<%@ Language=JavaScript %> عارف معروف سلاح  " السعودية " النووي !!

 

 

سلاح " السعودية " النووي !!

 

 

عارف معروف

 

 

صرح الامير " تركي الفيصل " ، الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودي، للb.b.c ، بان السعودية ستسعى للحصول على الحق بتخصيب الوقود النووي ، ايا كانت نتيجة المحادثات التي تجريها مجموعة خمسة زائد واحد مع ايران بشان برنامجها النووي ,وهذه ورقة ضغط جديدة على المحادثات . وخط مطالب جديد يجهض امكانية التوصل الى تسوية مقنعه للطرفين ، تضعه الولايات المتحده على لسان واحد من رجالها  . رغم ان كيري، وزير الخارجية الامريكي ، كان قد اعلن  ان محادثات المجموعه مع ايران لن تنتهي باقل من انهاء امكانية ايران على امتلاك سلاح نووي وتحديد برنامجها النووي بالاغراض والابحاث السلمية . لكن السعودية تطالب على لسان الفيصل ، بانهاء البرنامج جملة وتفصيلا ،  وبعكسه ،فان ذلك ، سيدفع السعودية وغيرها الى الانخراط في سباق تسلح نووي!

" قلت دائما، مهما كانت نتيجة هذه المحادثات، فإننا سنريد المثل " هذا ما صرح به الفيصل واضاف :

" إذا كان لإيران القدرة على تخصيب اليورانيوم بأي مستوى، فإن السعودية لن تكون الوحيدة التي تطلب هذا الامر" .

1- واضح ان السعودية تعتبر ايران عدوها الحقيقي الوحيد، اليوم ، لذلك فان اي تغيير في ميزان القوى لصالح ايران يستثيرها وتطالب بالمثل ، وتعتبر  امتلاك ايران" لاي مستوى" من اليورانيوم المخصب تهديدا ، في حين ان امتلاك اسرائيل لعشرات بل ومئات الرؤوس النووية ، منذ عشرات السنين ، لايهز للنظام السعودي شعرة ! هذا امر معروف ، وبات في حكم البديهي بالنسبة لسياسة النظام السعودي ودوافعه ، مهما حاول  ان يغطي على ذلك بشتى الاقنعة والذرائع القومية او الدينية او الطائفية .

2- لكن ما يقلق السعودية والسيد الفيصل ليس البرنامج النووي الايراني ، وانما  ، شيء آخر ، يمثل  ، بحسب تصريحاتهم نفسها ،المستوى  نفسه من التهديد الذي يمثله البرنامج  النووي  ، وهو " دعم طهران للمليشيات الشيعية العراقية في القتال ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف على نطاق واسع باسم "داعش"

او بترجمة ذلك الى لغة الواقع : الخشية من انتصار العراقيين على داعش ، خصوصا في اجواء الهزيمة  البّينه لفزاعة الرعب التي اخترعوها لارهاب شعوب المنطقة وتدميرها وتقويض بلدانها ...

 خلال معركة تحرير محافظة صلاح الدين ، حيث يقول الفيصل :

"يبدو الآن أن إيران توسع احتلالها للعراق، وهذا غير مقبول"

وهو الذي لم ينبس ببنت شفه ازاء احتلال داعش لمدن العراق وارتكابها الفضائع المروّعة ضد ابنائها وضد ابناء الشعب العراقي عموما ! فحيثما كانت المبادرة بيد العراقيين ، وحيثما لاحت ، في الافق ، امكانية للانتصار ، فهناك تدخل او اجتياح ايراني ، بل ان الشعب العراقي كله يمكن ان يكون فارسيا او عميلا لايران( ماتزال الانتفاضة التي عمت معظم محافظات العراق في 1991 وكادت تسقط النظام لولا تدخل امريكا والسعودية ، تعتبر ، حتى اليوم ،عملا من اعمال التدخل الايراني في عرف ولغة السعودية ومن يدور في فلكها )، اما حيث تكون الهزائم والانكسارات ، فان داعش او القاعده او البعث، يثبتون "قدرة عالية على التنظيم والتعبئة وحنكة في الادارة لايمتلكها ولن يمتلكها  العراقيون الغارقون في الفساد والطائفية "!!

 ان ما لايدركه تركي الفيصل والعائله السعودية ، هو ان  قيامهم باي دور لصالح سادة المال والحرب، اليوم، او بعد اليوم  ،سوف لن يوفر لهم الاستثناء الذي يرغبون من خطط هؤلاء السادة المضمرة والمعدة للمنطقة . فلطالما برهنت الوقائع واثبتت الايام ان الولايات المتحده ، بالذات ، تخلت عن معظم حلفائها ورجالها ومنهم شخوص وانظمة اعتمدت طويلا وجهّزت بكل ما يجعل منها مخلب شر في المنطقة ،  عندما حانت ساعة الحقيقة ، حقيقة مصالحها الجوهرية ومصالح اسرائيل في المنطقة ورمت بهم ، دون اكتراث ، الى مقالع القمامه .او ،ربما ، كان تركي الفيصل يدرك ، تماما ، هذا الواقع " وهو المدير السابق لجهاز المخابرات السعودي " لكنه يلتزم الدور ويؤدي ما عليه كبيدق في لعبة شطرنج عالمية ومحلية سيكون هو شخصيا والعائله المالكه من المثابين والمستفيدين، عليه ، حتى لو غرق المركب السعودي وتمزق اشلاءا، لاحقا ، بعد ان يكونوا قد نهبوا من المليارات التي وظّفوها في الاستثمارات الامريكية وغيرها ما يجعلهم وذريتهم يتنعمون بثروات اسطورية في اي منتجع خيالي بعيدا عن قلاقل واضطرابات الشرق العربي والاسلامي !

3- كما تشير الانباء ، فأن السعوديه قد دخلت ، بالفعل ، سباق تسلح نووي ، او انها تريد او يراد لها الايحاء بذلك . فقد وقعّت في الاسبوع الماضي، اتفاقا مع كوريا الجنوبية لدراسة بناء مفاعلين نووين . كما كانت قد  اتفقت مع كل من فرنسا والصين والارجنتين على بناء عشرين مفاعلا خلال السنوات العشرين القادمه . والحقيقة ان الامر لا يحتاج الى مثل هذه الخطط المستقبليه، الجاده او الهازله ، فالسعوديه ، او غيرها ، يمكن ان تجهز بيورانيوم مخصب  بكميات مهدده ، اذا اقتضت المصلحه ، دون ان تفني الايام والسنوات بتخصيبه  . وقد سبق لصدام حسين ، ان اعلن ان القنابل النووية عرضت عليه حتى من قبل تجار " شنطة " !! حينما كان المطلوب ابتزاز ايران واذلالها على يديه عندما كان يراد انهاء الحرب العراقية الايرانيه وفقا لنتيجتها المعروفة . لكن صدام جرّد من السلاح وانتزعت انيابه ، حالما وضعت الحرب ، التي خاضها بالوكالة ،اوزارها . بل وحوسب ، امام العالم ، عن كل غرام من " الكعك الاصفر "، او غيره من خلال لجان تفتيش احتوت سجلاتها على كل شاردة ووارده !!

 لقد فجرت الباكستان قنبلتها النووية بعد فترة وجيزه من امتلاك الهند للقنبله النووية، وتم ذلك بدعم ،لا شك فيه، من قبل الولايات المتحده الامريكية  .ولايساور امريكا ولا المعسكر الغربي ، اليوم ، كما لم يساورهم بالامس ، اي قلق حيال امتلاك باكستان لهذا السلاح او خشية وقوعه بايد متطرفة ومجرمة، رغم انها تحولت الى مفقس تفريخ للتطرف والارهاب ، لكن المطمئن بالنسبة لهم ، ان عدو الباكستان التقليدي وساحة تطلعها الحربي هو الهند وليس اسرائيل هذا اولا. وان السلاح النووي الباكستاني خاضع للسيطرة والتحكم الامريكيين هذا ثانيا . اما ثالثا فهو ان هذه المجموعات المتطرفه، اذا كانت طالبان او القاعدة او عسكر طيبه ، مثلما هو الامر بالنسبة لداعش او بوكو حرام او فرسان بيت المقدس ...الخ هي جماعات مصنعّه ومبرمجه لغايه محدده وان السيطره عليها تامة ومباشرة ولا يخشى من انفلاتها بالضد مما انشئت من اجله من غايات . فهل يمكن ان يتم للسعودية ما تم للباكستان ؟!

 اطلاقا ، فلايمكن السماح للسعودية او غيرها من البلدان العربية ، بما في ذلك مصر او اي من دول المغرب العربي ، بهذا الامر الذي يجعل منها ، تهديدا جديا ، باي قدر، وفي اي وقت ، لوجود اسرائيل، وذلك لاعتبارات جدية ومهمة من وجهة النظر الامريكية وفي مقدمتها :

اولا-ان طبيعة الانظمة العربية واصدقاء امريكا المخلصين منهم على وجه الخصوص ، كانت ومازالت ، تفتقر الى القاعدة الاجتماعية  والشرعية التي تقي النظام من عنصر المفاجاءات الداخليه وتضمن بقاءه واستمراره . واحتمال ان تقع هذه الاسلحة تحت سيطرة وتحكم قوى غير مرغوبه او معاديه يمكن ان تحملها الى السلطة تلك المفاجئات.

ثانيا -ان قوى هذه المجتمعات الحّية والفاعلة من الشباب والمثقفين ، كانت وماتزال ، لاتضمر الوّد للغرب او امريكا او اسرائيل . ليس بفعل ارث الماضي وجهد الدعاية الايديولوجية المنظمة المعادية للغرب ، بل بفعل التجربة العملية المعاشة من قبل هذه الشعوب اليوم ، وما شهدته وتشهده من تقويض لعناصر قوتها وامنها وتمزيق اوطانها واغراق شعوبها بالحروب الاهلية الدامية واشاعة ودعم القوى الظلامية والارهابية من قبل امريكا والحلف الغربي.ولذلك فان الاجيال الطالعة في هذه البلدان ، عموما ، لاتؤتمن على مثل هذا السلاح وامكانية التهديد به خارج الاطار المطلوب ، ورغم الهدوء الظاهر فان باطن المجتمع السعودي يمور بارهاصات  لايمكن التنبؤ بها ..

ثالثا - ان المملكة العربية السعودية ذاتها ليست بلورا صلبا، وان مستقبلها كبلد موحد هو ليس موضع تساؤل فحسب بل وموضع تهيئة وتخطيط لتجزئة وتمزيق باتت بعض نذره واضحة وملموسة والنظام السعودي القائم ، بالنتيجة، يد غير مكينه  وموثوقه لكي تقبض على مثل هذا السلاح .

ان السعوديه ، اذن ، ليست الباكستان وامر التساهل معها في الشأن النووي  لا يمكن ان  يكون ، وهو مالايمكن ان تجهله العائله السعوديه الحاكمه ولا يجهله ، بكل تاكيد ، الامير تركي، فعلام اثارة زوبعة " تخصيب اليورانيوم " وسباق التسلح الذي ستنخرط فيه السعوديه ؟؟

  4- ان زلة اللسان التي  تعثر بها تركي الفيصل وبينّت ما هو خبيء تحت لسانه ، والمرء مخبؤ تحت لسانه ، كما يقال، هي التي تجيبنا عن سؤالنا هذا  ، فلقد اضاف الامير  :

