<%@ Language=JavaScript %> عناد عبد الصعب عــراقيون   أبجد هّوز س – سنافر أم المعارك في ذكرى 17 كانون الثاني 1991

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

عــراقيون

 

  أبجد هّوز

 

س – سنافر أم المعارك

في ذكرى 17 كانون الثاني 1991

 

عناد عبد الصعب

 

هذه شهاداتي لعراقيين و احداث عراقية شهدتها و عشتها

 واسعى لتدوينها و روايتها كما حدثت او كما عرفتهم.

 

انتهت المهلة التي حددها مجلس الامن الدولي لانسحاب الجيش العراقي من الكويت المحتلة في 15 كانون الثاني 1991.  خرج الناس الى الشوارع ليشهدوا الحدث المجهول. لاشئ. لم يكن هناك رجل بالملابس الزيتونية على صدره مدالية الطاغية.  مقرات الحزب البغيض خاوية.  في مدينة الكويت انهى الدكتور ابو احمد مهمته وقبل ان يغادر الوحدة الطبية التي زارها اقترب منه طبيب شاب اضخم منه جسما.  همس له "دكتور ممكن نتبادل الفانيلات؟" استغرب ابو احمد من ذلك فلم يأت للكويت ليلعب كرة القدم. "فانيلتك بيضه و تفيد علم استسلام" قال ذلك الطبيب الشاب و هو يكشف عن فانيلته الخاكية.

تعمّد ابو احمد ان يختار المأمورية الى الكويت في 15 كانون الثاني ليستطيع ان يزور عائلته ببغداد في طريق عودته الى وحدته في سميل قرب الموصل. 

عند الساعة الثانية صباحا من يوم 17 كانون الثاني بدأت القنابل و الصواريخ تسقط على اهداف مختلفة في ارجاء العراق. علمت باقتراب بدء الحرب عندما سمعت من اذاعة صوت امريكا ان اسرائيل انهت توزيع اقنعة الغاز على سكانها (باستثناء الفلسطينيين في الضفة الغربية و غزة المحتلتين) و انها اغلقت المجال الجوي و المطار الدولي. كنت في بغداد آنذاك.

غادر الكثير من سكان بغداد مدينتهم في اليوم الاول من الحرب.  كان مشهد السيارات المغادرة خرافيا: الشارع الذي يتسع لثلاث سيارات استوعب خمسا.  الطوابير استمرت دون حادث كأن جميع السواق يقودون بتوجيه شخص واحد.  ظل السير بطيئا و كثيفا (قافلة المغادرين غطت المسافة بين شارع فلسطين و المفرق الى مدينة الخالص ).     

شهدت تدمير المنشآت المدنية (محطات الكهرباء و بدالات الاتصالات و مستودعات الوقود و بعض الجسور)  زرت بدالة العلوية بعد قصفها في كل مرة.  قصفتها القوات المعادية 3 مرات.  انقطع البث الاذاعي و التلفزيوني فلجأنا للاستماع الى بي بي سي او صوت امريكا.  شوارتزوف (قائد عمليات عاصفة الصحراء) برر سقوط بعض صواريخ كروز على ابنية مدنية بسبب الدفاعات العراقية التي اعطبت منظومة التوجيه و كأنه توقعها ان تقف متفرجة على الصواريخ المنهمرة على رؤؤسهم. دفع صدام بجيشه الى الخفجي في السعودية و اطلق صواريخه على اسرائيل.  لم يغير ذلك من مسار الحرب و لكن السؤال الملّح: اين القوى السياسية العراقية المعارضة؟  مدن العراق تغرق في ظلام دامس و ليس هناك شرطي او مخبر امن في الشارع و المعارضة منشغلة بمعارك اقتسام السلطة بعد صدام بفندق في بيروت.

كان قصف ملجأ العامرية المدني في منتصف شباط جريمة حرب اغفلتها القوى السياسية العراقية المختلفة لكنها كانت اشارة لما تستطيع ان تفعله الامبريالية دون حساب. كتبت عن ذلك في صوت اليسار سابقا:

http://www.saotaliassar.org/Writer/EnadAbdulsaab/ABCAlaamria91.htm  

اعلنت قوات التحالف الدولي انها ستبدأ عملياتها الارضية لتحرير الكويت. قلّت شدة القصف الجوي لكن القلق انتهب الناس فابناؤهم و احبتهم في وحدات الجيش العراقي الذي اعلن كولن باول ان خطته تقضي بقطع الجيش و محاصرته ثم قتله! 

كان ابو حاتم يمشي مع زميله قرب السياج الشائك الشائك المحيط بمعسكر لقوات المصطفى قرب بحر النجف.  لمح الاثنان مجموعة من الجنود ينسلون من ثغرة في السياج الى خارج المعسكر.  عندما وصلا عند الثغرة كان الجندي الاخير من المجموعة يرتدي ملابسه المدنية.  وضع ملابسه العسكرية في كيس نايلون و دفنها في حفرة بالارض. مرر اصابعه في شعر رأسه فأظهر تسريحة ذيل الذئب التي كان يخفيها تحت البيريه العسكرية. كان الجنود الآخرون يسمونهم بالسنافر لصغر اعمارهم واهتمامهم بعالم السينما او الاغاني الاجنبية.  التفت اليهما و قال: "جا أم المعارك عمتي لو خالتي؟" ودعهما و التحق برفاقه.  عاد ابو حاتم و زميله الى مقر الوحدة فوجداه خاليا.  في ظهيرة اليوم التالي ارتفع صوت تبادل اطلاق النار.  وصلت الى المعسكر اخبار هروب منظمات حزب البعث من المدينة و ان مسلحين من اهل النجف يحاصرون مقر المخابرات.  سمع ابو حاتم صوت اطلاق النار الاخير قبل ان يشهد اندفاع الشبان الى المبنى و القاء جثة المدافع الاخير من سطح المبنى.  شق طريقه في شوارع المدينة للوصول الى كراج السيارات الى كربلاء.  كان البيوت مفتوحة الابواب و عند احد البيوت سألهما احد الشبان عن هويتهما بعد ان لحظ انهما بملابس عسكرية غير مكتملة. بعد ان قرأ هويتهما نصحهما بتغييرها حفظا لسلامتهما و اخذهما الى داخل داره و قدّم لهما الشاي مع الخبز و الجبن و دشداشتين.  بعد ان غيّرا ملابسهما ودعاه و انطلقا الى المدينة.  في النجف كان الهرج و المرج سائدين.  اغتنم ابو حاتم اول سيارة متوجهة الى كربلاء فقفز الى حوض البيكب بين غيره من الركاب.

 

"لك لا تصيحلي سيدي!" صرخ ابو ضحى ضابط التوجيه السياسي بمرافقه الابله.  دخل الى غرفته و خرج بعد قليل بلباس عربي تقليدي و القى بحقيبته في سيارته التويوتا سوبر و قال لمرافقه "آني رايح لخوال الولد بربيعة حتى تصفى الامور و تستقر" اسرع ابو ضحى بمغادرة المعسكر دون ان يودع احدا.  واحدا بعد الآخر دخل الجنود و الضباط الى غرفة ابو ضحى يتطلعون في محتويات الغرفة التي خشوا دخولها و مقتوا ساكنها.  على المنضدة الوحيدة كانت هناك صور لمجموعة ضباط في القصر الجمهوري مع صدام حسين وقد اقتطع منها الجزء الذي يضم ابو ضحى.  صار المرافق الابله يجمعها فرحا صائحا"شوفوا ابو ضحى شكد يحبني تركلي صور الريّس"  ابتسم الضباط استهزاءا بالمرافق الذي كانوا يسمونه البهلول.

عند الظهيرة كان المعسكر هادئا عدا نقاش بين من بقي من الضباط يحاولون حدس الحدث التالي: هل ستهجم تركيا من الشمال لاقتطاع "لواء الموصل" أم الامريكان للوصول الى بغداد؟ كانت اخبار انسحاب الجيش العراقي من الكويت تصل من الراديو الترانسستر مع ابو احمد.  اقتربت امرأة كردية معها طفلها من بوابة المعسكر و اخبرت الحرس مع الضابط المناوب" كاكا عرب باجر بيشمركة يجون عليكم" شهد المعسكر اسرع عملية اخلاء اذ اسرع الضباط الى سياراتهم يصرخون "نلتقي بالغزلاني "  كلٌ صار يسعى لنجدته و سلامته.  توجهت قوافل الوحدة المنسحبة الى الموصل و عند المفرق ترجل ابو احمد لا يحمل معه سوى نسخة من القرآن و راديو ترانسستر. رمى رتبته العسكرية جانبا.  مشى باتجاه دهوك.  بعد فترة ليست قصيرة اقتربت منه سيارة فولكسفاكن برازيلي في حوضها الخلفي مسلح كردي جريح.  اخبرهم انه طبيب و يستطيع مساعدة جريحهم حتى يصلون المستشفى. اراهم ممتلكاته فتركوا له القرآن و اخذوا الراديو. عند وصوله دهوك سأل عن زميل كان معه في كلية الطب فأرشدوه اليه. الطبيب الكردي يعيش مع زوجته العراقية و اطفالهما.  رحبوا به و افردوا له غرفة للنوم. في صبيحة اليوم التالي توجه الى المركز الصحي القريب من دار زميله و باشر عمله كطبيب. توافد السكان على المستوصف بينهم مسلحو البيشمركة.  بعد اسبوع او اكثر بقليل قدم مسلحون الى الدار و تحدثوا الى زميله. عاد زميله و اخبر ابو احمد انهم امهلوه 3 ايام لمغادرة "كاكا عرب" من الدار. لم يشأ ابو احمد ان يتسبب بأذى لزميله و عائلته فودعهم عند انتهاء المهلة و توجه الى بغداد.  كانت رحلة العودة شاقة اغلبها مشيا على الاقدام التقى خلالها بجنديين آخرين من وحدات مختلفة. تقاسموا الخبز القليل و كانوا ينامون في الجوامع.  بعد اسبوع وصل ابو احمد لداره و سلّم نفسه الى الانضباط العسكري ليحال الى محكمة عسكرية بتهمة الهروب من الموقع العسكري اثناء الحرب.

