<%@ Language=JavaScript %> د. علي الأسدي  الحروب الأمريكية ... الى متى.....؟؟ ...( 2)

 

 

 

الحروب الأمريكية ... الى متى.....؟؟

 

(2)

 

 

د. علي الأسدي 

 

 المجتمعات الغربية في جزء واسع منها ليست لها القابلية لاكتشاف الأسباب الحقيقية من وراء الحروب والانقلابات التي اصطنعها قادتهم في الشرق الأوسط وقبلها في يوغسلافيا السابقة وأفغانستان وليبيا وأوكرانيا واندونيسيا وأمريكا اللاتينية. الأكاذيب تنطلى على أولئك اللاأوباليين ممن لا يجيدون التمييز بين الأكاذيب والحقيقة. لقد كلفت الاكاذيب حول العراق وليبيا أعدادا هائلة من القتلى والجرحى وهاهم يعيدون الكرة في أوكرانيا ، لكن الحالة الأوكرانية التي تمس الأمن  القومي الروسي ستقود مباشرة الى الحرب مع روسيا والصين اذا استمر قادة واشنطن في سياستهم الهوجاء الداعية للهيمنة على العالم والتي لا تعترف بوجود دول قوية وذات سيادة تصر على التمسك بسياستها الخارجية المستقلة. ومن المتوقع أن تواجه السلطات الروسية والصينية حركات انفصالية داخل حدودها بتحريض من قبل الوكالات الاستخبارية الأمريكية التي يبلغ عددها أكثر من 17 وكالة تضم عشرة آلاف منظمة حكومية  و1931 شركة استخبارية خاصة تنسق العمل فيما بينها وهي من نظم الانقلاب ضد حكومة فكتور يانوفيج الشرعية في فبراير \ شباط عام 2014 والذي تنفيه السلطات الأمريكية.

وقبل أيام فقط كشف السيد جان لوك شافهاوزر النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ عن أكذوبة عدم التدخل الأمريكي في أوكرانيا التي يجري التعتيم عليها في الاعلام الأمريكي الموجه. ففي مؤتمر صحفي عقده في مدينة ستراسبورغ يوم 11/3 الجاري حول ما جرى في أوكرانيا في شهر فبراير/ شباط من عام 2014، حيث قال" إن أوكرانيا شهدت حينذاك "الانقلاب الذي أوقف العملية الانتخابية لتحديث البلاد بالطريقة الديمقراطية "، واستطرد قائلا : " لقد حاول الغرب إضفاء الشرعية على هذا الانقلاب الذي أعده ونفذه مندوبو المخابرات الأمريكية."

ويؤكد جاك رايس العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية " سي آي آيه" ما ورد على لسان النائب الفرنسي أن الوكالة ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في العراق وأفغانستان وفي عدد كبير من دول العالم. ويعترف رايس الذي يعمل حاليا مدعيا قضائيا وصحفيا استقصائيا بأن الحكومة الأمريكية لن تسمح بحصول الضحايا على تعويضات ولن تسمح بمحاكمة مرتكبي الاتهامات. ويقول إن سياسة واشنطن تعتمد على الأنظمة القمعية في العالم والحديث عن نشر الديمقراطية مجرد ادعاء. ويكشف رايس عن علاقة الإدارات الأمريكية المتعاقبة بالجماعات الإرهابية في العالم ودعم واشنطن للدكتاتوريات العاتية في الشرق الأوسط.****

 

ولا يستبعد أبدا أن تكون الوكالة أو عملائها وراء الحريق الذي اندلع الأربعاء الحادي عشر من الشهر الحالي في مركز تجاري ضخم بمدينة " قازان " عاصمة "جمهورية تتارستان "  الروسية. فحسبما أفاد مصدر في طوارئ المدينة  لـ " وكالة نوفوستي للانباء" ان المعلومات الأولية عن الانفجار قد أفادت بان السوق التجاري الذي مساحته أربع آلاف متر مربع قد دمر تدميرا كاملا وقد اصيب  بنتيجة ذلك 28 شخصا بجراح بالاضافة الى عدد من القتلى لم يحدد عددهم بعد.

