد  او مجاملة  امثال (( احمد الجلبي ، والجعفري، واياد علاوي ،  ومحمد بحر العلوم  والباججي  والجادرجي  .....الخ)).

كشف الكثير من المستور في  تنافس  وخصام   البيوتات  الدينية  الشيعيةالنجفية  على  السلطة  والجاه ، وخيبة امل   فقراء الشيعة   من  ممثليهم  الذين كانوا  يعدوهم  بجنان  الارض  قبل  جنان السماء ....

له علاقات وثيقة  مع  الاخوة الاكراد   شعبا  واحزابا  وشخصيات   قيادية  وادبية  وفكرية  سواء عبر  الزمالةالدراسية او  عن طريق الرفقة الكفاحية  او التدريسية    في الوطن وخارجه ، في الاستقرار  او الهروب  والتخفي ، رغم تنكر بعضهم  للعشرة والرفقة   وتحول بعضهم   صوب القومانية والشوفينية  التي هم  اكثر ممن عانى منها  عبر عهود الديكتاتورية  والحكومات القومانية .

ارى انه  كان  متفائلا  كثيرا   ب((ثورات الربيع )) العربي ، التي  تحول الكثير منها  الى  ردات  صقيع  او لهيب   لم يبق  على  شيء  بحيث  اخذ الكثير  الترحم  على الانظمة الديكتاتورية  السابقة ..!!!!!

((كانت ثورات الربيع العربي مفاجأة كبرى لا للعرب فحسب، بل لجميع شعوب العالم وبالاخص للمعسكر الغربي)) ص27 .

حيث اثبتت الاحداث ان اصابع  ومخابرات  الغرب   لم تكن غائبة  عن   هندسة  ورسم  وتوجيه  مهرجان الربيع  ليتحول   الى  هرج  وفوضى وخريف   مخيف ، فكان  عملية استباقية  لقوى الاستغلال  والراسمال  العالمي  لاجهاض  وليد  ثوري  حقيقي  بدء  يكتمل نموه في رحم الحراك  الجماهيري  العربي..!!!

خصص الفصل الاخير من كتابه  بملحق  بعنوان ((مشاكل  رأسمالية الدولة في البلدان النامية))     مقالة    نرجمها   عن الروسية    بقلم   يو. ف روزاليف ، لم يسمح حينها  بنشرها في مجلة الثقافة  الجديدة  بدعوى الحرص على العلاقات   الجبهوية مع البعث  ، مهداة  للشهيد الشيوعي 

                          

المناضل   الدكتور صفاء الحافظ الذي غيبه البعث  بعد انهيار الجبهة الوطنية    و لا يعرف  احد  مصيره  لحد الان ، كما هو  المصير  المجهول  للمناضلة  عائدة ياسين، و المناضل  صباح  الدرة   وغيرهم   كثر  .

حبه((حكمت))  لوطنه   وشعبه  وبغداده  ونجفه  لايدانيه   سوى حب  حبيبته وشريكة حياته   ((ام نوار))  وقد كتب الكثير من القصائد الشعرية الرائعة  متغنيا   بحبه وشوقه  واعتزازه  لكل هذه   الاسماء والعناوين  المحببة لنفسه ....ان ((الهروب والمواجهة)) نموذج  حي  وثري   للواقع  الاليم  الذي يعانيه  المثقف   العضوي  وماتعانيه  الكفاءات  العلمية  الوطنية  الحرة  في  العراق  في مختلف العهود  السابقة  والحالية.

موجز سيرة الاستاذ حكمت شبر :-

·        حكمت حسين شبر  من مواليد العام 1938م.

·        خريج كلية الحقوق عام  1958-1959 بدرجة ليسانس.

·        شهادةالدكتوراه منجامعة لنينغراد عام 1966.

·        عين في كلية القانون- الجامعة المستنصرية عام 1968.

·        درس مادة القانون الدولي العام واصول القانون في الجامعتين المستنصرية وبغداد 1968-1981.

·        انتخب استاذا زائرا في جامعة كامبردج للعام الدراسي 1976- 1977.

·        رئيس قسم القانون الجنائي في المركز القومي للدراسات الاجتماعية والجنائية.

·        عميد الكلية الاسلامية الجامعة في النجف  2004-2005.

·        عميد  معهد العلمين لدراسات العليا  في النجف.

·        درس طلبة الدكتوراه القنون في جامعة صلاح الدين للعام 2004-2005.

·        مارس مهنة المحاماة ولازال يمارسها .

·        حصل على درجة استاذ مساعد عام 1972.

·        حصل على  درجة استاذ  عام 1980.

·        له العديد  من المؤلفات  المطبوعة  في القانون والثقافة  والفكر والشعر والسرد ، وله  العديد من المؤلفات  تحت  الطبع .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

23.04.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

23.04.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org