<%@ Language=JavaScript %> د.محمد جواد فارس 14 شباط يوم الشهيد الشيوعي درب الألام 

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

14 شباط يوم الشهيد الشيوعي


درب الألام 

 


د.محمد جواد فارس*


كانت مدرسة الحزب الشيوعي العراقي ،مدرسة للكوادر الوطنية تعلموا فيها الوطنية الحقة وسبل العمل النضالي من اجل انهاء الحكم الذي ارتبط منذ عام 1920 بالاستعمار البريطاني ، وتعلم فيها أسس الماركسية - اللينينية في مصادرها الثلاث، الفلسفة، والاقتصاد السياسي، والاشتراكية العلمية ، أضافة لبناء التظيم الحزبي ودراسة تاريخ الحركة الشيوعية . فقد كتب صاحب السنديانة الحمراء الكاتب اللبناني محمد دكروب عن خالد الذكر شيخ المناضلين حسين مروة (فمنذ كان في العراق خلال وبعد دراسته في النجف وفي بداية حياته الادبية الفكرية ، شارك في نضالات الشعب العراقي وانتفاضاته ،فكان في القلب من وثبة كانون المجيدة عام 1948ضد الاستعمار الانكليزي والحكم الرجعي التابع له ، كان في المظاهرات وساحات الصدامات المسلحة وفي المجتمعـــات الساخنة ، ومن قلب هـــذه المعارك بالذات، ومن خلال التجربة نفسها، ارتبط حسين مروة بشعارات الشيوعيين العراقيين وبكفاحيتهم ، وظل يكتب ويشترك في التحركات الوطنية ويتصل بقيادات الاحزاب السياسية إلى أن ابعده الحاكم باسم الانكليز ،نوري السعيد ، من العراق ، فعاد إلى لبنان متابعا مسيرته الثقافية والنضالية نفسها) .
وقد يسأل البعض لماذا يوم الرابع عشر من شباط من كل عام يخلد الشيوعيين العراقيين هذا اليوم، ففي عام 1948 اصدرت محكمة النعساني حكمها الجائر باعدام كوكبة من قيادة الحزب وهم يوسف سلمان يوسف (فهد )و زكي بسيم (صارم )وحسين الشبيبي (حازم )وساسون دلال وهنا تجدر الاشارة بان المحكوم عليهم من القادة يشكلون الموزائيك  الطبيعي للشعب العراقي العابر للطائفية المقيتة والتي تمارس اليوم في مفاصل الدولة .

 وكان المبرر لهذا الحكم وتنفيذه بحجة القضية الفلسطينية وكذلك ما سمي بحماية مؤخرة الجيش العراقي ، وللتاريخ يجب ان نتذكر ان بمبادرة الحزب جرى تشكيل عصبة مكافحة الصهيونية من شيوعيين عراقيين من مختلف الطوائف والقوميات وعملت العصبة على تعريف المواطن عن الاهداف الصهيونية المدعومة من الاستعمار البريطاني والامريكي ، وعدم الاستجابة لمحاربة اليهود لدفعهم للهجرة الى فلسطين . 
لقد استمر الشيوعيين والحركة الوطنية العراقية في النضال من اجل طرد المستعمر من اراضي العراق ورحيله مع قواعده العسكرية ،فقد قامت الانتفاضات التي قادها الحزب بالتعاون مع احزاب الحركة الوطنية ،ومنها وثبة كانون 1948 لإسقاط معاهدة بورت سموث ،وانتفاضة 1952 ،وانتفاضة 1956 لدعم الشقيقة مصر ضد العدوان الثلاثي (انكلترا وفرنسا والكيان الصهيوني )وفي كل هذه الانتفاضات قدم شعبنا القرابين من الشهداء وغصت السجون والمعتقلات بالوطنيين . و قامت ثورة الرابع عشر من تموز عام  1958 ضد الحكم الملكي المتواطئ مع الاستعمار البريطاني ، وأنجزت حكومة الثورة طرد القواعد العسكرية البريطانية وحررت الدينار العراقي بخروجه من منظومة الاسترليني ,ونفدت قانون الاصلاح الزراعي ، وفتحت الطريق امام الصحافة واطلقت سراح كل المعتقلين لأسباب سياسية ، واعتبرت شهداء الحزب الشيوعي فهد وحازم وصارم شهداء الحركة الوطنية واعادة لهم الاعتبار ، وبدء التامر على الحكومة الوليدة منذ الايام الاولى لها حتى من قبل الاشقاء العرب ، وكان لدى الحكومة بيان رقم 80 بشأن اقامة شركة وطنية عراقية للنفط ومن هنا اقدمت الشركات للتامر على العراق واسقاط نظامه ،وهذا ما جرى يوم 8 شباط 1963 اليوم الدامي والذي اغرق العراق ببحر من الدماء الزكية التي اريقت على ارض الرافدين الخصبة وفتحت السجون والمعتقلات للشيوعيين والديمقراطيين ، وهذه العمليات من القتل والسجن والتعذيب تجري وفق خطط المخابرات الامريكية كما اشارلها الكاتب الموسوعي الاستاذ محمد حسنين هيكل عندما قال ان هناك محطة أذاعية تبث من الكويت لتعطي معلومات عن سكن وعناوين الشيوعيين ليجري اعتقالهم من قيل الانقلابيين وبهذا بدءت مرحلة جديدة من تعذيب قادة وكوادر الحزب والديمقراطيين من قبل الانقلابيين والذين جائوا بقطار أمريكي على حد تعبير احد قيادتهم بعد الانقلاب وهو علي صالح السعدي . تم التصفيات الجسدية وبشكل سادي لقيادة الحزب حسين الرضي (سلام عادل ) وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي ، وحسن عوينة ،جورج تللو،حمزة سلمان ومن قادة ثورة 14 تموز1958الزعيم عبد الكريم قاسم وقائد القوة الجوية جلال الاوقاتي وغيرهم من قادة ثورة  تموز . وهنا يمكن الاشارة الى موقف الحركة القومية الكردية ، بعد العفو عن الاكراد بقيادة الملا مصطفى البارزاني واندلاع الحركة الكردية المسلحة في كردستان ، وقف الشيوعيين موقف تجسد في رفعهم شعار (سلم سلم في كردستان يا شعب طفي النيران ) وخرجت تظاهرات واصدر الحزب بيان وكتب الشيوعيين شعاراتهم على الجدران ، وجرت حملات الاعتقالات شملت كل مدن العراق ، حتى بقى الكثير منهم معتقلين لغاية انقلاب شباط الدموي عام 1963 ، ولكن وبمرارة أقدم ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني المدعو عيسى سوار وبمعرفة من قيادة الحزب بقتل 12 طالبا شيوعيا وصلو من بلغاريا بعد انتهاء دراستهم ، والحدث الاخر والاكثر دموية هو مجزرة بشتاشان عام 1983 حين غدرت قوات من الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني وبتنفيذ من انو شيروان مصطفى المنشق حاليا من الاتحد الوطني والذي سميت كتلته بالتغير .وفي قافلة اخرى بعد انقلاب تموز 1968 وبعد ان قدم الشيوعيين من القيادة المركزية عدد ممن استشهدوا في قصر النهاية وعلى يد ناظم كزار وجلاوزته وبعد فترة جرى اغتيال محمد الخضري  ،تبعه شاكر محمود  ومن ثم ستار خضير وفي عام 1970اعلن عن استشهاد عبد الامير سعيد وماجد العبايجي وكاظم الجاسم في قصر النهاية وتمت تصفية مناضلين من امثال حميد الصكر وفاضل وتوت و كذلك استشهد المناضل كاظم عبيد وكوادر الحزب ممن كانوا في قوات الانصار المقاتلة في كردستان وذلك بسبب من الاندســاس ، لا يمكن للشعب العراقي ان ينسى التاريخ المجيد لهذا الجيل الذي سطر أروع الصفحات في تاريخ العراق الحديث والحركة الشيوعية العالمية ،على الرغم من ان مجموعة لوثت هذا التاريخ وقبلت بمجلس الحكم الذي اسسسه بول بريمر بعد الاحتلال في 9نيسان 2003 وقبلوا المشاركة في مجلس الحكم ولحسن حض الحركة الشيوعية العراقية انهم كانوا ممثلين للطائفة الشيعية ويا للعار ومن ثم وافقوا على الدستور الذي كرس المحاصصة الطائفية ، والتي يعاني منها العراق وشعب العراق كما حدث منذ الاحتلال ولحد الان ، وهم الذين اهنهم القاتل جورج بوش الابن عندما قال :لو كان شعبي محتل لكنت قاومت الاحتلال .فما هو رد هذه القيادة والتي لم تخجل حتى في اجراء نقد لموقفها من الاحتلال بل العكس سمت كل عمليات المقاومة للاحتلال ارهاب والشعب يعرف جيدا ويميز بين المقاومة والارهاب الذي يطال الابرياء من ابناء الشعب ودخول القاعدة بكل اشكالها على الخط .وعلى الرغم من كل الالام التي حلت بفصيل سياسي مهم في الحركة الوطنية العراقية ،مهتمنا بكراس الرفيق الخالد مستلزمات كفاحنا الوطني ، ومرددنا مقاله الشاعر الشيوعي التركي ناظم حكمت ....اذا انت لم تحترق وانا لم احترق . . . . فمن ينير الطريق . 
فالخلود لكل من أنار طريق الحرية والعدالة الاجتماعية

 

*طبيب وسياسي عراقي

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا