<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني قوى البغي والعدوان...آل سعود والامريكان

 

 

 

قوى البغي والعدوان...آل سعود والامريكان

 

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

الحرب الجائرة والهمجية بكل المقاييس التي عرفها البشر التي جرت على سطح هذا الكوكب وعلى ممر العصور الغابرة والحديثة ما زالت مستمرة على اليمن العزيز على كل انسان حر شريف غيور على هذه الامة والقيم الإنسانية التي من الواضح انها فقدت (هذا اذا ما افترضنا وجودها أصلا) من قبل آل سعود وجوقة المطبلين والمزمرين والمرتزقة والذين ينتظرون المكافئات والمكارم الملكية لتغدق عليهم بالقدر الذي يتناسب مع خدماتهم المقدمة تجاه العدوان الذي تقوده قوى الظلام القابعة في الرياض. ان حجم الدمار الذي احدثه هذا العدوان والقصف المكثف واليومي الذي لم ينقطع ودخوله شهره الثاني الان، لم يبقي على أي من مقومات الحياة البسيطة في اليمن. المستشفيات والمدارس والبنى التحتية والجسور ومحطات توليد الكهرباء ومحطات الوقود والمطارات وشبكة الطرق الرئيسية والفرعية والمواصلات وشبكات الاتصالات ومحطات تخزين المياه وطرق امدادها، وشاحنات النقل وصوامع الحبوب ومزارع الدجاج والاراضي الزراعية والمحاصيل واللائحة تطول. اليمن اليوم أصبح منعزلا عن العالم الخارجي. هذا عدا عن تدمير المنازل والاحياء السكنية بقصفها بالصواريخ فوق رؤوس قاطنيها، والأسواق العامة وتدمير مصانع الأغذية.

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حذر من فداحة الوضع الإنساني في اليمن ودعا الى وقف اطلاق فوري لإطلاق النار، وكان الأولى به ان يدعو الى وقف فوري للعدوان البربري ووقف القصف الجوي للبشر والحجر.

برنامج الأغذية العالمي أوقف توزيع المواد الغذائية بسبب عدم توفر المحروقات.

الأمم المتحدة حذرت من ان سبعة ملايين يمني مهددون بالجوع وبحياتهم بسبب الحرب والنزوح.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحذر من تعطل النظام الصحي في اليمن بسبب نقص الوقود.

الصليب الأحمر الدولي في حالة صدمة من قلة احترام المستشفيات في اليمن. ورئيس بعثة المؤسسة الدولية الى اليمن صرح " ...انه تحت أي ظرف كان يجب ان لا يتم استهداف المستشفيات، فهي مؤسسات صحية محايدة"

الدول الغربية وبعض الدول العربية رفضت المقترح الروسي بإصدار بيان من مجلس الامن الذي يدعو الى التوصل الى هدنة انسانية في اليمن لإيصال المساعدات الغذائية والطبية للمناطق المنكوبة.

المناطق الوحيدة التي بقيت على ما هي ولم تتعرض لأي قصف جوي او مدفعي او بحري هي المناطق التي يتواجد فيها تنظيم القاعدة (تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية) الذي استولى على عاصمة اقليم حضرموت مدينة المكلا برفع اعلامه عليها، هذا بالإضافة الى تنظيم داعش الذي بدأ بالظهور في نفس المحافظة. اقليم حضرموت يشكل ما يقارب من 35% من مساحة اليمن وله حدود طويلة مع المملكة العربية السعودية. لقد استطاع تنظيم القاعدة من التقدم والاستيلاء على مساحات شاسعة من الإقليم بالإضافة الى اطلاق سراح العديد من اسرى القاعدة من السجون اليمنية، وذلك بفضل الضربات الجوية المتلاحقة لطائرات "التحالف" للجيش اليمني والقوات اليمنية الشعبية التي تقاتل تنظيم القاعدة وداعش. وبالرغم من تواجد تنظيم القاعدة وداعش في تلك المناطق الحدودية مع السعودية وما سمعناه وقرأناه عن خطر هذه المجموعات على الداخل السعودي لا تبدو طائرات "التحالف" السعودي الأمريكي معنية بضرب تجمعاتهم الا يعني هذا شيئا حتى للناس البسطاء من أمثالنا؟ ولنا أن نذكر هنا بان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية كان وما زال يعتبر في العديد من الدوائر العسكرية والاستخباراتية من أكثر المجموعات القاعدية خطورة، وأنه يشكل خطرا على أمن الولايات المتحدة، التي تجوب طائراتها بدون طيار الفضاء اليمني منتهكة حرمة الأجواء والسيادة اليمنية لتغتال بعض قيادات هذا التنظيم منذ عدة سنوات. ولقد أثيرت ضجة كبيرة داخل اليمن لسقوط اعداد كبيرة من الناس الأبرياء نتيجة هذا القصف. بالإضافة الى ان الولايات المتحدة كانت تقيم معسكرا داخل اليمن لقوات خاصة من الجيش الأمريكي بمباركة الحكومة اليمنية منذ عهد الرئيس صالح، ومهمتها الأساسية متابعة "نشاط القاعدة" في اليمن.

الذي يبدو أن السعودية والولايات المتحدة قد أقامت حلفا مع تنظيم القاعدة والمجموعات الإرهابية من تنظيم الاخوان المسلمين وداعش، عل ذلك يعطي السعودية فرصة لإعادة "الشرعية" الفارة الى إقليم حضرموت بعد بناء مكاتب مكيفة كتلك التي يشغلونها الان في الرياض لإدارة شؤون اليمن!!

أكثر من 1400 غارة في غضون شهر منذ بدء العدوان بمعنى ما يقرب من 50 غارة يوميا على بلد فقير معدم لا يمتلك من الإمكانيات الا القليل. وهذا القليل قد دمر عن بكرة ابيه "بالمرجلة" السعودية التي لا تخرج الا على المعدمين ذوي الإمكانيات القليلة. فلو كان الشعب اليمني وجيشه يمتلكون أجهزة دفاع جوية متطورة او حتى بسيطة لما استطاع آل سعود ان "يتمرجلو" على اليمن بالطائرات الحديثة والمجهزة بأحدث صواريخ الدمار التي يزودها بها البيت الأبيض وتل ابيب، هذا على افتراض انهم لا يقودون الطائرات "السعودية في المظهر" أيضا الذي تقصف. "مرجلة" آل سعود مقصورة على القصف الجوي بالطائرات لعدم وجود قدرة يمنية للتصدي لها. وهذه "المرجلة" تنتهي عند هذا الحد ولا تمتد لتشمل استخدام قوات برية سعودية لأنهم يعرفون ماذا ينتظرهم على الطرف الاخر. والذي يبدو انهم لم ينسوا اعتداءهم عام 2009 على منطقة صعدة، والتي على أثرها دخل مقاتلين يمنيين من المنطقة وقاموا باحتلال سبعون قرية حدودية ببساطة ولاذت عناصر الجيش السعودي بالفرار، وقام المسلحين اليمنيين بالاستيلاء على الذخائر والأسلحة التي تركها الجيش السعودي. لم ينسحب المقاتلين اليمنيين آنذاك الا بعدما قام آل سعود بدفع مبالغ لبعض القبائل اليمنية كترضية ومصالحة. وفي ذلك الوقت استنتجت السعودية بوحدات من الجيش الباكستاني لمساعدتهم في التصدي للمقاتلين اليمنيين، والتي ما زالت السعودية تأمل ومن خلال استخدام كل وسائل الضغط لديها لإقحامه في حربها العدوانية، ولكن هذا ليس موضوعنا هنا.

من الخطأ والسذاجة السياسية الاعتقاد ولو للحظة من ان كل ما تقوم به السعودية وائتلافها المزعوم ومجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان، انه "دفاعا" عن "الشرعية" الفارة و"إعادة الاستقرار والامن" الى اليمن ..الخ من الهلوسات والسوالف. ان تسخين الجبهة اليمنية وهذا العدوان المباشر له صلة مباشرة ومرتبط ارتباطا عضويا بما يدور على الساحات الأخرى وخاصة السورية والعراقية.

هذا التصعيد يأتي متزامنا مع التصعيد الذي تشهده الجبهة الشمالية والجنوبية السورية مع دخول ما لا يقل على ما يبدو من 5000 مرتزق من الحدود التركية، والاعلان الأمريكي عن وصول طاقم من الخبراء العسكريين الى تركيا للبدء بتدريب "المعارضة المعتدلة" السورية في المعسكرات التي أقيمت خصيصا لها على الأراضي التركية. وهذه الخطوة تأتي بعد جمع كل من قطر وتركيا مع السعودية لوضع كافة امكانياتهم وتوحيدها لتحقيق أهدافهم المشتركة فيما يختص بسوريا.

أما على الجانب العراقي فهناك الإصرار الأمريكي على ابعاد قوات الحشد الشعبي في العراق من محاربة داعش وعدم مشاركتهم في تحرير الانبار والموصل لان الولايات المتحدة سعت وتسعى الى تأجيج الصراعات والتوجهات الطائفية والمذهبية والعرقية في العراق، وهذا ما حذر منه الكثيرون كوسيلة لتقسيم العراق، هذا عدا على انها غير معنية بالفعل في ابعاد شبح داعش عن العراق فما زال هنالك دورا لهذه الوحوش لتلعبه. وما مرره الكونغرس الأمريكي بشأن التعامل مع المناطق السنية والكردية في العراق وكأنها مناطق لها صفة الدولة أو الإقليم المنفصل عن سيطرة الحكومة العراقية بحيث يحق للولايات المتحدة التعامل مع هذين المكونين من خارج إطار الحكومة العراقية، انما يصب في هذا الاتجاه.

السعودية الان هي من تتولى امر عملية تقسيم اليمن وهنالك مساعي حقيقية لفصل الجنوب ومن هنا اتى تدخلها المباشر عندما تقدم الجيش اليمني والقوات الشعبية صوب عدن. أن تواجد السيد علي سالم البيض في الرياض في الفترة الأخيرة بالإضافة الى احتمال عمليات إنزال جوي لقوات التحالف في عدن وخاصة بعد فشل آل سعود في اقحام جيوش اجنبية من المنطقة أو خارجها في تدخل بري او عملية إنزال بحري الى عدن. ولن يكون من المستغرب ان يقال ان هؤلاء هم يمنيون فنصف الجيش السعودي هم من أصول يمنية. ولا بد لنا ان نؤكد هنا ان اغلبية الحراك الجنوبي لا تقاتل من اجل الشرعية كما تريد وسائل الاعلام السعودية أن نصدق، فالحراك الجنوبي بأغلبيته يقف ضد التدخل والعدوان السعودي الأمريكي. مما يتضح لغاية الان ان المخطط هو تقسيم اليمن الى ثلاثة مناطق الشمال والجنوب وإقليم حضرموت، وهو ما توكلت به السعودية ضمن المخطط الأمريكي لتقسيم المنطقة.

المنطقة لن تهدأ وهي مرشحة لمزيد من الغليان والصدامات وما يتمخض عنها سيحدد مصير المنطقة بأكمله. وما مصير قوى البغي والعدوان آل سعود والامريكان الا الهزيمة والهزيمة النكراء وان طال الزمن لأنها تتحدى إرادة الشعوب ولأنها تسير بعكس المسار لحركة التاريخ دون ان تتعظ منه.

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

04.05.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

04.05.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org