<%@ Language=JavaScript %> هاشم حسن العودة للحياة ..العودة للكتابة

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

العودة للحياة ..العودة للكتابة

 

 

هاشم حسن


 وأنَا في ذروة انفعالي وغضبي وأشمئزازي من تصريحات بعض الساسة والفضائيات ذات الاجندات، الذين فشلوا في الدعوة للحوار في حل المشكلات وكادوا ان يدفعوا بتغطياتهم الاخبارية غير المسؤولة الى اشتباكات البيشمركة مع الجيش  ومع المتظاهرين بعد ان اشعلت كلماتهم المسمومة نيران الطائفية واجواء عدم الثقة التي ورثناها من الازمنة السابقة. في تلك اللحظات التي عجزت الكلمات العقلانية عن ايقاف نعيق الغربان، اختطفتني غيبوبة الموت لأيام، وكأنها اكبر استنكار تطلقه الروح- ارواح العراقيين الاصلاء جميعا وليس روحي بمفردها -  ازاء ما يحدث لتمزيق ارض الانبياء والاولياء والرافدين الخالدين والتاريخ العريق.. وحين فتحت عيني بعد ذلك تكحلت بانتصار الفريق العراقي، فتابعت كرنفالات الفرح الصادق التي امتزجت فيها مشاعر اهالي الانبار في ساحات الاعتصام مع مشاعر اهالي سامراء ونينوى والبصرة والعمارة وبغداد، وتوحدت دبكات اهالي هولير والسليمانية مع اهالي طويريج، واستطيع ان ازعم ان الفرح العراقي كان متكاملا، وكنا نتوقع من الجميع ان يبتسم ويغتبط ويحتفل على طريقته الخاصة وليس هنالك استثناء.

ولو توفرت النيّة الحسنة والذكاء السياسي والثقافي لابتكرنا كل يوم العشرات من المناسبات التي ترسم الفرح وتقرب بين الاطياف بالسبل والمجالات كافة، وتدمجهم في هوية عراقية موحدة تمحو من ذاكرتهم مخاوف الماضي ومجاهيل المستقبل. وتدفعهم بقوة لنهضة البلاد واسعاد العباد وإخراجهم من مخلفات العصور المظلمة.. قررت العود للكتابة من مكان معالجتي الطبية، فهنالك من اشعرني وهو يسجل مقالاتي ان الصمت لم يعد ممكنا لمحارب مثلي لا يليق به ان يموت على الفراش ولا تكتحل عيناه بدم الشهادة، فالصحافة للشرفاء موقف شجاع وتضحايات سخية وليس مكاسب ومناصب ورحلات ترفيهية ووجاهات ومجاملات وحياة مرفهة، واتحداهم العمل بدون امتيازات او اختيار الحقيقة والموت في سبيل الكلمة الصادقة لاعلاء شرف الصحافة واشاعة قيمها المهنية والاخلاقية ورفع راس صاحبة الجلالة في عصر المغريات والاغواء وشراء الذمم.  لتحظى باحترام وثقة المواطن وتكون سلطة الحق الاولى في وطن تتداخل فيه السلطات وتتشظى الكلمات وتصبح صدى للاخرين، وليس صوتا لمن لا صوته له في الحكومة او البرلمان! مرة اخرى أليس تعبير منتخبنا ونشاطات بريئة صادقة في مجالات اخرى متعددة تعد استفتاء حقيقيا اكثر دقة وصدقا من استفتاءات المراكز المؤدلجة واستطلاعات الفضائيات المسيسة والتغطيات الاخبارية المشبوهة التي تعرف الحقائق وتحرفها ..؟ نعم هذا استفتاء  يميز ما بين مطاليب واتجاهات الشعب وما بين مطاليب اصحاب المصالح الضيقة. ان استفتاء كرة القدم واي استفتاء شعبي آخر يكشف بأن مطاليب الشعب واضحة وهي بالتأكيد لا تقبل ان تتلوث بالمطاليب المشبوهة لبعض الساسة الذين يستمتعون بامتيازات المناصب والصفقات ويضعون الخطط الدعائية للاحتفاظ بها، محاولين خداع الجماهير التي تحملت شدة البرد القارس واذى الثلج المتساقط واذى الارهاب الاعمى لانتزاع حقوق دستورية لا أحد يستطيع انكارها، وفعلا استبعدت الجماهير بحسها الوطني ومن خلال الاصوات الوطنية المخلصة ذات الخطاب التوحيدي الصادق كل الشوائب التي حاولت ان تعكر سلمية التظاهرات وتحجيم الدعوات المتطرفة والانفعالات غير المنضبطة،والتوظيف المغرض لشخصيات تجاوزتها عجلة الزمن واخرى تعتاش من الفساد وتخشى من الاصلاح وتريد استمرار الفوضى. مرة اخرى عدت للحياة وانعشت قلبي انتصارات الفريق العراقي الذي تغلب على الحكومة والبرلمان بتوحيد كل اطياف الشعب العراقي بتفوقه التام واستماتته لرفع اسم العراق وليس الاشخاص او المسميات الفرعية. عسى ان يتعلم منه ساسة العراق درسا في تحمل مسؤوليتهم الاخلاقية والوطنية لتوحيد هذا الشعب والعمل على استقرار البلاد وتعميق الشعور بالمواطنة ووحدة الهوية، وتوفير فرص حياة حرة وكريمة لكل مواطن كما نص على ذلك الدستور، مرة اخرى عسى ان يدرك قادة هذا الزمان  بكل مسمياتهم ومناصبهم ومنابرهم الدرس ويسعوا لرفاهية المواطن ويغيروا حياته بخطط تنمية حقيقية شاملة بالمستوى الذي تغيرت فيه حياتهم او حياة حاشيتهم واحبال مضيفهم...... تحية لمنتخبنا الوطني ولمنتخب الاخيار من اصحاب المبادرات الذين اجتهدوا باخلاص لإيجاد حلول للمشكلات وقطعوا الطريق على الاشرار، واسكتوا نعيق الغربان المحلية والاجنبية......! شكرا لكل الذين احاطوني بكل هذه المودة، واشعروني بقيمة ان تكون الصحافة منتمية للوطن والمواطن.

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا