<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي عشر سنوات.. والعراق جريح

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

      

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

عشر سنوات.. والعراق جريح

 

 

 د. كاظم الموسوي

 

مرت عشر سنوات على غزو العراق واحتلاله.. عشر سنوات عجاف انتهت واستمرت أخبارها تتجدد مع ذكراها في مثل هذه الأيام من كل عام طيلة عقد كامل. لم يتعظ منها بما يناسبها، كما يبدو واضحا الآن، لا العراقيون ولا غيرهم من العرب خصوصا. وكأن ما حدث لم يحفر وقائعه الصارخة ويترك دروسه التاريخية ولم يقدم حتى لمن لا يبصر أو يمتلك بصيرة آثارا كارثية لم يتخيلها حتى من يقرا الأبراج. حين غزت قوات الاحتلال الأمريكية وأتباعها وبالأساليب التي تمت وأبرزها التخريب والتدمير والقتل والتفتيت والتضليل كان الحديث يجري على أن إعادة اوضاع العراق إلى طبيعتها، بعد كل ما حصل، يحتاج إلى عشر سنوات. وها قد مرت السنوات والحال ينطق بمأساته والأسئلة، ماذا أنتجت ولماذا وما هي  ثمارها؟.

بكل وضوح وبلا تردد أنتجت تلك السنوات ما تعمدت إدارات الاحتلال تنفيذه وما زالت آثارها ماثلة وواضحة وموثقة تصرخ بكل من يتعامى عنها، رغبة واختيارا أو جهلا وقصدا. لكن بعض وسائل الإعلام تحاول استقراء ما جرى وتذّكر به، سواء بالرأي أو بالتحقيقات والتقارير الإعلامية فتعيد للسنوات التي انفضت بعض تداعياتها وآلامها وأحزانها. فقد سجل بعض الآراء عن دروس لإدارات الاحتلال في واشنطن ولندن خصوصا، معتبرين منها، بينما لم يستفد منها ضحاياها وذوو قرباهم أساسا.  فبعد قرار الحرب على العراق ومن ثم احتلاله جرت أحداث كثيرة وكان من بينها ما حصل في الانتفاضات والثورات العربية والتي أطاحت وغيرت كحد أولي بالعديد من رؤساء البلدان العربية. أشارت افتتاحية صحيفة الفايننشال تايمز (4/3/2013 ) بعنوان "دروس من العراق بعد مرور عشر سنوات على انتهاء الحرب". إلى انه " ما زال شبح هذا القرار المصيري يخيم على الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بعد مرور عشر سنوات على غزو العراق". وهناك سؤالان يجب الإجابة عليهما، هل كان غزو العراق مبررا؟ وما الذي تعلمناه من ذلك؟ والإجابة عن السؤال الأول هو "لا" مع أن صدام كان طاغية وسجله في الكويت وضد الأكراد يشهد على ذلك ولعل هذا ما أقلق الغرب. وذكرت الصحيفة إن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالغا في الحديث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، ليتورطا في صراع دام 8 سنوات. ورأت الصحيفة إن "غزو العراق يعد من أكبر الأخطاء الدبلوماسية ما بعد الحرب العالمية الثانية".

أما بالنسبة للدروس التي تعلمت من هذا الخطأ الكبير فهو "الحذر من إرسال جنود إلى ساحة المعارك"، "ففي ليبيا، تمت المشاركة عسكرياً من خلال الضربات العسكرية الجوية والضربات العسكرية البحرية مما قلل خسائر في الأرواح من قوات الناتو ومن المدنيين"(!).

في صحيفة الاندبندنت (5/3/2013)  كتب دومنيك لوسون تحليلا عن العراق تحت عنوان "بناء الدولة عمل أحمق قبل العراق، وهاهو الآن يثبت أنه كذلك من جديد". وأورد "إن المستعرِبة البريطانية "غيرترود بيل" هي التي رسمت خارطة العراق عبر وضع خطوط مستقيمة ورمت بالسنة والشيعة والأكراد والمسيحيين تحت حكومة ملك واحد ظنت أنه سيكون مواليا لبريطانيا". واضاف "كانت بريطانيا تريد أن يكون العراق نموذجا للشرق الأوسط في مطلع القرن العشرين، تماما كما ظن الرئيس جورج بوش أن الديمقراطية التي فرضتها الولايات المتحدة على العراق ستكون نموذجا للمنطقة ككل مع مطلع القرن الحادي والعشرين".

ومن سخرية القدر أن يظل المشترك في جريمة الحرب والاحتلال طليقا ومصرا على ارتكاباته رغم كل ما حصل وجرى.  توني بلير صرح ( في 26/2/2013) معترفا إن حياة العراقيين اليومية لم ترق إلى ما كان يتمناه، عندما قرر غزو العراق قبل عشر سنوات. وقال في برنامج تلفزيوني بمناسبة ذكرى غزو العراق، إن "تحسنا ملحوظا" طرأ في العراق، إلا أن الوضع "ليس في مستوى التطلعات"، مشيرا إلى الهجمات "الإرهابية" المتكررة.

اقر بلير أن قضية العراق تبقى خلافية، قائلا: "لقد اقتنعت منذ مدة بعدم جدوى محاولة إقناع الناس بأن القرار الذي اتخذناه كان صائبا". وأضاف أن فهم تعقيدات القرار له أهمية بالغة لأن العالم يواجه اليوم مشاكل مماثلة بشأن سوريا وإيران، موضحا "ما أحاول أن أقنع به الناس اليوم هو فهم مدى صعوبة اتخاذ القرار. فإذا لم نفهم لا يمكننا أن نتخذ القرار الصائب، بشأن جملة من المشاكل المشابهة ستثار في الأعوام القليلة القادمة، فلدينا واحدة في سوريا اليوم، وأخرى في إيران غدا، والقضية هي كيف نجعل العالم أكثر أمنا". ( اقرأ امن الكيان الإسرائيلي والهيمنة على منابع النفط والغاز).!

 الوقائع والحقائق المذكورة أعلاه رغم لغتها وخطابها الغربي المقصود في الأغلب والمطلوب تعميمه إلا أن الأمر يتطلب أيضا فهمها بروح المواجهة والخروج بعد تلك السنوات بانجاز  مهمات مرحلة تحرر جديدة، تستند إلى الإرادة الوطنية وتبني دولة، عبر العمل الجدي على:

- تعزيز الوحدة الوطنية بين القوى السياسية الوطنية والجماهير الشعبية، صاحبة المصلحة بها، وبالتغييرات التي تخدم مصالحها وتساعدها على العيش بحرية وكرامة.

- وضع منهج عمل تغييري لإعادة بناء التجربة السياسية العراقية وإدارة الدولة العراقية على أسس الديمقراطية والياتها المعروفة، وبمشروع وطني جامع.

- بناء مؤسسات دولة حديثة، وإقرار مبدأ سيادة القانون وعلى قاعدة المواطنة. 

- إصدار قوانين تلغي الطائفية السياسية، والمحاصصة والإقصاء والتهميش، وإعادة صياغة القوانين العراقية الأخرى بما يحترم حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.

- مكافحة كل أشكال الفساد الإداري والمالي والسياسي والقيمي، واستخدام الثروات العراقية بشفافية ولخدمة التنمية للشعب وتوفير ضرورات الحياة للمواطنين. وبذلك تجمع بين الكفاءة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية السياسية.

- دراسة تقييم التجربة الماضية، خصوصا منذ عام 2003 والى الآن، واستخلاص العبر منها وتطوير وتحديث ما يتطلب منها، وإخماد صواعق التوترات الاجتماعية واللجوء إلى العنف، وأية مؤثرات خارجية في الصراعات الداخلية ومن خلال تلك التجربة.

 

كاظم الموسوي

12.03.2013

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا