<%@ Language=JavaScript %> ظاهرة اغتصاب الأطفال والتحرش الجنسي نوري جاسم المياحي

 

 

ظاهرة اغتصاب الأطفال والتحرش الجنسي

 

 

نوري جاسم المياحي

 

 

بالأمس شاهدت على الفيس بوك بوست ومنشور فيه صورتين ...الصورة الأولى لإرهابي داعشي يقود طفلة مسيحية سورية وهي بعمر الزهور وكتب في التعليق عليها ما معناه (إرهابي يغتصب الطفلة المسيحية ويقتلها) ومن البديهي الغاية التركيز على ديانة الطفلة هو للتحريض والاستفزاز الديني ... وهذا ما يجب على المثقف رفضه وادانته ... لسبب بسيط لأنه لا فرق في الطفولة فكلهم أبرياء واحباب الله سواء ان كان مسيحيا او مسلما او يهوديا او أيزيديا ..

وفي الصورة الثانية. ... تشاهد جثة نفس الإرهابي مقتول وبالعن حال...وكتب عليها هذا انتقام الرب للطفلة ..وهذه حقيقة يؤمن بها كل مؤمن ان الله يمهل ولا يهمل ..

وأيضا وبنفس اليوم نشران داعش خطفت 20 طفل من أطفال نينوى ...مما دفع بأهالي نينوى لمنع أطفالهم من الخروج للشوارع خوفا عليهم ...

وتناقلت أيضا البارحة الاخبار خبر خطف داعش 400 شخص من أهالي دور الزور واكيد بينهم أطفال ونساء ...وللأمانة هذا ما سمعت من اخبار ولا ادري مدى صحتها ..

ومنذ استيلاء تنطيم الدولة الإسلامية على نصف مساحة سوريا والعراق والاخبار مليئة بأخبار شرعنه بيع وشراء الفتيات الصغيرات لأغراض الزواج وهي بالحقيقة الاستغلال الجنسي للأطفال ..

عندما اقرأ هذه الاخبار المؤلمة فشخصيا لا اتقبلها وحتى لا أتحمل التفكير بها والى درجة لا يمكن ان أتصور وحش بشري يخدش حياء وبراءة الطفولة بدوافع جنسية دنيئة وحقيرة .. ومهما كانت التبريرات وسواء كان الطفل مسلما او مسيحيا او يزيديا واعتبرها جريمة ضد الإنسانية .. ويجب ان يتصدى لها تربويا بنفس درجة التصدي للإرهاب عموما

من الملاحظ في العقود الأخيرة بروز ظاهر اغتصاب الأطفال والتحرش الجنسي والجرائم الجنسية وبما ان هذه الظاهرة لها نتائج خطيرة على المجتمع وما قد تخلفه من امراض نفسية خطيرة على الفرد والعائلة والمجتمع ...

يعد اغتصاب الأطفال انتهاكاً للبراءة وحق الانسان بالحياة بأبشع صورها، حيث ارتفعت معدلات العنف الجنسي تجاه الأطفال، وتعددت العوامل المتسببة في هذه الظاهرة ما بين اقتصادية واجتماعية وثقافية ودينية، وبالتالي ينعكس تأثيرها النفسي علي السلوك المجتمعي مكونا هذه الظاهرة.

ويلاحظ اهمال التركيز على هذه الظاهرة من قبل الحكومات او الهيئات الدينية والاجتماعية ...وتعلو أصوات الاستنكار والادانة فقط عندما تقع الجريمة ولاسيما التي تنتهي بالقتل والموت ..عندها نجد الاعلام يسلط الضوء عليها من باب الاثارة الإعلامية ولاسيما صحف الفضائح الصفراء ..

وتقرا العناوين المثيرة مثل ..اغتصاب طفل وخنقه وحرق جثته ..او اغتصاب طفلة عمرها 4 سنوات ورمي جثتها في المجاري او جار يغتصب ابن جاره .. او زوج الام يغتصب ابن او بنت زوجته او معلم يغتصب تلميذه ...او طبيب يغتصب مريضته .. او رجل دين يغتصب أطفال ابرشيته ..ومن أمثال هذه العناوين الكثير ولا تعد ولاتحصى كأنهم يتلذذون بصياغتها ...

ومن البديهي ان لا يختلف اثنان على اعتبار اغتصاب الأطفال جريمة لا تغتفر وانتهاكاً للبراءة بأبشع صورها، حيث ارتفعت معدلات العنف الجنسي تجاه الأطفال، وتعددت العوامل المتسببة في هذه الظاهرة ما بين اقتصادية واجتماعية وثقافية ودينية، وبالتالي ينعكس تأثيرها النفسي علي السلوك المجتمعي مكونا هذه الظاهرة المقيتة والمؤلمة.

في مجتمع كالمجتمع العراقي تعتبر العائلة جريمة اغتصاب احد افرادها ولاسيما الفتيات عار يلطخ جبين العائلة بالرغم من انها جريمة اعتداء لا ذنب لهم فيها ..ومفروضة عليهم فيحاولون ابتلاع المر والتستر عليها خوفا من الفضيحة ...وكم من عائلة غيرت اسمها او محل سكناها وانتقلت الى مدن أخرى غير معروفين فيها ...او قد يقتلون المجني عليها بحجة غسلا للعار ..لأنها الحلقة الأضعف والغريب لا يقتلون المجرم الحقيقي الذي اجبر الضحية واغتصبها ..وهذه تعتبر من مهازل مجتمعنا المتخلف ..

وقد أكدت معظم الدراسات والإحصائيات أن العديد من حوادث التحرش بالأطفال لم يتم التبليغ عنها لأسباب عائلية كما ذكرت أعلاه، ويتم التكتم عنها خوفا من الفضيحة الاجتماعية.

اذن من حق كل انسان او رب اسرة او تربوي او طبيب نفسي او باحث اجتماعي ان يتخوف ويقلق من انتشار الفوضى والفساد السياسي والخلقي والامن الاجتماعي ...ومن حقه ان يتساءل لماذا تنتشر وتتزايد هذه الممارسات الاجرامية بحق الأطفال الأبرياء ..ومن المسؤول عن حمايتهم ..ولاسيما وان الامن مفقود بعراقنا الحبيب وبسبب الاصطفاف الطائفي والحروب الاهلية  وانتشار القتل وتزايد اعداد الايتام والفقر والبطالة وموجات الهجرة الجماعية وانتشار ظاهرة أطفال الشوارع والاهم من كل هذا التساهل في تطبيق القوانين الرادعة وعدم تنفيذ العقوبات التي تجعل المجرم ان يفكر مليون مرة قبل ان يرتكب جريمته ...

أتذكر ان هذه الظاهرة كانت معروفة بالمجتمع العراقي في الاربعينات والخمسينات بالرغم من قلة عددها وندرتها ولاسيما جريمة اغتصاب الصبيان ...وكانت تسمى شعبيا ( بكسر العين ) والهدف منها ولكون العملية تمس عرض الشخص وعرض عائلته ...فيقدم البعض من الساقطين ان يستغلون الفرص المواتية لاغتصاب الضحية ..لكي يبقى خائف مكسور الخاطر ويبقى دوما تحت تهديد مغتصبيه لا يرد لهم طلبا ويتحول هو نفسه عندما يكبر  الى منحرف جنسيا ...وهذه الحالة تترك اثارها النفسية عليه فيتحول عندما يكبر الى التلذذ باغتصاب الاخرين ..اي يتحول الى منتقم لعجزه عن حماية نفسه عندما كان طفلا ..

من هنا كانت العوائل العراقية في القرن الماضي تحرص حرصا شديدا على حماية أطفالهم وعدم السماح لهم بالابتعاد عن عيونهم او الاحتكاك بمن لا يعرفوهم ..وليس دور الحماية والمراقبة والتوجيه  محصور بالأسرة فقط وانما الكل تشارك في الرقابة والحماية كأبناء المحلة والعشيرة والاقرباء والأصدقاء وحتى المعلمين في المدرسة وكل الجيران ...

من هنا تبرز الحاجة الماسة لمكافحة الجرائم عموما والجرائم الجنسية بالذات ... وعلى ان تتظافر جميع  الجهود الخيرة وتتعاون كل الجهات الحكومية والمنظمات المدنية الاجتماعية للتصدي الى محاربة هذه الظاهرة ولاسيما وان المجتمع ومستقبل الشعب العراقي معتم وينحدر نحو الهاوية بسبب الحروب الطائفية وانتشار الفساد والإرهاب وضعف التربية الدينية والأخلاقية والقيمية

اليوم الكل تنادي للحرب على الإرهاب ...والقضاء على الإرهاب ولكن لا احد يعمل بجدية وحزم على محاربة مخلفات الإرهاب كالدمار والخراب والفقر والجهل والامراض ..

وكلنا سمعنا اخبار التحرش الجنسي في أعياد راس السنة الميلادية التي ارتكبها حثالة من اللاجئين العرب الى المانيا و التي اساءت الى ملايين المهاجرين عندما تحارشوا جنسيا ببنات مضيفهم الاوربين ...فشوهوا صورة شعوبهم ودينهم ..واحرجوا مسؤولي تلك الدول ..

أتذكر اليوم ان أهلنا كانوا يلحون على تعليمنا التمسك بالقول القائل ( يا غريب كون اديب ) .. مما يستوجب إعادة التثقيف والعمل بهذا المبدأ والدعوة لتطبيقه واحترام حرية الناس وحقهم بالحياة المحترمة... وادانة كل جرائم التحرش الجنسي واغتصاب براءة الاطفال

اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا ...

 

 

 

تاريخ النشر

20.01.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

20.01.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org