<%@ Language=JavaScript %> <strong> <b> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 200%; margin-top: 1; margin-bottom: 1"> <span style="font-size: 14.0pt; line-height: 150%; font-family: Arial,sans-serif" lang="ar-iq"> د. </span> <span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt; د. كاظم الموسوي

باتريوت

">

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

باتريوت

 

 

 

د. كاظم الموسوي

 

بعد الدرع الصاروخية التي نصبت في تركيا، بموافقة حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئاسة رجب طيب اردوغان وعبد الله غول واحمد داوود اوغلو، جاء دور صواريخ اخرى من نوع باتريوت، لتضيف لسابقاتها صواريخ أيضا تحمل في اسرارها خطرا اكبر من الادعاء بأسباب نصبها، وتفضح من خلال نصبها والإخراج المسرحي لها خطط التهديد والوعيد بعدوان اوسع حجما منها. ومهمات ليست لها بما يعلن وينشر عنها. صواريخ بعد صواريخ تتحول تركيا بها الى غابة صواريخ.. لمن ولماذا؟

ببساطة أعلن مسؤول في حلف شمال الأطلسي أن أولى صواريخ باتريوت التي يجرى نشرها في تركيا ستصبح جاهزة للاستخدام، في نهاية هذا الأسبوع، على أن تدخل المنظومة بأكملها حيز الخدمة، في نهاية شهر كانون الثاني/ يناير.

وقال المسؤول عن تنسيق العملية في مقر قيادة حلف الأطلسي/ الناتو في أوروبا الجنرال غاري ديكين: "نعتقد أن أولى الصواريخ ستصبح جاهزة للانطلاق في نهاية هذا الأسبوع، هذا هو هدفنا". وأوضح الضابط البريطاني في خلال مؤتمر صحافي أنّ الوحدة الأولى من الصواريخ أرض- جو "ستربط بمنظومة القيادة التابعة للأطلسي، وستكون عندئذ جاهزة للدفاع عن السكان"، مضيفا "نعتقد أننا سنبلغ كامل الجهوزية في نهاية الشهر". وأشار ديكين إلى أن عملية نشر الصواريخ تجري حتى الآن من دون عوائق، مضيفاً أنه عند الجهوزية "سنصبح قادرين على تأمين الحماية لحوالي 3,5 ملايين تركي". (وكالات 23/1/2013). وجاء في بيان لقيادة الجيش الاميركي في اوروبا، (4/1/2013) ان "عسكريين وتجهيزات اميركية وصلوا الى القاعدة الجوية في انجرليك التركية لنشر بطاريات صواريخ باتريوت التابعة للحلف الأطلسي كما طلبت تركيا.  وقد وصلت الوحدات الاولى لصواريخ "باتريوت" الالمانية والهولندية، الى مرفأ الاسكندرون، تمهيدا لنشرها قبل مطلع شباط في جنوب شرق تركيا، المتاخم لحدود سوريا التي تشهد اضطرابات دامية منذ حوالي السنتين. وتم ذلك بموجب قرار لحلف شمال الأطلسي قررت المانيا وهولندا والولايات المتحدة نشر وحدتين من صواريخ "باتريوت" في تركيا وحوالي 350 جنديا في كل منها. (22/1/2013)                            

هكذا اذن وبكل وضوح، توافق علني تركي وأطلسي لزراعة الاراضي التركية بالصواريخ والقوات العسكرية الغربية، المدربة والقادرة على استخدامها وبتوجيهات من الأطلسي فهل مثل كل هذه التحضيرات من اجل الدفاع عن سكان بعض مدن تركية في الجنوب؟. وهل ما يعلن من اسباب هي وراء كل ذلك؟. وما علاقة الدرع الصاروخي بها؟.

لا يحتاج الامر الى كثير عناء وجهد لمعرفة الاسباب والأهداف. تركيا بقيادة حزبها الاسلامي وقيادتها التي تدعي انها تبحث عن السلام في المنطقة وتعرض نفسها نموذجا لغيرها، ولاسيما من بايعتها من قيادات حكومات عربية او احزاب سياسية تريد ان تواكب المسيرة وتمارس ما مارسته الحكومات الاسلامية في تركيا، من اربكان الى اردوغان، في التعاون والتخادم مع الخطط والمشاريع الاطلسية في المنطقة، وتسهيل مهمات تلك الخطط وتوفير الخدمات اللوجستية لها، تريد ان تكسب مركزا اكبر لها، تعيد به امجادا دفنها التاريخ. وبالتزامن مع هذه الافعال والوقائع تكشف تركيا عن موافقتها على مشاركة الكيان إلاسرائيلي في أنشطة غير عسكرية لحلف شمال الأطلسي في 2013، متخلية عن اعتراضها السابق بسبب "نزاع" بين الحليفتين السابقتين، اللتين تتبادلان معلومات المخابرات وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة (!!).

وبعض الجواب الصريح اكده القائد العام الأسبق للقوات الجوية الروسية الجنرال اناتولي كورنوكوف، أن منظومات صواريخ باتريوت الأميركية التي تنشر في تركيا، "هي في الأساس موجهة ضد بلدان رابطة الدول المستقلة وبلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أي بالدرجة الأولى ضد روسيا". وقال كورنوكوف (22/1/2013)"أتصور أن هذه الخطوة ليست موجهة ضد سوريا، بقدر ما هي موجهة ضدنا"، مضيفاً أن "الحدود قريبة، وأذربيجان حليفة تركيا، وبإمكانهم قصف أرمينيا بكل بساطة إذا ما نشروا هذه المنظومات الصاروخية على الجبال بالقرب من الحدود".

والجواب الاخر نشرته وسائل الاعلام التركية في كتابات واضحة، تؤكد ان هذه الصواريخ لحماية الكيان الاسرائيلي. من بينها ما سجله الكاتب التركي مليح عاشق في صحيفة ميللييت التركية أن نظامي الدرع الصاروخي والباتريوت لم يتأسسا إلا لحماية اسرائيل. واستعرض عاشق في مقاله الذي اورده د. محمد نور الدين، المتخصص بالشؤون التركية في صحيفة السفير اللبنانية (24/12/2012)، أماكن انتشار صواريخ باتريوت التي وصلت إلى تركيا بعد اتفاق حكومتها مع حلف شمال الأطلسي الناتو موضحا ان نشر هذه الصواريخ في مدينة قهرمان مراش يستهدف مواجهة "الصواريخ الايرانية" وحماية قاعدة كورجيك في ملاطية فيما ستحمي منظومة الصواريخ الأخرى في اضنة قاعدة انجرليك التابعة للأطلسي. هذه هي الحقيقة من كل ما سبق.. صواريخ ليست لحماية الشعب التركي، وإنما لتقديم خدمات ضد المصالح التركية.

قرار نشر صواريخ باتريوت وقوات أجنبية في تركيا تم اتخاذه من دون موافقة مجلس الأمة التركي ورغما عنه وبصورة غير قانونية، كما كشف الحزب الشيوعي التركي في بيان له، وأضاف في رسالة وجهها إلى جميع أعضاء المجلس أن حكومة حزب العدالة والتنمية أدخلت تركيا في جو حرب لا مفر منها، الأمر الذي يضع النواب الأتراك أمام مسؤولية كبيرة، موضحا أن نشر قوات حلف الناتو في تركيا بذريعة الإشراف على صواريخ باتريوت أمر غير قانوني ويشكل جريمة دستورية. وأوضح الحزب أن حكومة حزب العدالة والتنمية حولت تركيا إلى طرف ضالع في الأحداث التي تشهدها سورية، لافتا إلى أن جرها لطريق خاطئ وضعها في موقع الحامي والراعي للمجموعات الإرهابية المسلحة المتطرفة المدفوعة من الغرب والتي يتحدر أفرادها من جنسيات أجنبية مختلفة ما وضع تركيا في موقف المحرض على الحرب والساحة الفعلية لها.

تركيا تريد ان تقوم بدور الشرطي الاطلسي في المنطقة، فهل تجري الرياح بما تشتهي السفن؟!.

 

كاظم الموسوي

03.02.2013 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا