<%@ Language=JavaScript %> حسين سرمك حسن موسوعة جرائم الولايات المتحدة الأمريكية : (127) من كان وراء الهجوم على الصليب الأحمر في بغداد؟

 

 

موسوعة جرائم الولايات المتحدة الأمريكية : (80)

 

 من كان وراء الهجوم على الصليب الأحمر في بغداد؟

 

 

 

ترجمة و إعداد : حسين سرمك حسن

 

 

2015/2016

 

 

 

ملاحظة: هذه السلسلة من المقالات مترجمة عن مقالات لكتّاب وصحفيين أمريكيين وبريطانيين مثبتة في خاتمة المقالة.

(اللجنة الدولية للصليب الأحمر "حثّت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة على مواجهة مسؤولياتها، واستعادة النظام وحماية المدنيين من خلال تقديم المساعدات. إن على قوات التحالف التزامات كقوة احتلال بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك توفير الإمدادات للسكان من ماء وغذاء ورعاية طبية)
(فاينانشيال تايمز، 14 نيسان 2003).

(هذه الانتقادات من قبل لجنة الصليب الأحمر لم تُرفض فقط من قبل قائد قوات التحالف الجنرال توماس فرانكس، بل كان هناك أيضاً أدلة على أن نهب المرافق الصحية العراقية قد تم تشجيعه عمدا من قبل القوات الامريكية).
(نشرة
Global Outlook، رقم 5، ص. 33-41).

(احتاجت الولايات المتحدة – وبشكل حاسم – إلى الإنفلات في اعتقال وتعذيب العراقيين لغرض كشف أي معلومة عن كذبتها الكبرى حول أسلحة الدمار الشامل وذرائعها الأخرى، ووجود الصليب الأحمر كجهة رقابية تتابع وتمنع تعذيب الأسرى وتقابلهم وتصلهم بذويهم وتستلم رسائلهم يعرقل جهود الولايات المتحدة في هذا المجال).

(وسائل الإعلام الأمريكية تلاعبت بعرض الحادث.. وقد أُغفلت حادثة هجوم 8 نيسان أبريل ضد الصليب الأحمر من قبل وسائل الإعلام الغربية، التي كانت تحتفل بـ "تحرير بغداد". حتى الحكومة الكندية التي يكون صوتها عالياً عادة عندما يتعرض مواطنوها لاي اعتداء فشلت حتى في أن تدلي ببيان حول وفاة مواطنها ، مبعوث الصليب الأحمر في بغداد. ووفقا لبيان رسمي للجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن سيارات الإسعاف قد "وقعت وسط تبادل لاطلاق النار". لكن التقارير اللاحقة كشفت أن هذا لم يكن تبادل اطلاق نار. لقد تمّ استهداف القافلة بصورة متعمدة : كانت المركبات مميزة وتحمل علامات الصلبان الحمراء الكبيرة الواضحة التي يمكن رؤيتها من مسافة بعيدة."
 (وكالة أنباء صحة المستهلك، 10 أبريل 2003).

 

المحتوى

______

(تمهيد- الهجمات على الصليب الأحمر لا تحمل بصمات المقاومة العراقية- هجوم 8 نيسان 2003 على قافلة الصليب الأحمر- ويبقى السؤال : على يد من؟- هل قامت قوات الولايات المتحدة بمهاجمة الصليب الأحمر في 8 نيسان 2003؟- هجمات 8 نيسان و 27 تشرين الأول 200 على الصليب الأحمر في بغداد ، هل هناك صلة بينها؟- فمن الذي أمر بالهجمات على الصليب الأحمر؟- هذه الأهداف تصب في مصلحة المستفيد وهو الولايات المتحدة الأمريكية- مصادر هذه الحلقة)

 

تمهيد

____

خلال السنوات المبكرة من الغزو الأمريكي البريطاني القذر للعراق الذي دمّر حاضر ومستقبل الشعب العراقي وكان المقتاح الأمريكي الغربي الصهيوني الأسود في نشر الفوضى المميتة الممزقة في المنطقة العربية ، جرت العديد من المحاولات الإرهابية التي استهدفت – وياللغرابة ! – المنظمات والمؤسسات الدولية التي تقدّم يد لعون لأبناء الشعب العراقي في ظل ذلك الظرف العسير والمهلك الذي فرضه الأمريكان والبريطانيون على شعب العراق سارقين أمواله (برعاية الحرامي الأكبر المجرم راعي الإرهاب بول بريمر الذي سنتوقف عند سلوكه الإجرامي واللصوصي في حلقات مستقلة) وهادرين ثرواته ومشرعين أبوابه لكل اللصوص الأوغاد في العالم الغربي والمنطقة ، والأخطر متلاعبين بإدراكاته العقلية بصورة إعلامية نفسية علمية مخططة جعلت من الصعب على قاعدته العريضة ، بل حتى على مثقفيه الوطنيين ، تحليل أبعاد تلك العمليات والإمساك بخيوطها وتتتبعها إلى مصادرها لمعرفة من المستفيد من تدمير وقتل الجهات الإنسانية المحلية والدولية التي كان هدفها تقديم يد العون للشعب العراقي المُمتحن بجحيم الإحتلال. كانت وسائل الإعلام الغربية – يتعبها وكلاؤها من الصحفيين المحليين بالنوايا أو بفعل المدّ الدعائي الكاسح آنذاك – تعلن فورا وحتى قبل قيام الجهات المسؤولة بأي تحقيق أن الجهة الإرهابية الفلانية – خصوصا القاعدة والزرقاوي آنذاك – هم المسؤولون عن هذه العمليات الإنتحارية. في حين أن النظرة التحليلية العميقة والصبور تكشف لك أن هذه العمليات ليست بعيدة عن الإيدي الأمريكية والبريطانية القذرة التي عاثت بالبلاد فسادا آنذاك. لقد حصلت في العراق عمليات رهيبة لم تُلق الأضواء على تفاصيلها بصورة كافية وصحيحة وعميقة لمعرفة الجناة الحقيقيين (خصوصا المستفيدين) ومنها : عمليات تفجير مقر الصليب الأحمر وقتل عناصره !! ، وقتل سيرجيو فييرا دي ميلو ممثل الأمم المتحدة في العراق بتفجير مقر البعثة في فندق القناة ـ وتفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء وغيرها . لنبدأ أوّلاً بالعمليات الغريبة التي استهدفت تفجير مقر الصليب الأحمر وقتل عناصره.

الهجمات على الصليب الأحمر لا تحمل بصمات المقاومة العراقية

____________________________________

الهجمات التي حصلت على الصليب الأحمر في بغداد في 27 أكتوبر 2003 لا تحمل بصمات لحركة المقاومة العراقية. فقد ركزت المقاومة هجماتها ضد قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة وضد أهداف عسكرية وسياسية.

# في 11 أكتوبر، تم استهداف مقر وكالة المخابرات المركزية في فندق بغداد في العاصمة العراقية. ودون الإقرار بحقيقة أن الفندق يضم بعثة وكالة المخابرات المركزية الـ CIA ، وضعت وسائل الإعلام الأميركية (مثلا الواشنطن بوست، 12 أكتوبر) وجود تشابه بين هجمات 11 أكتوبر على فندق بغداد وتفجيرات بالي في اندونيسيا، ملمحة إلى تورط أسامة بن لادن.

# في 26 أكتوبر حصل هجوم على فندق الرشيد في العاصمة بغداد الذي يضم قيادة الجيش الامريكي ، وكان  نائب وزير الدفاع بول وولفويتز يقيم فيه أيضاً  في ذلك الوقت. أظهر الهجوم ضعف قوات التحالف وعدم قدرتها على الدفاع عن هيكل قيادتها.

في المقابل، كانت منظمة الصليب الأحمر بين عدد قليل من المنظمات الإنسانية الدولية التي استمرت بالتعاون في جميع أوقات حملة القصف الأمريكية (من 16 آذار - 8 نيسان) مع السلطات الصحية العراقية عبر إنقاذ الجرحى وإسعافهم وتنظيم قوافل من سيارات الإسعاف للمستشفيات.

الصورة رقم (1): مبنى الصليب الأحمر في بغداد الذي دُمّر في 27 تشرين الأول 2003

Description: C:\Users\hussein\Desktop\الصليب الأحمر وسيرجيو دي ميلو\2657227.jpg

هجوم 8 نيسان 2003 على قافلة الصليب الأحمر

____________________________

من يقف وراء الهجوم على الصليب الأحمر في 27 أكتوبرتشرين الأول؟

في ما أشارت الصحافة إلى الإرهابيين الأجانب المرتبطين بإبن لادن، فإن ما فشلت هذه الصحافة في التذكير به هو أن هذا هو الهجوم الثاني على الصليب الأحمر.

في 8 أبريل نيسان، وهو اليوم الذي "حُرّرت" فيه بغداد، تعرضت قافلة من سبع سيارات تابعة للصليب الأحمر (ICRC)، ومشاركة في إعادة تزويد مستشفيات المدينة بالمستلزمات الطبية، لهجوم مسلّح، على مما أدى إلى وفاة 13 عاملا صحياً، فضلا عن مقتل مبعوث لجنة الصليب الأحمر الدولية إلى العراق (الذي كان يحمل الجنسية الكندية) وهو ارسلانيان (1955 - 8 أبريل 2003) الذي كان عضوا في الصليب الأحمر الكندي ورئيس الخدمات اللوجستية للجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) في العراق. كان واحدا من ستة مندوبين للجنة الدولية اختاروا البقاء في العراق خلال الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 والاستمرار في مساعدة عمال الإغاثة المحليين. ومنذ 17 يوليو 2001، كان ارسلانيان مسؤولا عن الخدمات اللوجستية للجنة الدولية في العراق، واتخذ هذا القرار الشجاع للبقاء في بغداد طوعا والعمل جنبا إلى جنب مع زملائه تحت القصف وخلال أسوأ ظروف القتال ، فخلق فارقا ملحوظا في حياة الآلاف من الناس. (شخص يساعد العراقيين ويخدمهم في أبشع الظروف ، لماذا يقتلونه ؟!!).  

وسائل الإعلام الأمريكية تلاعبت بعرض الحادث : "مقتل عامل كندي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر عندما تعرّض لهجوم بالأسلحة النارية بينما كان يقود سيارته في شوارع بغداد". وقد أُغفلت حادثة هجوم 8 نيسان أبريل ضد الصليب الأحمر من قبل وسائل الإعلام الغربية، التي كانت تحتفل بـ "تحرير بغداد".

حتى الحكومة الكندية التي يكون صوتها عالياً عادة عندما يتعرض مواطنوها لاي اعتداء (مثل وفاة الصحفية الكندية زهرة كاظمي في إيران) فشلت حتى في أن تدلي ببيان حول وفاة مواطنها ، مبعوث الصليب الأحمر في بغداد.

ووفقا لبيان رسمي للجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن سيارات الإسعاف قد "وقعت وسط تبادل لاطلاق النار". لكن التقارير اللاحقة كشفت أن هذا لم يكن تبادل اطلاق نار. لقد تمّ استهداف القافلة بصورة متعمدة : كانت المركبات مميزة وتحمل علامات الصلبان الحمراء الكبيرة الواضحة التي يمكن رؤيتها من مسافة بعيدة." (وكالة أنباء صحة المستهلك، 10 أبريل 2003).

ويبقى السؤال : على يد من؟

__________________

خلال سنوات العقوبات والحصارالأمريكي ، ومنذ عام 1991، كان الصليب الأحمر نشيطاً في خدمة الشعب العراقي المحاصر، وبالنسبة للصليب الأحمر الحالي كان بين عدد قليل من وكالات المعونة الدولية المستقلة العاملة في بغداد خلال حملة القصف الأمريكي الشديد.

مقتل مبعوث اللجنة الدولية ورئيس لجنة الخدمات اللوجستية السيد "ف. ارسلانيان - V. Arslanian ، في 8 نيسان أسهم في تقويض أنشطة اللجنة الدولية لدعم مستشفيات بغداد. السيد ف. ارسلانيان، كان مسؤولا شخصيا عن وصول إمدادات الصليب الأحمر مثل الماء والبطانيات والمولدات... الخ. ولذلك فمن المستبعد جدا – كما أشاعت الدوائر الاستخبارية الأجنبية - أن قافلة الصليب الأحمر قد استهدفت عمدا من قبل القوات العراقية.

الصورة رقم (2) : أرسلانيان الذي رسم البسمة على وجوه الناس خلال الغزو الأمريكي.

Description: C:\Users\hussein\Desktop\أرسلانيان.jpg

هجوم 8 أبريل على الصليب الأحمر، الذي كان يعمل بشكل وثيق مع مسؤولي الصحة العراقيين والعاملين في المستشفيات، كان نقطة تحول هامة، فقد وضعت الأساس لقاعدة عمل جديدة هي جلب المنظمات الإنسانية ووكالات المعونة التي يوافق عليها البنتاغون. لقد اضطرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تعليق الكثير من عملياتها في ذلك اليوم نفسه، 8 أبريل.

هل قامت قوات الولايات المتحدة بمهاجمة الصليب الأحمر في 8 نيسان 2003؟

___________________________________________

أن قراءة بين السطور في بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتقارير صحفية مختلفة، تكشف لنا أن هناك مؤشرات، على الرغم من عدم وجود أي دليل رسمي، على أن سيارات الصليب الأحمر قد استُهدفت من قبل قوات التحالف. كما ذكرنا في موضع سابق، ان القوات العراقية لا يوجد لديها أي سبب لاستهداف سيارات الإسعاف التي كانت تتعاون مع مسؤولي الصحة العراقية.

كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حريصة على أن لا تتهم ​​القوات الامريكية بصورة صريحة :

"وقالت اللجنة انه لم يعرف بعد ما إذا كانت القافلة قد هوجمت عمدا أو أنها قد حوصرت في تبادل لإطلاق النار بين القوات الأمريكية والعراقية" (الإندبندنت، 10 أبريل 2003).

وفقا لرولان هاجينن - بنيامين، من بعثة الصليب الأحمر في بغداد:

  "لقد شوهدت الإصابات على الطرق، وعلى بعض الجسور، وليس هناك إمكانية فورية لإخلاء المصابين ،والسبب هو أن هناك إطلاق نار فوري مباشر على أي شخص يحاول الاقتراب منهم. المشكلة تكمن في عدم احترام سيارات الإسعاف وعدم احترام الضحايا – لو تم إعطاء الحد الأدنى من الأمن للناس لقاموا بإجلاء المصابين" (المصدر السابق نفسه).

اعترف صحيفة الإيكونومست في 9 أبريل 2003 بأن الهجوم على القافلة هذه قد شلّ أنشطة الصليب الأحمر في دعم مستشفيات المدينة:

"لقد حطّمت المعركة من أجل احتلال بغداد المستشفيات وعطلت عملها، وقدّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المدينة أن عدد الإصابات في المدينة كان يصل إلى 100 إصابة في الساعة، وقد اضطر الصليب الأحمر الى وقف عملياته في المدينة يوم الاربعاء بعد مقتل احد العاملين فيه في الفوضى التي تخيم على المدينة ". (الإيكونوميست، 9 أبريل 2003).

في هذا الصدد، فإن وقف شحنات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أعقاب الهجوم، ساهم في قطع "المصدر الوحيد للامدادات الجديدة من الأدوية والمعدات الطبية إلى مستشفيات الطوارئ الأربعة الرئيسية في بغداد". وعن طريق الحد من وجود اللجنة الدولية، فإن ذلك يقوّض أيضا تنفيذ مهمة اللجنة الدولية في العراق بموجب اتفاقية جنيف:

وتنص المادة 42 من لائحة لاهاي لعام 1907 أن "الأراضي تعتبر مُحتلة عندما توضع فعلا تحت سلطة الجيش المعادي". وقد استكملت قواعد الاحتلال عندما وُضعت اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين.

وتشمل واجبات دولة الاحتلال استعادة وضمان، بقدر الإمكان، النظام العام والأمن العام؛ تزويد السكان بالمواد الغذائية والإمدادات الطبية. الحفاظ على المرافق والخدمات الطبية، ضمان الصحة العامة والنظافة؛ وتسهيل عمل المؤسسات التعليمية. يجب على دولة الاحتلال أن تسمح وتسهّل برامج الإغاثة التي تقوم بها دول أخرى أو منظمات إنسانية غير متحيزة إذا لم تكن الموارد التي تقدم للسكان كافية (اللجنة الدولية للصليب الأحمر).

وفي إطار ولايتها "تهدف زيارات لجنة الصليب الأحمر إلى السجناء إلى منع أو وضع حد لحالات الاختفاء والقتل خارج نطاق القضاء والتعذيب وسوء المعاملة، وتحسين ظروف الاعتقال". وذلك وفقا لاتفاقية جنيف، التي تقوم سلطة الائتلاف المحتلة بانتهاكها بشكل صارخ. لقد تم اعتقال الآلاف من الناس من قبل قوات التحالف. ومنذ بداية الحرب على العراق في مارس آذار ، عالجت اللجنة الدولية أكثر من 000،20 رسالة من العوائل العراقية إلى أسرى الحرب والمعتقلين العراقيين.

إن اللجنة الدولية لا تتردد في تذكير قوات الاحتلال بمسؤولياتها بموجب اتفاقية جنيف. وعلاوة على ذلك، اتخذت اللجنة الدولية موقفا حازماً ضد نهب مؤسسات الرعاية الصحية، متهمة الأمريكيين  ضمنيا بالتواطؤ". (التايمز الايرلندية، 19 أبريل 2003).

اللجنة الدولية للصليب الأحمر "حثّت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة على مواجهة مسؤولياتها، واستعادة النظام وحماية المدنيين من خلال تقديم المساعدات. إن على قوات التحالف التزامات كقوة احتلال بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك توفير الإمدادات للسكان من ماء وغذاء ورعاية طبية" (فاينانشيال تايمز، 14 نيسان 2003).

هذه الانتقادات من قبل لجنة الصليب الأحمر لم تُرفض فقط من قبل قائد قوات التحالف الجنرال توماس فرانكس، بل كان هناك أيضاً أدلة على أن نهب المرافق الصحية العراقية قد تم تشجيعه عمدا من قبل القوات الامريكية. (انظر نشرة Global Outlook، رقم 5، ص. 33-41).

الصورة رقم (3) : تفجير مبنى الصليب الأحمر ببغداد في 27 أكتوبر 2003

Description: C:\Users\hussein\Desktop\الصليب الأحمر وسيرجيو دي ميلو\الصليب الاحمر.jpg

هجمات 8 نيسان و 27 تشرين الأول 200 على الصليب الأحمر في بغداد ، هل هناك صلة بينها؟

_______________________________________________

هناك سبب للاعتقاد، بناء على أدلة موثقة حول علاقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسلطات العراقية قبل الحرب وخلالها، أن حركة المقاومة العراقية لا يمكن أن تستهدف الصليب الأحمر.

فمن الذي أمر بالهجمات على الصليب الأحمر؟

__________________________

يخدم هجوم 27 أكتوبر على الصليب الأحمر مصالح قوات التحالف. إنه يخلق "موجة مفيدة من السخط والنقمة". (انظر عملية نورث وودز الأمريكية في كوبا عام 1962، في الوثيقة التي رفعت عنها السرية بعنوان "تبرير التدخل الأمريكي العسكري في كوبا" في http://www.globalresearch.ca/articles/NOR111A.html).

لقد قفزت وسائل الإعلام على الفور إلى القول بأن العملية هي نتيجة عمل إرهابي، من دون الإشارة إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر سبق أن هوجمت ، في جميع الاحتمالات، من قبل القوات الأمريكية، في 8 أبريل نيسان.

ووفقا لوسائل الاعلام الامريكية، التي تغذي آلة دعاية البنتاغون، كان صدام حسين والمقاتلون الأجانب المرتبطون بأسامة بن لادن مسؤولين عن الهجوم على الصليب الأحمر في 27 اكتوبر تشرين الاول.

ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، وبالإشارة إلى الهجوم على الصليب الأحمر:

"حمل تفجير السيارات المفخخة الكبيرة على أهداف غير عسكرية بصمات تنظيم القاعدة.

