<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن لا تثقوا بالولايات المتحدة : (16) صَلْبُ السلفادور : حِرْص الولايات المتحدة على الديمقراطية تسبّب في قتل 75 ألف واختفاء 8 آلاف مواطن سلفادوري !

 

 

لا تثقوا بالولايات المتحدة : (16)

 

صَلْبُ السلفادور : حِرْص الولايات المتحدة على الديمقراطية

 

تسبّب في قتل 75 ألف واختفاء 8 آلاف مواطن سلفادوري !

 

 

د. حسين سرمك حسن

2015

 

تمهيد :

(صَلْبُ السلفادور) هو التعبير الدقيق الذي اجترحه المؤرّخ والمحلل السياسي وعالم اللغة الشهير (نعوم تشومسكي) ليصف مأساة شعب السلفادور ومحنته . لقد قامت الولايات المتحدة الأميركية بروحها الشيطانية ومخططاتها الجهنميّة العدوانية المرعبة بتدمير هذا الشعب وتمزيقه وتحطيم مقدّراته واستلاب إرادته . يكفينا القول إن هذه الدولة الشيطانية قامت بقتل أكثر من (75000) مواطن من شعب السلفادور تحت ذريعة تهديد الديمقراطية والخطر الشيوعي ، وكأن الديمقراطية شيء يُفرض بالدم والسلاح وفرق الموت ، أو كأن ليس من حق الإنسان أن يقوم باختيار أفكاره حتى لو كانت ماركسيّة !. أليس حريّة اختيار الفكر من أولى ركائز الديمقراطية ؟ أليست حرّية الأفكار هي أول ما تنادي به الولايات المتحدة ؟ في مأساة شعب السلفادور وصلبه ما يثبت لؤم وخبث وحقارة هذه الدولة وزيف الشعارات التي ترفعها .

لقد تسبّب الحرص الأمريكي على نشر الديمقراطية في السلفادور في قتل حوالي 75 ألف سلفادوري أثناء النزاع الذي استغرق 12 سنة، وإخفاء 8000 بيد فرق الموت .

 

نبذة بسيطة عن السلفادور :

جمهورية السلفادور أو( إل سَلفَدُر (وبالإسبانية :: República de El Salvador  أي "جمهورية المخلّص أو المُنقذ " وهو الوصف الذي يُطلق على السيّد المسيح عليه السلام. وهي أصغر دولة في أمريكا الوسطى وأكثرها كثافة سكانية. عاصمة البلاد هي سان سلفادور وهي أكبر مدنها. يحد السلفادور المحيط الهادئ من الغرب، وغواتيمالا من الشمال، وهندوراس من الشرق. يطل أقصى المنطقة الشرقية على ساحل خليج فونسيكا قبالة نيكاراغوا.  مساحة السلفادور هي 21041 كيلومتر مربع ، ويبلغ تعداد سكانها حسب إحصاء عام 2009  حوالي 5,744,113 نسمة.

استُكشفت السلفادور، واستقر فيها الإسبان في القرن السادس عشر، وظلت إسبانية حتى 1821 عندما انضمّت إلى كوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا في اتحاد اسمه جمهورية أمريكا الوسطى الاتحادية. مع انحلال هذا الاتحاد عام 1841 أصبحت السلفادور جمهورية مستقلة. ارتبط تاريخ السلفادور المبكر كدولة مستقلة بتكرر الثورات.

لمحات تاريخية معاصرة سريعة :

بعد تحرّكات شعبية ثورية دامية كثيرة ضد الفقر والجهل والمرض والإستغلال وهدر الثروات ، وسلسلة من الإنقلابات العسكرية العنيفة ، اجتمع ممثل الولايات المتحدة في السلفادور مع إدارة البلاد، واعترف لاحقًا بإدارة نائب الرئيس مارتينيز الذي وافق على اجراء انتخابات رئاسية في وقت لاحق. استقال مارتينيز عام 1934 ، وقبل الانتخابات الرئاسية بستة أشهر ليكون قادرًا على ترشيح نفسه للرئاسة، ومن ثم كان المرشح الوحيد ونجح في انتخابات 1935-1939 ثم 1939-1943 وبدأ بعد ذلك فترة الولاية الرابعة في عام 1944 ، لكنه استقال في أيار بعد الإضراب العام. تعهّد مارتينيز باحترام الدستور الذي ينص على عدم إعادة انتخابه، لكنه لم يفعل.

منذ ديسمبر 1931، عام الانقلاب الذي وصل به مارتينيز إلى السلطة، كان هناك قمع وحشي للمقاومة الريفية. كان الحدث الأبرز هو انتفاضة شباط 1932 للفلاحين السلفادوريين، يشار إليها باسم "لا ماتنزا" أو "المجزرة"، التي نظمها فارابوندو مارتي بحق زعماء مثل "هابيل كوينكا"، وغيره من الأكاديميين مثل "ألفونسو لونا" و "ماريو زاباتا". هابيل كوينكا كان الناجي الوحيد، بينما قُتل الشيوعيون الآخرون من قبل الحكومة.

في غرب السلفادور تمرد مئات الفلاحين، فقام الجيش بقمعهم، لكن الجيش لم يكتف بقتل الفلاحين الثوريين فقط، إنما الناس الأبرياء أيضًا. يقدر عدد ضحايا المذبحة بما يقرب من 30,000.

سيطر العسكر على المكتب الرئاسي منذ منذ 1932-1979، مع استخدام بعض الرؤساء للقمع أكثر من غيرهم. شملت مشاكل السلفادور أيضًا الأجور غير العادلة، وقمع الطلاب والمظاهرات العامة، وتزوير الانتخابات.

وطول تلك المدّة من الحكم العسكري كان الديكتاتوريون هم أحبّاء الإدارة الأمريكية والأشخاص المفضّلون لديها مهما كانت شناعة أعمالهم وفظاعتها . فلا أحد من الإدارات الأمريكية المتعاقبة يهمّه بل لا يتذكّر – على سبيل المثال لا الحصر - أنّ الجنرال "ماكسيميليانو هرناندز مارتينيس" رئيس السلفادور أمر في عام 1935 بقتل الآلاف من الهنود فيما عرف وقتها بـ "المجزرة" التي يُعتقد أن عدد القتلى فاق الثلاثين ألفاً .

وعلى سبيل المثال أيضاً، لا أحد منهم يهمّه سجل الرئيس "ديورات" بعد أن مات (عن 64 عاماً في 23 شباط 1990) في الولايات المتحدة إثر إصابته بسرطان المعدة (بالمناسبة رفض الإستقالة وتسليم الحكم ديمقراطيّاً حتى بعد أن أخبره الأطباء أن فرصه في الحياة تتراوح بين 6 – 12 شهراً !) حيث كشف السفير الأمريكي في السلفادور "روبرت وايت" أن الرئيس "ديورات" كان يتسلّم دفعات ماليّة من وكالة المخابرات الأمريكية – CIA . وقد تساءل الكثيرون عن السبب الذي جعل السفير الأمريكي يكشف هذه المعلومة الخطيرة !.

وخلال تلك العقود المظلمة وبعدها استعانت الولايات المتحدة بالجيش الذي درّبت ضبّاطه في مدرسة الأميركيتين الإرهابية الشهيرة (راجع الحلقات السابقة لمزيد من المعلومات عنها) ، وبفرق الموت المرعبة التي كانت تدرّبها في الدول المجاورة الخاضعة لها وخصوصا الهندوراس . وعلى الرغم من كل ذلك البطش ، وبرغم الخسائر البشرية الجسيمة التي تحمّلتها القوى اليسارية، فإن قوّتها وإيمان الجماهير المسحوقة بها وانخراطها في صفوفها كان يتصاعد أيضاً .

 في أواخر السبعينات بدأت حكومة الولايات المتحدة بالإهتمام بقضيتين : أوّلاً بدأت سلطة سوموزا - دكتاتور نيكاراغوا - في التآكل ، ومن ثَمّ ستفقد الولايات المتحدة قاعدته التي تمارس منها قوّتها على الإقليم ؛ إقليم أمريكا الوسطى . ثانيا : وهذا أخطر من الأول ، فقد بدأت أسهم المنظمات الشعبية في السلفادور في الصعود : منظمة الفلاحين – الاتحادات والنقابات – والجمعيات الكنسية ودور المثقفين وخصوصا الطلبة واساتذة الجامعات . وبدأت هذه الجهات تقوم بأدوار في خدمة المجتمع، وهذا يهدّد خطط الولايات المتحدة بخطر الديمقراطية بالرغم من أنها تتشدّق بها.

# كارتر المدافع عن حقوق الإنسان هو قاتل الشعب السلفادوري ! :

--------------------------------------------------------------

مع تنامي التصفيات الدموية التي يقوم بها الجيش وفرق الموت ، في شباط 1980 أرسل رئيس أساقفة السلفادور "أوسكار روميرو" رسالة إلى الرئيس الأمريكي  "جيمي كارتر" – المتشدّق بحقوق الإنسان الآن - يتوسّل إليه ألّا يرسل مساعدات عسكرية للسلطة التي تحكم البلاد، موضحا أن تلك المساعدات تدعم القتل وتدمير المنظمات الشعبية التي تعمل من أجل احترام المتطلبات الأساسية للبشر . بعد أسابيع تم اغتيال "روميرو" في أثناء قداس كنسي . يفترض أن النازي الجديد " روبرتو د. أوبيسون " مسؤول عن ذلك مع ما لا يحصى من الفظائع الأخرى.

من هو "روبرتو د. أوبيسون" ؟ :

------------------------------

روبيرتو أوبيسون – كما أظهرت وثائق وكالة المخابرات المركزية مؤخرا - هو مؤسس حزب "أرينا" في السلفادور ، كان خلال عقد الثمانينات زعيم إحدى فرق الإعدام، وشارك في التخطيط لاغتيال الأسقف "روميرو" . كان أعضاء من "أرينا" ضالعين في أنشطة فرق الإعدام؛ كما أن هذه الفرق تجنّد أعضاء سابقين في الجيش والشرطة.

قاد أوبيسون فرق الموت في السلفادور من 1978 حتى 1992، وبعد اغتيال القس روميرو بستة اسابيع، أُلقي القبض عليه في إحدى المزارع مع مجموعة من الجنود ومعهم أسلحة ووثائق وأموال تثبت تمويلهم لفرق الموت . هرب إلى غواتيمالا ثم عاد بعد تهديدات من الفصائل اليمينية المسلّحة، وقام بشجب الحكومة وإعلان أسماء ليساريين على شاشة التلفاز، قُتلوا كلهم بعد ذلك من قبل فرق الموت . قالت "الواشنطن بوست" في آب 1981 : أن أوبيسون أعلن أن هناك حاجة لقتل بين 200000 – 300000 سلفادوري (وهم المناضلون الشعبيون) لاستعادة السلام في السلفادور . ثم أسّس حزب "أرينا" ليكون رئيسه مدى الحياة . ويجب على كل أعضاء الحزب أن يقسموا بالدم على ولائهم للنازي الجديد أوبيسون . في سنة 1993 سمّت لجنة التحقيقات التابعة للأمم المتحدة في السلفادور الضباط الذين ارتكبوا أسوأ الفظاعات في الحرب الأهلية، وتبيّن أن ثلثيهم تدربوا في فورت بيننغ. ومنهم روبرتو دي أوبويسون، قائد فرق الموت وقتلة رئيس الأساقفة أوسكار روميرو ومجموعة من القساوسة اليسوعيين.

# خدعة الصحافة الأمريكية المُحايدة :

------------------------------------

أُقيم قداس جماعي في الذكرى العاشرة لاغتيال روميرو حضره الآلاف من الفلاحين والفقراء والكثير من الأساقفة الأجانب ولاحظ الجميع غياب الولايات المتحدة . وطلبت كنيسة السلفادور رسميا من الفاتيكان اعتبار روميرو "قدّيسا" . مرت كل تلك الأحداث (نشاط روميرو في مجال حقوق الإنسان – اغتياله – القداس الجماعي الهائل في ذكراه – طلب كنيسة السلفادور من الفاتيكان اعتباره قديسا ) بصمت في الصحافة الأمريكية "الديمقراطية" ، ولم يشر إليها الإعلام الأمريكي من قريب أو بعيد . حتى "النيويورك تايمز" جريدة السجلات والتواريخ لم تنشر شيئا ، ولا حتى عن الإغتيال الذي قام به رجال تم تدريبهم بواسطة حكومة الولايات المتحدة والتي قدّمت لهم الدعم المالي والسياسي كما سنرى.

# فرق الموت الأمريكية تبدأ بالعمل :

-----------------------------------

في 7 آذار عام 1980 ، وقبل حادثة الإغتيال بأسبوعين ، اشتعلت حرب حكومة السلفادور ضد شعبها (تحت دعم وتورّط حكومة الولايات المتحدة) . كان الهجوم الرئيسي الأول في "ريو سومبول" ، حيث أسفر تعاون جيش السلفادور مع جيش هندوراس عن ذبح ما يزيد على 600 من المواطنين . مزّقوا أجساد الأطفال إربا ، وعذّبوا النساء وأغرقوهن ، واستمر العثور على أجزاء من الجثث عدة أيام بعد المذبحة . شاهد المذبحة مراقبون من الكنيسة فأعلنوا عنها ، ولكن لم يكن في ذلك أحداث تهم الإعلام الأمريكي ولا الصحافة الأمريكية.

ارتفع عدد القتلى في عام 1980 آخر أعوام رئاسة الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" إلى عشرة آلاف، ثم ثلاثة عشر ألفا في أولى سنوات الرئيس الأمريكي "رونالد ريغان" . في أكتوبر عام 1980 أدان رئيس الأساقفة الجديد حرب الإبادة التي تشنها قوات الأمن ضد المدنيين العزل . بعد شهرين حيّا القتلة قائد "قوات الأمن" المعتدل المُفضّل لدى الولايات المتحدة " جوزيه نابليون ديورات " على أعمالهم البطولية مع الشعب ضد الفتنة ، وذلك عند تولّيه الرئاسة المدنية لـ "الجونتا" (الجونتا هي الحكومة الثورية للمجلس العسكري في السلفادور التي جاءت في انقلاب عام 1979).

