<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن لا تثقوا بالولايات المتحدة : (26) الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID: والإبادة الجنسية لشعوب العالم الثالث

 

لا تثقوا بالولايات المتحدة : (26)

 

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID: والإبادة الجنسية لشعوب العالم الثالث

 

 

إعداد : د. حسين سرمك حسن

بغداد المحروسة – 2015

 

تمهيد :

لقد كشفت الحلقتان السابقتان أنّ هذه الوكالة : الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID التي تزعم الولايات المتحدة الأميركية أنّها قد أنشأتها لدعم وتطوير عملية التنمية في بلدان العالم الثالث هي منظمة عملت - وتعمل - كواجهة وغطاء لوكالة المخابرات المركزية الأميركية الـ CIA في مخطّطاتها الوحشية الرامية إلى تدمير الأنظمة السياسية الوطنية التي تعترض على الهيمنة الأميركية الجائرة وترفض استيلاء الشركات الأميركية على ثروات شعوبها . وقد لا يبدو هذا غريباً على دولة مثل الولايات المتحدة هي دولة الشر الأولى في العالم ، لكن أعجب العجائب هو أن تتصدّى منظمة تدّعي تنمية شعوب العالم الثالث لتنفيذ مخطط لا إنساني بشع جدا يتمثل في وضع المخططات وتنفيذها من أجل هدف لا يُصدّق ويتمثل في إبادة هذه الشعوب المسكينة جنسيّاً واستئصالها بشريّاً ، فوق قتلها بالفقر والتجويع والتنمية على الطريقة الأميركية !! أمس كانت برامج الـ CNN تتحدث على مدار 24 ساعة عن خبر واحد (وهذه هي ستراتيجيتها الدعائية والنفسية) عن أن الجيل الحالي من الشباب الصينيين لا يتذكر مجزرة ساحة "تيانانمن" التي قامت بها الحكومة الصينية قبل 24 عاماً . فهل تسأل الإدارة الأميركية نفسها : هل يتذكر الجيل الحالي من الفيتناميين أن الولايات المتحدة قد قتلت 5 ملايين فيتنامي قبل 34 عاماً ؟! وأن أكثر من 100 ألف طفل فيتنامي مشوّه يولد كل عام منذ ذلك الحين بسبب الأسلحة الكيمياوية الأميركية ؟! نحن نتعامل مع أغرب دولة عدوان ووحشية في التاريخ ، وعلينا أن نعد أنفسنا لتصديق أعجب وأفظع وأشنع الأفعال التي تصدر منها مغطّاة بالصلوات والإيمان والحرص على الديمقراطية والتنمية !! وفي هذه الحلقة يجب أن نتهيّأ لنصدّق أنّ وكالة أميركية للتنمية والعدالة وتطوير الإبداع وسعادة الإنسان في العالم الثالث كمّا تدّعي في أهدافها المُعلنة تقوم بتنفيذ مخطّط واسع ، و "علمي" ، ومدروس ، يهدف إلى إبادة هذه الشعوب واستئصالها من الوجود وتعقيم أرحام نسائها إلى الأبد وحرمانهن من الأمومة التي أنعم الله به عليهن !! وسنعتمد في هذه الحلقة – وفي حلقات مقبلة - على الجهد الموسوعي الفذ للمفكر العربي الأستاذ "منير العكش" في موسوعته :

-         أمريكا والإبادات الجماعية 

-         أمريكا والإبادات الثقافية

-         أمريكا والإبادات الجنسية 

-         وتلمود العم سام .

فتحيّة له .

