<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي مطر العراق ولغة الحرب والتقسيم

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

مطر العراق ولغة الحرب والتقسيم

 

 

 

د. كاظم الموسوي

 

بلدان تنتظر المطر، شعوب تصلي من أجله وتدعو الى زخات منه، اما هطوله في العراق، ورغم الحاجة اليه أحيانا، يتحول الى كارثة في المدن الكبيرة، فكيف يكون الوضع خارجها، في الاقضية والنواحي؟. (بالتأكيد، ليس في العراق وحده، ولكن وقائعه تؤشر على وضع البلدان ودرجة تقدمها او تطورها ومقارنة بغيرها، لاسيما في امكاناتها في التخطيط والتنمية والمواكبة لتطورات التقنية والعلوم والنزاهة في استخدام الثروات والحكم الرشيد) وهذا ما حصل في الايام القليلة الماضية. مطرت سويعات، فتحولت شوارع المدن العراقية الى بحيرات ومسطحات مائية، تجاوزت في بعضها الارصفة الموجودة لتجتاح بيوتا امنة، لاسيما المبنية من الطين، فتهدمت على رؤوس أهاليها الفقراء طبعا. تحولت النعمة الى نقمة. او هكذا هي الوقائع.. والأسباب كثيرة. ولا اريد التنبيه الى وجود بيوت من الطين في المدن الكبيرة، لاسيما في العاصمة العراقية، فهذه قضية ينبغي الالتفات اليها بأوسع من هذه الاشارة. لأنها صورة حال وسؤال كبير عن مظهر ناطق عن سياسات الحكومات التي تحكمت في شؤون العراق وكيفية ادارتها ومصداقيتها ونزاهتها وإخلاصها للشعارات والمبادئ التي رفعتها او ابتلى الشعب بها. فهل يعقل، البلد الذي تتسابق عليه الدول الرأسمالية واحتلته اكثر من مرة، في تاريخه الحديث، الغني بالبترول والغاز، والنهرين والأرض الخصبة، والثروات الأخرى وغيرها وهناك فقر وجوع وبيوت من طين؟!. تساؤل بصوت عال لوضعه في موضعه الحقيقي وكشف الحساب على ضوئه، وعدم الاكتفاء بالإشارة اليه او التفرج عليه.

مع زخات المطر وما احدثته وما حصل في العراق وما كشفته من تداعيات عديدة لا تخدم او تصب في خدمة من يدعي حرصا على الشعب والوطن. مع المطر، قبله وبعده، تصاعدت لغة الحرب في التصريحات والممارسات بين اقليم كردستان والمركز في بغداد، وشخصن ما يجرى من ازمات متلاحقة مع تصرفات متناقضة، وصولا الى تحركات عسكرية واتهامات متبادلة حول الدستور والحقوق والمناطق والتسميات. وتحول الدستور الذي يعترض عليه اغلب الكتل السياسية ولكنهم يتحججون به عن الحاجة اليه، او بما يتطابق مع المصالح الذاتية والآنية وأحيانا الكتلوية والعصبوية وغيرها. وهذا ما يثير الاستغراب من عقلية المتنفذين والسياسيين منهم وضحكهم على الذقون، منهم اولا طبعا، ومن ثم على المصدقين بهم. وهو مشهد كاريكاتيري بامتياز، يعطي الصورة الواضحة عن مجريات العملية السياسية التي ولدت بعد احتلال العراق عام 2003. وتتواصل في صراعاتها تلك الى اعادة انتاج ما بناه المستعمر البريطاني حين احتل العراق في بدايات القرن الماضي، وسياساته في التفتيت والتفرقة الطائفية والاثنية. والتي تداخلت مع طبيعة الاحتلال الجديد، بكل اشكاله العسكرية الخشنة، او السياسية والاقتصادية الناعمة، القائمة اليوم. ولعل في لغة الحرب القائمة بين الاقليم والمركز صورة معبرة، عن مآلات الحكم وصيرورة البناء للدولة والدستور الضامن لقيامها وتطوراتها. حيث تقوم قيادة الاقليم القومانية في تصعيد لغة الازمة والحرب والتهديد بها رغم كل المكاسب التي حصلت عليها من المركز، او على حساب الشعب ومصالحه الوطنية. كما ان توسيع او الامتداد داخل العراق، خارج الاقليم لتوسيع حدود الاقليم الجغرافية وتحت مسميات المناطق المتنازع عليها، او المختلطة، وتسميتها بالكردستانية خارج الاقليم والضغط على ضمها بكل السبل الى الاقليم، تمهيدا لتنفيذ خطط، لم تعد سرية، ومحمية ومشجعة من اطراف لا يمكن القول انها حريصة عليه وعلى العراق يوما ما، يشير الى ان البوصلة في الازمة متجهة نحو التصعيد في لغة الحرب، والصراع وتنفيذ مخططات باتت معلنة في المنطقة ولا تحتاج الى اعادة تذكير. وتستغل كل التطورات في العراق لإشغال المركز والبلاد وإبعاده عن أي دور له، سواء داخلي او خارجي، لاسيما وان التحالفات السياسية والتصريحات اللافتة تؤكد على ان دور قيادة الاقليم السياسي يسعى الى تحجيم دور العراق الوطني وإنهاكه بأزمات متصاعدة ومتفاعلة باستمرار، امعانا في تهميشه وتبهيت أي فعل سياسي مؤثر ومعبر عن موقعه ومكانته في المنطقة و تصديه للمشاريع السياسية المخططة والموجهة للمنطقة.

مع تصاعد لغة الحرب بين قيادة اقليم كردستان، التي تصرح باللغة العربية بان الاقليم جزء من العراق والدولة العراقية، وتعمل على مشروعها الخاص، فتمارس ما ترغب به وتعلنه بلغات أخرى. تكشف عنها التصريحات والخطب للقيادة المتنفذة في حكم الاقليم، وصور التحركات العسكرية والزيارات للمواقع والتمدد الجغرافي والعسكري للإقليم على حساب المناطق العراقية الأخرى ومنع الوحدات العسكرية من التحرك فيها ومن ثم التدخل في حجم التسلح العسكري للعراق ومصادره، مقابل اليد الطولى في التسلح وشراء الاسلحة من مصادر عدوة او هي في حالة حرب مع العراق، كما اشيع عن صفقات شراء من الكيان الصهيوني ونشرت في وسائل الاعلام دون تكذيب لها لحد الان. هذا الوضع لا يصعد في لغة الحرب والتقسيم فقط وإنما يتداخل مع تحالفات خارجية لها اجندات معلنة تعمل على تدمير المنطقة وشرذمتها، بداية من العراق نفسه. وهنا المصيبة الاعظم.

بعد هذه التطورات في الازمة المتنامية بين قيادة الاقليم والحكومة المركزية على مختلف الصعد والمستويات والمصالح، بدأت ازمة جديدة لاقت تشجيعا لها من قيادة الإقليم وتحالفاته الاقليمية، وصبت على نيرانها زيتا لتوسيع رقعتها وتفعيل الازمات المختلفة وتوتير الاجواء وخلط الأوراق التي تلتقي اسبابها كلها في طبيعة العملية السياسية الامريكية وتشوهاتها المعروفة. فتضيع المطالب الشعبية والحقوق والخدمات الغائبة تحت اهداف وخطط من يريد ان يستثمر هذه الاجواء لمصالح ضيقة وأنانية تزيد في الصراعات والتأزم السياسي والاجتماعي الذي تفاقم منذ الاحتلال. ازمات تتداخل بين لغة حرب ومشاريع تقسيم وخطط تدمير منظمة من خارج العراق وضد مصالح شعبه، مع حملات اعلامية مبرمجة وموجهة من غرف سوداء معلومة الجهات والأهداف.!

 

كاظم الموسوي

07.01.2013 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا