<%@ Language=JavaScript %> نوري جاسم المياحي السعودية وسيناريو الفخ الأمريكي

 

 

السعودية وسيناريو الفخ الأمريكي

 

 

 

نوري جاسم المياحي

 

من حفر بئرا لآخية وقع فيه ..هكذا يقول المثل ...وهذا ما ينطبق على السعوديين اليوم ..فليس ببعيد السيناريو القذر الذي لعبته السعودية وامارات الخليج في تدمير العراق وشعبه طيلة 36 سنة الماضية ..فقد دفعوا بالعراق ان يدخل حربا ضد ايران استمرت ثماني سنوات ودفع العراقيون مليون شهيد وافلاس الخزينة وخراب الوطن ..

ولم يكتفوا بذلك وانما استمروا ولمزيد من التدمير والاضعاف والذل ساهموا بتخفيض سعر النفط الى درجة خاطبهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين متوسلا ومهددا بقولهم في مؤتمر القمة الذي عقد في بغداد ...يا اخوان لا تجبرونا على اتخاذ قرارات صعبة ...ولكنهم استمروا في غيهم والتآمر على العراق ..مما دفعه لغزو الكويت ...

وبدلا من عقد مؤتمر أخوي عشائري عربي واجراء مصالحة عشائرية بين العراق وجيرانه ...ركبت السعودية رأسها وحرضت حلفاءها من الامريكان وكل العالم لخوض ما يسمى بحرب الخليج الثانية ...وانجزوا المرحلة الثانية من تدمير العراق ...ولكن العراق ورغم الحصار بقي صامدا وواقفا على رجليه كما يقال بقيادة الرئيس الراحل ...وصمود الشعب ..

ولكن هذا الثمن الذي دفعه العراق نظاما وشعبا لم يشبع ويرضي غرور السعوديين ودول الخليج فاستمروا على تركيعه واذلاله .. وهذا ما رقص له بالجفية (المنديل) اليمين الأمريكي والغرب الاستعماري كما يقال بالعراقي ..

فوقعت جريمة الهجوم على أبراج منهاتن يوم 11/ 9...واتهموا بها طالبان وصدام حسين ...ليدمروا البلدين ويقتلوا شعبهما ..وسياتي يوم تنكشف فيها الحقيقة ان من خطط للجريمة هي أجهزة مخابرات دولية فائقة الإمكانات والخبرات ..ولا تتوفر عند العرب والمسلمين وانما وكما يقال ( كلاوو ولبسوه للشيخ المرحوم ابن لادن ) ودفع العراقيون والافغان الثمن ولا زالوا يدفعون الثمن وبمساعدة سعودية ...

واحتل العراق بجيوش جرارة منذ 13 سنة ...ودمروه ولكن السعوديين لم يكتفوا بذلك فأرادوا لف الحبل على رقبة الشعب الإيراني أيضا ونظامه بزعامة الولي الفقيه حبا بإسرائيل ..لان حرب الثماني سنوات خرجت منها ايران مثل الشعرة من العجين وكما خرج العراق أيضا وليس كما خططوا لهما وهذا مالم يعجب إسرائيل والامريكان ...

فأشعلوها حربا طائفية بين السنة والشيعة وهي حرب قذرة وقودها الإسلام والمسلمين ...طرفاها السعودية بمذهبها الوهابي السني وذراعهم السياسي حركة الاخوان المسلمين العالمية ...ونظام الولي الفقيه في إيران الشيعي بقيادة المتعصبين من لابسي العمائم ...وكانت الشعوب البريئة هي الضحية الوحيدة ...بينما أصحاب القرار ففي غيهم مستمرون ..

وانقلب السحر على الساحر ..وتدخلت أجهزة المخابرات الدولية فأججت ما يسمى بثورات الربيع العربي التي تحولت الى نقمة على الشعوب ...

وكما ظهرت القاعدة لمحاربة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان بمساعدة وفتوى سعودية ...خلقوا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وبتمويل سعودي خليجي ...ولكن هذا التنظيم وكما يبدوا لي شخصيا خرج عن سيطرة وطوع من خلقة ورباه وموله ... والنار كما يقال عندما تنتشر يصعب السيطرة عليها ...وحاول البناؤون بعد ان اصابهم الشرر في عقر ديارهم في اوربا وامريكا ..

حاولوا ايقاف الانتشار ولكن يبدوا انهم عجزوا ...فالتفتوا الى الراس المحرض والممول فوجدوا في حليفهم التاريخي والكلاسيكي السعودية افضل كبش فداء بعد ان انفضح الدور السعودي وتعالت الأصوات بين مواطنيهم المطالبة بمعاقبة المسؤول ...وبعد ان ورطوها في تمويل الإرهاب في العراق وسوريا وليبيا والحرب اليمنية ...خفضوا أسعار النفط وزادوا الطين بلة ..بحجة معاقبة الروس ...وفي الحقيقة ان السكين التي استخدموها ضد صدام اصابت اعناق منتجي النفط في السعودية والخليج ...ولو انها لم تصل الى حد الذبح والموت ...

فطلعوا ببلتيقة جديدة كعادتهم اسمها تقرير مشاركة بعض المسؤولين السعوديين وعلى راسهم بندر ال سعود او زوجته ...بتمويل منفذي جريمة غزوة منهاتن ..وعلى الطريقة الامريكية المعروفة فاثاروا الضجة الإعلامية كالعادة ...ينشر التقرير او لا ينشر ..(وخذ عليك ورد علي ) كما يقال بلهجة اهل الجنوب العراقي ..وأخيرا نشر بعض صفحات التقرير ..وظهرت المطالبات بإصدار قانون المطالبة بتعويض ضحايا الإرهاب .. وبدأ السعوديون يهددون ..والامريكان يتظاهرون بالخوف والتردد من اصدار القانون ..واخيرا صدر القانون ..

واستمرت اللعبة وتهدئة الخواطر السعودية وبرأي الشخصي كلها تمثيلية ..استخدم الأستاذ أوباما الفيتو لرفض القانون ...واستمرت التمثيلية بعرض فصولها ..واعيد القانون للكونجرس ورفض الفيتو الرئاسي ..وسينفذ القانون ...واقول للسعوديين تحضروا ( اجاك الموت يا تارك الصلاة ) ...كما يقول المثل الشعبي العراقي ..

السعوديين اليوم امام خيارات صعبة وكما وضعوا صدام حسين سابقا في الزاوية عندما حرضوا العالم ضده وأخيرا قتلوه ...وكما فعلوا مع حليفهم حسني مبارك فبهدلوه ...وكما فعلوا مع القذافي واذلوه لأنه تجاوز على مقام المرحوم عبد الله ابن عبد العزيز في مؤتمر القمة العربية ...فانتقموا منه شر انتقام واذلوه ...

فالتفتوا الى سوريا حصن العرب وقلعتهم الصامدة فاختاروا الأسد هدفا لإذلال الشعب السوري وتمزيقه ... الى ان تنازل عن سلاحه الكيمياوي صاغرا ولم (يفكوا منه ياخة كما يقال بالعراقي) ولا زال وزير خارجيتهم الاملط الجبير بمناسبة وغير مناسبة يطالب رئيس جمهورية سوريا بالرحيل ..ومع هذا لا زال الشعب السوري صامدا يقاتل بالرغم من المليارات السعودية والخليجية التي ذهبت هباءا ..

انني شخصيا وبكل تواضع والله اعلم ... اعتقد ان السيناريو سيتكرر مع العائلة السعودية الى ان (يكعدوهم على الحديدة كما يقال) واكيد سيستمر الحلب تدريجيا وقد يستمر لسنوات فكما استولوا على نفطات العراق بلعبة جولة التراخيص الشهرستانية سيستولون على النفطات السعودية بحجة التعويضات لضحايا الإرهاب السعودي...

وما يؤلمني شخصيا ان يصيب الشعب السعودي المسكين ما أصاب الشعب العراقي لأنه سيكون هو الضحية الوحيدة بسبب غباء وجهل وتعنت واخطاء القيادة السعودية والركض وراء فتاوي المتعصبين والتكفيريين من رجال المذهب الوهابي ...

السؤال الذي يحيرني .. السعوديّون مقتنعون بأنّهم يخوضون صراعاً طائفياً وجيوبوليتكيا مع إيران مع حلفاءها من الروس والسوريين واللبنانيين، وهم مصمّمون على متابعة هذا الصراع على قاعدة اما الموت او النصر ويعني ذلك أنّهم سيستمرّون في تمويل الحربين في سوريا واليمن على الرغم من النتائج الكارثية بحق شعبهم

فهل ستتعلم العائلة السعودية وتأخذ العبرة من عبر وتجارب الاخرين كصدام والقذافي وتتجنب الفخ الأمريكي بإيقاف الحرب الطائفية والفتنة السنية الشيعية في العالم اجمع ونبذ ثقافة تكفير الاخرين وقتلهم ... وابعاد الدين عن السياسة والا سيغرقون كما غرق الاخرين من قبلهم ..

اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا ..

 

 

تاريخ النشر

01.10.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

01.10.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org