<%@ Language=JavaScript %> د. إقبال محمدعلي التدمير الامريكي الشامل لمدينة الموصل،  بحجة قصف داعش

 

 

 

التدمير الامريكي الشامل لمدينة الموصل،  بحجة قصف داعش

 

بقلم: فليسيتي آربوثنوت

ترجمة : د. إقبال محمدعلي

 

US Apocalypse in Mosul in the Guise of Bombing ISIS
By
:  Felicity Arbuthnot

 

"رفاهية الناس ، عُذر المستبد " ( البير كامو )

The welfare of the people in particular has always been the alibi of tyrants.
— Albert Camus, 1913-1960

 

 

وقف جورج  دبليو بوش ، في الاول من حزيران  2003 ، على سطح حاملة الطائرات الامريكية ( إبراهام لنكولن) ، ببدلة الطيران الانيقة، ليدلي لجنوده بكذبة القرن :" انتهت معظم  العمليات القتالية في العراق ، بأنتصار الولايات المتحدة الامريكية و حلفائها في ( معركة العراق) ، و يعمل شركاؤنا الان ، في إعادة تأمين و إعمار هذا البلد ". 

استمر الاحتلال غير الشرعي للعراق و تدميره حتى كانون الثاني2011 ، ليعودوا في حزيران 2014 إلى قذفه بالقنابل بحجة محاربة ، داعش . وباقتراب الذكرى الثالثة عشرة من الظهور المضحك لبوش،خلفه لافتةكبيرة تحت شعار " المهمة، انجزت " ، كان العراق ، يعيش حالة خراب حقيقي بهروب الملايين من العراقيين من محرريهم ( القتلة) الذين تمخض" تحريرهم" عمّن لا يقل من  3 مليون  مشردٍ في الداخل  . شعب وقع ، بين كماشة حكومة االدمى- الامريكية  المستبدة الفاسدة ، قاطعي الرؤوس القتلة.. مغتصبي النساء ،آكلي الاحشاء ، طامري التاريخ ، ( داعش) الذين تحتضنهم وتغذيهم الولايات المتحدة ، وبين القصف المتجدد المضطرد ، الذي يتنافى و اتفاقية الولايات المتحدة مع العراق عام 2008 بشأن القوات و التي نصت على ضرورة الانسحاب الكامل للجيش الامريكي من الاراضي العراقية  في كانون الثاني 2011 .

صرح بوش من على منصة المقاتلات البحرية الامريكية ( ابراهيم لنكولن ) :" قاتلنا في هذه المعركة من اجل الحرية و السلام في العالم . بفضلكم اصبح وطننا اكثر امناً .. بفضلكم سقط الطاغية و اصبح العراق حراً ".ثُم تابع قائلاً :تحرير العراق كان تقدماًخطيراً لمكافحة الارهاب ،اننا بهذا التصرف، ازلنا حليفاً لتنظيم القاعدة و قطعنا مصادر تمويل الارهابيين " .

و بطبيعة الحال ، لم يكن هناك تنظيم  للقاعدة في العراق كما لم يكن هناك اي تمويل للأصوليين الارهابيين في فترة حكم صدام حسين ." مولد مفهوم الغزو ،وصل الان ، مرحلة النضوج ، ليمتد من بغداد إلى بروكسل، الموصل ، المغرب ، اللاذقية ليبْلغَ لندن ".

وهكذا عاد الطيران الارهابي الامريكي إلى العراق ،مستخدماً كل ما لديه من اسلحة الابادة . 

التقرير الذي يصعب تصديقه الذي نشرته جريدة الاندبيندنت في نيسان 23 من هذا العام ، اما ان يكون خالياً من الصحة

 

أو انه يدلل على سذاجة صبيانية : " قال متحدث بأسم القوات المسلحة الامريكية ، إنهم اتخذوا كل الاحتياطات الممكنة  لتجنب الاضرار الجانبية للدمار الذي تخلفه هذه الغارات ...   تقرير ( كوكب البنتاغون الامريكي) يقول : ان عدد القتلى من مجموع 7000 غارة جوية كان 40 مدنياً فقط . الكولونيل باتريك رايدر  المتحدث باسم القوات المركزية يقول: "نحن نعلن اسفنا العميق على الضحايا ، ولكننا في الوقت نفسه نود ان نقول : "ان هذه الغارات نفذت بدقة متناهية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب " ... ثم يستطرد: " لا بُدَ من وقوع ضحايا من المدنيين في هذا النوع من النزاع المسلح الذ ي يختفي فيه العدو بين السكان المدنيين" .

معاهدة جنيف  من بين غيرها من الاتفاقيات ،كانت دقيقة وواضحة بشأن حماية  السكان في  مثل هذه النزاعات، وعلى الكولونيل رايدر نفسه ان يكون ملماً بهذه البنود . 

في الربع الاول من هذا القرن : عمليات قصف العراق ما زالت جارية - عمليات الابادة الجماعية مازالت جارية ، واسماء العمليات التافهة ، تأخذ هذا الشكل من الديباجة :" تم تنفيذ العملية بنجاح" .

نعرض بعض الحقائق التي ادلت بها الدكتورة سعاد العزاوي ، الحائزة عل جائزة  علوم البيئة و الحاصلة على شهادة الدكتوراه من مدرسة  كلورادو للمناجم : الهجوم العنيف الذي تعرضت له المدينة الجامعية التاريخية في الموصل ، التي يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة ، يتنافى مع بيانات المتحدث الرسمي للولايات المتحدة ، الخالية من الصدق و الحقيقة . انهم يستخدمون طائرات بدون طيار  ( تُلقي صوارخ  يتحكمون بها عن بُعد) ، إضافة إلى الضربات الجوية العشوائية .و تضيف الدكتورة سعاد : لقد استهدفت الاهداف الجوية  الامريكية المميتة ،القاتلة ، لمدينة الموصل : المباني الحكومية و البلديات الواقعة على جانبي اليمين و اليسار  من نهر دجلة .

-  كما استهدفت غاراتهم الليلية  مباني قوى الامن ، التي ادت الى قتل السكان المجاورين لهذه المباني و تهديم ممتلكاتهم .  

- التهديم الكامل لمراكز الاتصالات . قصف معامل انتاج الالبان الذي ادى إلى مقتل العشرات ، ضمنهم سكانٌ مدنيون كانوا بانتظار استلام  طلباتهم من المنتوجات . تم قصف هذه المعمل عام 1991 بحجة الشك بانه كان مصنعاً للأسلحة الكيمياوية .كاتب المقالة ، زار المعمل المهدم  بعد  اشهر من قصفه وعثر على بقايا علب مسحوق الحليب الجاف المتفحمة . الألات و المعدات بما فيها الصيانة كانت من شركة بريطانية من برمنكهام ، متخصصة في انتاج المواد الغذائية للأطفال الرضع ..

 - عدد القتلى من عملية قصف جامعة الموصل حسب الاحصاءات  92 قتيلاً و 135 جريحاً .. التقديرات اعلى و لكن تم انقاذ الكثيرين ممن طمروا تحت الانقاظ  .. كان غالبية الضحايا ،من طلبة الجامعة ، اعضاء الهيئة التدريسية و بعض اهالي الهيئة التدريسية وعمال مطعم الجامعة .

- ضرب مجمع  عمارتي الحدباء و الخضراء السكنيين الذي أدى إلى مقتل 50 عائلة و 100  جريح  .                
- ارتكبت جرائم اخرى من قبل الحلفاء الامريكان امس  24 نيسان .2016 عندما قصفت طائراتهم محطة الراشدية لتصفية المياه ومحطة اليرموك لتوليد الطاقة الكهربائية وبضرب هاتين المحطتين اللتين تعتبران شريان الحياة لسكان المدينة، يصبح هؤلاء المتحالفون، مرتكبي جريمة ابادة ، لمواطني الموصل بحجة محاربة داعش . 

- قصف حي الضباط  السكني ، قبل يومين الذي يقع في الجانب الاخر من نهر دجلة ، نتج عنه مقتل 5 نساء4اطفال و تدمير البيت بأكمله. الأب صيدلاني ،محترم، لا علاقة له البتة مع داعش .
-  تدمير المنازل المقابلة  لكلية الطب، و التي ذهب ضحيته 22 مدنيا  ،11 منهم  ينتمون إلى عائلة واحدة.
-  قصف بناية الوقف  السني ومقتل 20 مواطن وجرح سبعين. الإصابات شملت ايضاً ،سكنة العمارات و المحلات التجارية المجاورة .
تهديم المناطق الصناعية لتصليح السيارات مع وجود الكثير من  الضحايا المدنيين . قصف معامل الطحين  في كلا جانبي المدينة . قصف مصرفي الرشيد و الرافدين و فروعهما من كلا جانبي المدينة و تهديم المناطق السكنية و التجارية المجاورة لهما . ( لاتوجد لدينا معلومات عن عدد الضحايا ) . ضرب البنك المركزي الذي يقع في شارع الملك غازي ، إضافة إلى الممتلكات السكنية و التجارية  المجاورة. قصف ،معمل البيبسي الذي تحول في الوقت الحالي  لأنتاج  قوالب الثلج ، فقط . نتج عنه3 قتلى 22  جريحاً و كانت غالبية الاصابات من صفوف العمال. قصف منزل المحافظ، و دار الضيافة الذي يقع على مقربة منه . قصف ، قَبل ثلاثة ايام ، المجمع الصناعي القديم في  الموصل بما فيه :  موقف السيارات،محطة الوقود للناقلات و السيارت العادية ، كانت نتيجته 150 من القتلى والجرحى. قصف مبنى الهندسة و التخطيط في  حي المالية . قصف مخازن حفظ الغذاء في الجانب الايمن من نهر دجلة .و قصفت أيضاً ، محطات معالجة مياه الشرب . قصف جميع محطات التوليد والمحولات الكهربائية في الجانب الأيسر من نهر دجلة .
ان ضرب هذه الاهداف، يدلل على دراية جيدة بالمواقع الحيوية في المدينة : مخازن المواد الغذائية والأدوية ،محطات معالجة المياه وتوليد الكهرباء .الاتصالات والمرافق التعليمية والجسور ( ويبدو ان المدن والنواحي التابعة للموصل، التي  يقسمها نهرا دجلة و الفرات ، كانت  ومنذ عام 1991اهدافهم المفضلة  ) . منذ ربع قرن و المدينة يعاد ضربها وإعادة ترمميها يتطلب جهداً عظيماً .  
استطاع الطاقم الكندي الذي كان يصور  احد الافلام عام 1990 في العراق، ان يسجل بعض اللقطات لطائرات امريكية  كانت ترمي مواد مشتعلة لحرق محاصيل الحصاد من القمح و الشعير و تحويلها إلى رماد ، رغم معرفتهم التامة ، بأن الكثير من العراقيين في هذه النواحي يعيشون حالة مجاعة حقيقية، منذ  فرض الحصار على العراق.

"عندما نظر سكان العراق في وجوه جنودنا و مجنداتنا رأوا فيها القوة و الرحمة و النوايا الطيبة ". هذا ما قاله جورج دبليو بوش في خطابه  المعنون " بالمهمة انجزت بنجاح" .
كلا .  رأى العراقيون غزاة يدمرون حياتهم ، حياة عوائلهم ، تاريخهم ،رأوا الاغتصاب و النهب .. رأوا الفلوجة تدمر ، فظائع سجن ابو غريب و احد عشر سجنا سرياً .. و كوابيس اخرى  ما زالت مستمرة ، اكثر من اي وقت مضى .
و تضيف الدكتورة سعاد العزاوي :" قام الحليف الامريكي بجرائم جديدة أخرى في يوم 25/04/2016 ، حين  قصفت طائراتهم محطة تصفية مياه الراشدية في الجانب الايسر من نهر دجلة ، ومحطة اليرموك للطاقة الكهربائية الواقعة في الجانب الايمن من النهر و بضربهم هاتين المحطتين اللتين تعتبران ، شريان الحياة للمواطنين ، فأنهم بذلك ارتكبوا، عملية ابادة مقصودة لسكان الموصل بحجة محاربة داعش .

كتبت السيدة كيت جيلمور (ممثلة اللجنة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة) للحكومة العراقية و بصراحة متناهية  في يوم 25/04/2016 ، اي بعد اسبوع من عودتها من العراق: " العراقيون يستغيثون بالعالم، لما آل اليه مصيرهم ، ولما لحق بهم  من ضرر . يطالبون بالعدالة والاعتراف بهم كشعب ، و المشاركة الفعالة ، التامة  في رسم مستقبل  بلدهم  بسلسلة من  الاجراءات للسير به  به إلى الامام ، لا إلى الخلف . نحن جميعاً، لدينا مسؤولياتنا  اتجاه الشعب العراقي .. قوى التحالف العسكري العالمية المتواجدة على الارض العراقية ، تحتاج إلى قوى  تحالفٍ عسكريٍ عالمي أخر مساوٍ له  في القوة . تتمثل  بالرحمة و الانسانية لمساعدة هذا البلد في بناء لبناته الاولى و لحفظ سلام دائم فيه ".و يبدو ان كلمة ( الرحمة ) استبدلت بها فقرة (نحن من يختار صواريخ التأديب) في المعجم العسكري الامريكي .

ومما قالته السيدة جيلمور أيضاً :" العراق تحكمه ، حكومة فاشلة "، وحذرت القوى الاجنبية من ان تكون شريكة متواطئة مع هذه الحكومة و تجاهلها المحنة التي يمر بها المواطنون العراقيون العاديون ... على المجتمع الدولي ان لا يرتضي لنفسه ، ان يكون شريكاً لقادة العراق الفاشلين ... هناك شلل سياسي في العراق ... لا توجد حكومة في العراق" . و انتقدت بسخرية لاذعة، المخطط الأنجلو- امريكية  لتشكيل برلمان عراقي فاشل ، خالٍ من الشرعية .

" التزامنا بمفهوم الحرية اصبح تقليداً امريكياً ..امريكا تناضل من اجل حرية الانسان ". هكذا اختتم جورج دبليو بوش خطابه من على سطح حاملة الطائرات الامريكية ( ابراهيم لنكولن) .

هل هناك اكثر سوداوية ،من هذا الكذب المكشوف ؟ ومتى يقدم جورج دبليو بوش، تشارلز انتوني لينتون بلير وعصابتهم للإجابة عن جرائمهم في محاكم العدل ؟ .


 

 

 

تاريخ النشر

16.05.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

16.05.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org