 

لقد نجح المحافظون الجدد في فرض أجندتهم السياسية على الرئيس أوباما لما تبقى من سنين ولايته ولايبدو انه في طريقه الى تغيير سياسته الخارجية بدءا من المسألة الفلسطينية مرورا بالحالة السورية والأوكرانية والروسية والايرانية. ففي تصريح له في شباط الماضي أكد فيه مجددا استمرار سياسة لي الذراع تجاه الدول التي لا تذعن لمشيئة الولايات المتحدة. جاء ذلك في مقابلة له مع موقع "vox" جاء فيه " ان إدراك الولايات المتحدة لوجود بعض الأطراف الخارجية التي تريد إلحاق الضرر بها جعلها تمتلك أقوى جيوش العالم و"أحيانا يتوجب عليها لي ذراع الدول التي ترفض تنفيذ ما نريد منها تنفيذه" حسب تعبيره. واختصر أوباما وصفه لسياسته الخارجية بأن الولايات المتحدة أصبحت القوة الأكبر في العالم ولا يوجد أي طرف يمكنه مهاجمتها والتغلب عليها. مضيفاً أن أقرب المنافسين هي روسيا بترسانتها النووية ".

وحاليا يضغط المحافظون الجدد بقوة على الرئيس وعلى وزير الخارجية جون كيري للانسحاب من مشروع الاتفاق النهائي مع ايران المخطط له ان يوقع نهاية الشهر الحالي. وكان تهديد بنيامين نتنياهو في خطابه الأخير في الجلسة المشتركة لمجلسي الكونغرس يوم 3\3 الجاري بالذهاب للحرب لوحده ان تطلب الأمر هو تحد غير مسبوق في التاريخ الأمريكي لسلطة رئيسها من قبل ممثل دولة أجنبية داخل قبة مجلسي الكونجرس الذي كان الغرض منه تشديد الضغوط لأجل عرقلة توقيع الاتفاق مع ايران.

ان أجندة المحافظين الجدد لا حدود قصوى لها بعبارة أخرى انها مفتوحة الى اللانهاية ، انهم يسعون اضافة لمساعيم الحالية في الشرق الأوسط وشرقي أوربا  لاعادة رسم خريطة النفوذ الأمريكي في دول أمريكا اللاتينية. فهذه قد تمتعت باستقلالية نسبية في رسم سياساتها الخارجية للعقدين الماضيين بعد أن كانت حديقة خلفية للنفوذ والهيمنة الأمريكية. فقد أجريت في أكثرها انتخابات حرة وديمقراطية نزيهة واختارت قادتها السياسيين الذين مثل بعضهم توجهات اشتراكية منحازة للأكثرية المسحوقة من سكانها فحسنوا من مستويات حياتهم المعاشية. وبناء عليه استحقوا ثقة شعوبهم بفضل الكثير من المنجزات السياسية الديمقراطية والاقتصادية وعلاقات التعاون والصداقة التي عقدوها مع بقية دول القارة الجنوبية لخدمة مصالحهم المشتركة. لكن كل هذا موشك على الانتهاء.

لقد أطاحوا بحكومة الهندوراس المنتخبة ديمقراطيا وأحلوا أدواتهم محلها ويستهدفون اليوم السلطة التقدمية في فنزويلا باعطاء الضوء الأخضر لحركة تغيير زعامتها الوطنية المنتخبة من شعب فنزويلا. فقد اعلن الرئيس أوباما هذا الأسبوع ان النظام في فنزويلا يشكل خطرا على أمن الولايات المتحدة وأمر بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية عليها وهي دعوة صريحة لاطاحة السلطة الشرعية فيها وكاشارة تحذير للدول الأخرى في القارة الأمريكية الجنوبية. وقد جرت محاولة فاشلة لاطاحة رئيسة الارجنتين من خلال فبركة تهم ضدها كانت المحكمة العليا الأرجنتينية قد أكدت براءتها منها.

وهناك جهود حثيثة لاسقاط حكومتي الايكوادور وبوليفيا اليساريتين. اما البرازيل فهي مستهدفة أيضا ولن يغفر لها المحافظون الجدد دخولها مع روسيا في مجموعة " البريكس " التي تضم روسيا الصين والهند وجمهورية جنوب أفريقيا مشكلين معا أكبر تحالف اقتصادي وسكاني في العالم. ترتبط دول "البريكس " باتفاقات اقتصادية وسياسية ومالية ونقدية تضع حدا لنفوذ المؤسسات المالية والنقدية الخاضعة للنفوذ الأمريكي. حيث تم انشاء بنكا دوليا للتنمية الاقتصادية برأسمال يبلغ 100 بليون دولار مقسما بين دوله بالتساوي وسيبدأ بمهامه اعتبارا من نهاية هذا العام.

