%@ Language=JavaScript %>
الإرهاب القادم الى لبنان من القلمون...كيف سيتم التعامل معه؟
الدكتور بهيج سكاكيني
التلال الاستراتيجية في القلمون سقطت وتسقط الواحدة تلو الأخرى على ايدي الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله وينهزم "جيش الفتح" و "النصرة". تلك المجموعات الإرهابية التي تبدل اسمائها وولاءاتها والوان اعلامها المكسورة تبعا لمشغليهم الإقليميين والدوليين، المهزومين في العراق واليمن وسوريا على ايدي الرجال الذين عاهدوا الله والاوطان بدحر التكفيريين الوهابيين. هذه الأدوات المسخة والمخلوقات المتوحشة الغير انسانية مثل راعيهم وابيهم الروحي والفكري وممولهم الرئيسي من آل سعود الوهابيون أب عن جد، قاتلي الأطفال والنساء في اليمن الان بعدوانهم الآثم الهمجي مستخدمين أحدث أسلحة التدمير بما فيه من القنابل العنقودية والفسفورية وغيرها المحرمة دوليا. المعركة واحدة وان تباعدت الجغرافيا.
مع هزيمة الإرهابيين من هذه التلال والمنطقة وتراجعهم صوب الحدود اللبنانية صوب عرسال يطرح سؤال ملحا واساسيا في هذه المرحلة، الا وهي ماذا سيكون رد الجيش اللبناني على هذه المجموعات الإرهابية التي من المؤكد ان اللجوء الى داخل الأراضي اللبنانية سيكون من أولوياتها في هذه المرحلة بعد قطع طرق الامداد عنها ومحاصرتها وملاحقتها.
أن التصدي لهذه المجموعات الإرهابية هي مسؤولية الدولة اللبنانية التي يعرف الجميع أن قرار حكومتها الموقرة يكمن خارج لبنان وليس بداخله. والجيش اللبناني لا يستطيع التدخل الا عبر قرار سياسي أو على الأقل سيكون من الصعب عليه التصدي بشكل فعال ومؤثر الا بقرار سياسي. وكلنا يعرف ان هنالك أصوات في الداخل اللبناني نبحت وما زالت تنبح وتنعق كالغربان لا تريد القضاء على الإرهاب وخاصة على الحدود اللبنانية السورية وذلك لأنها وداعميها الإقليميين تعتبر أن الإبقاء على هذه المجموعات الإرهابية يعني الإبقاء على الجرح النازف لسوريا وعلى ان هذا سيضعف الدولة السورية وينهك قوى المقاومة اللبنانية ويشتت قدراتها وفعاليتها أو هكذا ما زالوا يعتقدون.
سعت قوى لبنانية وإقليمية للإبقاء على هذه المجموعات الإرهابية في هذه المنطقة والتي شكلت وربما لأكثر من عامين تهديدا للداخل السوري حيث كانت تعتمدها هذه المجموعات الطريق لإدخال السلاح والإرهابيين وبكل انواعه الى الأراضي السورية، الى جانب تشكيلها بؤرة يمكن الانطلاق منها الى الداخل اللبناني وارسال السيارات المفخخة الى الضاحية الجنوبية وغيرها من المناطق بهدف التصدي لعناصر حزب الله وخلق وتأجيج الفتنة الطائفية والوصول الى المصادمات المسلحة الطائفية والمذهبية والاعتداء على الجيش كما حصل في احداث طرابلس سابقا.
تمثل هذا السعي لإبقاء هذه المجموعات بتوفير الغطاء السياسي والاجتماعي لهذه المجموعات الى حد مفضوح كما حصل لظاهرة الشيخ الأسير في طرابلس والذي فر وما زال مختفيا في لبنان، وكذلك الامتيازات الغير مسبوقة في أي سجن في العالم التي أعطيت للإرهابيين المعتقلين في سجن رومية. هذا الى جانب جعل منطقة عرسال منطقة محرمة على دخول الجيش اللبناني تحت ذرائع مذهبية كاذبة بهدف إبقاء عرسال مرتعا للإرهاب والإرهابيين وهكذا دواليك. بالإضافة الى ذلك فان تسليح الجيش اللبناني الذي تعهدت به السعودية وذلك بدفع "مكرمة ملكية" بمقدار ثلاثة مليارات دولار لفرنسا لم يتم لغاية الان ولم يتابع بجدية من قبل الحكومة اللبنانية ولا من السيد الحريري الذي اعطي مليار دولار من السعودية لهذا الغرض عندما عاد الى لبنان لفترة وجيزة. الجيش اللبناني لا يملك الأسلحة النوعية أو حتى الكمية الكافية من الذخائر لمجابهة الإرهاب القادم الى الحدود الي يمتلك أسلحة متفوقة على أسلحة الجيش اللبناني كما ونوعا. وعلى سبيل المثال فان الجيش اللبناني لا يمتلك أكثر من 48 صاروخا بينما الإرهابيين لديهم المئات منها ويستطيعون الحصول على المزيد. ورفضت قوى 14 آذار في الحكومة اللبنانية العروض الي تقدمت بها كل من إيران وروسيا بتسليح الجيش اللبناني. كل ذلك جعل الجيش اللبناني وتسليحه وفعاليته وقدراته العسكرية رهينة لقوى إقليمية ودولية راعية للإرهاب وغير معنية في محاربته بل لاستخدامه كأدوات مرتزقة لأجنداتها ومصالحها الخاصة.
