<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي داعش واستهداف الصحفيين

 

 

 

داعش واستهداف الصحفيين

 

 

د. كاظم الموسوي

 

ما حصل في فرنسا يوم 7/1/2015 شغل العالم، (مقتل 12 اعلاميا ورسام كاريكاتير وحارسا في مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة، شارلي ابدو). فالحدث بالتأكيد ليس عاديا، ولكن لم يسأل اغلب من انشغل به في الاسباب والتداعيات لكل ما قامت به فرنسا رسميا، ولم يتعظ الحكام في فرنسا وخارجها من هجماتهم العسكرية وحروب عدوانهم على الشعوب والأديان والحريات. رغم فداحة الخسارة في ارواح من قتلوا في الحدث الفرنسي وما سيتلوه من كرة ثلج دائرة ومهما أخذت السلطات الفرنسية وشقيقاتها الاوروبيات من حيطة وحذر دون معالجة حقيقية ومراجعة ستراتيجية لما اقترفوا ضد حقوق الانسان وحريات الشعوب، فلن يسلموا من عواقب الحروب. ولعل الاهتمام الكبير بما حصل بفرنسا يعطي دروسا جديدة ويذكر بالممارسات الفاشية التي تقودها سياسات استعمارية وتمثلها وقائع ما نفذته عصابات داعش وأمثالها. ونتائج تلك الاعمال الوحشية ضحايا قد يكون بعضهم، اذا لم يكن اغلبهم، ابرياءا، لا قرار بيدهم ولا دور لهم بما يقرره حكامهم وحكوماتهم، ولكن لابد من التساؤل هنا عن الضحايا الاخرين الذين خسروا حياتهم قبل هذا الحدث، ولماذا لم يؤشر لهم ويوضعون في الاهتمام ذاته؟. ولماذا لم تعتبر الحكومات وأصحاب القرار من تهديدات داعش بعد قطع رقاب صحفيين امريكيين وبريطاني وغيرهم من الجنسيات الغربية التي نشرت صورهم في وسائل الاعلام الجديدة، في اليوتيوب وغيرها، ونشرتها وسائل الاعلام الاخرى المؤيدة لداعش او المعادية له. شجب الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استنكارا لهذه الجرائم وأمثالها، وأيضا لم يعتبروا منها، وتجاهلوا مخاطرها وأنكروا دورهم فيها، بل زادوا امعانا في دعم الارهاب بأشكال لم تعد سرية، وصولا الى الامداد العلني بالمعدات والعُدد. من يستمع الى تصريحات المسؤولين الغربيين يتساءل: كيف تعرف الاجهزة الامنية الغربية اعداد مواطنيها الذين توجهوا الى تنظيم داعش ويحاربون معه الان؟ وعن اية طرق ذهبوا؟ وكيف وصلوا ومن عاد منهم؟ وما هي الاجراءات التي قاموا بها لمنعهم او الحيلولة دونهم؟ الاجوبة على هذه الاسئلة تؤكد مشاركة كل الحكومات وأجهزتها في تجنيد داعش وتنظيمه ودعمه وتقويته واستخدامه لستراتيجيات الهيمنة والتفتيت للمناطق التي ابتليت به او المهددة منه.

داعش احتل مدنا سورية وعراقية وخطف ابناءها ونساءها واعتقل صحفيها وإعلاميها، وشرد واعدم بعضا منهم، وتمدد خارجها، هل جرى اهتمام بهذه القضايا؟! لماذا لم يتخذ مجلس الامن الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية قرارا بما يخص هؤلاء الضحايا كما فعل بعد ذبح الصحفيين الغربيين؟ ويطلب من العالم وقفة صمت من اجلهم؟ وتقديم اعتذار دولي لهم عن المصائر التي الت بأغلبهم؟

ازاء كل ما حصل الان كانت الاراضي العربية المحتلة اول من حصل فيها مثل ما حدث في باريس، وان بأشكال او صور اخرى. فحسب الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين في العراق، أن 10 صحفيين عراقيين قتلوا، خلال العام الماضي، على يد داعش الذي أمر باعتقال أي صحفي عراقي. وتابع بيان للجمعية أن 60 صحفيا من الموصل، نزحوا إلى إقليم كردستان، وإلى بغداد، وأكثر من 20 صحفيا خارج البلاد. والوقائع تثبت ان الأهالي، بين وقت وآخر يعثرون على جثث الصحفيين، بعد إعدامهم من قبل داعش رميا بالرصاص، في النهر، أو عند مدخل المدينة من الناحية الجنوبية.

