<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني هدايا خادم الحرمين وداعش للشعب اليمني بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل

 

 

هدايا خادم الحرمين وداعش للشعب اليمني

 

 بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

قرر خادم الحرمين تقديم "مكرماته" وتبيان حرصه الشديد على أمن الشعب اليمني في هذا الشهر الفضيل وهو أيضا أحد الأشهر الحرم بشرع الله عز وجل، قرر زيادة حدة العدوان بتكثيف القصف الجوي الذي حصد أرواح العشرات من الشهداء نتيجة هذا التوحش الوهابي الذي لا يعرف الرحمة والذي يعتاش وينمو على الدماء الطاهرة للأطفال.

أما تنظيم داعش الابن المدلل لهذه العائلة المجرمة، التنظيم الذي ينهل من الفكر الوهابي التكفيري فقد قرر ان لا يكون اقل "رحمة" من مصنعه وراعيه وحاضنه وداعمه، فقام بتفجير ثلاثة مساجد بطريقته المعهودة بالسيارات المفخخة ذهب ضحيتها عشرات المصلين الذين أتوا خاشعين لله تعالى لطلب الرحمة والمغفرة في هذا الشهر المقدس.

هذا التلاقي والتزامن بين الحدثين من تكثيف القصف الجوي والتفجيرات الاجرامية، ان دل على شيء فهو يدل على مدى الترابط العضوي بين التنظيم الإرهابي الوهابي وبين السلطة الحاكمة من آل سعود في الرياض الى جانب مجموعة الطراطير التي تطلق عليهم السعودية "الشرعية" والتي تدعي السعودية أنها تقوم بكل ما تقوم به في اليمن لإعادتها الى الأراضي اليمنية حتى تمارس صلاحياتها (على ما تبقى من اليمن) من داخل الأراضي اليمنية وليس من الفنادق خمسة نجوم الذي تقيم به الحكومة "الشرعية" اليمنية بمكرمة من خادم الحرمين.

المجزرة التي ارتكبت بحق المصلين من قبل تنظيم داعش الذي أصدر بيانا رسميا يتبنى فيه هذه العملية، لم يصدر بها أي ادانة لها من قبل جامعة الدول العربية التي اجتمع "ممثلو دولها" للتشاور بالشأن اليمني ودعما "لشرعية" الرئيس هادي كما صرح امينها العام الغير نبيل والغير عربي. الذي أكد في حديثه على ان "جميع" الدول العربية تقدم كل أنواع الدعم لليمن والسلطة الشرعية. الذي يبدو أن الجامعة العربية التي أصبحت مطية لآل سعود بعد أن كانت مطية لأمير قطر ووزير خارجيته المدعو الشيخ حمد بن جاسم الذي توارى الى مزبلة التاريخ هو ورفيق دربه الأمير بندر بن سلطان، هذه الجامعة تصم آذانها وتغلق عينيها في سبيل حفنة من الدولارات كما هو الحال مع المرتزقة الاخرين، فما زالت خزينة آل سعود مليئة بمليارات الدولارات بالرغم من عملها لخفض أسعار البترول العالمية تجاوبا مع الأوامر الامريكية واستخدامها كوسيلة للضغط على روسيا وأملا في ان تضعف الاقتصاد الروسي ومحاولة بائسة لكي تغير روسيا مواقفها تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، هذا الى جانب استخدامها ضد ايران أيضا فآل سعود لديهم مرض اسمه ايران فوبيا.

أما الوقاحة التي ربما فاقت وقاحة السيد نبيل العربي الذي يعطي لنفسه التحدث باسم "جميع" الدول العربية دون تعريف كلمة "الجميع"، فكان موقف وزير الخارجية للحكومة "الشرعية" اليمنية الذي اعتبر في احدى المقابلات التلفزيونية معه وعلى الفضاء على أن التفجير الذي حصل يبين "انفلات الوضع الأمني في اليمن" وبالتالي ضرورة انسحاب "ميليشيات" أنصار الله ومن معهم من المدن وتسليمها للسلطة الشرعية. لم ينطق ببنت شفة لإدانة المجزرة التي قامت بها القاعدة بالتفجيرات في بيوت الله فهذا على ما يبدو شيء لا يعنيه باعتبار أن هذه المساجد ربما يكون أغلب المصلين بها من أنصار حزب الله. من يعرف اليمن يدرك وبشكل جيد أن جميع المسلمين وبغض النظر عن المذاهب التي يتبعونها يصلون سويا في أي مسجد يتواجدون به وان هذا حقيقة قائمة في المجتمع اليمني. أما السيد صلاح باتيس عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني فقد صرح من الرياض أن هذه هي اعمال الحوثيين ينسفون المساجد ويدعون ان غيرهم يقومون بها بمعنى انه ينكر على ان تكون القاعدة هي التي قامت بذلك.

مثل هذه التصريحات الرخيصة والوقحة لن تنطلي على الشعب اليمني الذي يدرك بشكل جيد من هو القاتل والمعتدي الذي يشن عليه حرب إبادة جماعية بكل معنى الكلمة. الشعب اليمني يدرك بشكل جيد هذا التلاحم والترابط العضوي بين فلول الرئيس هادي والقاعدة وتنظيم داعش وتنظيم الاخوان المسلمين في حزب الإصلاح وآل سعود ومن لف لفهم من مشايخ وامراء وملوك الخليج. ويدرك أيضا أن كل هؤلاء ما هم الا أدوات تحرك وتوزع عليها الأدوار بالزمان والمكان من قبل الامبريالية العالمية التي تترأسها الولايات المتحدة المتربعة على قمة الهرم الامبريالي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، الى جانب أجهزتها الأمنية والاستخباراتية، التي تحاول تركيع شعوب المنطقة بأكملها.

وفد الطراطير في جنيف ما زال يصر على انسحاب الجيش اليمني وأنصار حزب الله ومن معهم من المدن والمناطق الرئيسية التي يسيطرون عليها، كشرط لوقف القصف الجوي وذلك بتوجيهات من آل سعود وآردوغان الذي دخل على الخط أيضا من خلال السفير التركي الي عطل الوصول الى اتفاق على هدنة انسانية البارحة في جنيف.

من الواضح على ارض الميدان ان أي تراجع على الأرض او انسحاب للجيش اليمني الشرعي الذي يقاتل الى جنبه أنصار الله وقوات من القبائل اليمنية وغيرها من المقاومة الشعبية لن يكون الا لصالح تنظيم القاعدة وداعش الآخذة بالتمدد على الأراضي اليمنية، والفضل الأكبر في هذا يعود الى "التحالف" الذي يقوده في الواجهة آل سعود. وأكبر دليل على هذا هو عدم تعرض محافظة حضرموت التي بات تنظيم القاعدة مسيطر عليها بالكامل، هذه المحافظة التي لم تتعرض الى القصف الجوي بسبب ذلك. وهي المحافظة التي وبحسب التقارير الواردة من الميدان تصل اليها الامدادات الغذائية والإنسانية على النقيض من العديد من المناطق المتضررة والمنكوبة، الى جانب مدها بالأسلحة جوا، وهذا ليس بالخطأ كما يدعون. وما "التحالف القبلي في حضرموت" التي تدعي بعض وسائل الاعلام أنه يشكل مقاومة يمنية لأنصار حزب الله والجيش اليمني والمتحالفين معهم، ما هم الا تنظيم القاعدة في اليمن وحلفائهم من تنظيم الاخوان المسلمين الذين انضوا تحت هذا التنظيم الإرهابي في اليمن.

الأمم المتحدة على ما يبدو باتت تعطي أولوية جدية لتحقيق هدنة إنسانية عاجلة حيث تناولت وسائل الاعلام أن الأمم المتحدة تدعو الى فرض هدنة إنسانية عاجلة والى السماح الفوري بإرسال المواد الغذائية ورفع الحصار عن اليمن. ان استخدام مثل هذه التعبيرات تنم على ان الدول الكبرى على ما يبدو وخاصة الولايات المتحدة قد توصلت ادارتها الى القناعة بأن العدوان العسكري الذي سمح لآل سعود بشنه في الواجهة لم يحقق الأهداف المرجوة منه على الرغم مما أحدثه من تدمير في البشر والحجر. ولكنه أدى الى تجذر المقاومة للشعب اليمني بكل مكوناته السياسية الشريفة وهي الأغلبية الساحقة على الأرض ورفض الخضوع للهيمنة وتسلط آل سعود على اليمن. كما وأدى بالإضافة الى ذلك لمزيد من تمدد الارهاب الممثل بتنظيم القاعدة وداعش في الأراضي اليمنية وسيطرتهم على مساحة واسعة تبلغ قرابة ثلث اليمن، هذه التنظيمات التي تدعي الولايات المتحدة محاربتها. وهنالك تخوف جدي من أن تتمدد هذه المجموعات الى داخل الأراضي السعودية إذا ما فقدت السيطرة عليها وعملية احتواءها. الى جانب كل ذلك فان الإبقاء على الوضع كما هو عليه الان بدأ ينذر باشتعال المنطقة وتهديد لآبار النفط في الدول الخليجية وخاصة مع القصف الصاروخي الذي بدأ فيه الجيش اليمني وقوى المقاومة للأراضي السعودية منذ فترة ردا على استمرار العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي على اليمن.

نعود ونؤكد ما ذكرناه سابقا من أملنا أن يكف العدوان الهمجي على اليمن وأن يعطى الشعب اليمني على الأقل هدنه إنسانية طيلة شهر رمضان الفضيل عل وعسى ان يسفر هذا لاحقا على إيجاد حل من خلال المشاورات والمفاوضات بين المكونات السياسية اليمنية دون تدخلات اجنبية من أي طرف كان وخاصة الخليجية والتركية وجامعة الدول العربية التي شاركت بالعدوان بشكل أو بآخر عسكريا أو سياسيا أو دبلوماسيا أو إعلاميا. الشعب اليمني وقواه الحية بمكوناته السياسية قادر على التفاوض والوصول الى حلول تضمن المشاركة الوطنية للفرقاء تحت سقف الوطن والدولة الوطنية، وهو ما كان على قاب قوسين من تحقيقه قبل ان يقوم آل سعود بعدوانهم الهمجي على اليمن.

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

تاريخ النشر

19.06.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

19.06.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org