النباح ضد عمل المقاومة اللبنانية في سوريا جنبا الى جانب مع الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب والتكفيريين حفاظا على الامن اللبناني ومنع الإرهابيين من استخدام الأراضي اللبنانية وتهديد الامن الداخلي اللبناني، هذا النباح لم ينقطع ولن ينقطع وخاصة من قوى 14 آذار، الذي ما زال البعض منهم يحلم بسقوط الدولة السورية لأنه يحيا على كوكب آخر أو أنه أعمى البصر والبصيرة، لأنه لا يريد أن ينظر الى صورة الوقائع على الأرض بشموليتها.
مع الهزائم الأخيرة التي تحققت في القلمون لهذه المجموعات الإرهابية ومع إمكانية وصول هذه الى داخل الأراضي اللبنانية وما يشكله ذلك من خطرا كبير للداخل اللبناني لا بد من طرح السؤال ماذا سيكون الحال والى اين ستتجه الأمور؟ توجه "جيش الفتح في القلمون" الذي شكلته السعودية وتركيا والذي اغلب عناصره من جبهة النصرة الى داخل الأراضي اللبنانية يستدل عليه من البيان رقم واحد الذي أصدره التنظيم لمقاتلة "داعش" في كافة المناطق الحدودية، قتالا سيصل الى عرسال اللبنانية، وذلك بينما كانت "قلاعه الحصينة" هو والنصرة معا في القلمون تتساقط الواحدة تلو الأخرى ويفر مقاتليهم باتجاه الأراضي اللبنانية. ان ذكر عرسال اللبنانية لم يكن مصادفة كما يراها العديدين من المتابعين للأحداث في تلك المنطقة. وربما الجملة اللافتة في هذا البيان حول التصدي لداعش هي أن الأسباب تكمن في أن داعش عملت على «ترويع المسلمين وجلب الأذى والضرر عليهم داخل عرسال وخارجها، بسبب تصرفاتهم اللامسؤولة». فالتنظيم الإرهابي جيش الفتح على ما يبدو يبحث عن حاضنة شعبية بعد ان اقتلع من القلمون، الى جانب غطاء سياسي قد توفره بعض القوى اللبنانية لأنه "سيحارب" تنظيم داعش الإرهابي ليعطي الصورة المخادعة بانه من التيار أو المعارضة "المعتدلة" وهو ما تحاول كل من السعودية وتركيا وقطر وتحت رعاية أمريكية من ترويجه عن هذا المسخ الإرهابي الجديد، الذي شكل على عجل.
في الخلاصة نقول أن الأمور وصلت الى الحد الذي لا يمكن ان يبقى الجيش اللبناني خارج الحلقة في التصدي ومكافحة الإرهاب بشكل فعال في المنطقة الحدودية مع سوريا دون التنسيق والتكامل مع العمليات التي تجري هناك من قبل الجيش السوري والمقاومة اللبنانية. أن التسريع بهذا التنسيق والتكامل أصبح ضروريا وخاصة في ظل الخسارة الاستراتيجية التي تمنى بها الجماعات الإرهابية على الاراضي السورية وان حققت مكسب آني هنا أو هناك، هذا بالإضافة الى فشل العدوان السعودي الأمريكي في تحقيق أي من الأهداف السياسية التي أطلقتها السعودية منذ البدء بعدوانها على اليمن قبل أكثر من أربعين يوما بعاصفة الخزي والعار. نقول ذلك لان الساحة اللبنانية قد تكون مرشحة للتفجير من قبل محور الأعداء السعودي التركي القطري الإسرائيلي الامريكي والفرنسي، بعد الخسارات المتتالية التي مني ويمنى بها في المنطقة في سوريا والعراق واليمن.
الدكتور بهيج سكاكيني
15.05.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
15.05.2015 |
---|
|
لا للتقسيم لا للأقاليم |
لا للأحتلال لا لأقتصاد السوق لا لتقسيم العراق |
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين
|
|
---|---|---|---|---|
|
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |