<%@ Language=JavaScript %> د.يوسف الحاضري أنصار الله وحزب المؤتمر يجسدان الحكمة اليمانية

 

 

 

 أنصار الله وحزب المؤتمر يجسدان الحكمة اليمانية

 

 

د.يوسف الحاضري
Abo_raghad20112@hotmail.com

 

 

قالها من لا يتقول على الله ولا يتكلم من هواه ولا يمتلك ملكة الشعراء منذ 1430 عاما بأن الحكمة يمانية ، هذه الحكمة التي وصفها الله عز وجل بأن من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ، وها نحن اليوم نحصد خيرا يتلوه خير نتيجة الحكمة التي آتاها الله قيادة يمن الإيمان وهذه القيادة لم تكن صناعة الغرب ولا الشرق ولكنها إنبثقت من ارض اليمن إنبثاقا خالصا سواء تلك القيادة الشابة التي كان لجبال مران صعدة شرف إحتضانها أو تلك القيادة المخضرمة التي كان لسنحان صنعاء حظ إنتاجها ، او بقية القيادات السياسية التي كان لها فضل عظيم في ما آلت إليه اليمن على المستوى المجتمعي من تآلف وتآخي بعد 500 يوم من العدوان التسليحي والعدوان الحصاري والعدوان الإعلامي .

دعونا الآن نوضح للجميع حكمة اليمانيين التي تجلت بإنتصار سياسي مجتمعي يماني عظيم تجلى في توقيع تحالف بين أكبر مكونين يشكلان المجتمع اليمني هما (جماعة أنصار الله ) و (حزب المؤتمر الشعبي العام ) والذين كانا في عداء متواصل منذ أولى ايام نشوء الجماعة في محافظة صعدة 2002 ثم تلك الحروب الست التي شنت عليهم من الدولة التي كان يحكمها حزب المؤتمر ادت الى قتل مؤسس الحركة السيد حسين الحوثي عليه السلام ثم استمر العداء على المستوى القتالي او المجتمعي او الاعلامي حتى انتهت الحروب في 2010 ، ليبدأ عداء من نوع آخر تجلى في أحداث ما يسمى الربيع العربي في 2011م والذي خرجت جماعة انصار الله ضد حزب المؤتمر ، لتتوالى الأحداث في حدوثها حتى أدرك الطرفان معا أن هناك مؤامرة تحاك على اليمن أرضا وإنسانا لن ينجو من نارها أحد سواء المنتمين لأنصار الله أو التابعين لحزب المؤتمر ، فتلاقت المصلحة الجماعية عند نقطة واحدة مشتركة اسمها (اليمن) .

خلال فترات الحروب الست على صعدة وانصار الله كان هناك شيء يشكل حاجزا ومانعا بين الحقيقة التي تتمثل في وطنية ومصداقية أنصار الله وبين بقية المجتمع اليمني تتمثل بشكل رئيسي في (غياب او تغييب الحكمة اليمانية ) هذه الحكمة التي لم تبق غائبة بشكل دائم فقد تجلت وظهرت في مواطن كثيرة أهمها تقدم حركة أنصار الله من صعدة الى صنعاء حيث أدركت حكمة المؤتمر الشعبي العام بضرورة ترك الجماعة يواصلون المسيرة دون اعتراضهم او استعدائهم لأن ما سيقدمونه لليمن ارضا وانسانا هو اجتثاث غدد سرطانية عديدة ، وهذا بالفعل ما حصل ، وحصل ان تحلى أنصار الله بالحكمة اليمانية عندما دخلوا صنعاء وسيطروا على كل مفاصل الدولة حتى جيشها وأمنها ولم يفكروا حتى مجرد تفكير في الإنتقام من حزب المؤتمر الذين قاتلوهم ست حروب في صعده بل كان العفو والتسامح سمتهم رغم محاولات الأطراف المشتركة في التآمر على اليمن بقيادة ماسونية الامريكان وصهيونية اليهود ووهابية آل سعود وإخوانية الإصلاح ورغم الانفاق الإعلامي المفرط لنبش الثارات القديمة والأحداث الدموية ، ورغم انها زرعت هنا وهناك من يؤجج الصراع في نفوسهم ضد بعضهم ورغم الاتهامات العديدة والشديدة والمتكررة الا انهما أي (انصار الله والمؤتمر) لم يبالوا على الإطلاق بضجيجهم بل إستمرا في مخططهما الوطني لأجل الوطن ، فكانت آخر الحلول هي (الحرب على اليمن ) .

500 يوم من العدوان على اليمن فشل المعتدي على جميع الاصعدة فكان رهانة الاكبر هو تصارع المؤامر وانصار الله ونشوب حرب بينهما لأنها المفصلية فأنفقت دول العدوان مالم تنفقه في شراء الاسلحة من خلال اكثر من 1000 قناة ومجلة وموقع إعلامي ومليارات تدفع لصانعي الأحداث والأخبار ولمراكز دراسات استراتيجية في كيفية زرع الشحناء والبغضاء بينهما عوضا عن اولئك المنافقين الذين اسسوهم داخل كلا الطرفين ليخلقا مشاكل وشحناء وضوضاء ، ولكن كل ذلك تلاشت بسرعة وسهولة كما يتلاشى الملح القليل في نهر جري بمياة الحكمة اليمانية .

رغم أن هناك عوامل ومبررات وارث تاريخي وأسباب كثيرة يمكن عبرها أن يصنع الآخرون تفرقة وصراع وقتال بين طرفي أنصار الله والمؤتمر ولكن الحكمة اليمانية إبتلعت كل هذه الأمور بلعا لا رجعة له على الإطلاق ، فتجسدت الحكمة اليمانية بعد حرب إعلامية لشق الصف دامت 500 يوم وأنفق عليها مليارات الدولارات لينبثق على ضوءها تحالف تاريخي أسطوري في لحظات لا يمكن أن يستوعبها عقل لا يندرج ضمن (الحكمة يمانية) ليتم تشكيل مجلس سياسي أعلى بين الطرفين وحلفاءهما يديران الوطن بعيدا عن أي وصاية خارجية للأبد ، ليترنح المتآمرون متحسرين على ما أنفقوا من أموال مكسورين منهزمين غير مدركين للحظة هذه أن الأموال التي أشترت أقوى الأسلحة فتكا وأكثر الضمائر قومية وأكثر الجيوش تسليحيا وأخطر العصابات إجراما وأوسع الإعلام إنتشارا وتأثيرا ، أن هذه الأموال التي جعلت من زعيم أكبر منظمة عالمية أسمها الامم المتحدة ينحني راكعاويجعل من منظمات انشئت على أسس حقوق الانسان تساهم في فتك الإنسان وتجعل من تلك القوانين التي تغنى بها من اسسها لأكثر من قرن من الزمن يكفر بها ، لم يدركوا أصحاب هذه الأموال أن أموالهم ومثلها أضعاف بقدر تلك الأموال ومليء الأرض ذهبا وفضة ودولارات لن تستطيع على الإطلاق أن تشتري شيئا كبيرا لا يضاهيه سلاح إسمه (الحكمة اليمانية ) ... فهي ليست بضاعة للعرض ولكنها (الإنسان السوي ) في الأرض ....

ومازالت مفاجئات الحكمة اليمانية وخيرها الكثير ينهال علينا تباعا وتباعا ولم ينقطع ... وسيهزم الجمع ويولون الدبر ... والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يفقهون ... وهؤلاء الذين لا يفقهون هم من لم يكن لهم حظ من الحكمة ...

 

 

تاريخ النشر

09.08.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

09.08.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org