<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن تحليل خمسين رواية عربية نسوية : رواية (قبل اكتمال القرن) ( قرن الخراب العراقي العظيم ) للمبدعة "ذكرى محمد نادر" (5)

 

 

تحليل خمسين رواية عربية نسوية :

 

رواية (قبل اكتمال القرن) ( قرن الخراب العراقي العظيم )

 

 للمبدعة "ذكرى محمد نادر"

 

 (5)

 

 

د. حسين سرمك حسن

 

بغداد المحروسة

2010

 

 

# توظيف اللغة العامية :

في مواضع محددة - شديدة التأثير والتعبير - تستخدم ذكرى اللغة العامية العراقية لخدمة عملها السردي وخلق أقصى تأثير في نفس المتلقي. وأنا هنا أعلن مقتي من هذه المناقشة التي لا تنتهي عن أفضلية العامية أو القصحى . العامية العربية أقدم من الفصحى العربية ، هذا ما أثبته الكثير من الباحثين . وفطاحل البلاغيين الآن يكتبون مقالاتهم بالفصحى ويحدثون زوجاتهم بالعامية . المهم أن على الروائي أن لا يهمل أية فرصة في استثمار وتفجير الطاقات التعبيرية الهائلة الكامنة في المفردة العامية . بالإضافة إلى الموقف السابق الذي وظفت فيه النداء الحارق : (يمّه) بصورة فذّة ، فإن هناك مواقف أخرى لا تقل عنه طعنا في الذات العراقية خصوصا وفي مقدمتها ميتة (صفوان) ابن الرضواني الرابع بعد مرتضى ، والمنتحر خليل ، والميت نزفا طه. كان مرتضى وصفوان يعيشان مطاردين في العهد الملكي ، وكان مرتضى يزور بيته في أواخر الليالي ملثما لينام مع زوجته (البلورية) ، وكان بيت الرضواني عرضة لمداهمات مستمرة ومؤذية . وهذه من حكم "ذكرى" حيث جعلت المداهمات مستمرة في كل عهود العراق .. لا فرق بين نظام ملكي أو جمهوري .. أو سيطرة شيوعية أو بعثية ، برغم أنها تبتعد بذكاء عن المسميات المباشرة . لقد أطيح بالنظام الملكي بصورة دموية ووحشية .. ولكن :

(وقبل انطفاء أنوار احتفالات الثورة الجديدة كانت الرشاشات قد عادت للظهور ملهبة السماء بزئيرها ، وتخبطت وتشابكت مجددا الآراء إلى حد التعقيد. حزب يصعد وحزب ينزل وخطابات ، ولا شيء واضحا ، بعد اشهر قليلة من إعلان الجمهورية لم يعد مرتضى قادرا على النوم عاريا . وعاد كما في السابق يحتفظ بكيس الضروريات جاهزا – ص 60).                                             هكذا كان مناضلوا الوطن وثواره يعيشون في حالة طواريء دائمة .. ومصدر التهديد هو رفاقهم الثوار من الأحزاب الأخرى. لقد أعيد فصل الصفوان .. وها هو يقفز سياج البيت مطاردا من جديد. لقد اختبأ الشقيقان : مرتضى والصفوان في بستان (الحاج صاحب) الذي كان الصفوان يشك في أنه سيغدر بهما ويبلّغ عنهما في حين كان مرتضى يخفّف من مخاوفه بدعوى أن الحاج من أصدقاء أبيهما المرحوم . لكن إصرار الصفوان على رأيه كان يتصاعد مع انتصاف الليل حتى بلغ حدسه مستوى اليقين المرضي فصار يعلن لأخيه بأنه سيموت وأن هذه آخر ليلة يقضيها معه !! وفي الوقت الذي كان فيه مرتضى يزرر بنطلونه ، وهو يتبول ، جاءت أشباح الموت المُنقّبة . انهالوا على الصفوان بالعصي وسحلوه من يديه المدماتين فوق الأشواك ، قتلوه ثم علقوه أمام المقهى على عمود الكهرباء . شاهدته أمّه وزوجته وأخواته وأطفاله الأربعة . لقد قُتل الصفوان ، ورحل ، لكنه خلّف وراءه ميتا يسير على قدمين هو مرتضى الذي سيعيش تحت وطأة سياط الشعور المدوّي بالذنب مدى الحياة :

( سقطت رجولته تحت منجل الخوف ، ولم تعد البلورية تسعد بيديه الباحثتين عن السلوى في حلمتيها ، فتستدير بعيدا عنه مخلفة له دخان الهزيمة ، يثور ليجد في عينيها قبضة اتهامات ، فتغشاه البرودة وتهرب منه الدماء فيخرج إلى ممرات الليل ، يدخن هاجسا حفيف ثياب الموتى يضمّدون جراح الصفوان ، وصوته – يا للوجع – لا يبرح رأسه يضربه كمطرقة قاسية :

-أولاد الكلب اتركوني .. لك وينك خويه ؟؟ - ص 67).

وهذا التساؤل المستغيث واليائس الذي اطلقه الصفوان ليلة سُحل بالحبال أمام عيني أخيه سيبقى يلاحق مرتضى حتى الموت .. يقض مضجعه ويؤرقه .. يدينه ويتهمه .. وهذا ليس سؤال مرتضى الخاص الذي يصمه بالعجز .. إنني اعتقد أن كل عراقي له نوع من هذا السؤال : (ولك وينك خويه ؟) ، يلاحقه منذ فجر حياته الشخصية ، مثلما يلاحقه منذ فجر حياة بلاده (ولكم وينكم ولدي ؟) . بهذا السؤال ( ولك وينك خويه ؟) تعيد ذكرى محمد نادر بلا تردد تثوير سؤال العجز والمهانة الذي أمضينا عقودا ونحن نتستر باستماتة وبطرق مراوغة ومتكرة مستعينين بالأيديولوجيات والنظريات والبيانات الحزبية والتحالفات والهروب إلى المنافي مهما كان جحيمها قياسا للمسؤولية المقدسة التي تركناها خلف ظهورنا تجاه أخوتنا ووطننا . (لك وينك خويه ؟) هو سؤال عراقي صميم .. هو سؤال العجز والإنخذال والمهانة الذي لا ينفع معه أي شيء ..

لكن من هم هؤلاء (أولاد الكلب) الذين يصرخ الصفوان بهم كي تتركه مخالبهم الباشطة .. هنا يأتي درس مضاف من "ذكرى" . فهؤلاء لا يستطيع أي مراقب أن يسِمَهم بسِمة (الأعداء) المتعارف عليهم .. ( من هو العدو؟) .. هو سؤال آخر ذو ماركة مسجلة عراقية سوداء . ففي وقفة الرضواني كان القتال ضد عدوين .. تمزقت ولاءات الناس تجاههم .. والآن :     

  ( دأبت الليالي تأتي مشحونة بأزيز الرصاص ، متداخلا بفوضى التحليلات تتضارب فيها الآراء .. والنهارات الصخابة بالهتافات ، تضج بها المدينة ، بينما لا تُعرف هويات الجثث المعلقة على أعمدة الهاتف والكهرباء وأشجار اليوكالبتوس الرشيقة حيث يقطر منها الدم ، معلق على صدور الجثث : (الموت للخونة) دون أن تعرف من هم الخونة ؟ ولمن كانت الخيانة ؟ لم يكن غريبا بقدر ما هو حزين رؤية أجساد مقطعة ، مرمية على جنبات الطرقات ، يحيطها الضباب ملتفا بالدماء الذابلة ، حيث تسيل في تساؤلات مبهمة وطبول الموت تدوي ، تقرع الأبواب الموصدة غير الواعية لحقيقة ما يحدث :

-ماذا هناك ؟

يصرخ أحدهم من خلف نافذة خوفه ، ليسمع صوتا آخر خائرا :

-من يدري ..

-من العدو ؟ أين العدو ؟ - ص 64 و65).