وقد تم التخطيط لها وتنفيذها بصورة احترافية، ومتزامنة أحيانا، وتنفذ عادة من قبل الانتحاريين، وتهدف إلى تحقيق أكبر قدر من التأثير الدعائي. لقد ألحقت خسائر كبيرة وعشوائية بين المدنيين ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية . (بي بي سي، 28 أبريل 2003، HTTP: //news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/3219483.stm)

ولأنه لم يُعرف بعد ما اذا كانت خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤولة فعلا عن هذا الهجوم، كان يتوقع أن جهاز المخابرات الأمريكية و / أو وكيلتها الباكستانية تقوم بالتبليغ على الأقل. صار الأمر موثقا بما فيه الكفاية أن القاعدة هي "وكيل" لوكالة المخابرات المركزية. وعلاوة على ذلك، فإن هذه الهجمات الإرهابية على أهداف مدنية لها نفس منطق هجمات 11. سبتمبر. انها تميل إلى تشويه أعمال المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة أمام أنظار الرأي العام العالمي.

إنهم يرفعون أكاذيب بشأن "الحرب على الإرهاب". ويجري الآن استخدامها في التصريحات الرسمية وفي وسائل الإعلام لتقديم "وجه إنساني" للاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويخدم هجوم 27 أكتوبر على الصليب الأحمر هدفا آخر. اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الوقت الحاضر: "هي الهيئة الوحيدة التي تتمتع بسلطة دولية لزيارة مراكز الاعتقال في مكان مثل العراق وللاطمئنان على معاملة السجناء بما في ذلك أولئك الذين قيد الاستجواب". (بيتر غوان، أوتاوا، 29 أكتوبر 2003).

ما يعنيه هذا هو أن اللجنة الدولية قد شاركت بشكل روتيني، وفقا لولايتها بموجب اتفاقية جنيف، في توثيق وجمع الأدلة على جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال. هذه البيانات تذهب الى سجلاتها في جنيف لتصبح جزءا من تاريخ حرب العراق والاحتلال.

إذا انسحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو حدت أن أنشطتها قد انكمشت بصورة كبيرة ، لن تكون هناك أي آلية من هذا القبيل لرصد جرائم الحرب من قبل هيئة دولية أو التحقق من معاملة السجناء بصورة قانونية وإنسانية من قبل سلطات الاحتلال". (نفس المصدر السابق).

هذه الأهداف تصب في مصلحة المستفيد وهو الولايات المتحدة الأمريكية

_________________________________________

نستطيع الآن أن نلخّص الأهداف التالية من ضرب مقرات الصليب الأحمر وقتل عناصره الإنسانية ، وهي أهداف تصب في مصلحة المستفيد وهي الولايات المتحدة الأمريكية :

(1). لأن الولايات المتحدة غزت العراق لأهداف مدمّرة شيطانية تناقض الأهداف المُعلنة التي خدعت بها العالم ، فإنها لا تريد وجود أي جهة رقابية عليها في العراق تكشف جرائمها بحق الشعب العراقي.

(2). من بين أهداف الغزو الأمريكي البريطاني الصهيوني هو الإبادة البشرية للشعب العراقي ، التي يشكل وجود اللجنة الدولية للصليب الأحمر حجر عثرة في سبيل تحقيقها. (وتذكر الإبادة باليورانيوم المنضب وبالحصار بالغذاء والدواء التي سنتوقف عندها في حلقات مستقلة).

(3). وتشكل الرعاية الصحية والمساعدات الغذائية في ذلك الظرف العصيب أهم وسيلة لمواجهة هذا المخطط الإبادي ، فإن جهود الصليب الأحمر في توفير هذه الجوانب ومساعدة الشعب العراقي تعرقل العمل الشيطاني للولايات المتحدة وحلفائها.

(4). احتاجت الولايات المتحدة – وبشكل حاسم – إلى الإنفلات في اعتقال وتعذيب العراقيين لغرض كشف أي معلومة عن كذبتها الكبرى حول أسلحة الدمار الشامل وذرائعها الأخرى، ووجود الصليب الأحمر كجهة رقابية تتابع وتمنع تعذيب الأسرى وتقابلهم وتصلهم بذويهم وتستلم رسائلهم يعرقل جهود الولايات المتحدة في هذا المجال.