ان الأمريكيين السذج وحدهم من يؤمنون بأن حكومتهم جيدة وعطوفة وانها لا ترتكب المعاصي الا عن طريق الخطأ وانها لا تقتل مواطنيها ولا تطيح بحكومات الدول الأخرى وتنصب آخرين موالين لها بدلها. والقلائل من الأمريكيين من يبجث عن المواقف الحقيقية لحكومتهم بشأن الكثير من القضايا التي تظهرها على غير حقيقتها. ومن الحقائق التي يجهلها الكثير من  الأمريكيين أحداثا من تاريخهم وقعت نهاية الحرب العالمية الثانية. فقد رد رئيس القيادة العسكرية الأمريكي في اليابان ( إبان الحرب العالمية الثانية) على تقرير أبلغ به قبيل اسقاط القنبلة الذرية على مدينة ناكازاكي اليابانية. حيث جاء في ذلك التقرير ان أعدادا من سجناء الحرب الأمريكيين موجودين في المدينة التي ينوي القائد الأمريكي المذكور أسقاط القنبلة النووية عليها وهي ناكازاكي حيث قال حينها ردا على التقرير : " الأهداف المحددة سلفا لاسقاط القنبلة النووية تبقى دون تغيير". واشنطن لا تعير اهتماما لحياة جنودها أكثر من اهتمامها بالسكان المدنيين الأبرياء لدولة سعت حكومتها حينها بكل السبل للاستسلام للامريكيين".

ويعتقد فيليب جيرالدي المشار الى مقاله بداية الجزء الأول من هذا المقال " ان جزءا من المشكلة في أمريكا هي لا ابالية الرأي العام الأمريكي. فالتغطية الاعلامية للأخبار الأجنبية موجهة بالأساس من قبل أولئك في واشنطن ونيويورك. فمثلا تظهر فلاديمير بوتين رئيس روسيا رجلا شريرا والايرانيون خونة لا يمكن الثقة بهم. الأمريكيون العاديون لم يعودوا يهتمون بما يجري لأنهم يأسوا من الأخبار الملفقة وليس لهم خيارات الاطلاع على الرأي الآخر. فهناك صحفيون يغذون الصحف الرئيسية بالأكاذيب ويجرون مقابلات دائمة مع شخصيات من أمثال جون ماكين في كل صباح من يوم الأحد ليدس من خلالها الأدلة المفبركة كما كان يفعل للترويج للحرب الكارثية وغير الضرورية على العراق. لوسائل الاعلام مسئولية الوقوف ضد عدم النزاهة هذه."

ويشير السيد جيرالدي ايضا الى مقال لصحيفة الواشنطن بوست ظهر أخيرا  تضمن  تصريحات لـ " مايك هوكابي " يقول فيها أن " الله وأمريكا واسرائيل" متحدون كاتحاد الجنين برحم أمه وأنه لا وجود في الحقيقة للشعب الفلسطيني ناكرا عليهم ارتباطهم التاريخي بأرضهم فلسطين مكررا قول رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية " مورتون كلابي " بأنه "ليس هناك في الحقيقة شيئ اسمه الشعب الفلسطيني".

وينتقد جيرالدي ادارة تحرير الصحيفة لعدم ردها على ذلك الادعاء السخيف الذي لا دليل تاريخي له ، ففلسطين قائمة منذ آلاف السنين وشعبها الأصلي كان مكونا من الوثنيين واليهود قبل ان يتحولوا الى المسيحية وثم الى الاسلام. واذا كانت الجذور التاريخية هي من يقرر الهوية فالعرب الفلسطينيون هم الأولى بالأرض التي هي حاليا اسرائيل التي يسكنها المستوطنون الذين وفدوا اليها من أوربا وامريكا والشرق الأوسط. لكن القارئ غير المطلع وغير المعني بالموضوع يعطي الانطباع بانه لا وجود للفلسطينيين." وفي رده على تصريحات السيناتور السابق ليبرمان الذي لا يخفي تضامنه مع كل ما تطالب به اسرائيل وبأن ملالي ايران يمكن أن يطوروا أسلحة نووية ولهم من الوسائل ما يهددون بها الولايات المتحدة. وطالما كرر ان اسرائيل حليف ، بل أفضل حلفاء أمريكا بينما في الواقع هي ليست كذلك ولم تكن أبدا حليفا.  واذا كان هناك انتشار سري للسلاح النووي في الشرق الأوسط خارجا عن السيطرة وان معتوها ما قد يبدأ الحرب العالمية الثالثة باستخدام السلاح النووي فهي اسرائيل ."

علي الأسدي  14 \ 3 \ 2015 

 

 

 

 

 

 

14.03.2015

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

14.03.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org