هكذا عاش أهالي هذه البلاد تاريخهم الشائك والملغز ، وهم يتلفتون ويتساءلون عن عدوهم الحقيقي ؟ وأين يكمن ؟ .. هذه من محن هذه البلاد المعنّدة .. أن لا تعرف عدوّك الفعلي .. وأن تقتل كل يوم عدوا !! بعد عقود يدق هذا السؤال المحيّر على أبواب عقل وروح ( الوضّاح) الذكر الثالث لمرتضى ، والذي سيشرب من ذات نبع الحيرة في آخر هذا القرن . حيث تلهو طائرات الليزر بأجساد رفاقه المنسحبين وتحولهم إلى مزق وأشياء بتشف واستهتار لا يصدق فيصرخ في ليلة مكتملة الحزن : - أين العدو ؟

المطر ينز أسود من سماء مظلمة عفرتها المعارك ، فيغوص الدم في الرمال يدوي الصوت وصدى السؤال : أين العدو ؟ - ص 65).

# خذ الحكمة من فم الروائيين :

الفن السردي هو سيرة حياة .. حياة كاملة تجري وقائعها على المسرح السردي الذي هو حقيقي حقيقية الحياة الفعلية ، بل أكثر منها في لحظات التماهي مع الشخوص وتشرّب الحوادث في لاشعورنا، مانحة أيانا الفرصة كي نمارس فعليا على الساحة النفسية الخلفية ما يقوم به "البطل" على الساحة السردية الأمامية . وليس " التفريج – catharsis الأرسطي " الذي نشعر به ونحن نشاهد البطل – على المسرح مثلا - وكما يقول "فرويد" يقوم بما نرغب فيه ولا نستطيع القيام به بسبب التابوات والتحريمات والقوانين ، ولكن لأننا من خلال أفعال الشخوص الروائية نقوم بما نبغيه فعليا على مسرح نفوسنا الخلفي المظلم .. تمثل الأدوار في نسخة تشبه (النيجاتيف) أشباح وغيلان دوافعنا الدفينة . ومن هذه الحكاية التي تجري "هناك" ، والتي تجري أولا في "هناك" المبدع تحصل خلاصات  أشبه بـ "الحِكَم" التي تتركز فيها دلالات التجربة ، والتي يطلقها الكاتب بين وقت وآخر لتمثّل توهجات من "فلسفته" التي هي فلسفة فعلية في بيئتها السردية لا تُفهم إلا في البيئة النفسية الأصلية التي خّطت مسارات الحكاية الجزئية على تربتها . وقد أدركت ذكرى أهمية هذه التقنية فكانت تُقدم تلك القبسات الخلاصة - بين وقت وآخر - فتأتي متوهّجة على هامة التجربة :

- أفضل ما في المصائب أنها تعلّمنا كيف نحمي قلوبنا لئلا تتكسر كهذه الصحون .. ص 121

- عندما لا يكون ثمة أمل في أحد ما .. في أمر ما ، لن يكون هناك ألم . لن يكون هناك خيبة . إن الألم كله يكمن في الخيبات التي يسببها من نرجو أن يمنحونا ما نحلم به – ص127

- تعلّمتا درسا مبكّرا : إن المرأة ستكره ذكريات رجل بكت بسببه وستتذكر دوما رجل بكت لأجله – ص 127

- أن تبقى مخدوعا خير لك من اكتشاف عقارب الحقائق التي تكمن تحت وسادتك ، والأسوأ أنك لا تملك أن تبعدها عنك

- نحن شعب بلا ذاكرة ، من يتذكر ماذا ؟ إنهم ينسون ، نحن برحمتنا ننسى خطايا المواطنين ونسامح أحيانا قدر الإمكان عصيانهم ، لتسهل الأمور أكثر حين تكون بلا ذاكرة ، إنها بداية جديدة دائما- ص 153

- القسوة هي تعبير عن جوع أليم للإحساس بالحب – ص153

- كونكِ بغيّاً يمنحك القدرة أن تفعلي ما يحلو لك وقت ما تشائين وبالشكل الذي ترغبين ، إنها سلطة ، بل هي السلطة .. ص 160 

- السياسة كالدعارة لكليهما شبهة – ص 167

- ما نفع الحقائق حين لا تأتي في وقتها – ص 181

- هناك سعادة مفزعة – ص 206

- إن بعض الحماقات ضرورية لجعل الحياة ممكنة – ص 208

- إن أوهام الحب مع علمنا بأنها أوهام هي أجمل كثيرا جدا من رعب الخلوِّ منها – ص 209 – في الورقة الألف دوّنت على ورقها المصفر : سأغفر لله لو أنه منحني القدرة على أن أحبك دون أن أتألم – ص 209

- أظننا قوم لا نقوى على أن نحيا اللحظة بعمق تفاصيلها . نحن أجبن من هذا ، إلا أننا نسعد كثيرا باستعادتها في غبش أحلامنا وأقاصيصنا – ص 219

لكن هذه الشذرات لا يمكن إدراكها من معناها الظاهر فقط ، بل من معنى مضاف يفرضه السياق الذي جاءت خلاصة له . لنأخذ مقولتين مترابطتين وجاءتا ضمن سياق سردي واحد وهما :

(كونكِ بغيا يمنحك القدرة أن تفعلي ما يحلو لك وقت ما تشائين وبالشكل الذي ترغبين . إنها سلطة ، بل هي السلطة )

و ( السياسة كالدعارة لكليهما شبهة ).

كلتا المقولتين أطلقتهما (السلطانة) - وهي القوادة (أم القادرية ) زوجة (الصفوان ) عمّ الأختين : سُبُل ومراثي ؛ ابنتا مرتضى. لكن كيف التقتا ؛ سُبُل ومراثي ، بالسلطانة ؟ . في سجن النساء. لقد جاء اعتقال سبل ومراثي في سلسلة اعتقالات ظاهرها محاولة إلقاء القبض على ابن عمهما (عامر) ورفيقته (سلمى) التي جاء بها إلى البيت في إحدى الزيارات السريعة وكلاهما من حزب معارض للسلطة القمعية الباطشة . لكن في الباطن كانت سلسلة الاعتقالات هذه تُدار من قبل "نواف الضامن" لإسقاط سُبُل في شباكه بعد أن شغفته حبا. حصل هذه المرة تبدّل خطير فقد تمّ زج الأختين الشريفتين الملتزمتين اجتماعيا في سجن النساء المتهمات بقضايا لا أخلاقية .. مع العاهرات .. وهذا جزء من تكتيكات الجلادين حين يريدون ترقيق إرادة المعارضين المقاومين الملتزمين بالمباديء بعناد شديد. فهم يزجون المناضلين – وخصوصا المناضلات - في سجون للمتهمين بقضايا لا أخلاقية .. سجون للعاهرات . كانت خطوة من نواف لترخية أربطة الموقف الذاتي المتماسك لسُبُل بشكل خاص. فالعظيم وسط التافهين يتفه.. والشريفة وسط العاهرات قد تنالها العدوى . بنات الليل في السجن يغسلن ألبستهن الداخلية ويعلقنها بشكل فاضح أمام الأعين . ها هي مجموعة منهن تدخل السجن وهن يحملن في أيديهن واقيات رجال مطاطية نفخت إلى أقصى حد فانتفخت واستطالت بصورة مضحكة مزرية (ص 160). هنا سترى سُبُل الصامدة حتى الآن ، وعلى الطبيعة ، سلوك المومس المنفلت .. وكيف يصِفْن الحياة اللاهية العابثة التي يحيينها . هنا سيتم التفاهم وفق قواعد ومعايير جديدة فيها كل شيء ، إلّا شيء واحد مكروه يُنبَذ بعيدا باحتقار وهو : الشرف . لكن في عالم السجن الرهيب هذا رعتهما السلطانة بعطف شديد .. تذكرت مراثي الآن كيف كانت القادرية زوجة عمهما القتيل تعود من زيارتها لوالدتها بخدين متوردين وعينين تومضان بالإرتواء والعافية . في كنف والدتها كانت تُطفيء جذوة حرمانها الجنسي بعيدا عن اي تابوات .. كانت السلطانة سلطانة فعلية في السجن .. حتى الفطور كان دسما .. أكلت الأختان مع المومسات بعد نداء إحداهن : هيا يا بنات .. لتأكل السياسة والدعارة معا في بيت الحكومة – ص 159.                                            

