%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
"أمعاء خاوية؛ تتابع صيف وخريف وشتاء"
رشيد قويدر
"إلى المناضل الوطني الرفيق سامر عيساوي؛
بعد أن تجاوز إضرابه عن الطعام 170 يوماً، معلناً:
لن انتظر شاليط آخر لأنال حريتي، بموجب صفقة
لا يحترم بنودها المحتل، سأنتزعها بالإضراب عن الطعام"
أمعاء خاوية؛ تتابع صيف وخريف وشتاء والأمعاء خاوية يا سامر، فتحت عينيك على النور بعد احتلال الضفة الفلسطينية والقدس بزهاء عقد ونصف، لكنك عريق عميق الجذور ... يا عيساوي أورشليم سليل الكنعانيين، قامة سامقة من قامات النضال الوطني، جذوة كفاحية وأخلاقية سامية، منارة تحدي لملحمة دُوّنت بالدم والألم، كنعانية ضاجّة بالحياة والمعنى بكامل كيانها وتوجهها ... ضاجة بالخصب ومحبة الحياة وأعراس الفراشات ... كنعانية في مرقد مرساتها ... وأعلى صواريها ...
ها أنت الآن سارية علم فلسطين، نحولاً حاضراً في كل مكان، حاملاً قيم النضال الوطني، فعلاً مادياً وروحياً عنيداً، إنساناً مناضلاً، نبيلاً، واعياً، ملتزماً، متحدياً .
يا سامر؛ بوجهك الناحل كل ما هو جميل، ولمعة الحدقات خفقات الحياة ... الحياة، معاني العطاء والسجايا الرهيفة. يا لهذا الكمّ من الحبّ الذي تضيفه إلى الأعماق، كم هي عميقة هذه الجذور في التربة التي تقف عليها، كم هو عميق هذا الينبوع وقد تحول نهر واثق من مجراه ...
أمعاء خاوية؛ تتابع صيف وخريف وشتاء، يحيطك السجان واللصوص بالوقت، يعتمدون على أنياب الوقت الذي يأكل لحمك، فازددت صلابةً ... في العلاج بالتأمل. لرهافتك دقة ساعة سويسرية، نحولٌ تحولت به إلى نخلة سامقة مخيفة، وسجانك إلى نياشين السراب والنظرة الهالكة، وضرب الكف بالكف، والعنجهية إلى أصفار الخسران والهزيمة، بين اختلاط الرعب بالنشيج، حولت توقيتاتهم إلى رنينه الخرب ...
يواصل التاريخ هزيمته للطغاة، كم من هذه الأخويات والأشباه مرّ عليه ! كم من السِيَّر الخبيثة المندثرة المكابدة للتاريخ في أعتى دياميسه وكوابيسه مرت، فمن يقرأ اليوم تفاصيل سيرتها، بعد أن ذهب بأصحابها كلام ودخان...
أمعاء خاوية؛ تتابع صيف وخريف وشتاء، وفي كتاب الحكمة: إذا ما أراد المرء أن يكون راية وطن، عليه أن يبدأ حياته وينهيها متواضعاً، ثم ليكن مثالاً للصدق والنزاهة والصبر على الشدائد، هذه هي زوادة السفر على هذا الدرب، هذه هي المزايا الوطنية للهمم ... النافحة في الأُمم، العامل الفعال والمؤثر في مضمار الحياة، وثبات الأقدام المتضافر الفعال ... إن نحولك حدود شفافيتك قد حول سجن نفحة إلى متحف للنضال، غامراً القبو المظلم بالنور، تراجيد5يا كنعانية تبحر بعمق الماضي، تُشكل من الصلصال سفراً للحرية والعودة ... سفراً للتحرير، كأنك أول من سلفوا ... وجموع كل من خلفوا ...
شفافٌ ... نحيل أنت ... ليتفكروا صيحة القيصر لبروتوس: "لا أخشى مَنْ يحبون الفجور، ولا أخاف من الطامعين بحياة الترف، بل أخشى الناحلين الشاحبين (المعارضين المهمومين)" ...
ها أنت في الانغمار العظيم ... والكشف العميق، تقذفه للمستقبل، حين تمر بكل ما احتوى الصمود من جمال، تستكمل معانيك، تفتح كل انغلاق يلوح بالمعنى، مثلما الصروح الأثرية، تتشبث بهذه اللحظات بكامل مسامك وخلاياك، بكامل رهافتك التي تمس الروح، كما القناعات واليقين، كما الإيمانات الخالدة، هذه هي فرصتنا للحرية ... فرصتنا للحياة ... للحظات الجمال النادرة فيها، رائعة وأنت تترشف روح الكون ... روح الحياة ... روح المعنى ...
كم لهذا الحب من بصيرة حادّة ... الحب الأبهى ... الأسمى ...
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|