<%@ Language=JavaScript %> د. إقبال محمدعلي  شناشيل الاحتلال

 

 

 

شناشيل الاحتلال

 

 

د. إقبال محمدعلي

 

 

"ان الحريات الديمقراطية التي تمتع بها العراقيون منذ 2003 لا يرد فضلها إلى احزاب الاسلام السياسي الشمولية الحاكمة ، انما إلى المحتل الامريكي  الذي فرض حرية التفكير و التعبير التي تواجه الان مساعي محمومة من احزاب الاسلام السياسي لتقييدها و تضييق الخناق عليها ...". عدنان حسين ( شناشيل) جريدة المدى

 ما كتبه هذا الرجل، سمعته من اعلامي آخر اسمه عامر بدر حسون ، كان يعمل هو و زوجته، في احدى المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة في مدينة اربيل ،حين انبرى بحماسة ، متملقاً عضو البرلمان الكردي الذي كنت في ضيافة زوجته : " نحن لم نكن شيئاً لولا الامريكان " ، احسست عندها ، ان هذا الجاهل ، اهانني و اهان كل العراقيين  بقوله هذا . وقفت متناسية انني ضيفة في هذا البيت، مؤشرة بيدي إليه ، صائحة بغضب : ربما انت ،لم تكن شيئاً قبل ان يحتلنا الامريكان، و لكننا كنا .

 الكثيرون من رفاق و اصدقاء الامس – سياسييون و مثقفون - أصبحوا خونة اليوم . ينطقون لغة المستعمر بطلاقة  البلابل و يدافعون عن ابجديتها  بضراوة الذئاب . بات الكتاب - الباحثون ، الشعراء ، المسرحيون ، الفنانون التشكيليون ، الصحافيون و الأعلاميون- عملياً ، جزءاً مكملاً لعملية التسييس الفكري التضليلي، الاستعماري. الحكومات الفاسدة و مؤسساتها ، ركبت ظهورهم دون ان ينبسوا بكلمة احتجاج ، وان فعلوا ، تهرب الريح من حملها ،لنتانة رائحتها . كانوا ، في المنافي ،كِراماً، احراراً ، اعزاء ، كان من الممكن لأصواتهم ان تصل عنان السماء . كان من شأنهم ان يغيروا الكثير بفضح الاحتلال الامريكي – الانجلو- صهيوني للعراق، كما فعل ، الرأي العام العالمي الذي كان معنا و دافع بضراوة ، عن حق العراقيين، تقرير مصيرهم في تظاهراتهم  المليونية التي  أججت مشاعر و ضمائر مواطني الولايات المتحدة الامريكية و انجلترا لشجب الاحتلال. لكنهم فضلوا ان يكونوا جزءاً من اللعبة بفضل الوعود  المغرية  التي يسيل لها اللعاب ..اشتروا ضمائرهم  و فضلوا طريق  العبودية و الخطيئة التي ستبقى وصمة عار في وجوههم ، مثل بصمة  الباذنجان التي يدمغها اسلامي الاستعمار على جباههم من أثر السجود .  تعرض ابناء الشعب التشيلي ، في حكم بينوشت العسكري الفاشي ،لجرائم قتل و تعذيب و تشريد و ابادة ،اكثر مما تعرضنا نحن له، نجح لاجئوهم في المنافي ،منع ، تاتشر الفولاذية- رئيسة وزراء بريطانيا من ابقاء الدكتاتور ( بينوشيت) للتطبب في مستشفياتها بأعتباره مجرم حرب . الشعب السوري اليوم، يضع  الخلافات و الضغائن خلف ظهره ، ويتحد لحماية  ارضه،شعبه و عروبته ،المستهدفة من وحوش السلفية الارهابية ،المسنودين بِمن يسمون انفسهم ، بالجيش السوري الحر المعتدل   الذي ،كما يبدو لي ، اشد ضراوة من الارهابيين انفسهم على شعبه . على الشعب السوري ، ان يواجه هؤلاء بضراوة اكبر ، و إلا انتهى إلى مدن خربة منبوذبة من اهلها ، تخاف الضباع دخولها  .كما حدث في ليبيا و العراق و يحدث الان في اليمن .

اين انتم من جيل العشرينات و الثلاثينات و الاربعينات الذين وضعوا الحجر الاساس لحرية التفكير و التعبير: كالجواهري ، الزهاوي ، الرصافي ، الحبوبي ، محمد مهدي البصير ، الشبيبي ، الملا عبود الكرخي ، السياب، نازك الملائكة ، البياتي ، سعدي يوسف ، علي الوردي ،مصطفى جواد ،صفاء مصطفى، خالد الشواف، شهاب القصب ، يوسف العاني... سُجن البعض منهم ، قُتل البعض منهم ، نُفي البعض منهم ،لكن اصواتهم بقيت عالية ، عِلوَ مبادئهم التي بلورت طريقة تفكيرنا ومنحتنا الحرية في ان نقول  ما نقول ،مدركين ، تماماً تبعة العواقب . هذا الجيل خلق اجيالاً ،كرست،حياتها ،لقضايا الحرية و الديمقرطية ، كنا شعباً لا يخاف، يا لخيبتنا فيكم .

 اليوم ،ياتي عدنان الاخرق، ليمحو حقبة تاريخية من عمر الثقافة العراقية ،بتنظيراته المؤلِهه للفكر المكارثي ، الفاشي الامريكي الجديد ، عندما يصرح :"ان الحريات الديمقراطية التي تمتع بها العراقيون منذ 2003  يرد فضلها ... إلى المحتل الامريكي .... الذي فرض حرية التفكير و التعبير التي تواجه الان مساعي محمومة .... لتقييدها و تضييق الخناق عليها ..." كيف نسيت يا عدنان، ما كنا نتمتع  به ، من الحرية في التعبير عن افكارنا ، فترة حكم الدكتاتور صدام حسين ... انا  مثلاً ،امتنعت عن التوقيع على استمارة الانتماء لحزب البعث ، هددتني اللجنة الامنية بدماثة ثعلب .. ما فعلته ، فعله الاف الاخرين .

 اريد ان اهمس لك بشئ كان غائباً عليك،لجهلك : " الحزب الشيوعي الامريكي مُحرم  رسمياً في الولايات المتحدة ، بقايا المكارثية ما تزال وراء الاصوات الحرة في امريكا ، تحاربها بِخفية من خلال (الاعلام ، محطات الفضاء التلفزيونية ، استديوهات انتاج الافلام، الطباعة و النشر التي يسيطر عليها الصهاينة بنسبة، 1000%  و تمولها دول الخليج ). هكذا ، و بذكاء ، يتم  اغتيال  وحجب الاف الادمغة الامريكية التقدمية التي عارضت الاحتلال الامريكي للعراق و عُرِفت بمواقفها في الدفاع عن العدالة و الانسانية . معلومة اخرى : اعضاء الحزب الشيوعي الكندي ممنوعون رسمياً من دخول اراضي الولايات المتحدة . اما عملية ادخال " حزب الاحتلال الشيوعي العراقي" في مجلس الحكم السئ الصيت عام 2002، فلها اسبابها :الاحتلال يعرف ان قياداتكم ، مُغرقة ، (منذ التسعينات او قبلها) بالعمالة له ، تهيئة للأحتلال: كفخري كريم طنطنة(زنكَنه) حميد موسى، عبد الرزاق الصافي ،عادل مرحبة ( حبه)،كاظم حبيب.. إلخ إلخ . وجودكم في السلطة ، تبييض لوجه الامريكان   و ديمقراطيته ،امام العالم ، بتنويع الاحزاب والقوى في مجلس حكمها ، ( لا حُباً بِأبي عبدالله الحسين و لكن حباً في الهريسة)..  ما انتم إلا "خراعة خضرة لا تنِش و لا تكِش " . عدنان حسين، رجل ديمقراطي صريح ، لقد اعترف في احدى مقالاته  السابقة بأنه عميل للكويت- القضاء التابع للعراق من هذا نفهم ان ،لا فرق لديه مع من يتعامل، ما دام يقبض، مؤمناً بالمثل العراقي:  ( إلي ياخذ أُمي ،إيصير عمي ) ، وعلينا نحن ان نتحمل صاغرين ،كتاباته عن الديمقراطية : هنالك ديمقراطية في العراق ، هنالك ديمقر ، هنالك قرا ...هناك قُر .....و عندما أقبل الصباح سكت عدنان عن الكلام المبُاح .. عاش ،عدنان حسين . عاش، عامر بدر حسون ومريدوهم من فلاسفة ، حرية التعبير و التفكير ، في ظل الاحتلال .

  1- في الاعتراف الثاني له : يَقُرَ بان العراق ( تحت الاحتلال) ولكنه لا يدرك ، ان كلمة محتل  تتعارض كلياً مع كل ما يمت لديمقراطية "حرية التعبير و التفكير العدنانية " بصلة .

"الاحْتِلاَل : دُخُول البلاَدِ والاسْتِيلاَءُ عَلَى أرَاضِيهَا قَهْراً وَغَزْوًا  ". احتل المستعمرُ بلدًا : اسْتولَى عليه قَهْرًا 
احتلال اقتصاديّ : استيلاء دولة ما على موارد دولة أخرى غير بلادهم بطريقة غير مشروعة .
جيوش الاحتلال / قُوّات الاحتلال : التي تحتّل بلادًا أخرى .

 

عَبيد الاحتلال، المتخبطون فكرياً من امثال هذا الرجل ، يتفننون في تشويه مصطلح حرية التعبير و التفكير لأنهما اعمق و اكبر من ان تستوعبه عقول امثالهم. كُل العقلاء يدركون ، إلاك يا عدنان : ان المحتل  الامريكي دخل العراق و استولى على اراضيه قهراً و غزواً  كما استولى على موارده بطريقة غير مشروعة .و المصيبة الاكبر  ان قوى اليسار العراقي، يحاول بأستحياء ( بسبب مرض ازدواج الشخصية : انا وطني ، انا لا وطني) ، ترسيخ مصطلح التغيير  بدلاً من الاحتلال في عقول و اذهان الناس عِبر اعلامهم .و ما كتبه عدنان لم يكن زلة قلم او هفوة سياسية ، فهو يعاني من نفس المرض ... انه صحفي تضليلي بل و اكثر من تضليلي شأنه، شأن الالاف من صحافيي اليوم الذين يملأون الساحة لغسل و تشويه مخ  المواطن العراقي. تظاهرات الجمعة في ساحة التحرير او المنطقة الخضراء، يقودها ويدافع عنها عدنان و جاسم الحلفي بمباركة حاخامهم الروحي، فخري كريم طنطنة (زنكُنه) رئيس القطيع ، ضد الفساد ،المتُمثل اساساً بهم و بشخص رئيس وزرائهم، حيدر االعبادي او كما يطلق عليه حميد موسى ( كوة الامل ) الذي جاء على ظهر اول دبابة امريكية ليصبح وزيراً للأتصالات والتي باعها بدوره ،لشركة زين الكويتية ليقبض الملايين من الدولارات كرشاوي لتمريره هذه الصفقة ( من باع الكبة في لندن باع الكعبة في بغداد)

 2- يبدو ان دور من تطلق عليهم اليوم "بأحزاب الاسلام السياسي الشمولية " حلفاء الامس الذين قبلتم احذيتهم عام2002  قد انتهى ، تهيئة لقيام الدولة السنية الجديدة المزمع اقامتها في العراق كبديل  لحلفائكم السابقين . وهذا عيب ، عيب  يا عدنان ، فالمثل يقول : إذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بحجر، لذا عليك باحترام اخوانكم في الدين فلولا تحالفكم معها ، لما وصلتم للسلطة واحتلال المناصب الوزارية. حميد موسى الشيعي سكرتير حزب الاحتلال الشيوعي العراقي  وعصابة (مكتبه السياسي ولجنته المركزية ) ،لم يضربهم احد على ايديهم لدخول هذا التحالف كشيعة لا شيوعيين . اعترافكم التام بهذه الاحزاب في حينها ، كان يعني ايضاً ، اعترافكم التام بالطائفية و المحاصصة و التقسيم . وصولكم ، بطريقة الاستجداء إلى مجلس الحكم ،كان يعني ، ضعف وزنكم السياسي بين الاحزاب الدينية و العلمانية، العميلة لأمريكا و الغرب ،فبقيتم، تابعين مُسَيَسين للقوى المتسلطة كجزءٍ من ، جَزاء حرية التفكير  .كذا كان  الحال معكم ، عندما غردتم لأحزاب الأقطاعية الكردية الممعنة بشوفينيتها و عدائها لمواطني الدولة العراقية بكل اقلياته القومية و العرقية .

ممارسة حرية التعبير و التفكير يا عدنان تعني :

   3 - ان تطلب من حكومتك و فخري كريم زنكَنة بأرجاع البلايين من الدولارات المسروقة من مالية الدولة ! هل تستطيع ؟  لا ، بالتأكيد .. وهذا جزاء حرية التفكير في عراق الاحتلال .

  4 – الخروج انت والخيرين الاخرين من امثالك ، من ممثلي الاحتلال في تظاهرات يوم الجمعة للمطالبة :بالمحاكمة العادلة لكل من ساهم في تدمير العراق بدءاً بالرئيس الامريكي بوش و انتهاءً باعضاء مجلس الحكم باعتباهم مجرمي حرب ،على رأسهم حيدر العبادي ( كوة املكم) . كُن على حذرٍ من ترديد كلمة ( أحتلال) يا عدنان و إلا سيخرج لك عشرة ملثمين بأمر من حيدر العبادي نفسه، وبمباركة ابيك الروحي فخري كريم طنطنة ،بإبادتك انت ورفاقك ،بأسلحة ( صناعة-امريكية) لتسجل الحادثة فيما بعد على انها : "عمل ارهابي داعشي ضد تظاهرة سلمية.وسنُحرَم من قراءة عمودك المهلهل (شناشيل ) لأن فخري كريم طنطنة ( المندوب السامي السري الامريكي) سيأمر بحرق كل الاعداد التي تحمل اسمك ، وليس ذلك فقط ، حتى الاقطاعية الكردية التي تتغنى بجبروتها الان ،لن تدافع عنك لأنشغالها بحفر الخنادق لحماية نفسها .

 4 - طالبوا بخروج المحتلين ،الغاء البند السابع والغاء الدستور المؤجج للطائفية و المحاصصة و التقسيم الذي فُرِض على الشعب .5 - تذكير المحتل ، انتهاكه حقوق الانسان بالاعتداء  الجنسي و التعذيب الجسدي لسجناء ابو غريب من قبل  جنوده الساديين . مجازر الفلوجة و الرمادي ، المدن التي امست مجرد اطلال ، أم ان هذا اصبح تاريخاً منسياً ؟ 6 - مطالبة الاكراد بالكف عن المارسات اللاانسانية لليزيديين و المسيحيين وتركمان العراق وذكرهم بأن  هؤلاء، لا يتحدثون اللغة الكردية  .

  - النقطة المهمة الاخيرة و المهمة :محاكمة عبعوب  لعدم تمكنه من التعاقد مع احدى الشركات الانجليزية  و الفرنسية ، لإخراج الصخرة التي اغلقت مجاري بغداد و  تسببت في اغراق الاحياء الفقيرة .

كنت امزح معك يا عدنان عندما وضعت امامك البعض من المطاليب التعجيزية لأنني اعرف انك،لا ولم و لن توأتيك جرأة استخدام حرية التعبير و التفكير في بلد محتل .

1/02/2016

 

 

تاريخ النشر

14.02.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

14.02.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org