<%@ Language=JavaScript %> صباح علي الشاهر عندما تأبط سمير شراً وخرج!

 

 

 

عندما تأبط سمير شراً وخرج!

 

 

 

صباح علي الشاهر

 

سمير الطبل ما شُوهد مرة إلا وهو يتأبط جريدة .. جريدة بعينها .. غيره يقبض عليها بكفه بعد أن يطويها، بحيث لا يستبان منها سوى الإسم " إتحاد الشعب" ، والبعض الآخر يضعها في جيبه بحيث لا يظهر منها سوى الإسم أيضاً.. جرائد الآخرين تتغير بتغير اليوم ، لكن جريدة سمير الطبل لا تتغير حتى تبلى، عندها يشتري أخرى، ولا يهم إن كانت جديدة أم من النسخ المعادة .

في أيام العز كان هُمام يقول عن سمير الطبل تأبط جريدته وخرج ، ولا أحد على وجه التحديد يعرف إلى أين؟ سمير الطبل هو دائماً خارج، في رحلة أبدية ، لاتعرف بدايتها ، كما لا تعرف نهايتها ، فإذا إستوقفته في الطريق إعتذر منك بالقول أنه مشغول، ولا وقت لديه، هو دائماً مشغول، و دائماً لا وقت فائض عنده ، علماً أن سمير لا عمل له، هو في الغالب يخرج من داره صباحاً، ويعود ليلاً .. خروجه من البيت وعودته إليه مضبوط تماماً بالدقيقة، البعض يقول أن بإمكانك ضبط ساعتك على خروجه وعودته

فيما بعد ، بعد أن حمي الوطيس، وأصبح حمل " إتحاد الشعب" مثار شبهة ، كان همام يقول : تأبط شراً وخرج ..

ولا مرة سبب حمل " إتحاد الشعب" أذى لسمير في السماوة ، فالكل يعرف أن سمير لا يقرأ .. جريدته لا تسبب الأذى ، وحملها لا يضيره ، حتى أنه يستطيع الدخول إلى سراي الحكومة وهو يتأبط " إتحاد الشعب" من دون أن يسأله سائل، ولا يوقفه أحد، حتى لمجرد الإستفسارعما يحمل بين أبطيه ..

ذات يوم تغير الحال، أصبح الناس يرون سمير الطبل وهو يتأبط جريدة "الفجر الجديد " . قال البعض لقد تحوّل عشقه وهيامه من " إتحاد الشعب " إلى نقيضها " الفجر الجديد"، لكن بعضهم تساءل ، لماذا تبدو لفة الجريدة أكبر من حجمها، "الفجر الجديد" كانت غالباً بأربع صفحات، وأحياناً بثمان، هل تراه يحمل نسختين من الجريدة؟

سأله همام : لماذا تحمل بين أبطيك نسختين من جريدة " الفجرالجديد"، إعطني واحدة؟

رد عليه : عندي جريدة واحدة .. واحدة. .

-لا عندك جريدتين .

تدافع همام معه ، ثم سحب الجريدة من بين أبطيه ، عندها تبين له أن داخل جريدة " الفجر الجديد" توجد نسخة قديمة من : إتحاد الشعب" .

فيما بعد عرف همام أن مفوض الأمن الجديد أمسك بسمير بالجرم المشهود ، وهو تأبطه "إتحاد الشعب"، فكان أن إستفرد به في غرفته، ثم كالعادة أراد تأديبه فبدأ يضربه بخيزرانته التي كان يركنها إلى جانب مكتبه، كانت ضراباته قاسية ، حيث تصور أن سمير يريد أن يبين تحديه وجسارته، وإلا كيف يجرؤ على أن يدخل سراي الحكومة وهو يتأبط " إتحاد الشعب" لكن عواء سمير أوضح له أن الذي أمامه ليس قوياً ، ولا جسوراً ، ثم عرف فيما بعد ، بعد أن تدخل أفراد من الأمن حقيقة سمير ، فأمر له ببطل ببسي ، ثم أخذ منه " إتحاد الشعب" وناوله " الفجر الحديد " : هذه أحسن .. ضعها بين أبطيك ، ولا تضع مثل هذه ،  وأشار إلى إتحاد الشعب ، مرّة أخرى .

هز سمير رأسه ، ثم خرج راكضاً بأسرع ما يستطيع ، منذ ذلك الوقت وسمير يلف " إتحاد الشعب" بأي جريرة ، " الفجر الجديد" ، "بغداد" ، " الزمان " أو ما يتيسر من الصحف، لكنه أبداً لم يظهر " إتحاد الشعب" التي كانت مطوية بسواها من الجرائد .

سمير الطبل لم يعد ظاهرياً يتابط شراً ، لكنه في حقيقة الأمر يتأبطه!!

 

 

 

تاريخ النشر

16.03.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

16.03.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org