%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
جارالله عمر وصالح :
كلٌ قضى على الآخر بثقافته
علي البخيتي
كان يعلم خطورته على نظامه, لذلك لم يَمقت الرئيس السابق صالح شخصاً كما الشهيد جارالله عمر, كان احساسه في محله, فقد أثبتت الأيام صحة مخاوفه .
جارالله المثقف المخضرم, البسيط في حياته الغزير في أفكاره, وصالح الحاكم المتسلط, البعيد عن الحياة الثقافية, جمعتهما الأقدار ليكونا في مواجهة بعضهما .
عازفاً عن السلطة, بعيداً عن صخب الحياة وملذاتها, مفكر مُلهَم, صاحب رؤية بعيده, جريء في طرح أفكاره مع مخالفتها لقواعد الزمن الذي يعيشه, كان همه اليمن, كيف يوصله الى بر الأمان, كذلك كان جارالله عمر.
فهلوي, شُجاع, لا تحركه الأفكار أو النظريات, المصالح وحدها هاجسه, متع الحياة هوايته, التسلط وسيلته, يمقت المثقف والثقافة, يعبد الحياة والوجاهة, يعمل بلا قواعد, كان همه أحمد, كيف يوصله الى القصر, كذلك كان صالح ولا يزال.
دخل الاثنان في صراع مريرٍ وطويل, حاول صالح أكثر من مرة احتواء جارالله, لكنه اقتنع مبكراً أن هكذا شخص لا يُحتوى بمالٍ أو سلطة, ولن يحتويه الا القبر .
كان جار الله ينتظر ساعة اغتياله, وكل ما كان يتمناه هو أن يمهله الله بعض العمر ليُكمل مشروعه " اللقاء المشترك " .
روى لي الاستاذ علي الصراري, رفيق درب جار الله عمر, وأقرب الناس اليه, قصة ما دار بينه وبين جار الله قبل اسبوع واحد من استشهاده, كانا حينها في قمة جبل "صبر" في مدينة تعز, ودار بينهما هذا الحديث, جار الله: أعتقد أن الرئيس قد اتخذ قرار اغتيالي, الصراري: يعمل لك كمين ؟, جار الله : لا, أعتقد انه سينفذ ذلك في فعالية, وكان جار الله قد أخبر الصراري قبلها بأيام, عن فحوى التهديد الموجه له حيث قال له صالح وبالنص: "باأقتلك واخلي العالم يشوف مقتلك", تهديد صالح ذاك رواه جار الله لأكثر من شخص .
نفذ صالح تهديده بطريقة غاية في الذكاء, مستغلاً أحد المتطرفين المسجونين في الأمن السياسي, عبر الايحاء له من بعض المساجين – المجندين من النظام - أن سبب بلاء اليمن هو جارالله عمر, الذي تمكن بأساليبه الشيطانية من الجمع بين حزب الاصلاح - بما فيه الشيخ الزنداني – والاشتراكي, ولا خلاص لليمن الا بالتخلص منه, وبعد أن تم اخراجه تم تهيئة الأمر له الى أن نفذ العملية .
أراد صالح أن يضرب عصفورين بحجر, موت جار الله, وموت المشترك معاً, عبر قتله في المؤتمر العام لحزب الاصلاح, لكن ما حصل كان العكس, عَمَدَ مقتل جارالله المشترك بالدم, وجعلهم أكثر ارتباطاً وثقة ببعض.
استشهد جار الله, لكنه كان قد زرع الشجرة التي ستقتلع صالح, مات جار الله, لكن أفكاره ظلت تلاحق صالح, احتوى القبر جار الله, لكن قيمه وأحلامه بيمن جديد كانت حرة طليقة .
مع اختلافنا مع المشترك حول الكثير من القضايا السياسية, الا أننا نعترف أن له الدور الأبرز في اسقاط صالح وأولاده كأشخاص, مع أن نظامه " ممارسات ومنهج وسياسات" لم يسقط بعد .
كلٌ قتل الآخر بثقافته, أنهى صالح حياة جارالله بطريقته, ونفذ تهديده وجعل العالم يشهد التنفيذ, بما فيهم جارالله نفسه, وانتهى صالح بشجرة "المشترك" التي زرعها جارالله قبل وفاته, ارتاح جار الله بموته السريع, وبدأ عذاب صالح بحياته الجديدة " الموت واقفاً ", رأى جار الله الموت مرة واحده, ورأى صالح الموت مرات عديده وما زال يراه الى اليوم, شاهد العالم موت جار الله خلال دقائق, وشاهد العالم أيضاً وفاة صالح, لكن على مدى سنوات, فخروجه من الحكم موت بطيء له, مات الاثنان كلُ بطريقة الآخر وثقافته .
علي البخيتي
" نقلاً عن صحيفة الأولى "
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|