# وكالة USAID وتعقيم نساء مصر :

------------------------------------

في هامش ملاحظات على مقدّمة كتابه الخطير "أميركا والإبادات الجنسية" قدّم المفكر الاستاذ "منير العكش" تمنّياً على الإخوة في مصر لخّصه فيما يأتي :

(أتمنى على المخلصين في العزيزة الغالية "مصر" فتح تحقيق في اتفاقيات النظام البائد مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID بخصوص سياسات التعقيم التي انتهجها والتي تتستر أحياناً وراء شعارات براقة مثل تحسين الأسرة ، أو التنظيم العائلي . قثد كشفت التحقيقات في البلدان الأخرى التي شملها برنامج كيسنجر عن فواجع يمكن وصفها بأنها جرائم ضد االإنسانية كما سنرى في صفحات الكتاب) (ص 12 من الكتاب) .

ومازلت أتذكر الأنباء التي بدأت بالتسرب بعد اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة عن اتفاق سري يجري مع الحكومة المصرية ومنظمات "تنمية" دولية يقضي باتباع سياسة تحديد نسل جديدة تتمثل في مواد "تعقيم" جنسية كيمياوية تضاف إلى مياه الشرب لتعقيم النساء المصريات المعروفات بالخصوبة العالية !! ولا أعلم أين اصبحت تلك المشروعات لكن من المؤكّد سياسياً أن سياسة الإبادة الجنسية من مرتكزات السياسة الأميركية والتي دشنها هنري كيسنجر بـ "ورقته" الشهيرة التي أصدرها عام 1974 ، والتي تدعو صراحة إلى إبادة شعوب العالم الثالث جنسيّاً !! والتي يتناولها الأستاذ العكش في أكثر من موضع من كتابه .

# وكالة التنمية تريد تعقيم 142 مليون امرأة :

------------------------------------------

فبعد أن يتابع السلوك الإبادي الوحشي للأميركان ضد الهنود الحمر لقرون طويلة والذي سبق سلوك الإبادة النازي ، يشير إلى أنّ هذه الحملة لم تنته وإن تخافت إيقاعها الإعلامي فيقول :

(توارت حملة التعقيم والإخصاء عن العيون ، لكنها لم تختف ولم تيأس ، بل ظل جمرها متقداً تحت رماد العنصرية رغم الفظائع التي ارتكبتها في ألمانيا والولايات المتحدة ، ورغم الحملة القاسية عليها محلياً ودوليا . ففي 22 أبريل/ نيسان 1977 تبيّن أن شبح "مالتوس" يطوف في أروقة البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي . في مساء ذلك اليوم الربيعي كشف الدكتور رايمرت رافنهولت – Reimert T. Ravenholt مدير مكتب الحكومة الاتحادية للسكان التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID,s office of population عن برنامج تطهير عرقي وطبقي لم تجرؤ على مثله النازية ، وبرّر ذلك بأن الولايات المتحدة – تفادياً للخطر السكاني الذي يهدّد كوكب الأرض – تعمل على تأمين الشروط والوسائل اللازمة لتعقيم ربع نساء العالم القادرات على الحمل وذلك لحماية مصالحها الاقتصادية . ونساء العالم القادرات على الحمل فى تقديره يبلغن فى ذلك العام 570 مليونا؛ ما يعنى أن كل ما تتطلبه المصالح الأمريكية المتواضعة، هو تعقيم 142 مليون امرأة وقطع دابر نسلهن. وبطبيعة الحال فالنساء المستهدفات بالقضاء على نسلهن، لن يكنّ من اللؤلؤ المكنون فى بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا!!. وقال أيضا إن الحكومة بدأت بالإجراءات العملية لهذا البرنامج ، فهي الآن تدرّب نخبة من الأطباء الأجانب على تقنيات التعقيم المتطورة في كلية الطب التابعة لجامعة واشنطن بعد أن رصدت الميزانية اللازمة لذلك ، منها ملياران ونصف المليار دولار لجامعة واشنطن . ولهذا الهدف أيضاً ، تشترك جامعة جونز هوبكنز في برنامج رديف هو PIEGO.

ويعترف «رافنهولت» بأنه تلقّى أكثر من مائتى طبيب من بلدان مختلفة من العالم، التدريب اللازم على تقنيات التعقيم نتيجة ذلك، وأن ثلاثين بلدا عقدوا اتفاقيات مع الولايات المتحدة بهذا الخصوص، ثم يعلق على ذلك قائلا: «هذه أمثل طريقة لنا للوصول إلى أهدافنا!. أما حين تحُول الحساسيات السياسية دون عقد مثل هذه الاتفاقيات مع حكومات غير صديقة، فإننا سنستعين بمنظمات دولية تتولى عنا ذلك، مثل (صندوق الأمم المتحدة للنشاطات السكانية)».

ثم ذكر رافنهولت أربعة أسباب دفعت الولايات المتحدة إلى إطلاق هذا البرنامج ، تتلخص في حفظ أمن الولايات المتحدة ، وحماية مصالحها الاقتصادية ، ذلك أن زيادة السكان في العالم الثالث الفقير ستزيد من فرص الثورات على الولايات المتحدة وتضر بمصالحها) (العكش : أمريكا والإبادات الجنسية) .

# برنامج هنري كيسنجر لإبادة شعوب العالم الثالث :

--------------------------------------------------

ثم يعلّق الأستاذ منير العكش على هذا الخبر بالقول :

(بعد القراءة الموجعة لإعلان رافنهولت تبين لي أن هذا البرنامج ليس إلا ترجمة لمذكرة رئاسية عثرتُ عليها بالمصادفة . هذه المذكرة التي صدرت قبل ثلاث سنوات من تصريح رافنهولت ، أعدها هنري كيسنجر حين كان مستشارا للأمن القومي ، بطلب من الرئيس جيرالد فورد ، واستهدف فيها نسل شعوب 13 دولة من دول العالم الثالث ، إحداها مصر البهية الغالية أكبر بلاد العرب .

وقد أزيلت السرية عن هذه المذكرة فى مارس 1989، وهى بعنوان: «عواقب النمو السكانى العالمى على أمن الولايات المتحدة ومصالحها فى أعالى البحار». وقد وجهها وأشارت المذكرة إلى أنها تطمح إلى إنجاز أهدافها بحلول عام 2000. أما الدول التى استهدفت شعوبها المذكرة بالإخصاء والتعقيم؛ فهى (بنجلاديش، وباكستان، ونيجيريا، وإندونيسيا، ومصر، وتركيا، والهند، والمكسيك، والبرازيل، والفلبين، وتايلاند، والحبشة، وكولومبيا). وقد برّر «كسنجر» فى مذكرته استهداف هذه الدول بأن لها أهمية جيوسياسية للمصالح الأمريكية، ولأن زيادة السكان فيها يهدد الأمن القومى الأمريكى؛ فالصناعة الأمريكية تزداد اعتمادا على مصادر العالم الثالث، والحد من نسل فقراء هذا العالم سوف يضع حدا للثورات والتمردات التى يشعلها الفقراء والطبقات الدنيا.

واقترحت المذكرة عدم ظهور أمريكا فى الصورة مباشرة؛ حتى لا يُحرَج زعماء هذه البلدان من الضغط الأمريكى، وتكليف صندوق الأمم المتحدة للنشاطات السكانية بهذه المهمة، ودعمه بالمال والخبرات. ولتنفيذ ذلك بسهولة، يجب أن يدير الصندوقَ رجل ملون؛ حتى لا يثير الشبهة!!. وفعلا فقد عُيّن الفلبينى الكاثوليكى «رافائيل سالاس» منسقا عاما للصندوق باقتراح من "جون روكفلر 111" .

هذا الإستهداف الأمريكي لنسل ملايين الفقراء والمستضعفين في أميركا والعالم ليس تاريخا مضى وانقضى ، وليس استعارة كابوسية من عالم جورج أورويل .. أبداً ، هذا تاريخ الأمس وواقع اليوم ، فشبح مالتوس ما زال إلى يومنا هذا يعسّ في البيت الأبيض ، يطارد الفقراء والمستضعفين في الأرض متقمّصاً من ائتمنه الرئيس الحالي باراك أوباما على سياسة إدارته العلمية والتكنولوجية . إنه "جون هولدرن" الذي اختاره لتولّي أخطر ثلاثة مناصب علمية في إدارته .. إنه كما تسميه واشنطن بحق "الإمبراطور" الحاكم بأمره في قضايا العلم والتكنولوجيا في إدارة أوباما .. لهذا المالتوس العصري كتاب من (1051) صفحة يبشّر فيه الإنسانية بعصر تفرض فيه الولايات المتحدة على شعوب الأرض "حزام عفّة" إلكترونيا يُزرع تحت جلد كل ذكر وأنثى .. كما يفرض نظاما كوكبيا على شعوب الأرض يضع سقفا للتكاثر ، ويتحكم باختيار من يجب أن يولد ولا يولد ، ويسيطر على الغذاء والماء والمصادر الطبيعية في البر والبحر . وعلى حكومات العالم أن تتنازل عن بعض سيادتها لهذا النظام وجيشه وقوات الأمن التابعة له .

"الأرحام المنهوبة – stolen wombs" دراسة يقدم فيها المؤرخ الأميركي "بروس جوهانسن" بعض الأمثلة الحية على التطبيق الدولي لهذا البرنامج الذي يسعى إلى تخفيض أكبر عدد ممكن من سكان العالم الثالث . كل ذلك يجري باسم الرحمة والمساعدات الإنسانية ، وتحت مظلة "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID" التي ترى شعارها الودّي (اليدين المتصافحتين مع عبارة : هدية من الشعب الأميركي الصديق) على شراك وزارة الخارجية الأميركية المُرسلة على عَجَل إلى المناطق المنكوبة في العالم على شكل أكياس الطحين والرز والسكر ورزم المعونات) (العكش : أمريكا والإبادات الجنسية) (المصدر نفسه) .

# إبادة شعب رواندا :

---------------------

(لم يكفِ راوندا ، مثلا ، ما شهدته من إبادة جماعية ذهب ضحيتها حوالي 800 ألف إنسان ، فقد تكرّمت عليها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID بالمزيد .. فهناك تقارير موثقة تتحدّث عن تمويل USAID لحملة تعقيم وإخصاء "اختيارية" واسعة تشمل 700 ألف أفريقي راوندي من الأطفال الرضّع newborn والجنود والشرطة وطلاب الجامعات [يُقطع نسلهم إلى الأبد] كما صرّح بذلك وزير الصحة الراوندية الدكتور ريتشارد سيزوبيرا . وتذكر مؤسسة الدراسات السكانية في أحد تقاريرها أن البرنامج لم يُقرّ من الحكومة الرواندية إلا بضغط شديد من الولايات المتحدة والمنظمات الصحية الدولية المهيمنة عليها . ثم تحذرنا من الانخداع بكلمة "اختياري" فلدى الحكومة الرواندية مهمة محددة : أن تغلق 700 ألف قناة جنسية دافقة على مدى ثلاث سنوات . وإن تجربتنا في مؤسسة الدراسات السكانية تفيدنا بأنه كلما كان لحملة التعقيم هدف واضح ووقت محدد كان الإكراه والقسر وانتهاك حقوق الإنسان تماماً كما يعقب الليل النهار. (المصدر نفسه) .

# إبادة شعب البيرو :

--------------------

امّا في البيرو ، فما أن انتخب " المُعتدل" ألبرتو فوجيموري رئيسا لهذا البلد ذي النسبة السكانية العالية جدا من السكان الأصليين والغالبية الكاثوليكية حتى رُفع التحريم عن التعقيم وصارت الآلهة تمطر على فقراء هذا البلد سمناً وعسلاً وعقاقير "هدية من الشعب الأميركي الصديق" [طبعاً عبر الـ USAID. ولكي تتخذ حملة التعقيم طابعاً خيرياً متمدّناً تخفّت وراء شعار "تنظيم الأسرة" ونشطت بسرعة فلكية تصاعدَ معها عدد الضحايا من عشرة آلاف امرأة في عام 1966 إلى 110 آلاف في عام 1997 ، وارتفع سخاء USAID على البيرو إلى المرتبة الأولى .

كان العاملون في البرنامج يطوفون الأرياف والمناطق الفقيرة التي يسكنها الفقراء والسكان الأصليون ويعرضون هدايا الرحمة الأميركية من الدقيق والسكر والمعلبات وأنواع الأطعمة لقاء الموافقة على التعقيم "الإختياري" . وكانت وزارة الصحة تحيي في بعض الأحيان مهرجانات واحتفالات خاصة يشرّع فيها العم سام أبواب رحمته على الفقراء والسكان الأصليين ليستلّ على غفلة منهم نسلهم وذراريهم حتى إذا لم ينفع الإغراء والإغواء برزت نيوب الليث .

كان موظفو وزارة الصحة المدرّبون في الولايات المتحدة ، وبتمويل وتخطيط أميركي ، هم الذين يتولون عملية التعقيم مجاناً ، بل ومصحوبة بهدايا مُغرية . وتذكر التقارير أن كل واحد من هؤلاء العاملين قد أُلزم بصيد عدد محدّد من الضحايا . وكان على الضحية (الأمّية أحياناً ، أو التي لا تعرف الإسبانية في أغلب الأحيان) أن توقّع أوراقاً تعفي المرتكبين من الملاحقة مهما كانت النتائج ، وتعفي الدولة من أية مسؤولية . لهذا مات عدد كبير منهن بسبب الخبرة البدائية والوسائل غير الصحية ، كما توثق ذلك "منظمة تحالف أميركا اللاتينية للأسرة" . ويسرد جوهانسن أمثلة كثيرة ، منها أن الشقيّة الهندية "خوانا غتييرِز شيرو" ماتت بعد عشر ساعات من عملية تعقيمها . ويقول زوجها إنها لم تكن ترغب في التعقيم ، لكن موظفي الصحة جاؤوا إليها مرة بعد مرة وألحّوا عليها. كانت تحاول الإختباء عنهم والتواري عن أنظارهم ولكن ذلك لم ينفع، "فقد أخذوها في غيابي ودون علمي .. وعندما عدتُ إلى البيت وجدتها تعاني من سكرات الموت " .

وفعلا ، فإن الـ واشنطن بوست (12 شباط / فبراير 1998) ذكرت ، نقلا عن وثيقة حكومية ، أن الحكومة فرضت "كوتا" محددة لحملة التعقيم ، وأن اعتمادات فُتحت لأطباء تعهدوا بتنفيذ المهمة ، وأن هذا التعقيم تمّ بالإكراه .

وتتحدّث the enterim  عن جهود USAID الحثيثة لإغراء البيرو ببرنامج التعقيم منذ العام 1962 ، وكيف ساعدت حكومة البيرو في العام 1966 على إنشاء منظمة مستقلة "شبه حكومية" لتولّي هذه المهام النبيلة . وتنقل عن "منظمة أفريقيا عام 2000" Africa 2000 تفاصيل عن الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة على حكومة البيرو للحدّ من نسل السكان الأصليين . كذلك تقول إنه في عام 1995 تمكّنت وكالة الاستخبارات المركزية من زرع عملائها باسم "مستشارين" في حكومات البيرو ، والهند ، والنيجر ، ومصر ، وذلك لدعم برنامج التعقيم "الاختياري" . (المصدر نفسه).

# إبادة شعب البرازيل :

----------------------

كذلك كان حال الفقراء والسكان الأصليين في البرازيل ، فبدعمٍ سخي من الولايات المتحدة ، تم تعقيم كل امرأة تقريبا في بعض القرى الهندية الفقيرة مما أدى إلى انقطاع نسل أهلها تماما بعد جيل أو جيلين . ولكن بعد أن رُفعت السرّية عن مذكرة هنري كيسنجر التي استهدفت – علناً – نساء شعوب 13 دولة من بينها البرازيل ، وأمام الاحتجاجات الشعبية الواسعة وانتقادات جمعيات حقوق الإنسان ، أجرى 165 نائبا في المجلس التشريعي البرازيلي تحقيقا أدانوا فيه الولايات المتحدة "المسؤولة عن تعقيم نصف نساء البرازيل" . هكذا اكفهرت السماء وغضبت ، وأحجم ربّ العرش الأبيض عن إرسال الهدايا إلى فقراء البرازيل من الشعب الأميركي الصديق. (المصدر نفسه) .

# إبادة شعب بورتو ريكو :

-------------------------

أمّا في بورتوريكو التي استعمرتها الولايات المتحدة بعد انتصارها في الحرب الإسبانية واتفاقية باريس (1898) ، فتذكر الباحثة "لورا بريغز laura briggs" في دراسة تحليلية معمّقة لها أن تعقيم النساء في هذا البلد يمكن وصفه بالإبادة genocide للسكان الأصليين . وأنه بين الخمسينات والتسعينات من القرن العشرين تم تعقيم ثلث نساء الجزيرة المؤهلات للحمل والولادة . وقد بدأ ذلك منذ الأيام الأولى لاستعمار الجزيرة ، في محاولة للقضاء على سكانها الأصليين كما فعلوا فيما يُسمّى اليوم بالولايات المتحدة . فمنذ عام 1937 أقرّ الحاكم العسكري الأميركي "بلانتون وينشيب" حملة التعقيم لـ "غير الصالحين" unfit . وهذا يعني ببساطة استئصال نسل الفقراء وغير البيض تنفيذا لبرنامج إبادة أميركي" . هذا ما سمِعته الأمم المتحدة أيضا في شهادة لعدد من الزعماء البورتوريكيين (1974) أمام لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالاستعمار حيث قالوا إن "بورتوريكو مهدّدة ببرنامج إبادة أميركي للفقراء والسكان الأصليين" .. و "إن عدد الضحايا تجاوز 200 ألف امرأة" من أصل 953243 عدد السكان الأصليين ، رجالا ونساء وأطفالاً ، عند وصول أول حاكم عسكري أميركي إلى الجزيرة في السنة الأولى من القرن العشرين . كذلك تروي آيرين فيلار (محرّرة the Americas الصادرة عن جامعة تكساس التكنولوجية) أنه منذ السنوات الأولى للاستعمار الأميركي لبورتوريكو قال الزعيم "بيدرو ألبيزو كامبوس" :

(إن وقاحة المستعمر اليانكي بلغت ذروتها في اعتدائه على الأمومة البورتوريكية وفي سعيه لغزو أعمق أعماق الوطنية البورتوريكية . فإذا تحقق لهذا المستعمر ما أراد وفقدت نساؤنا نعمة الأمومة التي أنعم الله عليهن بها فإن بورتوريكو ستختفي في مدى جيل واحد" [وقد اختفى فعلا معظم السكان الأصليين] ، كما اتهم أطباء مؤسسة روكفلر [إحدى أكرم ممولي حملة التعقيم في أميركا والعالم] بإجراء تجارب سرطانية مميتة على البورتوريكيين . وليؤكد ذلك ، عرض رسالة من الطبيب "كورنيلوس رودس" اعترف فيها بأنه قتل عددا من السكان الأصليين في هذه التجارب، وأنه حقن السرطان في عدد آخر" . (المصدر نفسه) .

# إبادة شعب فيتنام من خلال حبوب منع الحمل :

---------------------------------------------

أيام الحرب على الفيتنام كانت وكالة USAID (وهي الذراع الأيمن لوزارة الخارجية الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية) توزّع حبوب منع الحمل مجاناً ، هدية من الشعب الأميركي الصديق ، وذلك بهدف الحد من زيادة عدد الشيوعيين في الفيتنام الجنوبية فيما كانت القوات الأميركية ترمي على الفيتناميين قنابل النابالم الحارقة وغاز الخردل وغاز الأعصاب . ويومها أيضاً ، اقترح عدد من السياسيين والأكاديميين الأميركيين معالجة أرزّ الفيتناميين وماء شربهم بعقاقير التعقيم . (المصدر نفسه) .

# اللغة المخادعة واللعب بالمصطلحات :

--------------------------------------

كما فعلت مؤسسات التعقيم داخل الولايات المتحدة بعد افتضاح الجريمة فاستعاضت عن عبارة "التعقيم القسري" بعبارة "التعقيم الاختياري" ، بينما استمرت في سيرتها مع الفقراء والضعفاء . كذلك فعلت الوكالة USAID على المستوى الدولي حيث راحت تتحدث عن برنامج تعقيم 142 مليون امرأة في العالم الثالث ، بلغة أبوية طافحة بالحنان . ومن يقرأ التعليمات "الصارمة" التي وضعتها الوكالة لما تسميه التعقيم "الاختياري" لسكان العالم الثالث لا بد من أن يشعر بأن الذين صاغوها إن لم يكونوا أنبياء طاهرين منزّهين فإنهم قدّيسون تنفطر قلوبهم رحمة وشفقة وأريحية . (المصدر نفسه) .

# ملاحظة عن هذه الحلقات :

----------------------------

هذه الحلقات تحمل بعض الآراء والتحليلات الشخصية ، لكن أغلب ما فيها من معلومات تاريخية واقتصادية وسياسية مُعدّ ومُقتبس ومُلخّص عن عشرات المصادر من مواقع إنترنت ومقالات ودراسات وموسوعات وصحف وكتب خصوصاً الكتب التالية : ثلاثة عشر كتاباً للمفكّر نعوم تشومسكي هي : (الربح فوق الشعب، الغزو مستمر 501، طموحات امبريالية، الهيمنة أو البقاء، ماذا يريد العم سام؟، النظام الدولي الجديد والقديم، السيطرة على الإعلام، الدول المارقة، الدول الفاشلة، ردع الديمقراطية، أشياء لن تسمع عنها ابداً،11/9) ، كتاب أمريكا المُستبدة لمايكل موردانت ، كتابا جان بركنس : التاريخ السري للامبراطورية الأمريكية ويوميات سفّاح اقتصادي ، أمريكا والعالم د. رأفت الشيخ، تاريخ الولايات المتحدة د. محمود النيرب، كتب : الولايات المتحدة طليعة الإنحطاط ، وحفّارو القبور ، والأصوليات المعاصرة لروجيه غارودي، نهب الفقراء جون ميدلي، حكّام العالم الجُدُد لجون بيلجر، كتب : أمريكا والإبادات الجماعية ، أمريكا والإبادات الجنسية ، أمريكا والإبادات الثقافية ، وتلمود العم سام لمنير العكش ، كتابا : التعتيم ، و الاعتراض على الحكام لآمي جودمان وديفيد جودمان ، كتابا : الإنسان والفلسفة المادية ، والفردوس الأرضي د. عبد الوهاب المسيري، كتاب: من الذي دفع للزمّار ؟ الحرب الباردة الثقافية لفرانسيس ستونور سوندرز ، وكتاب (الدولة المارقة : دليل إلى الدولة العظمى الوحيدة في العالم) تأليف ويليام بلوم .. وغيرها الكثير.

 

 

تاريخ النشر

05.07.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

05.07.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org