<%@ Language=JavaScript %> صائب خليل معركة إعلام الفلوجة 3- الرموز القوية كيف نجدها؟

 

 

 

معركة إعلام الفلوجة

 

 3- الرموز القوية كيف نجدها؟

 

 

صائب خليل

 

3 حزيران 2016

 

في الكثير من الأحيان يكون الفرق في الرمز بسيطا جداً، ولكنه شديد التأثير في الإعلام. والرمز يعطي في العادة أكثر من معنى، فيغلب أحد المعاني على الباقي، حسب الظرف وحسب المتلقي.  وقد يكون الرمز بحد ذاته ممتازاً، لكنه إن جاء في توقيت غير مناسب او ظرف غير محسوب فقد يغلب المعنى غير المقصود وينعكس تأثير الرسالة التي يحملها الرمز.

 

لنأخذ مثالا من معركة الفلوجة الإعلامية على هذه الحالة وبشكل خاص رفع صورة الشهيد نمر النمر على بعض الآليات وكتابة اسمه على بعض الصواريخ (إن كانت صحيحة وليست تزويرا آخر). ولنلاحظ أن النمر رمز إنساني ممتاز وشهيد للمطالبة بالحرية بوجه آل سعود وهو ما أكدته في منشورات سابقة، لكن هل يصلح استعماله كرمز في معارك الفلوجة؟

 

هنا يجب ان نسأل عن الرسالة التي نريد ان يوصلها الرمز، ونسأل عن الرمز لنكتشف مدى صلاحيته لإيصال تلك الرسالة. فما هي اهم الرسائل يريد الحشد إيصالها عن طريق الرموز التي يختارها؟ لا شك ان اهم الرسائل في هذه الحرب الإعلامية المستعرة، هي التأكيد بأن معارك الحشد في الفلوجة "عراقية" بحتة وليست بين الشيعة والسنة وأنها لا تستهدف الانتقام من الناس، كما يراد منها إثارة العزم والشجاعة بين مقاتلي الحشد وإعطاء القيمة العليا لهدف المعارك لتستحق تضحياتهم.

 

من هو "النمر"؟ وهل يصلح رمزاً لحمل مثل هذه الرسائل؟ شيخ سعودي شيعي قامت السلطات السعودية بإعدامه لاعتراضه على حكمها السيء. وهنا نلاحظ ان هذا الرمز يفتقر إلى بعض المقومات التي تؤهله لحمل تلك الرسائل. إنه بلا شك قادر على إثارة الحماس لدى المقاتلين، خاصة وان اغلبهم من الشيعة، وان الرغبة في الانتقام من قتلته سيدفع بهم إلى القتال بقوة أكبر. لكن هذا الرمز يتوقف هنا.

 

إنه ليس "عراقياً" وبالتالي يصعب ان يساهم في زيادة الالتحام بين مقاتلي الحشد الشيعة والسنة ولا كرمز للجماهير المتابعة للمعركة، وخاصة القلقة من نتائجها. كذلك فأن قتلة "النمر" ليسوا داعش، لذلك فالرمز الانتقامي من العدو يعاني من مشكلة أيضاً. صحيح أن السعودية تدعم داعش (في رأيي ورأي معظم المقاتلين والعراقيين عموماً) لكن الرمز ليس مباشراً، وتبدو العلاقة بين قتلة "النمر" وداعش معقدة وبعيدة بعض الشيء.

 

إن اهم صفات "النمر" التي في رؤوس الناس، شيعة وسنة، هو كونه شخصية شيعية. وبالتالي فهي تؤكد في الذهن ان اختياره كان على أساس طائفي. ومع كل هذا الهجوم على الحشد وأنه طائفي يستهدف الانتقام من السنة ويهدم بيوتهم ويسرق اغراضهم، فأن الشخصية التي تذكر بهذا وتؤكده لكل من السنة القلقين والإعلام المشبوه، لن تكون رمزاً مناسباً. بل يمكن استعمالها (وقد استعملت فعلا) من قبل هذا الإعلام لتأكيد ما يريد اثباته بأن المعركة على الفلوجة هي بين الشيعة والسنة. والحقيقة أني لا استبعد أن يكون اختياره قد تم من قبل عناصر مخترقة في الحشد، مثلما هو محتمل ان يكون عن طريق الحماس والخطأ غير المقصود.

 

ما هو الرمز الأفضل؟ كان علينا اختيار شخصية عراقية، قتلتها داعش مباشرة أولاً، فذاك سيعطيها مصداقية أكبر. وثانياً لتكن تلك الشخصية "سنية" لتؤكد العكس مما تريده الدعايات الأمريكية المضادة للحشد، وبأن الهدف والدافع ليس طائفياً. ولتكن تلك الشخصية من سنة الحشد الذين اغتالتهم داعش، فهذا يضفي حماساً إضافياً كبيراً لجنود الحشد، كما انه يؤكد للناس ولمن لا يعلم، بأن الحشد يتكون من السنة والشيعة معاً، وهو بالتالي رمز توحيدي ورادع للإعلام المضاد. ولدينا أكثر من شهيد سني من الحشد، قتلته داعش. وهنا قد نضع علامة استفهام: "أليس ظلما أن يتم اختيار شهيد من السنة في الحشد، رغم أن أكثر منتسبيه من الشيعة، وأكثر شهداءه من الشيعة؟ ألن يعطي شعوراً غير مريح لجنود الحشد من الشيعة؟ أو قد يبدو وكأنه محاولة إرضاء للسنة على حسابهم وحساب شهدائهم؟

إنها أسئلة مشروعة تماما ويجب أن تخطر ببال الإعلامي العسكري الذي كلف بتحديد الرموز. وهي سترشدنا إلى خير تصميم للرموز لساحة المعركة. وقد وضعت هنا تصميماً يمثل الشهيدين مصطفى العذاري مع وطبان الجبوري. الأول أشهر من نار على علم، والثاني تم صلبه على لوحة كتب عليها انه قتل بسبب انتمائه للحشد الشعبي، وبالتالي فالصورة تشرح دون إضافة كلمات إليها، كل شيء وتوصل كل الرسائل التي نريدها، بإتقان تام وبشكل مؤثر.

نحن بحاجة إلى القوة والدقة في الرموز مثلما نحن بحاجة إليها في الأسلحة، لتصيب هدفها تماما، فالمعركة الإعلامية حقيقية وخطرة!

.

 

 

 

تاريخ النشر

09.06.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

09.06.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org