<%@ Language=JavaScript %> سعد السعيدي أيجري تهيئة ضباط عسكريين للميليشيات المسلحة ؟

 

 

 

أيجري تهيئة ضباط عسكريين للميليشيات المسلحة ؟

 

 

سعد السعيدي

 

الكلية العسكرية العراقية هي مؤسسة عسكرية وظيفتها تهيئة قادة القوات المسلحة العراقية حصرا ، لا لتهيئة ضباط للميليشيات المسلحة العاملة خارج نطاق الدولة. هذه النقطة معروفة وتعتبر من البديهيات. إلا اننا قد اكتشفنا بالصدفة بأنه عندنا في العراق يمكن التغاضي عن هذه الحقيقة التي نعتبرها بديهية وتجاوزها دون ادنى شعور بالمسؤولية.



 

اكتشفنا هذه الايام الفيديو ادناه. انه تقرير قصير عن كلية عسكرية خاصة تقدم دروسا في العلوم العسكرية لافراد من ميليشيات الصدر ! يبدو الضابط الذي يعطي الدروس وكأنه من منتسبي الجيش من الكلية العسكرية ! يلاحظ بأن الامر يجري بسرية تامة من خلف ظهر الشعب العراقي... حتى لحظة نشر الفيديو.

 

https://www.youtube.com/watch?v=l_hE65DlmpE

 

نسأل نحن بامرة من سيكون هؤلاء الطلبة العسكريون عند تخرجهم ؟ ابحجة الحرب ضد داعش يجري تهيئة ضباط لميليشياته في الكلية العسكرية التابعة للدولة ، ام لعل للامر اهدافا اخرى ؟

ايضا لمن سيكون ولاء هؤلاء ؟ للدولة العراقية بكل طوائفها... ام للصدر وطائفته حصرا ، ام لطرف ثالث ؟ فالاخير معتكف لدى ايران وهي ليست اول مرة. وهو لن يعتكف لديها إن لم تكن له معها علاقات ووشائج وثيقة جدا (وقد اكد تياره خبر الاعتكاف والايرانيون انفسهم كذلك). فهل تقف ايران وراء الاتفاق على استفادة افراد ميليشيات الصدر من مؤسسات الدولة العسكرية ؟


 

على هذا فنحن الآن في حيرة شديدة. فمن ناحية يوجه الصدر اتباعه للمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية ضد الحكومة ويقومون باقتحام مقرها المرة تلو الاخرى ويبعث اليها بالتهديدات. لكن من الناحية الثانية نراه هنا... يستفيد من "خدمات" نفس هذه الحكومة في إعداد ضباط عسكريين يدينون له بالولاء ! كيف يراد لنا فهم هذا ؟ مَن من الاثنين ام لعل كلاهما ، يضحك علينا ؟ هل من تفسير منهما ؟ لكن هل من ثمن لهذا التعاون ؟ كم من الميليشيات الاخرى جرى تسجيلها في مثل هذه الدورات ؟ هل ستقوم هذه الكلية مستقبلا بتدريب كل من هب ودب على العلوم العسكرية خصوصا بعدما سمعنا عن توفر الوية قوات خاصة لميليشيات بدر وكذلك الوية مدرعة للواء العباس القتالي كما قرأنا من ضمن اخبار العمليات العسكرية ؟

وايضا ، من اعطى الاوامر لهؤلاء الضباط باعطاء مثل هذه الدروس لاعضاء هذه الميليشيا : الدولة العراقية .. ام جهات اخرى ؟ اعتمادا على ما نراه في الفيديو هل نستنتج بأن الحكومة العراقية ممثلة بالعبادي هي من هيأ هذا الموضوع ؟ وإذا كان هذا هو الجواب الصحيح يكون السؤال التالي هو من خول العبادي إعطاء الامر بتوفير دروس عسكرية لاشخاص من خارج نطاق الجيش والدولة ؟ هل خضع لضغوط ايرانية مثلا ؟ وإن كان هذا (او غيره) هو ما جرى فليوضح لنا الهدف من العملية. وإن عجز فليقدم استقالته. وفي كل الاحوال نطالب بايقاف هذا الامر فورا... فالكلية العسكرية هي مؤسسة تتبع الجيش العراقي وخدماتها تكون لحساب هذا الجيش فقط ، والصدر وغيره ليس جزءا منه ولا من الدولة. اننا نعترض على هذا العمل ونطالب بايقافه فورا.

نحن نرى هذا الامر مقلقا جدا ولا يبعث على الارتياح. فلم تذكر فتوى السيستاني حسب علمنا بضرورة تهيئة ضباط عسكريين للخدمة في الميليشيات ناهيك عن إنشاء الميليشيات نفسها. بل كانت تنادي بحمل السلاح لدعم قوات الجيش في الوضع الاستثنائي الذي كان البلد يمر فيه. فمن اين يا ترى جاءت هذه الفكرة المقلقة وغير المنطقية في رفد هذه القوات غير النظامية وذات الوجود المؤقت بما نفسره من مقومات الاستمرار في التواجد وتكريسه ؟


 



 

 

تاريخ النشر

30.06.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

30.06.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org