لعب ديوارت المُعتدل المُفضل دور ورقة التين بالنسبة للحكام العسكريين ، ليؤمّن لهم استمرار تدفق الدعم الأمريكي ، خاصة بعد أن عرّى النظام نفسه باغتصاب وقتل أربع راهبات أمريكيات . تلك العملية التي أثارت "بعض" الإحتجاج في الولايات المتحدة ، فاغتصاب السلفادوريات شيء ، واغتصاب وقتل الأمريكيات شيء آخر جد مختلف . وهو بكل تأكيد خطيئة كبرى في عالم العلاقات العامة . تحاشت وسائل الإعلام الأمريكية القصة ، تحت قيادة محامي حقوق الإنسان الرئيس "كارتر" ولجنة التحقيق التي أرسلها .  

ذهبت إدارة "كارتر" لأبعد من ذلك في تكريس وتبرير الوضع خصوصا وزير الخارجية "إلكسندر هيغ" ومندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة "جين كيركباتريك" ، واستحق الوضع إقامة محكمة شكلية – بعد سنوات – تم فيها رسميا تبرئة الحكومة السلفادورية ومن يدعمها ويدفع لها .

تم القضاء على الجريدتين اللتين نشرتا فظائع الجونتا على الرغم من أنهما لم تكونا في اتجاه المعارضة ، فقد تم اغتيال رئيس تحرير واحدة ، واضطُر الثاني للهرب من البلاد ، لم تذكر الصحف الأمريكية "الديمقراطية" ذلك إلّا بكلمات قليلة .

# المجازر تستمر :

--------------------

في تشرين الثاني عام 1989 اغتال الجيش ستة قساوسة من الجيزويت ومعهم طاهيتهم وابنتها بطريقة الذبح والتقطيع وتهشيم الرؤوس . وفي الأسبوع نفسه اغتال الجيش ما لا يقل عن (28) من المواطنين بينهم : رئيس أحد الاتحادات، ورئيسة منظمة النساء الجامعيات ، وتسعة من أعضاء إحدى الجمعيات الزراعية الهنود ، وعشرة من طلبة الجامعة (بالمناسبة لعب طلبة المدارس المتوسّطة والثانويّة دورا عظيما في مقاومة الديكتاتورية في السلفادور !).

ذكرت الأسوشيتدبرس أن الجنود اقتحموا حيّاً عماليا في العاصمة واقتادوا ستة رجال ، ومعهم صبي في الرابعة عشرة، وضعوهم أمام حائط ثم أطلقوا عليهم الرصاص . لم يذكر الإعلام الأمريكي شيئا عن هذه الحادثة أيضاً.

اغتالت كتيبة (أتلاكاتل) قساوسة الجيزويت ، وهي كتيبة رفيعة المستوى أنشأتها ودرّبتها وسلّحتها الولايات المتحدة . تشكّلت تلك الكتيبة عام 1981 ، عندما أرسلت مدرسة القوات الخاصة الأمريكية خمسة عشر خبيرا في مقاومة التمرد للسلفادور . استفتحت الكتيبة عملها بالقتل الجماعي . وصف مدرّب أمريكي جنود الكتيبة قائلا : "متوحشون تماما .. كنا نجد صعوبة في إقناعهم بالحصول على مساجين أحياء بدلا من آذان وأعضاء جثث القتلى" .

في كانون الأول عام 1981 شاركت الكتيبة في حفل قتل جماعي لأكثر من (1000) من المدنيين . زخر الحفل بعمليات الاغتصاب والحرق . بعد ذلك شاركت في قصف القرى بالقنابل وقُتل مئات المدنيين بطلقات الرصاص وبإغراقهم وبوسائل أخرى . مَثّل النساء والأطفال والعجائز القسم الأكبر من الضحايا .

في السفادور الديمقراطية كان يتم تجنيد المراهقين والفتيان من سن ثلاث عشرة إجباريا ، ليتم تلقينهم أساليب النازي في القسوة والقتل مع تطعيم ذلك بالإغتصاب .

وصف أساليب جيش السلفادور هارب من الخدمة (احتُفِظ باسمه – حسب تشومسكي - سرّاً كي لا تتعقبه فرق الموت) على الرغم من طلب وزارة الخارجية الأمريكية إعادته إلى السلفادور (طبعاً لكي يتم قتله). قال :

"كان على المتطوعين للخدمة أن يقتلوا الكلاب والنسور بليّ رقابها ، ويشاهدوا تعذيب وقتل من يُشتبه في انشقاقهم ، بنزع أظافرهم وذبحهم وتقطيع أوصالهم ثم العبث واللعب بتلك الأوصال" .

# أبشع طرق قطع الرؤوس والتمثيل بجثث الضحايا:

--------------------------------------------------

حكى ورسم القسيس الكاثوليكي "دانيال سانتياجو" في جريدة أمريكا التي يصدرها الجيزويت عن فلّاحة عادت إلى منزلها يوما لتجد أطفالها الثلاثة وأمها وأختها جالسين حول المائدة ، ورأس كل منهم أمامه . ويداه ممسكتان رأسه المفصول ، ووسط المائدة إناء كبير من البلاستك ملىء بالدم . وطبقا لهذا القس :

"لاتكتفي فرق الموت بقتل المواطنين في السلفادور ، بل تفصل رؤوسهم وتضعها على خوازيق . تنزع أحشاء الرجال وتقطع أعضاء ذكورتهم وتضعها في أفواههم . لا يكتفي الحرس الوطني باغتصاب النساء بل بقطع أرحامهن ، ولا يكتفي بقتل الأطفال بل يسحلهم على الأسلاك الشائكة أمام أعين آبائهم" .

تم ذبح عشرات الألوف من السلفادوريين ، وتحوّل أكثر من مليون مواطن إلى لاجئين .

# ما هي فرق الموت أو كتائب أتلاكتل ؟ :

-----------------------------------------

فرق الموت أو كتائب أتلاكاتل (بالإسبانية: Batallón Atlacatl) هم عناصر من قوات الجيش السلفادوري، والتي تم تشكيلها وتدريبها تحت إشراف العقيد الأمريكي "جون ديفيد فاغلشتاين" حيث تولّت مهمة تدريبها قوات البيريهات الخضراء (القبعات الخضراء) ، كانت مهمة هذه الفرق القضاء على التواجد الشيوعي ومساندة الحكومة السلفادورية المُعيّنة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في بسط سيطرتها على السلفادور، وقد ارتكبت فرق الموت العديد من المجازر والانتهاكات لحقوق الإنسان خلال فترة الحرب الأهلية في السلفادور والتي امتدت لأواخر عام 1991 م ، وذلك بدراية من الولايات المتحدة الأمريكية وبموافقتها وتدريبها وتسليحها.