مرصد الحريات الصحفية في العراق (وكالات 05/1/2015) اكد ان داعش يحتجز 6 كتاب وصحفيين ومصورين في محافظة نينوى منذ العاشر من حزيران/ يونيو الماضي بالإضافة الى الصحفيين الثلاثة الذين اختطفهم الاسبوع الماضي، منهم الكاتب والصحفي فاضل الحديدي والإعلامي الشاب مهند العكيدي. فيما يلف الغموض مصير مقدمي البرامج في قناة الموصلية الفضائية ميسلون الجوادي وجمال المصري ومراسل قناة سما الموصل الفضائية قيس طلال.

بينما ذكرت تقارير صحفية أن تنظيم داعش اعدم الإعلامي سهيل الدليمي في محافظة الانبار. وقالت التقارير الصحفية الواردة من الانبار (3/1/2015) إن داعش أقدم على إعدام الصحافي سهيل الدليمي بعد اعتقاله لساعات في محافظة الأنبار ليسجل بذلك أول عملية قتل بحق الصحفيين لعام 2015.

وأورد المرصد تعرض اعداد كبيرة من الصحفيين العراقيين للإبادة والتهجير القسري والموت في المعتقلات، بينهم إعلامي مصري، على يد داعش، خلال نصف عام فقط. كما توصل المرصد الى معطيات تفيد بان الصحفي علي النوفلي، الذي لم يُعرف مصيره في وقت سابق، لازال معتقلا لدى تنظيم داعش بعد اعتقاله من داخل مدينة الموصل قبل شهرين.

أكدت وزارة حقوق الانسان في العراق (7/1/2015)، ان عصابات داعش الارهابية اعدمت الصحفي عصام محمود الذي يعمل مراسلا في قناة (سما الموصل) رميا بالرصاص في معسكر الغزلاني بالموصل.

من جهة اخرى افادت مصادر حكومية محلية إن الجناح الإعلامي في تنظيم داعش يتابع بدقة النشرات الإخبارية لمختلف وسائل الإعلام ويرصد ردود أفعال المسؤولين والأفراد حيال ما يفعله التنظيم ضمن المناطق التي تخضع لسيطرته. وأضافت أن التنظيم يرد على منتقديه عبر وسائل الإعلام، في المناطق الخاضعة لسيطرته في محافظة ديالى مثلا عبر حرق المنازل أو تفجيرها بعد نهب محتوياتها بذريعة أنها تعود إلى من يسميهم بالمرتدين أو قتل أو احتجاز أسرهم أو أقاربهم أو مصادرة كافة ممتلكاتهم.

رغم عدم وجود معلومات تؤكد أو تنفي مقتلهما في ليبيا من مصادر مستقلة او رسمية حتى الان. الا ان وكالة الأنباء الفرنسية نشرت (8/1/2015) بان تنظيم داعش في ليبيا اعدم صحفيين تونسيين، سفيان الشورابي ونذير القطاري، كانا محتجزين منذ أشهر لديه، نقلا عن موقع مقرب منه.

في كل الاحوال هذه اخبار متفرقة ولكنها تشير الى استهداف داعش للصحفيين، من بين من يستهدفهم ويحاربهم ووظف ضدهم، وهي صورة حال بحاجة للتدقيق والرصد والمسؤولية القانونية والاخلاقية. والمفارقات المحزنة ان كثيرا من الضحايا لا يهتم بهم كما حصل في باريس او غيرها. فلم يتذكرهم مجلس الامن ولا حكوماتهم او منظماتهم ايضا بما يؤكد حمايتهم ودعمهم والحرص على حياتهم وحقوقهم الانسانية والحريات والديمقراطية وشرف المهنة!.

 

15.01.2015

www.kadhimmousawi.blogspot.com

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

15.01.2015  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org