(5). بعد رفض الأمم المتحدة للحرب العدوانية على العراق صارت الأمم المتحدة بكل هيئاتها – ومنها الصليب الأحمر – " عدوّاً " للولايات المتحدة يجب "تأديبه" والثأر منه  حتى لو بالقتل والتدمير . وهذا ما أكده قتل عناصر الصليب الأحمر ثم قتل ممثل الأمم المتحدة سيرجيو فيرا دي ميلو عبر تفجير مقر بعثة الأمم المتحدة في فندق القناة كما سنرى في حلقة مقبلة .

(6). كان سلب ونهب وحرق بغداد وتدمير البنى التحتية للدولة العراقية من الأهداف الأولى والكبرى للغزو الأمريكي البريطاني الصهيوني وهو امر مدفوع له من قبل دول معروفة في المنطقة . وقد اعترض ممثلو الصليب الأحمر بل اتهموا القوات الأمريكية بالتواطؤ في سلب وتدمير المستشفيات العراقية . كما أنهم كانوا يقدمون الأدوية والتجهيزات الطبية والمولدات الكهربائية للمستشفيات ويقومون بإنقاذ الجرحى .

(7). تقوم سياسة الولايات المتحدة لا على الكذبة الكبرى عن حقوق الإنسان والديمقراطية بل على أساس تدمير الدول ذات السيادة وتحطيم الشعوب وإبادتها (سنعرض الوثائق الأمريكية الخاصة بالإبادة البشرية ودور حتى بيل غيتس في هذا المخطط في حلقات مقبلة)، وحسب التركيبة السيكولوجية لمسؤولي الإدارة الأمريكية فهم يهمهم أن " يكونوا مرهوبين لا محبوبين من قبل شعوب العالم " ، وقتل ممثلي الصليب الأحمر الإنسانيين العُزّل يشكل درسا رادعا لكل من تسوّل له نفسه محاولة عرقلة المخطط الشيطاني الأمريكي.

(8). إرسال رسالة واضحة لأي جهة أو منظمة دولية مهما كان دورها الإنساني أن لا دور ولا مهمة ولا رقابة تجري في العراق إلا بموافقة القوات الأمريكية ، وأن الحاكم الأمريكي هو الحاكم الأعلى والأوحد الذي يجب أن لا يعارضه أحد. 

(9). الإمعان في الحرب النفسية ضد المواطن العراقي وتشويش أحكامه العقلية ، فهو سيتساءل : هل فعلا إن المقاومة التي تدافع عني تقتل الناس الإنسانيين الذين يساعدونني في محنتي ؟ .

(10). ضرب المنظمات الإنسانية وقتل الناس الأبرياء هو مخطط اتبعته الولايات المتحدة سابقا وشعاره (تدمير الإرهاب بالإرهاب) (انتظر حلقة مقبلة عن الخيار السلفادوري في العراق) .

(11). إن إشاعة القتل العشوائي وعدم استثناء أي أحد منه (وصلت الأمور إلى حدّ أن حتى بائع الثلج والخضروات والحلاق يُقتل في العراق تحت شعارات المقاومة !!!) يمعن في ترسيخ حالة الرعب في نفس المواطن التي سيكون لا حلّ لها إلّا بالقوات الأمريكية التي سيصبح مجرد التفكير في خروجها مثيرا للرعب (حرب سيكولوجية جوهرها خلق حالة الإعتمادية الطفلية لدى الضحية على جلادها).    

مصادر هذه الحلقة

_____________    

#"Useful Wave of Indignation ": Who was behind the Attack on the Red Cross in Baghdad? - by Michel Chossudovsky – globalresearch -  28 October 2003

#wikipedia – the free encyclopedia

#Caught in the cross-fire: Baghdad, 8 April 2003

https://www.icrc.org/eng/resources/documents/misc/5lnh46.htm

 

 

 

تاريخ النشر

13.08.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

13.08.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org