وقد تحدّث الفيلسوف الراحل "روجيه غارودي" عن فرق الموت السلفادورية هذه مؤكّداً المعلومات السابقة ومضيفاً معلومات أخرى قائلاً :

(في تشرين الثاني 1989 وصف الأب "يغناسيو إيلاكوريا" ، الذي اغتيل فيما بعد ، وصف السلفادور بأنها : "الحقيقة المُمزقة بجروح تكاد تكون مميتة". كان قريباً جداً من رئيس الأساقفة "روميرو" الذي كتب إلى الرئيس "كارتر" يطلب منه إيقاف المساعدات للفئة الحاكمة لإيقاف "الحرب  الخاصة" التي تسحق كل تنظيم شعبي بدعوى الشيوعية والإرهاب . وطلب أن لا تتدخل الولايات المتحدة من خلال الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية لأنها ستعرّض الشعب السلفادوري لمخاطر الفناء . في آذار 1980 اغتيل المونسيور روميرو رئيس اساقفة السلفادور بينما كان يرعى قداساً كنسياً . وعدت الولايات المتحدة بأنها ستعيد تقييم منح المساعدات للفئة الحاكمة . وأعقب هذه الوعود عملية الإغتيال، وسحقت قوى الأمن المنظمات الشعبية بشراسة ووحشية مُنكرة ، على غرار مذبحة "ريو سامبول" التي وقعت في ظل صمت وسائل الإعلام المقهورة . أعضاء كتيبة أتلاكاتل درّبتهم الولايات المتحدة على إطاعة رؤسائهم الذين يكلّفونهم باغتيال رجال الدين .. عمداً وبأعصاب باردة . وصفهم جنرال أمريكي يعمل في مدرسة الأمريكيتين الحربية بأنهم : "متوحشون . نعلّمهم كيف يسجنون الناس ، فكيف عندما يقطعون آذانهم ؟" .  شاركت هذه الوحدة في كانون الأول 1981 في عملية قُتل خلالها مئات من المدنيين في حفل قتل صاخب رافقته عمليات اغتصاب وحرق . وقدّر المكتب القانوني للكنيسة عدد الضحايا بأكثر من ألف قتيل . وتتابع هذا الأسلوب فقُصفت قرى ومات مئات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ حصدهم الرصاص أو أميتوا غرَقاً . هذا هو باختصار ما سُمّي بـ "الحرب الخاصة في السفادور" بدءا من العملية العسكرية التي جرت على نطاق واسع في أيار 1980 عندما ذُبح (600) مدني ومُثِّل بجثثهم في ريوسومبول . وقد اشترك في هذه المذبحة الجيشان السلفادوري والهندوراسي . تابعتها الكنيسة وكل الصحافة الأجنبية عدا الأمريكية لأنها شاركت عمليّاً في الحرب النفسية حسب الدور المرسوم لها . أكدت لجنة المحامين في رسالة إلى وزير الدفاع "ديك تشيني" بأن قَتَلة رجال الدين جرى تدريبهم من قبل القوّات الخاصة الأمريكية إلى ما قبل المجزرة بثلاثة أيام . وأنّ الجنود الأمريكان كانوا متخفّين لبضعة أيام في فندق "سان سلفادور" خلال الحدث الذي أثار ضجة كبرى) .

# سؤال إلى السيّد االقارىء :

---------------------------

هل يعتقد السيّد القارىء العراقي أنّ ما حصل في السلفادور من فرق موت وأساليب وحشية في قتل المواطنين لإثارة الحرب الأهليّة له علاقة بالعراق بعد عام 2003 ؟

# لماذا كان رجال الدين يطلبون من أمريكا إيقاف المساعدات للحكومة السلفادورية :

-----------------------------------------------------------

يقول "تشومسكي" :

(السلفادور حصلت أوّلاً على (6) مليارات دولار كمساعدة من الولايات المتحدة . كان في مقدمة المنتفعين منها جنرالات الجيش وقادة قطاع الأعمال والتجارة وزعماء حزب "أرينا" الذين يقودون عمليات الإغتيال. قبل انتخابات عام 1994 عزا تقرير لجنة تقصّي الحقائق عن السلفادور التابعة للأمم المتحدة (85%) من أعمال العنف إلى قوّات الأمن المُدرّبة من قبل الولايات المتحدة ، و (10%) إلى فرق الموت المُرتبطة بقوّات الأمن، وإلى مجتمع رجال الأعمال المُرتبط بالولايات المتحدة . وعليه فإنّ أي مساعدة أمريكية – مهما كانت بسيطة - سوف تُعزّز قوّة وطغيان الحكومة التي تقوم بقتل الشعب السلفادوري .
# لجنة تقصّي الحقائق : 22 ألف شكوى في البداية !:

--------------------------------------------------

تصوّر أخي القارىء أن هذه اللجنة التحقيقية التي شكّلتها الأمم المتحدة تسلّمت في بداية عملها (22) ألف شكوى من مواطنين سلفادوريين حول الإغتيالات والإخفاء والتعذيب !!

وحتى في عام 2014 كان المحامي "كارلوس سانتوس" المدافع عن حقوق الإنسان يستقصي عن ذوي الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في السجل الأصفر، وهو أول قائمة تُنشر عن الأهداف البشرية التي أعدّتها القيادة العسكرية العليا في سنوات الحرب.

والسجلّ المعلّم بعبارة "سرّيّ" عُثر عليه قبل ثلاث سنوات ويضم أسماء 1900 شخص، قُتل 200 منهم وأُخفوا، ويُشار في السجل إلى أولئك الأشخاص باعتبارهم أعداءً للدولة وأعضاءً في جماعات مسلحة تقاتل معاً تحت لواء جبهة التحرير الوطني التي تُعرف اختصاراً بـ"إف إم إل إن - FMLN". وكان معظم أولئك الأشخاص مفكرين وكتابا وصحفيين ومهنيين ونقابيين. وكان بعضهم عمالا وفلاحين.

# جانب من ديمقراطيّة الصحافة الأمريكية :

الصحفي "توماس ووكر" وانتخابات السلفادور المزوّرة :

------------------------------------------------------

في آذار 2004 وخشية من أن تأتي نتيجة الانتخابات في السلفادور الإختيار ، فإن حبل حياة البلاد – التحاويل النقدية من الولايات المتحدة ، وهي ركيزة أساسيّة من ركائز "المعجزة الإقتصادية" التي تهوّس لها أمريكا – قد يُقطع من بين عواقب أخرى كما أشاعت ذلك الإدارة الأمريكية . كما أنهم أوضحوا طبيعة مهمّتهم بأن قدّموا ما أنجزوه في السفادور كمثال يُحتذى في العراق . وردّاً على التغطية الإعلامية المناصرة لهذا الموقف الصفيق ، قام الصحفي "توماس ووكر" أحد أبرز المختصين في شؤون أمريكا اللاتينية ، بتوزيع مقالة تعبر عن رأيه على الصحف في أرجاء البلاد كافة، يصف فيها الإنتخابات التي وُصفت بأنّها "حرّة" بالقول :

 (في ظل الهيمنة الأمريكية : جرت هذه الإنتخابات على خلفية من الإرهاب الذي ترعاه الدولة ، والذي أزهق أرواح عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء ، وأصاب المجتمع المدني بالشلل ، وأخرس بالكامل صوت الإعلام والمعارضة ، المرشحون كانوا حصراً من طيف سياسي واحد ، هُدّد الممتنعون عن الإقتراع بالموت ، وكانت أوراق الإقتراع مُرقّمة ومُتسلسلة ، أي من السهل التعرّف عليها ، وتُلقى في صناديق بلاستيكية شفّافة تحت أبصار الجنود المسلحين، وكانت من الشفافية بحيث يمكن قراءة ما كُتب في ورقة الإقتراع حتى وإن كانت مطويّة كما ينبغي).

لم تُنشر المقالة على الإطلاق. كان "ووكر" يُرسل عدة مقالات في السنة إلى صحيفة "نيويورك تايمز" عن نيكاراغوا ، ولا واحدة وجدت طريقها للنشر .