  

وصل ابو حاتم الى كربلاء و توجه الى دار اهل زوجته للاطمئنان على سلامتهم.  كانت الفوضى ضاربة اطنابها بالمدينة التي يجوبها احداث متمنطقين بكلاشنكوفات اطول منهم.  ظهرت طائرة هلكوبتر في سماء المدينة فصار البعض يطلق الرصاص بينما صرخ البعض "لا تطلقوا الرصاص هذه طائرة السيد" .  شوارع المدينة تجوبها سيارات بركاب مسلحين. وصلت اخبار عن اعدامات سريعة للبعثيين و ضباط الجيش في المدن التي خرجت من سيطرة الحكومة. فر انصار السلطة من المدن و الاقضية نحو بغداد.  بعد النجف و كربلاء انضمت اليهما الحلة و الاقضية المحيطة و امتدت باتجاه بغداد لتتوقف عند المحاويل.  حلقت طائرات هلكوبتر تابعة للحكومة و اسقطت منشورات تحذر السكان من البقاء لان القوات الحكومية ستهاجمهم لاستعادتها و هددت باستعمال الاسلحة الكيمياوية.  بعدها بيومين ظهرت طائرة هلكوبتر في سماء المدينة و نثرت مسحوق ابيض (في الارجح جص او طحين) فساد الهرج و المرج في المدينة و هجرها عشرات الآلاف نحو البساتين المحيطة.  اخذ ابو حاتم زوجته الكربلائية و ابنيه بسيارته وتوجّه لبغداد.  قبل ان يغادر المدينة اوقفه حاجز بمسلحين احدهم كان يافعا اقصر من الكلاشينكوف المتمنطق به. نظر الى ركاب السيارة ثم سأل ابو حاتم "ليش ما شاد وصلة خضرة؟" اجابه ابو حاتم "البركة بالشباب ما بقّوا قماش اخضر بالسوق" تردد الفتى قليلا ثم فسح له المجال بالسير.  بعد اقل من 5 كيلومترات اوقفه حاجز عسكري ونظر اليه الجندي و طلب وثائق ثبوتية.  ابرز له ابو حاتم دفتر خدمته العسكرية. سأل الجندي عندما رأى ان محل الولادة الفلوجة "هل انته من البو عيسى؟" رد عليه ابو حاتم بلهجة اهل الغربية" لع، من الفلوجة بالنفس".  فسح الجندي الطريق للسيارة.  نظر ابو حاتم في مرآت سيارته ورأى غيوما سوداء تتجمع في الافق بينما كانت الناقلات العسكرية تتجه الى المدينة لمهاجمتها.

 