وقد علمت سُبُل أشياء كثيرة عن "الباشا" عاهرة الخارج . وما هي إلا أختهما الهاربة "عميرة" بعد أن تحرش بها عمّها جنسيا. الباشا أسطورة .. كما تصفها السلطانة لسُبُل :

( إنها تحفة إلهية .. شابّة مختلفة عريقة قوية جميلة مسيطرة . تلهو بكبار الرجال بلا تهيّب . تمرّغ كبرياء أكبرهم وأشدهم جبروتا ، لكنها رقيقة مع بنات الكار رحيمة بالجميع .. بالجميع . أسميتها "الباشا" وهي كذلك – ص 165 ) .    

 وقد كتبتُ مرة أستنكر فيها وصف بعض الكتّاب لبعض السياسيين الفاسدين بأنهم مثل العاهرات . من وجهة نظري أن العاهرات أفضل كثيرا من كثير من هؤلاء السياسيين . فالبغي تمنحك اللذة مقابل المال .. وبعضهن يتعاملن بروح أمومية ، ولا ننسى أن المومس هي الوجه المستتر للعملة الأمومية ، ولهذا يتعلق بعض الرجال بالمومسات ويتزوجونهن رغم مواقعهم الاجتماعية والسياسية البارزة منطلقين من "عقدة إنقاذ" دفينة . أما السياسي الفاسد فهو يسلب كرامتك وشرفك وثرواتك بلا رحمة كصورة للأب الخاصي الباطش . ولعل ما قدمته الروائية من صورة عن "حنان المومسات" هو أنموذج لمقارنة غير مباشرة مع سلوك "نواف" الأشد ترديا من العهر الأخلاقي مع سُبُل .

وقد حاولت الكاتبة تقديم صورة أخرى عن نفوذ المومسات من خلال التظاهرة التي خرجت في بغداد تقودها الباشا وهي تدعو لإقامة نقابة شرعية لبنات الهوى ، وإلغاء خطة وزارة الصحة في التعقيم الإجباري لبائعات اللذة ، ومنح أوراق شخصية لأبنائهن يحمل فيها الإبن اسم أمّه . لم تكن هذه الوقفة موّفقة لأنها كانت تفتقد المصداقية والقبول الاجتماعي والتاريخي . المهم أن ما ثبت هو أن المومسات وخلاف ما نتصور من كونهن كيانات مسحوقة وبريئة يتلاعبن بأكبر السياسيين .. إن المانع الأساس الذي هو الرقيب الداخلي .. عين الله .. التي نسميها "الضمير" يسقط في جهاز المومس النفسي ، فلا تعد هناك أيّ نواهٍ أو قيم تردعها عن اي فعل . وهي بذلك تتفق مع السياسيين الجلادين الذين عليهم أولا أن يحيّدوا هذه السلطة الداخلية ليتمكنوا من سلب السلطة وتعذيب خصومهم وحتى قتلهم . لا مكان في السياسة لرجل ذي ضمير أبيض ويخاف الله .. هذا مكانه في المساجد وبين الأولياء والصحابة. حتى الصحابة قُتلوا شر قتلة واغتيلوا لأنهم غلّبوا الأخلاق على المصالح السياسية . إن ما كان يقوله ميكافيللي من وصايا ( في السياسة ، عليك أن تتحلى بأخلاق الذئاب لتنجو من فخاخ الثعالب ) والذي يرفضه السياسيون المبدئيون - قطعيا - من الناحية النظرية هو دليل سلوكهم الميداني . وبفعل هذا التشارك بين السياسي والبغي أطلقت السلطانة حكمتها :

( كونكِ بغيّا يمنحكِ القدرة أن تفعلي ما يحلو لك ، وقت ما تشائين وبالشكل الذي ترغبين . إنها سلطة بل هي السلطة ) .

 

 

06.05.2015

 

 

صفحة الكاتب والناقد الأدبي العراقي  

د. حسين سرمك حسن

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

06.05.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org