# حالة ثانية تفضح ديمقراطيّة الصحافة الأمريكية :

تشومسكي :

انتخابات السلفادور عام 1994 أنموذج للانتخابات الأمريكية المزوّرة :

-----------------------------------------------------------

إذا كانت الصحافة الأمريكية لم تنشر مقالات الصحفي توماس ووكر عن تزوير انتخابات عام 2004 ، فإنها لم تنشر أيضاً مقالات مهمة للمفكر "تشومسكي" قبل ذلك عن انتخابات عام 1994 في السلفادور (وكذلك مقالة خطيرة له عن دفن آلاف الجنود العراقيين وهم أحياء عام 1991 اضطُر إلى نشرها في صحف ثانويّة في بريطانيا) . يقول تشومسكي :

(في نيسان 1994 وصل مشروع "نشر الديمقراطية" على الطريقة الأمريكية إلى السلفادور، فالانتخابات التي جرت في الثمانينات جاءت لتعطي شرعية للنظام الإرهابي المدعوم أمريكيا في البلاد، ولقيت الترحيب باعتبارها خطوة راسخة نحو الديمقراطية (الأدق استعراض الديمقراطية) .. كانت مسرحية .. عشرات الآلاف من الناخبين لم يجدوا أسماءهم في قوائم المنتخبين .. وتمّ استبعاد (74000) ناخب أغلبهم من المعارضة بحجة أنّهم ليس لديهم شهادات ميلاد . (300000) صوت تم استبعادهم عبر تزوير جماعي فاضح . 10% من الناخبين لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم . تمكّنت الحكومة من تجنيب وصول قوائم انتخابية إلى أيدي (340000) ناخب، وأُبطلت قوائم (80000) آخرين أغلبهم يعيشون في مناطق تسيطر عليها جماعات مسلحة . كشفت المعارضة قوائم بأسماء المتوفين ليتم حسابها للحكومة .. دعمت الولايات المتحدة حزب "أرينا"  وحزب فرق الموت . الجيش والشرطة الذين دربتهم وسلّحتهم الولايات المتحدة هم القوى الإرهابية الرئيسية وأوّل المسؤولين عن المجازر هو نائب الرئيس والمرشح الرئاسي في انتخابات 1994 . قبيل الإنتخابات بدأت عمليات الإغتيال لنقابيين وشهدت البلاد "ارتفاعا فلكيا في جرائم الإغتيال" ، وكان الجيش والشرطة منخرطين فيها باعتراف الأمم المتحدة ومنظمة الأمريكيتين للمراقبة . انتشرت شائعات أن الحرب ستعود من جديد إذا لم يفز حزب أرينا . الخوف جعل 45% من الناخبين لا يذهبون لإحساسهم بعدم الجدوى من الإنتخابات أيضا . الإرهاب الحكومي سبّب "اللامبالاة" مع تفكيك القوى الشعبية وهروب قادتها خوف الإغتيال) .

# سفالة في استغلال معاناة السجناء السياسيين :

----------------------------------------------

في مايو 1986 نُشرت مذكرات السجين الكوبي "إرماندو فالاديرز" . وسرعان ما أصبحت حديث الإعلام وهجوم على "كاسترو" الديكتاتور المجرم  .. وهكذا. استُقبل هذا الرجل في البيت الأبيض بيوم حقوق الإنسان واختير من قبل الرئيس "ريغان" ممثلا للولايات المتحدة في لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حيث تمكن من تقديم خدمات بالدفاع عن حكومتي غواتيمالا والسلفادور ضد التهم الموجهة إليهما بارتكاب جرائم وحشية تجعل أي شيء عانى منه "فالا ديرز" يبدو ضئيلا !

كان هذا في مايو 1986 ، لكن في نفس الشهر تم القبض على أعضاء مجموعة حقوق الإنسان في السلفادور وعُذّبوا . ومن بينهم قائد الجماعة "هيربرت أنايا" رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في السلفادور ، وأُرسلوا إلى سجن الأمل "لاسبيرانتزا" . وبينما هم في السجن، واصلوا الدفاع عن حقوق الإنسان ، فقد كانوا محامين بلغ عددهم (432) محامياً في هذا السجن . وقد قاموا بتوقيع بيان كتابي وقّعه (43) محاميا شرحوا فيه أساليب التعذيب التي لاقوها بالكهرباء وغيرها ، وهذا التقرير مكوّن من (16) صفحة تم تسريبه خارج السجن . بالإضافة إلى شريط فيديو صُوّر فيه الأفراد وهم يقدمون شهاداتهم داخل السجن حول التعذيب . وقد تم توزيعه . رفضت الصحافة الأمريكية القومية وقنوات التلفزيون الأمريكية تغطيتها . لم يكن "أنايا" هدفا لأي ثناء ، ولم يُدع إلى حفل حقوق الإنسان ، كما لم يُعين بأي منصب ، قد تم الإفراج عنه في صفقة تبادل للسجناء ، ثم اغتيل بواسطة قوات أمنية تساندها الولايات المتحدة . ولم تطرح وسائل الإعلام تساؤلات حول ما إذا كان كشف هذه الجرائم بدلا من السكوت عليها لربما أنقذ حياته من الموت . وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على الطريقة التي يُدار بها نظام جيّد لتصنيع الإجماع أو "هندسة الموافقة – ingineering of consent " وعند مقارنة ما كشفه "هيربرت أنايا" في السلفادور فإن مذكرات "فالاديرز" تبدو أشبه بالحبّة إلى جانب الجبل.

# الآن .. نجيب على "سؤال إلى السيّد القارىء :

----------------------------------------------- 

كنّا قد سألنا السيّد القارىء سؤالاً هو : هل يعتقد أنّ ما حصل في السلفادور من فرق موت وأساليب وحشية في قتل المواطنين لإثارة الحرب الأهليّة له علاقة بالعراق بعد عام 2003 ؟

والجواب ببساطة وإيجاز صادم هو :

نعم . لما حصل في السلفادور من فرق موت وأساليب وحشية في قتل المواطنين لإثارة الحرب الأهليّة علاقة بالعراق بعد عام 2003 برغم بعد المسافات ، ليس لأن الجهة التي خلفها واحدة حسب بل لأن الأشخاص المخطّطون والمنفّذون الرئيسيون هم نفسهم ... وبالأسماء .

من الذي أشرف على تشكيل وتدريب فرق الموت في السلفادور في الثمانينات ؟

إنّه "جون نغرو بونتي" سفير الولايات المتحدة السابق في هندوراس (1981 – 1985) وسفيرها المقبل في العراق (1984 – 1985) بعد عام 2003 .

من الذي ساعده في تشكيل وتدريب فرق الموت في السلفادور ؟

إنّه "جيمس ستيل" ، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة الامريكية دشّن خبرته في فيتنام حيث أمضى عشر سنوات بين 1965  - 1975 ، قبل أن يتحوّل لإدارة المهام العسكرية الامريكية في السلفادور في ذروة الحرب الأهليةِ في تلك البلاد (1984 – 1986) حيث شكل قوّات بمستوى لواء، وكان مسؤولا عن اختيار وتدريب الوحداتَ الصغيرةَ (أَو فرق موت) التي تباهت يمسوءوليتها عن ايقاع 60 % من الإصاباتِ في "حملة مكافحةِ التمرّد" في السلفادور . هولاء الضحايا كانوا بالأساس عشرات الالاف من المدنيين العُزل.

