<%@ Language=JavaScript %> حسين سرمك حسن لا تثقوا بالولايات المتحدة الأمريكية : (5) أول دولة إرهابية في العالم تدينها الأمم المتحدة بقرار رسمي

 

 

لا تثقوا بالولايات المتحدة الأمريكية : (5)

 

أول دولة إرهابية في العالم تدينها الأمم المتحدة بقرار رسمي

 

 

حسين سرمك حسن

بغداد المحروسة – 2015

 

عندما يأتيك اي مسؤول في الولايات المتحدة الأمريكية ، ويقول لك إن الولايات المتحدة سوف تساعدك على محاربة الإرهاب أو أنّها سوف تقود حملة ضد الإرهاب ، استأذن منه أولاً واذهب إلى أقرب تواليت ، وانفجر ضاحكا ، أو اضحك أمامه ، ما الفرق ؟ وحين يسألك : لماذا تضحك ؟ قل له أرجو أن تجيبني على هذا السؤال : من هي أول دولة في العالم أدانتها الأمم المتحدة بقرار رسمي وبالإجماع على أنّها دولة إرهابية وأنها تستخدم القوة في العلاقات الدولية بصورة غير شرعية أي بصورة إرهابيّة ؟

طبعا لن يصمت ، وسوف يدخل في عينك كما نقول في التعبير العامي العراقي بسبب صلافته وقبحه وسفالته .

الولايات المتحدة الأمريكية – أيها الأخوة – هي أوّل دولة في العالم ، وفي التاريخ المعاصر ، أدانتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل واضح وصريح بأنها دولة إرهابية وتمارس إرهاب الدولة وذلك في حزيران عام 1986 .

صدرت الإدانة أوّلا عن محكمة العدل الدولية بعد أن قدمت إليها دولة نيكاراغوا شكوى بقيام الولايات المتحدة الأمريكية بعدوان مسلح مدمّر وبشع ضدّ أرضها وشعبها . اعتبرت محكمة العدل الدولية الولايات المتحدة الأمريكية دولةً معتدية تقوم بـ "إرهاب الدولة" ضد نيكاراغوا ، وعليها أن تتوقف عن قصفها فوراً ، وتقدّم لها تعويضات بمقدار 12 مليار دولار !! .

صدر القرار بالإجماع عدا صوت واحد معارض يؤيّد التدمير . من هو هذا الصوت ؟ إنّه صوت دولة الإجرام والقتل الولايات المتحدة الأمريكية . ولم تكتف الولايات المتحدة بالرفض فحسب .. بل انسحبت من المحكمة وسحبت اعترافها المُلزم بالمحكمة !!

ثم توجّهت حكومة نيكاراغوا إلى مجلس الأمن لضمان إلزامية القرار ، فاتُخذ القرار بالأغلبية عدا صوتين . من هما ؟ إنّهما صوتا الوحشية والقتل والعهر في السياسة الدولية : الولايات المتحدة وحليفها – أو قائدها ؟؟؟- الكيان الصهيوني اللقيط .

ثم ذهبت حكومة نيكاراغوا بشكواها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ، فاتخذت الجمعية  قرار إدانة الولايات المتحدة الأمريكية بالأغلبية ، وعارضته أصوات العدوان وفي مقدمتها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني اللقيط .

ودعونا نستمع للمفكر والمؤرخ الأمريكي الشهير "نعوم تشومسكي" وهو يتحدّث عن هذه السابقة التاريخية في كتابه ( القوة والإرهاب – جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية ) :

(الإستنتاج نفسه ينطبق على موقف الولايات المتحدة من قضية الإرهاب ، فالولايات المتحدة لا تصلح لأن تكون حَكَماً في هذا المجال لأربعة اسباب :

-         الأول أنها هي التي أدخلت الإرهاب في حياة العالم المعاصر ،

-         والثاني أنها هي الداعمة له في كل مكان ،

-         والثالث هو أنها أول دولة أُدِينت رسميا بالإرهاب من قبل المحكمة الدولية ،

-         والرابع هو أنها الدولة الوحيدة صاحبة الريادة والدور الفعلي في دعم ورعاية الدول الإرهابية .

فالزعيم الحالي " للحرب على الإرهاب " وهو الولايات المتحدة هو الدولة الوحيدة في العالم التي أدانتها المحكمة الدولية بالإرهاب ، والتي استخدمت الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن يدعو جميع الدول إلى احترام القانون الدولي - ص 63 ) .

أي أن أول سابقة في تاريخ السياسة الدولية لما يُصطلح عليه الآن بـ "إرهاب الدولة" كان مرتبطا بالسلوك السياسي والعسكري الإرهابي للولايات المتحدة الأمريكية . هذه الدولة هي التي أدخلت مفهوم إرهاب الدولة عمليا في الحياة السياسية العالمية ، ولم تكن دول العالم تعرفها كمصطلح ومفهوم قبل ذلك ، كما أن الأمم المتحدة لم تتعاط معها إلّا على أيدي أمريكا .

إذن . لا تثقوا - أيها الأخوة - بالولايات المتحدة الأمريكية حين تتحدّث عن مكافحة الإرهاب ورفضها للإرهاب ، فهي أول دولة في العالم تُدان بتهمة الإرهاب من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية .

لكن يبقى سؤال مهم جدا :

ما هو ملخص قصة إرهاب الدولة الأمريكي هذه ؟ ما هي قصة تدمير الولايات المتحدة البشعة لنيكاراغوا ؟ وكيف أخرجت هذا البلد المسكين من التاريخ والحياة مثلما فعلت بالعراق ؟

هذا ما سنقدّمه في الحلقة المقبلة .

 للمزيد من المقالات ..

صفحة الكاتب والناقد الأدبي العراقي  

د. حسين سرمك حسن

 

 

 

 

17.02.2015

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

17.02.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org