<%@ Language=JavaScript %> د. علي الأسدي من اغتال المعارض الروسي.. بوريس نيمتسوف ...؟؟

 

 

من اغتال المعارض الروسي.. بوريس نيمتسوف ...؟؟

 

 

 د. علي الأسدي

 

 

في يوم الجمعة السابع والعشرين من فبراير \ شباط الماضي أغتيل المعارض السياسي الروسي بوريس نمتسوف على بعد 300 مترا فقط عن بناية الكرملين مقر الحكومة الروسية الذي عمل فيه ابان التسعينيات كنائب لرئيس الوزراء في عهد بوريس يلتسين. وبعد 45 دقيقية من حادث الاغتيال وبدون انتظار أي أنباء من داخل روسيا عن تفاصيل عملية الاغتيال وجهت وسائل الاعلام الغربية وخاصة في أمريكا وبريطانيا أصابع الاتهام الى فلاديمير بوتين الرئيس الروسي. وقد عبر ميخائيل كورباجيف آخر رئيس للاتحاد السوفيتي لوكالة انتر فاكس الاخبارية الروسية ان هدف الاغتيال أريد به دفع الأوضاع السياسية في البلاد الى مزيد من التعقيد وحتى الى زعزعة الاستقرار في البلاد. المسيرة الشعبية التي خرجت يوم الأحد التالي والتي شارك فيها حوالي 50 الفا غالبيتهم من معارضي الرئيس الروسي بوتين كانوا يرددون أثناء مرورهم من أمام قصر الكرملين " روسيا بدون بوتين "  و " بوتين ارحل ". وقد كتب على بعض اللافتات والاعلام التي يرفعها المشاركون في الحشد " الكفاح مستمر ".

 

وكان الرئيس الروسي قد أدان الاغتيال متعهدا بجلب الجناة الى العدالة ، بنفس الوقت أعلنت الحكومة الروسية عن منح مكافأة مالية مقدارها ثلاثة ملايين روبلا لمن يقدم أية معلومات عن الفاعلين. وقد وصف الناطق الرسمي باسم الرئيس بوتين عملية الاغتيال بالفعل الاستفزازي. وقد توالت بيانات الادانة من القادة الغربيين بينهم الرئيس الامريكي والبريطاني والفرنسي والألماني وكلها تقريبا تطالب بالتحقيق الحازم والشفاف للقبض على الفاعلين وتقديمهم للعدالة. وقد وصف رئيس أوكرانيا بيترو بوريشينكو نيمتسوف في صفحته على الفيسبوك بقوله " أن نيمتسوف كان جسرا بين أوكرانيا وروسيا ، لكن القتلة قد دمروا ذلك".

 

وفي يوم السبت 28 قبراير \ شباط نشرت صحيفة نيورك تايمز مقالا بقلم كاتبها أندرو كرامر ورد فيه ان نيمتسوف قد أخبر  Yevgenia Albatsالمحررة في نفس الصحيفة قبل يومين من اغتياله بأنه يعمل على اعداد بحث حول الكرملين بعنوان " بوتين والحرب" يتعرض فيه للمشكلة الأوكرانية. وفي حديثه مع الصحفية المذكورة بين لها انه على علم بان ما يقوم به يعتبر خطرا ، لكنه يتمتع بالحصانة بسبب كونه نائبا سابقا لرئيس الوزراء شغله في عهد الرئيس بوريس يلتسين ولهذا لن يتعرض له أحد بسوء. وبحسب الصحيفة فان بعض منتقدي الكرملين يتهمون رجال الأمن السري الروسي بعملية الاغتيال بيمنا يرى آخرون ان القوميين الروس وراء الاغتيال.

 

السلطات الأمنية الروسية من جانبها تنشط على عدة محاور لاجل تحديد المسئولين عن الاغتيال ، واحدة منها موجهة صوب قوى المعارضة التي ينتمي لها نيمتسوف ليجعلوا منه بطلا ورمزا للحركة. وهناك احتمال بأن يكون الاسلاميون المتطرفون وراء الاغتيال بسبب موقف نيمتسوف المعلن من حادثة شارلي هيبدو في باريس حيث وجهت له تهديدات بالقتل. وهناك أيضا احتمال ان تكون خلافات مالية مع شركائه في العمل وراء ذلك أو حتى أسباب شخصية. وبصرف النظر عن من وراء الاغتيال فان حدوثه في هذا الظرف لن يخدم الاستقرار السياسي في البلاد لأن اغتيال شخصية سياسية معارضة للنهج السياسي للحكومة الراهنة يمكن أن يوظف لزعزعة الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.

 

لقد تعهد الرئيس فلاديمير بوتين في رسالة تعزية خاصة ارسلها الى والدة نيمتسوف بانه سيبذل كل جهد ممكن للقبض على الفاعلين وتقديمهم للعدالة. لكن فلاديمير ميلوف النائب السابق لوزير الطاقة وهو معارض آخر وصديق لنيمتسوف وشريكه في البحث الذي كانا يعدانه للنشر حول الوضع في روسيا قد كتب في صفحته على الفيسبوك " لا يوجد أدنى  شك بأن الدولة وراء اغتيال نميتسوف " لخلق حالة من الخوف والذعر في موسكو. " الهدف هو التخويف". وسائل الاعلام الغربية تحاول منذ اليوم الأول لحادث الاغتيال (وهو شأن داخلي روسي) توظيفه لخدمة أغراض الدعاية السياسية المعادية للدولة الروسية بتحويله من حدث داخلي الى موضوع عالمي ومناسبة لكيل الاتهامات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.     

 

لكن الرأي الأكثر مدعاة للدراسة والتمعن جاء على لسان الكاتب والصحفي الأمريكي في صحيفة وول ستريت جيرنال Paul Graig Roberts  قوله * :   " طالما نظر للمعارض الروسي نيمتسوف داخل روسيا وخارجها بكونه عميلا لواشنطن. فلو لم يكن قد اغتيل على يد السي آي أيه لاتهم الرئيس بوتين باغتياله حتى لو كان القوميون الروس قد اغتالوه لأنهم رؤوا فيه عميلا أمريكيا. الولايات المتحدة ستوجه اصابع الاتهام نحو بوتين وسيحاول الاعلام الامريكي تكرار ذلك دون انقطاع بان بوتين يقتل منتقديه. واستطيع أن اقول لكم شيئا واحدا بان بوتين ليس اللعبة التي يمكن للولايات المتحدة أن تلعبها بهذه الطريقة. والأكثر من ذلك أن نيمتسوف مع كل صراخه وتهريجه ليس له تأثير على السياسة الروسية فاستطلاعات الرأي أظهرت ان 85% من المواطنين الروس تؤيد رئيسها بوتين. واذا كانت السي آي أيه قد اغتالته فانها قد اغتالت عميلها.

 

علي الأسدي \ 5 \ 3 \ 2015

 

*- Dr. Paul Craig Roberts was Assistant Secretary of the Treasury for Economic Policy and associate editor of the Wall Street Journal. He was columnist for Business Week, Scripps Howard News Service, and Creators Syndicate. He has had many university appointments. His internet columns have attracted a worldwide following. Roberts' latest books are The Failure of Laissez Faire Capitalism and Economic Dissolution of the West and How America Was Lost

 

 

 

 

06.03.2015

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

06.03.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org