كان الكولونيل ستيل، طبقاً لرواية عضو الكونغرس الأمريكي "دينيس كوسينيتش"، مسؤولاً عن “خطة نُفّذت في السلفادور “اختفى” أو قُتل بنتيجتها عشرات الآلاف من السلفادوريين، بمن فيهم الأسقف أوسكار روميرو وأربع راهبات أمريكيات". وخبرة "ستيل" هي في (نشر الرعب من خلال تطبيق اقصى انواع العنف) حسب وصف الكاتب "ماكس فولر" عن حملات مكافحة التمرد الامريكية في امريكا اللاتينية .

وكمعلومة إضافية فإن "ستيل" كان قد أُدِين سابقاً بالكذب تحت القسم، على لجنة كونغرس أمريكية حول دوره في إرسال السلاح إلى قوات التمرد في نيكاراغوا لإسقاط حكومة الساندنيستا هناك بقيادة الرئيس المنتخب "دانييل أورتيغا" . لكن نائب الرئيس بوش، "ديك تشيني" لم ينس "فضائله" في السلفادور، والذي كان قد زارها أكثر من مرة عندما كان عضو كونغرس.

ويقول الصحفي "ماكس فولر - Max Fuller مؤلف كتاب "العراق : الخيار السلفادوري يصبح حقيقة" إن "نيغرو بونتي" جلب إلى فريقه في العراق معاونه السابق الكولونيل المتقاعد "جيمس ستيل" الذي عمل معه في السلفادور في إطار إعادة تطبيق "الخيار السلفادوري" في العراق . أعلنت عن هذا الخيار : شبكة ان بي سي NBC الأمريكية بتاريخ 8 كانون الثاني عام 2005 ، ومجلة نيوزويك في التاريخ نفسه ، مجلة امريكان بروسبيكت في 1 كانون الثاني 2004 ، وكلّها أشارت إلى أن البنتاغون درس تطبيق "الخيار السلفادوري" في العراق .

# نفس الأساليب في السلفادور والعراق ! :

----------------------------------------

يقول تشومسكي :

(لم تكن الأساليب طيبة جدا . لم يكن عمل القوات التي حركناها في نيكاراغوا أو عمل وكلائنا الإرهابيين في السلفادور أو غواتيمالا ، لم يكن عملهم هو القتل العادي ، ولكن كان بصفة رئيسية القسوة والتعذيب السادي : تعليق النساء من أقدامهن بعد قطع أثدائهن وتقشير بشرتهن – قطع رؤوس الناس وتعليقها على خوازيق – رطم الأطفال بالحوائط . الفكرة هي سحق الوطنية التي تدعو للإستقلال ، والتي قد تجلب الديمقراطية الحقيقية).

كانت أبشع المذابح في تاريخ أميركا اللاتينية وقعت في قرية إل موزوتي بالسلفادور، في كانون الأول عام 1981، حيث قتلت كتائب أتلاكاتيل الأميركية التدريب أكثر من 800 شخص في حملة على الثوار. وتشهد المواطنة "ماريا ريسينوس" أن أختها قُتلت وهي حامل في شهرها الثامن، حيث أمسكوا بها، ثم بقروا بطنها، وأخرجوا الجنين من رحمها، ثم قذفوا به عاليا ثم تلقَّوْه بسكّين.

# ونفس القوّات أيضاً ! :

------------------------

وحسب الصحفي ماكس فوللر فإنّ الشيء المُرعب حقا هو أنّ معظم المرتزقة الذين تأتي بهم شركات ستيل والشركات الأمنية الأخرى هم أفراد من نفس فرق الموت تلك : فقد امتلأ العراق بسفّاحين من السلفادور ونيكاراغوا والهندوراس.

يعلّق "روجيه غارودي" على ذلك بالقول :

(70% من مقاتلي الشركات الأمنية في العراق من القتلة المتمرسين في السفادور ، فالقتلة المُتمرّسون من جهاز إرهاب الدولة الذي أداره "رونالد ريغان" في الثمانينات بوسعهم أن يتقاضوا أجرا أفضل من خلال مزاولة صنعتهم في العراق مما لو عملوا في خرائب المجتمعات في ديارهم) .

# ضحية سلفادورية يتحدّث عن فاجعة أبي غريب العراقية :

---------------------------------------------------------

يقول "فرانسيسكو" الذي تمّ اعتقاله من قبل الحرس القومي السلفادوري في يونيو من عام 1980 بتهمة مساعدة الثوار وكان في ذلك الوقت يعمل لصالح الكنيسة الكاثوليكية برفقة اثنتين من الراهبات الأمريكيات الأربع اللواتي تم اغتصابهن وقتلهن بطريقة بشعة في وقت متأخر من ذلك العام:

(جروحنا ما زالت مفتوحة إلى الآن، وهي ليست من النوع الذي يُضمّد ويندمل مع الأيام. قد لا يُدرك من لم يعيشوا التجربة كم كان حجم معاناتنا عندما أطّلعنا على صور التعذيب في أبو غريب وغيرها من صور الذين عُذّبوا وقُتلوا بوحشية على أيدي المرتزقة التشيليين والهندوراسيين الذين تستخدمهم الولايات المتحدة الآن في العراق مقابل المال. وبرغم إننا نراجع الأطباء ونتلقى المساعدة، لكن ذلك غير كاف بحد ذاته، فأنت كلما ترى الصور تستعيد كل شيء كأنه حدث بالأمس. فالأساليب المُستخدمة في التعذيب هي نفس الأساليب التي استُخدمت ضدنا في السابق: الصدمات الكهربائية، الضرب المبرح، الاغتصاب ليلا ونهارا. لأن المشرفين على التعذيب هم نفس الأشخاص الذين تدرّبوا على تلك الأساليب في نفس المعهد المذكور).

# عودة إلى مدرسة الإغتيالات والإنقلابات:

-----------------------------------------

ما هو المعهد المذكور الذي يدرّب القتلة والذي ذكره هذا الضحية السلفادورية في نهاية حديثه ؟

إنّها مدرسة الأمريكيتين للتدريب العسكري التي تحدثنا عنها كثيرا وتكرارا في الحلقات السابقة والتي نقلتها الولايات المتحدة من بنما إلى أراضيها ثمّ غيّرت اسمها إلى (معهد نصف الكرة الغربي للتعاون الأمني) ولكن جوهرها ظل ثابتا كمدرسة تدرّب العسكريين على الإرهاب والإغتيالات والتعذيب ليصبحوا فرق موت في بلدانهم :

في نهاية شهر تشرين الثاني من عام 2005 تجمع ما يقارب الـ 19,000 شخص أمام (معهد نصف الكرة الغربي للتعاون الأمني) وهو المعهد الذي كان يُطلق عليه حتى عام 2001 اسم (مدرسة الأمريكيتين) ومقرّه في جورجيا في مظاهرة مناهضة للتعذيب دعوا من خلالها إلى وضع حدٍ لنشاطات هذا المعهد الذي سبق ان تعرض إلى موجة انتقادات محلية عنيفة بدأت في عام 1996 بعدما نشر البنتاغون على الانترنيت دليلاً للتدريب يستخدمه هذا المعهد تضمن دروسا عن التعذيب والابتزاز والتصفيات الجسدية. ومنذ ظهور المعهد في عام 1946 ومئات الجرائم المروّعة تُنسب إلى المتخرّجين منه، ومنها عملية اغتيال رئيس أساقفة السلفادور أوسكار روميرو، واغتصاب وقتل أربع راهبات أمريكيات في عام 1980 في السلفادور، وتنفيذ المذبحة التي راح ضحيتها المئات من المدنيين في قرية الموزوتو.

وبينما يدّعي المسؤولون عن المعهد بان تلك الأيام قد أصبحت تنتمي إلى زمن مضى منذ تغيير اسم المدرسة في عام 2001، فان الآلاف الذي قدموا للمشاركة في تظاهرة هذا العام، ومن بينهم شهود ارتبطت أسماؤهم بجرائم التعذيب تلك، لهم رأي أخر مختلف عن هذا الرأي).

# تواطؤ الإعلام خطيئة .. لكن ماذا نسمّي تواطؤ المثقفين .. ؟ :

-------------------------------------------------------------

يقول "تشومسكي" :

(حصل اختبارٌ آخر للعقيدة الجديدة في منتصف تشرين الثاني في الذكرى العاشرة لاغتيال ستة مفكرين أمريكيين لاتينيين بارزين مع آخرين كثيرين بينهم رئيس جامعة السلفادور الرئيسية في مجرى اهتياج إجرامي آخر لكتيبة نخبوية من قوات الإرهاب التي تديرها أمريكا والتي تُدعى "الجيش السلفادوري"، والتي خرجت لتوّها من جلسة تدريب قام بها أفراد الوحدات الخاصة الأمريكية . لم تظهر أسماء المفكرين اليسوعيين الذين قُتلوا في الصحافة الأميركية . ولن يذكر أسماءهم أو يقرأ كلمة مما كتبوه أحدٌ إلّا قلّة .

المثقفون السلفادوريون الستة تهشّمت جماجمهم وتطاير نخاعهم وقُتلت معهم مدبرة منزلهم وابنتها على يد كتيبة من النخبة التي سلّحتها ودربتها واشنطن. وكانت تلك الكتيبة تملك سجلا حافلا بالفظاعات والأعمال الدموية . وتمّ ركل جثث هؤلاء المثقفين برفسة أخرى في الوجه، فبُعيد حادثة القتل مباشرة زار "فاسلاف هافل" "المثقف" و"الفيلسوف" وأول رئيس تشيكي مُنتخب ، زار واشنطن لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس حيث استُقبل بعاصفة من التصفيق - وقوفاً - لإشادته بـ "حُماة الحرّية" الذين سلّحوا ودرّبوا قتلة المثقفين الأميركيين اللاتينيين البارزين الستّة ، مثلما يعرف هو جيدا ومثلما يعرف مستمعوه بالتأكيد . وقد حظي تقريضه الحار لذواتنا المجيدة بعد هذه المنجزات كلها بتهليل ملؤه الإنتشاء من جانب كبار المعلّقين الليبراليين الذين رأوا فيه علامة أخرى على ولوجنا "عصرا رومانسيا"، وهزّهم صوت ضميره الذي تكلّم حُكماً عن المسؤوليات التي تدين بها البلدان كبيرها وصغيرها تجاه بعضها بعضا) حسبما ذكرت صحيفة "الواشنطن بوست".

# لمحات سريعة عن معجزة التنمية التي حقّقتها الولايات المتحدة في السلفادور :

--------------------------------------------------------------

# سرطان الإدمان :

في السلفادور 500000 مُدمن على المخدّرات، ويزداد الإدمان بين صغار السن خصوصا .

# المتاجرة بالأطفال وبيع الأعضاء البشرية :

(لقد كشفت لنا شركة أفلام كندية وثائقية عن الكثير من الخبايا في أمريكا اللاتينية في فيلم بعنوان "تجارة الأعضاء" . يعرض الفيلم عمليات قتل الأطفال لاستخراج أحشائهم وانتزاع أعضائهم للبيع . كانتزاع العيون على يد قراصنة من المشتغلين بالطب مسلّحين فقط بملاعق القهوة !!!! وقد وصلت هذه الإبداعات روسيا أيضا . وقد قدمت الولايات المتحدة الثناء والتقدير لحكومة السلفادور التي تقوم برعاية هذه الأعمال ، مادام ذلك "يحافظ على قيمنا وطموحنا" . وقد أعرب مسؤول في منظمة الدفاع عن حقوق الأطفال بأن "السلفادور تشهد اكبر تجارة في الأطفال" ولا تتضمن هذه التجارة خطف الأطفال وبيعهم فحسب ، بل لاستخدامهم أيضا في تصوير أفلام داعرة ولتقطيع أوصالهم وبيع أعضائهم . ولم تعد سرّاً العملية التي قام بها الجيش السلفادوري في حزيران 1982 حين قامت قوات الجيش التي درّبها الأميركان بتحميل الطائرات المروحية بخمسين طفلاً لم يرهم آباؤهم بعد ذلك. وقد ظهر هذا التقرير في صحيفة "الأوبزرفر" اللندنية في نفس اليوم الذي كانت فيه صحيفة "النيويورك تايمز" الأميركية تتحدث عن الإنجازات في نيكاراغوا والنجاح الذي تحقق في "مد رقعة" القيم الأميركية المشفوعة بالرحمة وأعمال الخير) كما يقول تشومسكي.

ويجب أن نلاحظ أن تجارة الأعضاء لم تكن تخفى على الأميركيين ، فالرئيس "كلنتون" صدّق على توصية مجلس الأمن القومي بفرض حصار على الصادرات التايوانية لمعاقبة تايوان بزعم فشلها في إيقاف تهريب قرون وحيد القرن وأعضاء الفهود . وجاء عنوان "وول ستريت جورنال" : "الولايات المتحدة ستعاقب تايوان للتجارة في أعضاء الحيوانات" . وحين نأتي إلى تجارة الأعضاء البشرية في البرازيل والسلفادور والمكسيك وغواتيمالا وغيرها من الدول المشتركة في هذه الجرائم لا نسمع أي نقد اميركي لها !!

# كارثة تصيب الطفولة :

ذكرت اليونيسيف في آخر تقرير لها الحقائق التالية عن الوضع الكارثي الذي يعيشه أطفال السلفادور :

  • ما يزال العنف السائد عاملا يحض على الهجرة، والتي تخلّف تأثيرا كبيراً على الأسرة، خاصة انتقال مسؤولية الأسرة المعيشية إلى المرأة.
  • أدى ارتفاع عدد الأطفال دون سن 18 سنة الذين تمت إعادتهم إلى وطنهم (سنبيّن معنى الإعادة في الفقرة التالية) إلى زيادة التعرّض لعنف العصابات، والانفصال عن الأُسر، والاستغلال.
  • لم يؤدي النمو الاقتصادي إلى الرفاه الاقتصادي بين السكان.
  • يعيش على الأقل 4 من كل 10 أشخاص في ظروف أفقر، ويُقدّر أن حوالي نصف إجمالي عدد الأطفال والمراهقين يعيشون في الفقر.
  • يؤثر الفقر السائد في القطاع الريفي، تأثيراً كبيراً على الأطفال، ولا سيما من حيث إمكانية الحصول على التغذية الكافية وخدمات المياه والصرف الصحي.
  • لا تتوفر لسبعين في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 عامل إمكانية الحصول على التعليم الثانوي.
  • تعانى السلفادور من أعلى معدل جرائم القتل في المنطقة.
  • كشف سبعون في المائة من الأطفال تعرضهم لسوء المعاملة في منازلهم.
  • بالرغم من الزيادات في الإنفاق على التعليم العام، إلا أن مستويات الإنفاق لا تزال غير كافية لتحقيق الهدف المتمثل في توفير التعليم العام.

# سفالة في تطبيق قوانين الهجرة :

---------------------------------

وهذا تعليق من صحيفة "السجل" حول قوانين الهجرة الجديدة القاسية آنذاك (1997) :

(لأن الولايات المتحدة سلّحت وموّلت الجيش السلفادوري الذي تسبّب في هروب آلاف المواطنين ، كان قلة من السفادوريين قادرين على الحصول على وضع اللاجئين في الولايات المتحدة الذي مُنح للكوبيين والفييتناميين وغيرم . أما القانون الجديد فيُعدّ كثيرا منهم مجرد أهداف للترحيل رغم أنهم كانوا يهربون من صراع مميت ، وهو صراع استمر من 1979 إلى 1992 حيث قُتل أكثر من  75000 شخص في السلفادور ، قتلَ معظمهم الجيش الذي تدعمه أميركا وفرق الموت التي تدعمها بدورها والتي أجبرت كثيراً من الناس على الهرب إلى الولايات المتحدة) كما يقول تشومسكي.

لعبة وقحة : الإعتراف الأمريكي يأتي دائما بعد ذبح الآلاف من الأبرياء :

------------------------------------------------------------  

عضو الكونغرس الأميركي "جيم ماكغفرن" اعترف لحلقة 30/11/2014 من برنامج "عالم الجزيرة" أن كثيرا من الناس قُتلوا بأسلحة أعطتها الولايات المتحدة الأميركية لحكومة السلفادور، وكثير ممن ارتكبوا بعض هذه الجرائم كانوا قد تدرّبوا في أميركا. مع العلم أن واشنطن ساندت قوات حكومة السلفادور خشية أن يهيمن اليساريون على أميركا الوسطى.

كما منحت الولايات المتحدة لجوءاً لضابطين كبيرين كانا في الجيش السلفادوري إبَّان الحرب وهما الجنرال غيليرمو غارسيا والجنرال فيديس كاسانوفا.

فما هي حكاية هذين الجنرالين السفّاحين ؟

# الولايات المتحدة حاضنة الإرهاب وحامية القتلة :

------------------------------------------------

على الرغم من أنّ العنوان السابق هو عنوان حلقة خاصّة مُقبلة إلّا أن سياق هذه الحلقة يفرض ذكر جانباً من معلوماتها . فلم تكتف الولايات المتحدة بتدريب وتسليح فرق الموت والجيش السلفادوري والإشراف على عملياتها الدموية فحسب، بل قامت أيضاً بتوفير ملاذات آمنة للقتلة السفّاحين الهاربين منهم ، من هؤلاء على سبيل المثال الجنرالان غيليرمو غارسيا وفيديس كاسانوفا.

يعيش الجنرال خوسيه غيليرمو في فلوريدا منذ تسعينات القرن العشرين. وكونه في فلوريدا معناه أنه يحظى برعاية "جب بوش" شقيق المجرم الكحولي "جورج بوش" الثاني" ، والإبن الثاني لمجرم الحرب الأكبر "جورج بوش الأول" (وبالمناسبة هو حفيد "جورج بوش الأكبر" صاحب أسوأ كتاب عن النبي "محمد" (ص) حيث وصف الرسول في هذا الكتاب بأوصاف بشعة ، ودعا فيه إلى قتل المسلمين وذبحهم أسوة بقتل وذبح الهنود الحمر !! وستكون لنا وقفة مستقلة على هذا الموضوع) . وبوصفه قائداً للجيش السلفادوري خلال الثمانينات، أشرف غارسيا على قتل آلاف الأشخاص عن طريق فرق الموت المرتبطة بالجيش.

ويقيم في فلوريدا أيضا - ولاية "جب بوش" المُشمِسة - خليفة غارسيا، الجنرال كارلوس فيدس كازانوفا، الذي كان يدير الحرس الوطني المرهوب الجانب. ووفقاً لتقرير لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السلفادور، قدّم فيدس الغطاء والحماية للذين اغتصبوا ثلاث راهبات أميركيات وعاملة علمانية وقتلوهن بطريقة بشعة جدا سنة 1980. وكان حاضراً شخصياً في مناسبتين على الأقل عندما كان يُعذّب الدكتور الجرّاح "خوان روماغوزا" . وفي النهاية تسببت الإصابات التي ألحقت بهذا الرجل في جعله غير قادر على ممارسة الجراحة.

وقد رفع ضحايا الجنرالين دعاوى عليهما لدى المحاكم الأميركية، لتتوصل هيئة محلفين عام 2002، إلى أنهما كانا مذنبَيْن بالمسؤولية عن تعذيب المُدّعِين، وارتكاب فظائع أخرى بحقهم.

# دليل رسمي مؤكّد على تورّط الولايات المتحدة :

----------------------------------------------

تشير الوثائق الرسمية الأميركية العائدة إلى مجلس الشيوخ الأمريكي إلى أنّه في أبريل عام 1984 رفض مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون يُلزم الحكومة الأمريكية بوقف العمل في إقامة قواعد حربية ومنشآت عسكرية في هندوراس لاستخدامها ضد الثوار في السلفادور، وضد حكومة نيكاراجوا التي تعترف بها الحكومة الأمريكية.

كما تشير الوثائق أيضاً إلى أنّه في 17 حزيران 1954 حصل انقلاب على الرئيس الغواتيمالي "أربنز" (راجع الحقة الخاصة بغواتيمالا) بتدبير من الولايات المتحدة حيثغزت غواتيمالا فرقة عسكرية أتت من السلفادور بعد أن تسلّحت وتدرّبت على أيدي السي.أي.آيه ، ووَضَعت حكومة على رأس البلاد ألغت كل فكرة للإصلاح الزراعي وقوانينه التي أثّرت على شركة يونايتد فروتس ، وخضعت لرغبات واشنطن.

ملاحظة عن هذه الحلقات :

--------------------------

هذه الحلقات تحمل بعض الآراء والتحليلات الشخصية ، لكن أغلب ما فيها من معلومات تاريخية واقتصادية وسياسية مُعدّ ومُقتبس ومُلخّص عن عشرات المصادر من مواقع إنترنت ومقالات ودراسات وموسوعات وصحف وكتب خصوصاً الكتب التالية : ثلاثة عشر كتاباً للمفكّر نعوم تشومسكي هي : (الربح فوق الشعب، الغزو مستمر 501، طموحات امبريالية، الهيمنة أو البقاء، ماذا يريد العم سام؟، النظام الدولي الجديد والقديم، السيطرة على الإعلام، الدول المارقة، الدول الفاشلة، ردع الديمقراطية، أشياء لن تسمع عنها ابداً،11/9) ، كتاب أمريكا المُستبدة لمايكل موردانت ، كتابا جان بركنس : التاريخ السري للامبراطورية الأمريكية ويوميات سفّاح اقتصادي ، أمريكا والعالم د. رأفت الشيخ، تاريخ الولايات المتحدة د. محمود النيرب، الولايات المتحدة طليعة الإنحطاط لروجيه غارودي، نهب الفقراء جون ميدلي، حكّام العالم الجُدُد لجون بيلجر، كتاب الإنسان والفلسفة المادية وكتاب الفردوس الأرضي د. عبد الوهاب المسيري، وغيرها الكثير.

 

 

18.04.2015

 

للمزيد ..

صفحة الكاتب والناقد الأدبي العراقي  

د. حسين سرمك حسن

 

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

18.04.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org