بعد يوم من بدء الهجوم على العراق بثت اذاعة صوت امريكا خبرا مفاده ان كورباتشوف اتصل ببغداد قبل بدء الهجوم بساعات ساعيا للتحدث الى صدام حسين لحثه على اعلان النية للانسحاب لتفويت الفرصة على الامريكان و تجنيب العراق كوارث الحرب لكن سكرتير صدام اجابه ان صدام نائم و لا يمكنه ازعاجه!!  خلال ايام الحرب كنت استمع الى نشرات الاخبار في اوقاتها المحددة توفيرا للبطاريات.  مع اقتراب موعد الهجوم الارضي سمعت جورج بوش الاب يوجه نداءه للعراقين للانتفاض والتخلص من صدام وحكمه.  بدأت قطعات الجيش العراقي تنسحب من الكويت و تهجر مواقعها و صار افراده يعودون الى بيوتهم لتفقد اهلهم الذين تعرضوا لقصف همجي بينما كانت طائرات الاعداء تتبعهم و تقصف الارتال العسكرية العزلاء اذ ترك معظمهم اسلحتهم الثقيلة في ارض الكويت.  الحرس الجمهوري لوحده انسحب بشكل منظم و ظل ساكنا طيلة الحرب الجوية.  من راديو بي بي سي سمعت ان احد العراقيين عاد من الكويت بمدرعته و كان شقيقه مقتولا في الحرب وما ان رأى جدارية لصدام في مدخل الزبير اطلق عليها قذيفة اطاحتها ارضا و اندفع الناس الى مقرات الحزب البغيض ليفرغوا محتوياتها فرحين بهروب رجال السلطة. كان اسم الرجل علي ابراهيم ولي و سأله المذيع الذي دخل العراق من الكويت ان كان الناس يسعون الى اقامة حكم اسلامي رد الرجل نحن نعلن اننا تخلصنا من صدام و على احزاب المعارضة ان تعود الى العراق لتحكمه بعد التخلص من الطاغية.

 

في معسكر خان بني سعد قرب بغداد كان مدرعات الحراسة توجه فوهات مدافعها باتجاه المعسكر اذ كان واضحا ان السلطة صارت تخشى الناس و جنودها اكثر مما تخشى الغزاة. كنت أرى منظمات البعثيين تخرج قبل الفجر لتحرس جداريات صدام و تغلفها بالنايلون. كان معنا جنديا ندعوه سيّد عبد الرضا اخبرنا احد الايام ان حسين كامل استدعى شقيقه ليسلّم الحرس الجمهوري موقع احد المشاريع الهندسية و معداتها الثقيلة (شفلات و بلدوزرات...) وانه وصل الى امام عون وأكدّ لنا ان المنائر في الحضرة الحسينية قد قصفت. بعد اقل من اسبوع من بدء الهجوم بثت صوت امريكا تصريحا جديدا لجورج بوش مفاده انه يفضل ان يرى العراق موحدا قادرا على الدفاع عن نفسه على ان يراه مقسما خاضعا لحكم دول الجوار (في اشارة لايران).  عندها بدأت قطعات الحرس الجمهوري تنتقل عبر العراق بكل حرية بناقلات هينو المكيفة و لم يعترض الامريكان رغم ان وقف اطلاق النار لم يتم الاتفاق عليه.

في احد الايام في بداية آذار رايت مجموعة من الفتية حليقي الشعر يحرسهم جنديان مسلحان.  علمت انهم ركضوا في المعسكر يصرخون ان السيّد اعلن الثورة الاسلامية في العراق و ان الحكومة قد سقطت. لم يطلق الجنود عليهم النار و اكتفى الآمر بسجنهم في انتظار التوجيهات. بعدها علمت ان مظاهرة صغيرة انطلقت في شارع الكفاح وان مقر البعث في باب الشيخ قد سقط لكن الامن سارع بتفريقها و اعتقال افرادها.

في نيسان عاد مصفى الدورة الى العمل و في بداية آيار عادت الاتصالات الهاتفية لاغلب ارجاء العراق و ابقى البعث حصارا على مدن البصرة و العمارة و الناصرية مانعا انتقال الناس و البضائع  حتى ان اسماء تلك المدن لم ترد في الاخبار و الصحف. 

ابو احمد مثل امام محكمة عسكرية طلب فيها الادعاء العام بتطبيق حكم الاعدام بسبب هجره موقعه العسكري اثناء الحرب لكن الدفاع طالب بتطبيق قرار العفو عن المتخلفين و الهاربين بغض النظر عن رتبهم. ساعدت الصدفة ان يكون ابو احمد من عشيرة القاضي العسكري فافرج عنه و عن اثنين كانا معه.  بعد اسبوع غادر ابو احمد العراق لتلحق به زوجته و اطفاله بعد أشهر.

السنافر عادت الى حياتها السابقة: بريكية مدينة الثورة و عاشوا سنوات الحصار الاقتصادي فمنهم من قضى نحبه و من بقي منهم صار في جيش المهدي في 2003 بعد الاحتلال.

أنا؟  في منفاي الطوعي لا املك الا ان ارقب العراق و اردد قول صوت الجنوب الدافئ حسين نعمة:

مكتوب أشوفك من بعد       وأصبر على المكتوب

 

عناد عبد الصعب

17 كانون الثاني 2013

enadabdulsaab@yahoo.com

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا