<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن الناطق الرسمي باسم الحشد الشعبي .. تحيّة

 

 

الناطق الرسمي باسم الحشد الشعبي .. تحيّة

 

 

د. حسين سرمك حسن

بغداد المحروسة – 2015

 

هذا يوم لا بيعٌ فيه ولا شراء ..

هذا يوم تُذهَل فيه كلُّ مرضعةٍ عمّا أرضعت ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ، وَتَرَى الدواعش سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى ، لكنها ضربات شباب الحشد الشعبي الحق .. شباب العراق العظيم العظماء.

وفي مثل هذا اليوم يجب أن تعبّر عن جحيمه بلسان عربي مبين .

وأمس - ليلا - كنتُ أتابع أخبار انتصارات شباب الحشد الشعبي الأبطال الأساطير ، فشاهدتُ شخصاً يتحدّث وهو يلبس الملابس العسكرية الشريفة ، ومكتوب على أسفل الشاشة تعريفٌ بصفته وهو أنّه الناطق الرسمي باسم الحشد الشعبي . لا أعرف هذا الإنسان شخصيّاً ، ولم أره من قبل ، ولم أسمع باسمه سابقاً للأسف .

في أكثر من بلد عربي كان الأصدقاء من المثقفين العرب يقولون لي إنّ المسؤولين العراقيين وخصوصاً من العسكريين – الرسميين والشعبيين - لا يجيدون الحديث باللغة العربية السليمة ، يتحدثون بالعامية ، وإذا تحدثوا بالفصحى تحصل فضيحة ويلطم سيبويه على رأسه . والأصح أن الكثير من المواطنين العراقيين لا يستطيعون الحديث أمام كاميرات التلفاز بصورة "علمية" حتى بالعامية .

أمس استمعت إلى الناطق الرسمي وهو يتحدث بلغة عربية سليمة وصافية وسلسة ويرفع وينصب ويكسر بصورة مضبوطة ، ويصحّح لنفسه أي هفوة إعرابية (بكسر الهمزة ، وليست أعرابية بفتح الهمزة من الأعراب الذين حذّر منهم القرآن الكريم ويتصدّون – الآن - لتدمير بلدان الحضارات العراق وسورية ومصر) .
وحين بدأ السيّد المجاهد (حسن نصر الله) بالظهور في خطاباته على شاشات التلفاز ، كنّا نتحسّر على لغته الصافية العالية السليمة المضبوطة . وإلى الآن أتذكر أنه قام بتصحيح هفوة لغوية لنفسه وبنفسه وهو يتحدّث عن السفينة الصهيونية التي سوف تنفجر خلف ظهره في البحر على الشاشة في حرب لبنان التي دُحر فيها الكيان الصهيوني اللقيط.

كان العراقيون "يبسبسون" في ما بينهم دائماً حين يخرج مسؤول رسمي أو شعبي على التلفاز ، ويقولون :

شوكت يطلع عدنه واحد يحڇي مثل "ذولاك"

ويقصدون بـ "ذولاك" المسؤولين والناطقين الرسميين العرب والأجانب .

أمس أستمعت لعراقي بمستوى "ذولاك" إن لم يكن يفوقهم في جوانب سوف أتحدث عنها بعد قليل .

هدوء وتماسك وتعبيرات موزونة وبلا تناقضات ولا ارتباكات .

هذا العراقي هو الناطق الرسمي باسم الحشد الشعبي المجاهد .

بماذا يتفوّق هذا الناطق ؟

إنّه يتفوّق بهذا الحب الطافح لـ "لعراق العظيم" كما يصفه هو ..

بهذا الولاء لوطن علّم البشرية ويتنادى اليوم اللئام من كل أصقاع الأرض لتمزيق جسده الكريم .

وبصراحة كان كل مسؤول يظهر على شاشة التلفاز تشم من حديثه المصلحة المباشرة لطائفته أو حركته أو حزبه . الغالبية هكذا للأسف . وهذا جانب من النقص في التربية الوطنية الذي أشرنا إليه في مقالة سابقة في هذا الموقع الأغر.

أمس كان الناطق باسم الحشد الشعبي يتحدّث باسم العراق كلّه وباسم العراقيين أهله جميعاً .

والأهم أنّه كان يتحدّث عن العراق كحقيقة تاريخية لا تقبل الدحض أو الإهتزاز . كان يتحدّث عن شيء مقدّس فيُشعرك بالرهبة والخشوع وتتذكّر أنّ لك وطنا هو "هدية الله للبشرية" .

وتحدّث الناطق – مقابل ذلك - عن "خُرافة" داعش بتحريكها الصحيح الذي لا يجيده أغلب المتحدثين .

عزّز حديث الناطق الرسمي باسم الحشد الشعبي صورة الحشد المجاهد وهويّته كقوّة عراقية تتحرّك بقوّة الدفع التاريخي لحضارة شعب عمرها أكثر من عشرة آلاف سنة وتقاتل باسم العراق العظيم كما يصفه الناطق كل مرّة .

وما يتفوّق به هذا الناطق أيضاً هو اللغة "الشاعرية" حين يتحدث عن العراق وهي لغة لا يجيدها الكثير من السياسيين عليهم لعنة الله . إنّه يتحدّث عن وطنه وعن انتصارات إخوته بتعبيرات شفّافة وكأنّه يتغنّى بقصيدة .

أمس صار لدينا ناطق رسمي تفتخر به . لا يتهرّب من لغة أمّته وقرآنه إلى العامية تحت ذرائع مخاطبة (الجمهور) العادي ، وتحدّث بفصحى يفهمها ويحترمها الجميع . وبنبرة متحمّسة يحكمها العقل وهذه معادلة لا يسيطر عليها أي أحد .

في الختام علينا أن نشدّ على أيدي من اختاروا هذا الناطق المتميّز من قيادة الحشد الشعبي ، فقد اختاروا لساناً متمكّناً مثقفاً معبّراً وغيوراً .

فتحيّة لهم .. وله .

 

ملاحظة :

---------

بعد الثانية فجرا شاهدتُ ناطقاً آخر شابّاً رائعاً لا يقلّ مهارةً ، لغةً وتعبيراً ، قال إنّه الناطق باسم كتائب سيّد الشهداء . ثمّ سحرني عصر هذا اليوم - والله - شابٌ من مقاتلي عصائب أهل الحق يمسك بندقيته و " يُنظِّر " – صدّقوني - ويتحدّث بالفصحى كأي قائد سياسي مُقتدر وهو وسط الدخان والموت ... يا جماعة على كيفكم ويّانه .

 

10.03.2015

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

10.03.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org