 "ان إيران ، بالفعل ، لاعب معرقل في عدة مشاهد بالعالم العربي، سواء في اليمن أو سوريا أو العراق أوفلسطين أو البحرين "

...."لذا فإن القضاء على مخاوف تطوير أسلحة دمار شامل لن يكون نهاية مشاكلنا مع إيران"

وهذا هو مربط الفرس الحقيقي ، فحتى القضاء على البرنامج النووي الايراني لن يكون نهاية لهذا العداء الذي " يجب " ان يكون مستحكما ،لماذا ؟! لان ايران تلعب دورا معرقلا ...الخ التصريح.

لنعيد قراءة التصريح ولنفكر ، بحياد : من حق الامير ان يقلق ان كانت ايران لاعبا معرقلا في اليمن فهناك  التهديد الحوثي للتوازن السياسي القائم او نصرة للشعب السوري وحريته في وجه  النظام الذي تدعمه ايران  بالنسبة لسوريا . او في العراق، لان الشيعه تكاد تهضم حقوق السنه. او في البحرين لان ايران تدعم مطالب الشعب البحريني ضد النظام "الشرعي " . ولكن ماذا بالنسبة لفلسطين ؟! ماهو الدور المعرقل الذي تلعبه ايران، هناك ، ويقلق الامير تركي الى الحد الذي يقول عنده ان القضاء على مخاوف تطوير السلاح النووي الايراني لن ينهي مشاكلهم مع ايران؟ .

ليس هناك من دور مقلق لايران في فلسطين الا ما يسبب قلق اسرائيل . وليس لها من فعل معرقل الا ما يخص فرض تسوية كما تريد . هذا هو جوهر ما اراد الامير تركي قوله :

يتعين عدم الاكتفاء بتحديد اغراض البرنامج النووي الايراني بالابحاث السلمية وانما يجب القضاء على هذا البرنامج تماما . ليس هذا فحسب ، بل ويجب القضاء على ايران لانها تمثل تهديدا وعرقله لاسرائيل ومشاريعها واصدقاءها في المنطقة .

 

 من المعروف ان الادارة الامريكية وما تمثله من مضمون اجتماعي يناقض بل و يعادي  في مصالحه وغاياته مصالح وتطلعات قطاعات لايستهان بها من مواطنيه الامريكيين وهو ، بالنتيجه  ، لاينسجم وتطلعات شعوب المنطقه والعالم الى الحرية الحقيقية والاستقلال. الى البناء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المنسجم مع مصالح هذه الشعوب ومستقبلها  . واثبتت معطيات عقود طويله منصرمه ان هذه الادارة وما تمثله من مصالح غير معنيه، فعلا ، بالحقوق القومية ولا المشاعر الدينية ولا الخلافات الطائفية لاي شعب من الشعوب او منطقة من العالم ولا  تعنيها  ، كذلك ،حقوق الانسان او الانتهاكات التى تطالها، او الطغاة الفعليين وجرائمهم ، او التهديدات التي تطال السلم والامن العالميين ، انها غير معنيه بالشيعه ولا السنه ولا العرب او الاكراد ، ولا المسلمين او المسيحيين  ولا الايرانيين او الترك او غيرهم .انما هي معنيه بحفظ وادامه وتوسيع مصالحها ومصالح حلفائها من الاشخاص والجماعات الذين لا يمكن ان يكونوا ، بفعل مصالحهم الشخصية والفئوية الى جانب شعوبهم وتطلعاتها ، معلنين  انفسهم ، في حلف غير مقدس واحد ، مع قوى الهيمنه والحرب والاستعمار الجديد ، بالضد من مصالح شعوبهم وبلدانهم بل وشعوب العالم اجمع وحقها في الاستقلال والحرية والبناء ، من فنزويلا الى اليمن و من العراق الى روسيا !

 

 

 

 

20.03.2015

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

20.03.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org